شبكة ذي قار
عـاجـل










تسريبات اعلامية امريكية رسمية وغير رسمية ، في الفضائيات والتواصل الاجتماعي وبعض الصحف العالمية، وكلها تتحدث عن العداء الامريكي لإيران وانهم سيوجهون ضربة قاضية وقاسية للمليشيات الايرانية في العراق .

المتابع لعلاقة أمريكيا وايران منذ قيام الثورة الإيرانية في عام 1979 وتشكل الجمهورية الإيرانية الحديثة ونحن نسمع عن فرض عقوبات تجارية من قبل أمريكا على الحكومة الإيرانية وتجميد للأرصدة وتعليق لصفقات التسليح المبرمة مع الدولة الإيرانية وتجميد لأي صفقات تسليح مستقبلية وفرض قيود على واردات النفط الإيرانية وفي الواقع لم نلمس أي ثمرة من ثمار العداء بين هاتين الدولتين على أرض الواقع بل هناك تنسيق عالي بينهم وفضيحة إيران غيت سنة 1983 التي أظهرت مد إيران بالأسلحة أثناء حربها مع العراق خير شاهد على العلاقة المهمة والاستراتيجية وتقاسم النفوذ والمصالح والدور الإيراني في احتلال أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003 وهو موقف عبر عنه محمد خاتمي عام 2004 حينما كان رئيسا لإيران بقوله ( بانه لولا الدعم الايراني لما تمكنت امريكا من احتلال افغانستان والعراق ) .

إن إيران وامريكيا ليستا في صراع كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل، مدلالا على ذلك بعدم لجوء الطرفين إلى استخدام أو تطبيق ما يعلنه خلال تصريحاته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس , عندما أراد العراق بناء مفاعل نووي عراقي، لم يشهد المجتمع الدولي استنفاراً دبلوماسياً في جنيف أو فيينا أو أنقرة أو غيرها، كما هي الحال في الملف النووي الإيراني، وحدها الطائرات الإسرائيلية استنفرت محركاتها لتقصف مفاعل تموز العراقي وهو لايزال قيد الانشاء واليوم ايران على بعد أمتار من تصنيع القنبلة النووية ونسمع جعجعة ولا نرى طحنا.

منذ 10 تشرين الاول حشدت إيران تنظيمات مسلحة تعمل بالوكالة عنها على مدينة كركوك الغنية بالنفط وكنا نسمع تصريحات الامريكان بالتدخل في حالة اجتياح كركوك ماذا حصل اليوم كركوك تحت الوصاية الايرانية كل المليشيات التابعة لإيران لها مقرات معلومة وهي من تسيطر على الملف الامني وعلى نفط كركوك والمتابع للأعلام الامريكي والبيانات التي أدلى بها مسؤولون أميركيون تساعد الخداع الإيراني من خلال إنكار دور الميليشيات التابعة الى ايران في كركوك. رغم جولات وتصريحات سليماني، وأبو عزرائيل، والمهندس والعامري في كركوك وعلى شاشات التلفاز .

الإدارة الأمريكية حريصة على التنسيق مع ايران ، حتى لو أنكرت ذلك إعلاميا، أو تمنعت عن اظهاره دبلوماسيا وسياسيا , إيران تلعب مع الولايات المتحدة، لعبة تبادل المصالح ، والتوسع الإيراني في العراق يمر من الشقوق التي توجدها أميركا وبرضاها، وما يجري في صلاح الدين والموصل والانبار وكركوك سيناريو امريكي لإعادة رسم خارطة ، او طبقا لتعبيراته ( اعادة ترتيب المنطقة ) فكسر اهم جدار رافض للوجود الايراني ، لنجد مناطق هذه المحافظات تفتح مكاتب لأحزاب ايرانية وتتبادل الزيارات بين مسؤوليها ! اليس هذا نصر ستراتيجي ما كانت ايران تحلم بتحقيقه لولا دخول داعش صناعة امريكيا وايران التي وفرت غطاء مناسبا لمنظمة غدر وعصائب أهل الباطل والخرساني والنجباء لفتح مقرات في مناطق كانت تحلم بالوصول اليها .

أمريكيا هي من أطلقت يد ايران وعملائها في العراق بحيث تخلت او ركنت امريكا كل عملائها وركزت في تكريس الاعتماد في ادارة الشؤون العراقية على العملاء المزدوجين لها ولايران مثل الهالكي والعبادي والعامري والمهندس .

أيها العرب .. الأمريكيون والايرانيون ان اختلفوا، فانهم يختلفون في بعض التفاصيل، في حين يلتقون بشكل واضح بالأهداف، والشيء الذي نتمناه على العرب وخصوصا السعودية ان يحكموا عقولهم ، ويدركوا جيدا ان تقاربهم مع ازلام ايران في العراق في غير محله، لانهم ادوات تنفيذ مشروع صفوي ، سيوجه الى صدور العرب ، وليس الى جهة أخرى، ولن يكون إلا على حسابنا، وضد مصلحتنا. ..





السبت ٨ صفر ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة