شبكة ذي قار
عـاجـل










في تصريح له للتّلفزيون الإيراني منذ أيّام، ادّعى الرّئيس حسن روحاني أنّ مكانة بلاده في المنطقة اليوم أكبر من أيّ وقت مضى، وأضاف متسائلا: "هل من الممكن اتّخاذ قرار حاسم في العراق وسوريّة ولبنان وشمال إفريقيا والخليج "الفارسيّ" من دون أخذ الموقف الإيرانيّ في الاعتبار؟

وإذا رمنا قراءة هذا التّصريح قراءة تحليليّة، بمنتهى الموضوعيّة والهدوء، فإنّنا سنجد أنفسنا مجبرين على التّشديد على خلفيّة صاحبه وفحوى مضمونه وما ينطوي عليه من ملابسات وغايات.

فحسن روحاني وبصفته رئيس إيران الفارسيّة الصّفويّة، يستملك كلّ مخزون الحقد الفارسيّ الثّابت على العرب، وهو المحدّد الأساسيّ والأبرز لسياسات دولة الملالي منذ تشكّلها بل وحتّى قبل قيام الدّولة الصّفويّة على يد إسماعيل الصّفويّ، وهو أيضا رأس السّلطة السّياسيّة في نظام ولاية الفقيه ذات الثّلاثة رؤوس التّقليديّة في إيران منذ القدم، الأمر الذي يجعل لكلامه أبعادا أخطر ممّا يحمله في ظاهره، ويكشف بوضوح تامّ الحقيقة الإيرانيّة بعيدا عن التّرويج المعتاد وجميع مدارات التّجميل ليغادر ثابتا آخر في عقيدة الفرس ألا وهو التقيّة والخداع.

إنّ القول إنّ مكانة إيران اليوم في المنطقة أكبر من أيّ وقت مضى، هو قول مقبول في مجمله بالنّظر للحقائق على الأرض من جهة ولطبيعة الوضع السّياسيّ العالميّ من جهة أخرى، فإيران وهذا ما لا يمكن لأحد إنكاره أضحت اليوم مؤهّلة للعب دور إقليميّ واضح خصوصا إذا ما أخذنا بالاعتبار حضورها القويّ والمؤثّر في العراق ناهيك عن سيطرتها سيطرة شبه مطلقة على مسار الأحداث في سوريّة برمّتها ويتبيّن ذلك من خلال تواجدها البارز في المسار التّفاوضيّ المضني والشّاق المتواصل لا سيّما في الأستانا حيث غدت بدعم روسيّ ضلعا أساسيّا له مقدار مهمّ من السّطوة.

إلاّ أنّ مثل هذا الرّأي يظلّ أعرج بل ومجافيا للحقيقة إذا ما عٌرض دون تشريح وتفصيل وبحث في الأسباب والجذور.

فإيران وعلى عكس ما ينضح به تصريح رئيسها، تفتقر لمقوّمات القوّة الإقليميّة المؤثّرة لغاية اليوم، بل إنّ كلّ فعلها وتحرّكاتها إنّما تندرج في باب السّعي لبلوغ مرحلة القوّة الإقليميّة الفاعلة.

ويدرك الفرس قبل غيرهم، أنّه وفي حال انتزعت إيران الاعتراف لها بمثل هذا الثّقل، فإنّه يظلّ ثقلا ودورا آنيّا عابرا، لأنّها لم تحقّق بلوغ هذه المرحلة باستحقاق قوميّ هو ثمرة إنجازات حضاريّة واجتماعيّة وعلميّة ضامنة بتبوّء مرتبة استراتيجيّة شديدة الحساسيّة كما تطمح له فعلا.

ويعلم الفرس أنّهم إنّما يحصدون بعض التّقدّم والمكاسب بفعل المتطوّرات الخطيرة والمتسارعة التي عرفتها المنطقة والعالم خاصّة مع غزو العراق عام 2003 وما تلاه وما انجرّ عنه.

وهنا تحديدا، يجب التّوقّف طويلا عند كارثة غزو العراق بتداعياتها من جهة وبمنافع إيران من جهة ثانية، حيث فتح ذلك الغزو الوطن العربيّ وكلّ الإقليم وحتّى العالم على أبواب الجحيم كافّة، وشكّل ضربة قاصمة للعرب اتّخذت أبعادا نفسيّة وحضاريّة وسياسيّة وأمنيّة وقانونيّة وأخلاقيّة لم يفلح العرب لليوم في تجاوزها ناهيك وقد تكالب الأعداء عليهم من كل حدب وصوب وتعدّدت تلوّنت خططهم الجهنّميّة القاضية باجتثاثهم وتشريدهم وتمزيقهم كلّ ممزّق، وما المآسي الدّائرة رحاها في سوريّة وليبيا واليمن وغيرها إلاّ ارتدادات لذلك الزّلزال الفاجع الذي ضرب الأمّة عام 2003. وبالإضافة لما تقدّم، فإنّ العراق تحديدا يكتسي صبغة استثنائيّة في العقيدة الإيرانيّة الفارسيّة سياسيّا وعسكريّا وحضاريّا، حيث لطالما اعتبر الفرس العراق العدوّ الأهمّ والأخطر والحاجز الأشدّ متانة لمنعهم من بسط نفوذهم، وهو ما دفعهم للاعتداء عليه مرارا كلّما سمحت لهم حسابات الأرض، وخذلوه وسهّلوا لغيرهم من الأعداء مهاجمته وتدميره منذ بابل لحين ارتكاب أمركا لخطيئتها الامبرياليّة الكبرى بغزوه وتدميره والعبث بمقدّراته وشعبه وحضاراته وتاريخه. وكعادتهم استغلّ الفرس الفرصة التاريخيّة تلك، وتعاونوا مع الغزاة وخاصّة الأمريكان وسهّلوا مهمّتهم الإجراميّة باعتراف وزير الخارجيّة الإيرانيّ الأسبق الذي صرّح " لولا الخدمات الجليلة لإيران، لما استطاعت أمريكا إسقاط كابول وبغداد".

فمن هنا نخلص إلى أنّ كلّ الدّور الإيرانيّ الحاليّ ليس إلاّ عبارة عن صفقة قدّم بمقتضاها الفرس تعاونهم وخبراتهم كلّها للدّوائر الامبرياليّة والاستعماريّة، وبالتّالي فإنّ حلفاءهم كافؤوهم بلعب دور مقنّن ومضبوط زمانيّا ومكانيّا، ما يجعل من كلام حسن روحاني عن المكانة المميّزة لبلده اليوم مجافيا للصّواب أو غير متوافق مع أهليّة إيران لتلك المكانة.

فلولا التّغييرات الهيكليّة الجذريّة في السّياسات العالميّة وخاصّة الأمريكيّة، والتي اقتضت جذب إيران لها، ما كان لطهران وملاليها أن يكون لهم هذه المكانة اليوم.

إنّ ما يهمّنا أكثر في هذا الشّطر الأوّل من كلام حسن روحاني، هو حجم المغالطات فيه.

إذ وعلاوة على ما تقدّم فإنّ في كلام رئيس إيران محاولة أخرى للهروب للأمام، ذلك أنّه سيكون ضربا من الجنون تصديق أنّ لبلاده مثل هذه المكانة وهي التي تعاني من أزمات داخليّة مركّبة يجاهد الفرس بإعلامهم وتحرّكاتهم الخارجيّة في سبيل إخفائها وتأجيل الانفجار الدّاخليّ وهو الذي لن يتأخّر كثيرا. ففي إيران، تتصاعد موجات سخط شعبيّة عارمة نتيجة الاختناق الاقتصاديّ الهائل وتكدّس العاطلين عن العمل الذي ارتفعت أعدادهم لنسب خياليّة ناهيك عن السّياسة القمعيّة والقبضة الحديديّة التي تفرضها على المعارضين والنّشطاء المطالبين بحياة سياسيّة أرقى والمنادية بأسقاط نظام تيوقراطيّ مستبدّ فضلا عن الاضطرابات الدّاخليّة والانتفاضات المستعرة خصوصا في الشّعوب غير الإيرانيّة كالأحوازيّين والأكراد والبلوش.

فعن قوّة إقليميّة يتحدّث رئيس إيران في الوقت الذي يعاني بلده وضعا داخليّا حرجا جدّا إذن؟

وهل يستوي أن تعتبر دولة مّا قوّة إقليميّة فقط بناء على قوّتها العسكريّة وهي التي تعرف مبالغات خياليّة في الحالة الإيرانيّة؟؟

أمّا الشّطر الثّاني من كلام حسن روحاني والذي ذهب فيه إلى أنّه لا مجال لاتّخاذ أيّ قرار في ما سمّاه بالخليج الفارسيّ ولبنان وشمال إفريقيا دون أخذ الموقف الإيرانيّ في الاعتبار، فإنّه يكشف بجلاء تامّ عن الحقيقة التّوسّعيّة الاستيطانيّة الشّعوبيّة لإيران وبعدها الأوّل التّدخّل في الشّؤون الدّاخليّة للآخرين والظّهور بثوب الوصيّ والقويّ الذي يحقّ له بفرض إملاءاته وقتما يحلو له.

فلو لم يكن الفرس متشبّثين بثاراتهم القديمة وأحقادهم الدّفينة على العرب، أكان يجرؤ حسن روحاني على مثل هذا التّصريح؟ بل ما الفائدة من وراء هذا الكلام وما مقتضياته وما موجباته؟

ألا يعدّ هذا ضربا من ضروب الاعتداء على السيّادة الوطنيّة لتلك الأقطار؟

ثمّ وإذا ما استثنينا العراق والأحواز العربيّة وهما يرزحان تحت الاحتلال الفارسيّ المباشر البغيض، وإذا حيّدنا كذلك سوريّة نظرا لسيطرة طهران على مفاصل الحياة فيها بفعل تحالفها الاستراتيجيّ مع نظام دمشق الذي سلّم كلّ المفاتيح السّوريّة للملالي وفوّضهم أمرها، فما مسوّغات أن يأخذ لبنان وأقطار الخليج وشمال إفريقيا بالموقف الإيرانيّ ويراعونه؟

إنّ هذا التّصريح وإن كان من الضّرورة بمكان أن يرفضه العرب كلّهم رسميّين وجماهير، فإنّه يعرّي تقيّة إيران ويبرز حقيقة نظرتها ومعاملاتها للعرب جميعا، وهو تصريح متماه ومنسجم تماما مع عشرات المواقف الأخرى لكبار جنرالات الحرب في إيران الذين تحدّثوا وبمنتهى الصّلف عن امتداد حدود إيران لشواطئ المتوسّط في إشارة للبنان تارة، وتحدّثوا عن إحياء امبراطوريّتهم الفارسيّة وعاصمتها بغداد بعدما تفاخروا وتغنّوا بسيطرتهم على أربع عواصم عربيّة هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت تارة أخرى، وهو علاوة على كلّ ما سبق مستمدّ ومستوحى من وصيّة الخميني الذي تحّدث عن أحلامه في تصدير ثورته الإسلاميّة المزعومة لكلّ العرب.

لم تخف إيران يوما أطماعها وأحلامها التّوسّعيّة على حساب العرب، بل ولم تخش من المجاهرة باحتقارها لهم وسعيها لإضعافهم وإفساد حياتهم وتعطيل مساعيهم لتحقيق نهضتهم وتحرّرهم كغيرهم من الشّعوب والأمم. كما لم تناور إيران للحظة حول توظيفها لكلّ ما يسمح لها بشقّ الصّف العربيّ وخاصّة استخدامها للورقة الطّائفيّة وتأجيجها للصّراعات المذهبيّة والإثنيّة والعرقيّة، بل ولم تخف إيران كلّ أسلحتها واجنداتها الإجراميّة الأخرى بحقّ العرب والعروبة.

ولكن في المقابل، لم يدرك العرب حقيقة إيران يوما، ولم يبدوا أيّ استعداد لمقاومة مخطّطاتها التّآمريّة المتعدّدة والمهدّدة لأمنهم القوميّ باستثناء العراق في عهد النّظام الوطنيّ الذي تصدّى لمشروع تصدير ثورة الخميني نيابة عن كلّ العرب ليلقى منهم الخذلان والغدر والإنكار.

وبالعودة لمضمون كلام روحاني، فإنّنا وإن كنّا نلامس السّيطرة الإيرانيّة المطلقة على القرار السّياسيّ في سوريّة والعراق المحتلّ، وإن كان مفهوما ارتباط عدد من الميليشيات في لبنان واليمن والبحرين ارتباطا وثيقا بإيران وما لذه من انعكاسات وتأثير على الحياة السّياسيّة في تلك الأقطار، فإنّ السّيّد روحاني ذهب بعيدا جدّا وأطلق العنان لخياله الواسع وأحلامه المفرطة حين يتحدّث عن استحالة اتّخاذ أيّ خطوة في شمال إفريقيا مع إهمال المواقف الإيرانيّة.

فلحدّ الآن، لم نعلم انّ مصر مثلا وهي إحدى القوى الإقليميّة الأكبر تأثيرا في المنطقة، تولي في حساباتها واستراتيجيّاتها وسياساتها لإيران حسابا، ولم نعثر عل ما يدلّ مثلا على أنّ المغرب الأقصى وهو الذي لطالما عرفت علاقاته بإيران هزّات عنيفة يفعل ذلك ولا حتّى الجزائر أو تونس أو السّودان.

إنّه وبالنّظر لما تقدّم، سنخلص حتما إلى أنّ حديث روحاني ليس سوى حملة نفسيّة على جماهير الأمّة العربيّة وضغط على أنظمتها بنيّة إحراج بعضها واجتذاب البعض الآخر واستمالته ولا تزيد عن تحرّش حقيقيّ بأقطار الخليج العربيّ خصوصا تلك التي تشارك في التّحالف العربيّ في اليمن.

لكن يبقى مريبا ومثيرا للصّدمة أن تصوم الأنظمة العربيّة عن الرّدّ عن تصريح حسن روحاني وهو الذي يشكّل اعتداء فاضحا وصارخا على أمنها وسيادتها واستقلاليّة قراراتها، ويخشى أن يكون هذا الصّمت متولّدا عن الصّمت عن المخطّطات الإيرانيّة التّوسّعيّة الاستيطانيّة وأجنداتها وتمدّدها في الدّاخل العربيّ كما يخشى أن يكون لمثل هذا الكلام أيّ قدر ولو كان ضئيلا من المصداقيّة والدّقّة، لأنّه في حال تأكّد ذلك فعلى العرب السّلام حتما، حيث لم يصدر ما يعبّر عن رفض أو استهجان لاعتداء روحاني باستثناء ردّ سعد الحريري الذي أكّد على استقلاليّة القرار الوطنيّ اللّبنانيّ وعروبة لبنان، وشدّد على رفض كلام رئيس إيران.

ألا يدرك العرب يا ترى أنّ في حديث روحاني نوعا من الوصاية الإيرانيّة عليهم؟ ألا يتحسّسون أيّ إهانة من ذلك؟ بل ألا يرتقي كلامه عن حتميّة مراعاة الموقف الإيرانيّ بما يعنيه ذلك من مصالح إيران في أيّ قرار عربيّ، لإعلان حرب صريحة؟

إنّ مثل هذا الكلام لا يصدر عادة إلاّ على حاكم عسكريّ يوجّه خطابا لأتباعه وللمنصّبين على مستعمراته مقيمين عامّين أو مندوبين ساميّين، أو عن خليفة يصدر أوامره لولاّته. وبالتّالي فإنّ السّيّد روحاني حاول من خلال كلامه ذلك القفز لمرتبة الوليّ الفقيه الذي يجب أن يدين له الجميع بالولاء والطّاعة، وهو ما يتلاءم مرّة اخرى مع ولاية الفقيه وتعاليمها المتخلّفة التي تحلم بإنشاء إيران أو ولاية الفقيه الكبرى على غرار " إسرائيل الكبرى " ولكن على رقعة أكبر تمتدّ حدودها من سمرقند للضفّة الشّرقيّة من المحيط الأطلسيّ.

وهو ما يضاعف من ريبة ردّ الفعل العربيّ إزاء تكرّر الاستهداف والاعتداءات الإيرانيّة سواء العسكريّة أو السّياسيّة أو الإعلاميّة على العرب.

وممّا يبيّن استهتار إيران بالعرب، مسحة الغطرسة والاستعلائيّة التي ميّزت حديث روحاني خصوصا عندما يصف الخليج بالفارسيّ في اعتداء مشين وإنكار معيب لحقائق التّاريخ والجغرافيا، إذ من المعلوم أنّ الفرس إنّما يعتمدون هذا التّوصيف المنافي حتّى للتّعريفات القانونيّة الدّوليّة، التي تعرّف المنطقة بالخليج العربيّ، كتدليل على إحساسهم بالتّفوّق الأزليّ على العرب وبالتّالي رفضهم رفضا باتّا اعتماد أيّ وسيلة من شأنها أن تتعارض مع عقدهم وثاراتهم وضغائنهم.

وبالقدر نفسه، يبقى صمت النّخب المثّقفة والأحزاب السّياسيّة العربيّة خصوصا تلك التّقدّميّة عن مثل هذا التّصريح مدعاة أكبر للتّساؤل عن استيعابها للخطر الكامن وراء ما صدر عن روحاني، ولتٌثَار مسألة السّيادة والوعي القوميّ عندهم بشكل جدّي.

ولقد تعمّقت أزمة الوعي العربيّ منذ احتلال بغداد عام 2003 بفعل انضمام نخب ومنظّمات وأحزاب عربيّة لنصرة إيران والتّرويج لها والتّبشير بمخطّطاتها التّوسّعيّة وتجميلها وتحبيبها للجماهير عوض تدريبها وتحريضها على صدّها، لتشكّل أذرع فارسيّة جديدة تنضاف لتلك القديمة ذات الخلفيّة الطّائفيّة الخبيثة وتمنح الفرس حظوظا اوفر في التّغلغل في الجسد العربيّ ومزيد نكئ جراحاته.

فهل بات ممكنا لهؤلاء التّبّع لإيران أن ينكروا حقيقة الأطماع التّوسّعيّة والأحقاد الإيرانيّة على العرب بعدما قاله روحاني؟

أنيس الهمّامي
نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في  ٢٦ / تشرين الاول / ٢٠١٧





السبت ٨ صفر ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمّامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة