شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

وهل المعارضة هذه ( سياسية – إستراتيجية ) أم إنها معارضة ذات مسحة إقتصادية براغماتية .. وهل أن يران ربحت أم خسرت .. وهل أن عواصم الغرب ( برلين وباريس ولندن ) على حق منذ عام 2015 وهو عام مارثون الملف النووي الأيراني، قد دخلت وهي محملة بحسابات غير سياسية تمثلت بتطلعات شركاتها النفعية، تحت مخادعة إيرانية كبرى، حصدت المنطقة والعالم، حتى الأن كوارث ومآسي وتدخلات وتمددات، فيما تجني الشركات المعنية المليارات من الدولارات، على أساس إنعدام الربط ( No Linkage ) بين الـصفة التقنية أو الفنية الخالصة للملف النووي الأيراني ( Technical ) وبين السلوك السياسي الخارجي للدولة الأيرانية ( Foreign Policy ) ، بيد أن الحقيقة هي خلاف ذلك، حيث أن التوسع الأيراني جاء تحت مظلة الملف النووي الأيراني .. فكيف لو تمكنت إيران من إمتلاك قنبله نووية ، فماذا سيكون عليه سلوكها السياسي الخارجي تجاه جيرانها والعالم؟ .. هذا الفخ سقطت به العواصم الأوربية الثلاث ( براين وباريس ولندن ) :

 - ربحت ايران ما زرعته ولآية ( أوباما ) المتواطئة مع دولة الأرهاب المارقة إيران، منذ ثمان سنوات، ولم تخسر شيئًا، بل على العكس فقد :

1 - مددت خط انتاجها العسكري النووي السري .. ووسعت مصانع الصواريخ الباليستية السرية ووضعتها حصرًا تحت مسؤولية الحرس الأيراني وتحت إمرة المرشد الأعلى "علي خامنئي" .

2 - وزادت من إنتاج الماء الثقيل ( Heavy Water ) .

3 - وغيرت وحدلات الطرد المركزي ( نوعيًا ) من أجل تسريع تخصيب لليورانيوم .

4 - وتجاوزت نسبة التخصيب المقررة رسميًا من 3,27 )  ) إلى ( 5,06 ) .!!

5 - تمادت في تجاربها الصاروخية الباليستية خلافًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (  ( 1929 .

6 - ونقلت قواعد اطلاق الصواريخ الباليستية إلى أراضي دول أخرى ذات سيادة، حيث أذرعها ( حزب الله ) في جنوب لبنان و ( الحوثيين ) في اليمن و ( الحشد الشعبي ) المدعوم من إيران على الحدود العراقية السعودية .

7 - وشكلت مليشيات طائفية عابرة للحدود ( أفغانية وباكستانية وعراقية وغيرها من الجنسيات ) ووضعتها تحت قيادة الحرس الأيراني .

8 - وأنشأت شبكة خلايا طائفية وتأمين كافة متطلبات حركتها تحت اغطية رسمية تمثيلية إيرانية في العواصم العربية ، مثل ( السفارات والقنصليات والملحقيات التجارية والثقافية والدينية والعسكرية حتى المساجد والحسينيات ) التي أسستها ، بات تعمل على تحريك هذه الخلايا بما يخدم السياسة الأستراتيجية الأيرانية .

9 - وهددت واستفزت وتحرشت بالسفن الحربية والتجارية بصيغة قرصنة في المياه الأقليمية العربية وفي الخليج العربي ومضيق ( هرمز ) ومضيق باب المندب وعبرت البحر الأحمر بسفن حربية وغواصات حتى سواحل سوريا على البحر المتوسط ، واعلنت عزمها على انشاء قواعد عسكرية لها في سوريا فضلاً عن مصانع للأسلحة والذخيرة الأيرانية .!!

10 - وشحنت اسلحة وصواريخ واعتدة إلى الحوثيين وإلى حزب الله الأرهابي عبر الأراضي السورية .

11 - وساعدت في تزويد النظام السوري بالأسلحة الكيمياوية وشجعت على استخدامها ضد الشعب العربي السوري .

12 - وخلقت شبكات ارهابية في المنطقة لها امتدادات إرهابية في أوربا وأمريكا الجنوبية حتى أفغانستان.!!

13 - مارست اسلوب تصدير المخدرات وشجعت على زراعتها وبكل اصنافها في ايران وجنوب لبنان والعراق وتسويق هذه الممنوعات إلى العالم.!!

14 - وتقود ( الحشد الشعبي ) في العراق بصورة مباشرة تحت خيمة محاربة الارهاب، وهو تنظيم يراد به أن يرتقي إلى مصاف الحرس الأيراني وعلى غراره، للقيام بأعمال الحرب والتطهير الطائفي والعرقي وتجريف الارض وسكانها وتهجيرهم ، ولا سلطان لبغداد عليه لكونه يأتمر بأوامر قاسم سليماني وتحت إمرة المرشد الأعلى "علي خامنئي" .

15 - لم تخسر ايران شيئًا إنما حصلت جراء الملف النووي على أموال هائلة قدرت بـأكثر من ( 150 ) مليار دولار وآخرها مبلغ ( 1400 ) مليار واربعمائة مليون دولار كاش مرزومة ومنقولة بطائرة نقل أمريكية , حصلت عليها إيران .. وهو الأمر الذي جعل لعاب العواصم الغربية ( برلين وباريس ولندن ) يسيل طمعًا بالحصول على إستثمارات في إيران وترويج او رفع حجم التبادل التجاري بينها وبين طهران، دون أن تنظر هذه العواصم إلى عمق النتائج الكارثية المتعلقة بإطلاق اليد الأيرانية للعبث في أمن المنطقة واستقرارها .. وإن معظم هذه الأموال ذهبت للتسلح وتمويل الأرهاب الأيراني في الخارج .

 - ولكن العالم في المقابل، خسر أمنه واستقراره على خلاف ما أعلنته ايران من انها ، بقبول الاتفاق النووي، ستملأ المنطقة أمنًا واستقرارا .. وهي مخادعة وكاذبة في ذلك .

 - حان الوقت لوضع حد للخديعة الأيرانية الكبرى لمعالجة تمددها في العراق أولاً، رأس الأفعى في العراق، أما ذنبها في سوريا وجنوب لبنان واليمن فسينتهي بسحق ارأس - حيث لم تنجح سياسة إحتواء إيران من أجل إعادتها إلى المجتمع الدولي، تلك السياسة الفاشلة، التي تمسكت بها إدارة ( أوباما ) وتسببت في كل هذه الكوارث وكل هذا الأرهاب - .

 - الأوربيون مخدوعون بالوعود الايرانية، الذين جذبتهم الأستثمار خلال المفاوضات حول الاتفاق النووي .. ووعود الأستثمارات هذه قد بلغت معدلات كبيرة، ليس بوسع تلك العواصم ان تتراجع عن تأييدها للأتفاق على اساس ( أنه اتفاق فني وليس له علاقة بالسلوك السياسي الخارجي الايراني ) ، فيما تمارس إيران تحت خيمة هذا الأتفاق سلوك دولة الأرهاب في المنطقة والعالم .!!

 - إن تأييد ( ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ) للأتفاق النووي الأيراني كان ولحد الآن بدافع الشركات الأوربية الكبرى التي كانت تتلهف لأقتحام السوق الأيرانية والأستحواذ على الأستثمارات والأرباح ، ومارست ضغوطًا هائلة على حكوماتها، ولكن هذه الحكومات كان عليها أن تفكر وتستدرك مخاطر السياسة التي تنتهجها إيران واستمرار تدخلاتها الخارجية ونشرها الأرهاب من خلال مليشياتها الطائفية المسلحة .. إلا أنها لم تفكر في هذا السلوك الذي انتج الكوارث، التي حلت بالمنطقة وانساحت إلى أوربا في شكل موجات الهجرة الهائلة التي مازالت اوربا تعاني منها فضلا عن معاناتها من الأرهاب الذي مصدره إرهاب الدولة الأيرانية .!!

 - الحكومات الأوربية، وهي تؤكد تأييدها الساذج للأتفاق النووي الأيراني، لا تعنيها موجات الهجرة وهي قاصرة في فهم علاقة التمدد الأيراني بالأرهاب الذي ترعاه في سياسة اللعب على المتناقضات والأضداد وفراغات الأمن .. فقد توسعت اشكال الأرهاب وفرخت خلاياه حتى باتت أدوات طيعة بيد الأستخبارات الأيرانية وحرسها وفيلق قدسها وجنرالاتها .. كل ردود الفعل الكارثية هذه لم تكن تعني الشركات الأوربية التي ضغطت ودفعت صناع القرار في ( برلين وباريس ولندن ) الى الأرتماء بأحضان نظام طهران طمعًا في أكبر حصة من الكعكة الأيرانية، وليسبح العالم في الدم.!!

 - ارتفع حجم التبادل التجاري بين ايران والعواصم الثلاث بنسبة 375% في إثر الأتفاق النووي في السوق الأيرانية ترافقها تسهيلات مصرفية هائلة ورعاية من لدن ولآية ( أوباما ) .!!

 - وعلى اساس هذه الأعتبارات تقف حكومات الدول الأوربية المعنية بالملف النووي الأيراني بالضد من الأستراتيجية الجديدة للبيت الأبيض، وذلك استجابة لضغوط الشركات التي يبدو انها تمتلك رصيدًا كبيرًا في صنع القرارات في تلك العواصم .

 - هذه النظرة الأوربية الضيقة تعرقل التوجهات الحقيقية التي تصنع الأليات الضرورية لأحلال الأمن والأستقرار في المنطقة والعالم ، وترى ان مجرد التفكير في إعادة النظر في هذا الأتفاق هو خروج على نهج ( أوباما ) المتواطئ .. وهو نهج لا يجعل المنطقة والعالم أكثر أمنًا .!!

 - وما يزال " جون كيري " وزير الخارجية الأمريكي ونظيرته في الأتحاد الأوربي " فدريكا موغيريني" تقودان مع " محمد جواد ظريف" حملة اللوبي بالضد من الأستراتيجية الأمريكية الراهنة .. وهما يريدان استمرار ايران بالتمدد والتخريب وتحويل المنطقة الى جحيم لكي تحصد عواصم أوربا الثلاث الأرباح والأستثمارات .!!

الأتفاق النووي الأيراني، على الرغم من ملابساته الفنية والتقنية، إلا أن له تداخلاته وإمتداداته السياسية والأستخبارية ذات المستوى العال .. ومن الصعوبة الأعتقاد بأن لا رابط ( No Linkage ) بين الملف النووي وبين السياسة .. وعملية الفصل ما هي إلا طوق نجاة للنظام الأيراني الذي يجب أن يتغير من أجل أمن واستقرار المنطقة والعالم .!!





الاثنين ٢٥ محرم ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تشرين الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة