شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد حظيت المقاومة العراقية ضد الاحتلال بعد 2003 بتطوع وقدوم عدد قليل من أبناء الدول العربية ، وبسبب ظروف الحصار المحلي والإقليمي على المقاومة العراقية ،أمريكيا وإقليميا، لم تتسع الفرص كاملة لوصول المتطوعين الآخرين إلى مناطقها بسبب ظروف العراق ما بعد الاحتلال، بل انعدمت الفرص لوصول الكثير من المناضلين العرب أو حتى الاممين من القوى الأوربية والدولية المناهضة للحرب الامريكية ضد العراق ولدعم المقاومة العراقية، بل عملت الولايات المتحدة وإيران على التعاون والتنسيق المباشر في إعداد وتدريب وتمويل المجموعات القادمة من مختلف البلدان العربية والاسلامية والدولية وتجنيدها في مجموعات أخذت طريقا مضللا منذ البداية لخدمة أهداف المخططات الاحتلالية، المطلوب تنفيذها وبأسماء مثل " القاعدة في بلاد الرافدين" و " المجموعات الجهادية " تارة و " المقاومة الإسلامية " تارة أخرى، خاصة تلك التي تلقت تدريبا وإشرافا هاما من قبل الأمريكيين في العراق على يد السفيرين من عملاء المخابرات الامريكية، كل من نيغروبونتي وخليل زاده ، حيث تم تدريب الآلاف من الجماعات والمنظمات والمليشيات والمافيات وزجها في مهمات الثورة المضادة و" الصحوات" و " قوى مضادة" أخرى وقفت وتجندت ضد نهج وقوى التحرير في العراق و المنطقة .

وهكذا أضحت صناعة الإرهاب وإدارته حرفة متخصصة من قبل الإدارة الامريكية والحكومة الإيرانية بامتياز واضح ، يتجلى أيضا في دعم مخابراتي ولوجيستي وإعلامي وبمال سياسي، وإخراج هوليودي للأحداث التي جرت، وخاصة في توقيت وظهور داعش وبطريقة إعلان ما يسمى " الدولة الإسلامية في العراق والشام" وطريقة سرعة تسريب عناصرها ومقاتليها إلى بلدان عربية أخرى مثل ليبيا والصحراء الإفريقية، وظهور الحوثيين باليمن، وبعدها فبركة ظهور ما سمي بالحشد الشعبي في العراق، كاستجابة ظاهرية لما سمي" الجهاد الكفائي" تلبية لنداء المرجع علي السيستاني، وبتأثير خطاب طائفي ومذهبي واثني مشحون قامت به بقية المرجعيات الدينية على طرفي الصراع المطلوب إيرانيا وأمريكيا ، لتتحول الظاهرة إلى صراعات طائفية يجلب لها عشرات الألوف من الشباب والمقاتلين من اغلب الدول الإسلامية وحتى من جنسيات دولية غير مسلمة.

منذ بداية التسعينيات ، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانتكاسة العديد من حركات التحرر في المنطقة والعالم أجهضت أفكار وأهداف الحركات التحررية والثورية والأممية والتقدمية عبر العديد والمناطق في العالم ، لتفسح المجال إلى اندفاع القوى الظلامية المشبعة بروح العنف والحقد والانتقام وتشويه صورة الإسلام ومحاربة المقاومات الوطنية ونضال الشعوب ضد الاحتلال والهيمنة ولالهاء هذه الشعوب المنتفضة عن مهمة إسقاط الأنظمة الدكتاتورية والغاشمة ليحل محلها الفوضى المسلحة في سوريا ولبنان والعراق واليمن وأقطار عربية أخرى.

والملفت للنظر هنا أنه : ( لم يحدث في تاريخ حروب التحرير في المنطقة العربية خلال مئة عام، ولا حروب الغزو والاحتلال الغربي لها، ظهور تنظيم مسلح فجأة، كما بعد بدء الثورة المضادة 2013 ).

وبتواجد الولايات المتحدة ، كقوة احتلال في العراق، وبعد تصاعد خسائر قوات الاحتلال الأمريكي عندما واجهت أمريكا مصاعب كبيرة بسبب ضربات المقاومة العراقية الباسلة ، فقد أوكلت الإدارة الامريكية لعملائها في العراق، ممثلين في حكومة العراق برئاسة نوري المالكي، وبتوكيل الأمر بالتعاون المباشر مع ايران خاصة، وبتنويع وتوفير مصادر التمويل الخليجي والدعم التركي، لتوريد المقاتلين، وتسهيل هروب قادتهم من السجون الأمريكية ــ العراقية، وجرى ذلك بكل سهولة ، سواء كان ذلك بسرية أو علنية، وبسيناريوهات مذهلة في الإخراج ، لم ترد حتى " في قصص أشبه بالأساطير الخيالية" ، حيث خرج قادة الإرهاب من السجون ومناطق الاحتجاز لهم ، وكأنهم ذاهبون لتنفيذ مهمات سينمائية! ومروا أمام الكاميرات والشحن الإعلامي المحلي والدولي، لتتسع الحالة إلى توفير الإمكانيات وفتح الحدود لهروب وتسلل الآلاف من أمثالهم من بقية السجون العربية التي أطلقت سراحهم في تزامن واحد ، خاصة بعد الفشل الذي لحق بما سمي "الربيع العربي" للمشاركة والالتحاق في جبهات ساخنة ومحددة في سوريا والعراق،وانطلقت مجاميعهم أساسا لتنفيذ ثلاث أهداف وهي على التوالي :

 

أولا: إجهاض المقاومة العراقية والانتفاضة الشعبية وحركات الإعتصامات والتظاهرات المدنية المتصاعدة في العراق.

ثانيا: إجهاض حركة الشعب السوري المنتفضة وثورته ضد نظام بشار الأسد وإفساد هذه الحركة وإشغالها في معارك جانبية لإنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط، فكان لمجموعات ومليشيات المرتزقة، وبمسمياتها المختلفة دور كبير في استمرار العنف والإرهاب وتعطيل مسارات التحرير والتغيير الثوري الذي تنشده الشعوب.

ثالثا: إجهاض الانتفاضة الشعبية في اليمن ضد نظام علي عبد الله صالح وتسهيل التدخل الإيراني بظهور ما يسمى "المليشيات الحوثية" وتعاونها مع بقايا مؤسسات الرئيس اليمني المخلوع وبتدريب واشراف حزب الله اللبناني وفيلق القدس.

ولعل ما جرى في سوريا والعراق خاصة من حالة تطورات الصراع أصبح كتحصيل حاصل لا يختلف عن ما جرى في اسبانيا خلال سنوات الحرب الأهلية من توافق الإرادات الدولية، رغم توجهاتها العامة والخاصة، التي تبدو ظاهرياً متضادة ومتصارعة؛ إلا ان المصلحة المشتركة للتدخل الدولي تغلبت على الأخلاق والمواقف ، فسوريا الآن، وكذلك العراق واليمن وليبيا دول منقسمة داخليا وتحكمها إرادات دولية متصارعة هي الأخرى .

والمنطقة برمتها تئن تحت وطأة حرب أيديولوجية وطائفية وإثنية تنفذها المليشيات ومن يحميها بالوكالة، فمرة تبدو وكأنها صدام بين السلفية الخليجية والتشيع الصفوي الإيراني، ومرة بين "الوهابية" و"التشيع" أو حتى بين قوى الاعتدال المتشابكة المصالح مع الشرق والغرب.

الصراع على الأرض تنفذه مليشيات جاءت عناصرها من اغلب دول العالم ولا يهم الدين الذي يحمله هؤلاء في رؤوسهم ممن أطلقوا اللحي وحملوا الرايات البيضاء أو السوداء، ولا يهمهم ما يكتب عليها من شهادات أو تكبير، أو رموز كلها تشير وتوحي إلى الإسلام لتمسخ قيمه وتقاليده وسمعته وعقيدته السمحاء ، مجموعات تتصارع وفق ما أرادته منها الاطرادات والقوى الدولية بالرصاص والحرق والنسف والتخريب على الأرض، بينما تحوم فوق الجميع طائرات القوى الدولية الامريكية وحلفائها والروسية وتحالفاتها، ونحن شهود والعالم كله يتفرج على فظائع آخذة في التفاقم وصلت إلى إطلاق الصواريخ البالستية على المدن الآهلة بالسكان، واستعمال ذخائر الحرب الكيميائية، وتنفيذ المجازر المروعة، وممارسة كل أشكال الاضطهاد الديني والمذهبي ، والسبي، وبات الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تنقل الأخبار العاجلة والمصورة التي تملأ المواقع الالكترونية بصور ومشاهد الذبح والتفجيرات وعودة لقطع الرؤوس، وتكريس مظاهر العبودية وبيع الرقيق وممارسة عمليات التطهير العرقي والطائفي والديموغرافي وترك الملايين من النازحين في العراء، ومنعهم من العودة إلى بيوتهم ، أين يتم استيطان جدد لأقوام وبشر قدموا من مناطق أخرى .

(... أمامنا متطوعون محفزون فكريًا يتسارعون من الأنحاء القصوى والدنيا؛ وعلى مقاعد المتفرجين، مجددًا أيضًا، لدينا قوى ليبرالية تبدو عاجزة عن استحضار نهاية للنزاع ).

فعلا دروس تكرار الحرب الاسبانية وتغيير خرائط النفوذ لصالح القوى والدول المتورطة في الصدام في سوريا والعراق تذكرنا بتلك الحرب الأهلية الإسبانية ( 1936 ــ 1939 )، رغم ان الحرب الأهلية الاسبانية كانت قصيرة نسبيا، وتوقفت لصالح فرانكو بعد ثلاث سنوات، ولكنها أيضا فتحت الطريق لاندلاع الحرب العالمية الثانية ( 1939 ــ 1945 ) بكل أهوالها ومجازرها وما انتهت إليه من تقسيم العالم إلى معسكرين متصارعين .

لقد وثق ( ﭙول بيترسون ) كل ما جرى في اسبانيا، غداة انتصار فرانكو وما بعدها وشرح بتفصيل مرعب في كتابه ( الهولوكوست الإسباني: التحقيق والتصفية في إسبانيا القرن العشرين) الصادر سنة 2012. فقد دون معطيات هامة وتاريخية عن استمرار الإعدامات الجماعية حتى بعد الحرب، وقد تلقى فرانكو وأعوانه دعما هائلا من هتلر وموسوليني، فيما تلقت الجمهورية الإسبانية الدعم من الاتحاد السوفييتي فقط، وبقدر أقل من المكسيك، أما قادة ما تسمى بالدول الديمقراطية فقد كان في تغافلهم دعم كاف لنظام فرانكو رغم انتمائه عقائديا إلى المعسكر النازي والفاشي،. وهكذا بقي فرانكو في السلطة حتى وفاته في تشرين الثاني 1976 وخلال حكمه تم قمع النقابات والمثقفين والصحافة وداعمي حقوق الأقليات، خصوصا الكاتالونيين والباسكيين. ولم يمنع هذا حتى قوى حلف الناتو من الوقوف في صف النظام الفاشي؛ ففرانكو، رغم كل شيء،بالنسبة لهم يكفي انه كان معاد للشيوعية.

ومن حوصلة العرض أعلاه، نجد أن الجامع المشترك في أحداث العراق وسوريا واليمن وبعدها ليبيا ان التنظيمات الإرهابية التي غلب عليها تواجد الأجانب، وخاصة من خلال تدخل الحرس الثوري الإيراني، بكل واجهاته الطائفية، كفيلق القدس، وفيلق بدر العراقي، وحزب الله اللبناني، وعشرات المليشيات القادمة من افغانستان وايران والعراق والتي تجاوزت المائة تخضع لتسيير الحرس الثوري الإيراني، ويتواجد فيها اكثر من 80% أجانب جلبوا من الخارج ، وبتسهيلات لوجستية ومالية ميسرة جدا ، وبتنسيق مخابراتي دولي، بدا واضحا للجميع، بدءا من ايران وافغانستان وتركيا وبيروت من خلال حزب الله اللبناني وشبكاته ونفوذه عبر البر والبحر ؟ .

ان مجازر هذه الفيالق الأممية الجديدة المتورطة، ليس لها علاقة مع الإسلام، ولا مع العرب، ولا حتى مع الطوائف والاثنيات التي تحارب باسمها، فكلها تشترك في ممارسة الجريمة المنظمة ، وهي متناسقة ومتوافقة في الأهداف الساعية لتحقيقها، تحكمها خريطة طريق واحدة ، ممتدة وموزعة، حيث تتواجد آبار النفط ومكامنه الجيولوجية واحتياطياته، التي تعرفها الشركات النفطية والدول الكبرى جيدا، والحرب الدائرة تحت شعار " مكافحة الإرهاب" تخدم فقط تلك الأغراض التي شكلت واعدت ودربت وجلبت من اجلها تلك الجماعات ، بكل مسمياتها وعلى امتداد خارطة الطريق النفطي وخطوط نقل وتبييض الأموال القذرة ، وزراعة وتوزيع ونقل المخدرات والأفيون، واستغلالها كقوى ابتزاز اجتماعي وسياسي في المنطقة لتوفير المال الداعم لها من أنظمة نفطية معينة مقابل وقف وامتداد نشاطها الإرهابي ، حيث تستخدم هذا الجماعات في وسيلتين أساسيتين :

أولا: كقوى إرهاب وإجرام لتنفيذ ما يطلب منها ، وفي أي بلد يطلب تهديده ، أو وقف أنشطتها هناك مقابل دفع مال معين من هذا البلد أو ذاك بما فيها دول أوربية وافريقية، حيث تتسع خارطة توزيع المجموعات الإرهابية بفضل الدعم اللوجستي الكبير، الذي يضمن لها حرية الانتقال والحماية وحتى توفير الحصانة والحماية ومنع اعتقالها ومحاكمة قادتها ، خاصة تلك المجموعات الموضوعة والمصنفة ضمن قوائم ما يسمى " شركات الحماية" الدولية أو المليشيات التي وجدن من يسهل لها ويشرع لها امكانيات وفرص الاندماج في الجيوش ومنظمات الأمن وقوات وزارات الداخلية؟.

ثانيا: جندت الدول الكبرى هذه الظاهرة لتوريد السلاح وبيعه والحصول على أموال طائلة تحت الابتزاز بحجة " الحرب على الإرهاب" ومنع الحرب الأهلية وإشعال سعير الحرب الباردة ، ورفع فواتير التسلح بأرقام باتت خيالية وصلت مئات المليارات لصالح تجارة وريع المجمعات الصناعية الحربية الدولية الكبرى، وخاصة برفع حالة التوتر والصدام بين ايران والسعودية ودول الخليج وبقية الدول الدول العربية .

بسقوط دولة الخرافة الامبريالية، أولا، والاسلامية ثانيا، "داعش" وانتقال جداول الأعمال إلى صالات ومناقشات المؤتمرات والاجتماعات السرية والعلنية، ووضعها على موائد الدول الكبرى، يجري الحوار الحقيقي هناك، لتقسيم الغنائم والمغانم، من خلال المفاوضات السرية، ومنها في العلن وبوقاحة متناهية، حيث أصبحت هذه الأرقام الضخمة من أعداد المليشيات تشكل جيوشا وفيالقا وفرقا عسكرية متخصصة، وجل نسبتها الكبرى من الشباب الذي سيجد الكثير منهم طريقه إلى ملاهي البطالة، او الولوغ في الجريمة ، لكونه اكتسب الخبرات الأمنية والقتالية، ولديه الاستعداد لممارسة الجريمة كلما أتيحت الفرصة له.

إنهم أحصنة طروادة القادمين في أنشطة أخرى ، خاصة العمل على إجهاض أي عمل تحرري في بلدانهم وفي البلدان الأخرى ، وهم مستعدون أيضا في خدمة من يدفع لهم اكثر، كمرتزقة، وتوفر لهم الامتيازات التي وفرتها لهم مرحلة " الفوضى الخلاقة" الامريكية في المنطقة ، ووفرت لهم المناخات الملائمة للعبث والقتل والسلب والاختطاف والتمرد، بغياب دولة القانون وفقدان الأمن والسلم الاجتماعي في بلدان ومدن عربية كبرى أضحت خربة تماما.

لا يعرف أحد ، متى تبدأ مرحلة ما يسمى بالاعمار، حيث تنتظر الشركات العالمية وحماياتها المحلية والدولية مرحلة النهب الجديدة. ولا شك ان هؤلاء المرتزقة سيوظفون لاحقا في شركات حماية تلك الشركات، أينما حلوا وعملوا، لكونهم سيبقون مرتبطين بالمؤسسات الدولية والمحلية التي جندتهم ونفذت بهم أجنداتها الإجرامية والتخريبية.

ان ظاهرة تقديم العون والدعم الدولي، وبالتواطؤ المفضوح لهؤلاء المرتزقة بعد إتمام عملياتهم العسكرية الممسرحة، حيث يتم نقلهم بالطائرات العسكرية والمدنية، وتوفر لهم تغطية طرق الانسحاب والحماية ، وحتى التكفل بعوائلهم وحماية نسائهم وأطفالهم، تكشف للجميع مدى الرعاية التي أولتها لهم القوات الامريكية من جهة وبالتعاون مع الحكومات الإيرانية والسورية والعراقية وحزب أو عملائها من جهة أخرى، حيث بدا التنسيق والتعاون بشكل واضح في نقل وحماية أفراد وجماعات هذه القوى المنسحبة والمنقولة برا وجوا من مكان آخر .

حتى عمليات الانسحاب الممسرحة من المدن بعد تدميرها باتت تجارة رابحة حيث يكسب المقابل والخصم الظاهري في مواقع الاشتباكات المموهة إعلاميا سمعة "المنتصر" لهذا أو ذاك ، ويوصف البعض بصفة "المنقذ"، وشرف تحرير واسترجاع المدن من قبضة الإرهاب في العراق وسوريا، في حين أثبتت الوقائع والأدلة: كم هو الثمن المدفوع بمئات الملايين من الدولارات ، تدفع لهذا الطرف أو ذاك بعد كل عملية انسحاب وما يسمى " تحرير" لهذه المدينة العربية أو تلك.

انتهى في ٢٨ تشرين الثاني / أكتوبر ٢٠١٧





الثلاثاء ١٦ ربيع الاول ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة