شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

حركة الدولة، غالبًا ما تخفي بعض أهدافها، وتحاول في خطابها الأعلامي والسياسي أن تحمل غصن الزيتون، ولكن الواقع على الأرض يكشف الأهداف الحقيقية تدريجيًا إلى المستوى الفاضح .. عندها يبدأ اللعب على المكشوف .. كما يظهر ذلك في سلوك النظام الأيراني ازاء دول المنطقة وحيال الشعوب الأيرانية المضطهده .. أما سلوك النظام الكوري الشمالي فهو يتعاطى سياسة حافة الهاوية التي يرفضها العالم لأنزلاقاتها الخطيرة .. فيما يكشف سلوك الكيان الصهيوني طيلة سبعون عامًا من السيطرة العنصرية على الشعب الفلسطيني عن عنصرية فائقة الشراسة، وهي الـ ( Apartheid ) .!!

- أهداف خفية إضافية يعمل عليها النظام الأيراني في أفغانستان والعراق:

- أهداف ليست خفية يعمل عليها نظام كوريا الشمالية في العمق الآسيوي:

- شركات النفط الأمريكية ولعبة الأنتاج وتخفيض الأسعار العالمية:

- جرائم أمريكا حيال ثروات العراق النفطية .. ومساهمة شركاتها في صنع السياسات:!!

1 - الأهداف الخفية الأضافية للنظام الأيراني .. :

إن التمدد الأيراني الجيو - سياسي من الهضبة الأيرانية نحو غرب بلاد السواد ( العراق ) ، الغني بالثروات المعدنية ومصادر المياه وتنوع الطبيه والثروة البشرية، له مسار آخر صوب أفغانستان ، والتخطيط الفارسي قائم منذ عقود على وفق الأهداف المرسومة بعد الأنسحاب الأمريكي المفترض .. فأن نظام طهران في تمدده نحو العراق وهيمنته على مقدراته بغية إنتشاره وتوسعه في سوريا ولبنان واليمن والعمل على تفكيك النظم السياسية العربية في الجزيرة العربية وغيرها بأداة الطائفية والعنصرية، يؤسس للهيمنة على مصادر المياه في كل من العراق وأفغانستان :

 - منذ عقود، بدأت إيران تعاني من شحة في المياه وجفاف مهلك .. فقد جفت نهائيًا بحيرة ( أروميه ) وباتت بحيرة ( هامون ) القريبة من الحدود الأفغانستانية على وشك الجفاف ، فيما لوحظت البحيرات ومصادر المياه في إيران تقترب من الجفاف ، وحتى السدود الأيرانية لم تعد لها وظيفة التخزين لجفاف المياه .. وامتد الجفاف إلى نهر ( شيراز ) ونهر ( كارون ) ، الذي حولت إيران مجراه إلى أصفهان بعد أن كان يصب بصورة طبيعية في العراق .

- لم تتوجه إيران نحو المياه في باكستان .. لأن تلك المياه في معظمها مرتبطة بالمياه الجوفية الملوثة بالزرنيخ القاتل .

- في أفغانستان مستودع مياه ضخم يتكون من أحواض مائية كبرى .. وبسبب ضعف الموارد المالية وضعف البنية التحتية وبسبب الجفاف المهلك ونقص الأمطار .. اتجهت إيران نحو أفغانستان وحققت شبكة من العلاقات المزدوجة مع حكومة ( كابل ) ومع ( طالبان - القاعدة ) ، ووقعت مع حكومة العاصمة الأفغانستانية ( معاهدة مياه ) وفق شروط منها إن حصة إيران من المياه مثبتة في الأتفاقية إلا أن إيران تستحوذ على نسبة تصل أحيانًا 70%

من المياه الافغانستانية .

- أسست إيران بنية تحتية للمياه وسدود لأفغانستان وثبتت حصتها المائية 57% لأيران و 30% لأفغانستان والباقي يتوزع على دول الجوار .

- كما أنشأ الأيرانيون مكتبًا لهم في وزارة المياه الأفغانستانية تحت تسمية ( مركز أبحاث موارد المياه في أفغانستان ) ، بذريعة مساعدة الحكومة الأفغانية وخدمتها، ولكن حقيقة الأمر أنهم يجمعون المعلومات والبيانات عن موارد المياه الأفغانستانية لمصلحة الأمن الأيراني .

يعد التحرك الأيراني المخطط له سمة أساسية للنظام في التمدد والتسلل والأبتزاز .. فيما يضع خبراء المياه الأيرانيون في أذهانهم بأن منطقة ( الشرق الأوسط ) والعمق الآسيوي سيشهدان توترات على مستوى الخطورة بسبب شحة المياه .. !!

- تعمل ايران بطريقة الاستباق في الفعل على الأستحواذ على الأراضي والمياه ومصادر النفط والغاز في العراق تحت ذرائع واهية لم تكن موجودة قبل عام 2003 ، وهي ( الآبار المشتركة ) والأنتاج والبيع الأيراني المنفرد والسحب المائل لمخزون النفط الذي برع فيه الكويتيون.!!

ويتضح من هذين الهدفين ( المياه - والنفط والغاز ) اللذان تخفيهما أو تتستر عليهما إعلاميًا لأغراض إستراتيجية هي إستنزاف العراق وتمويل أعمال الأرهاب الفارسية بأموال العراق، تحت أغطية الجوار والمذهب الطائفي .. يبقى الخاسر الأكبر هو الشعب العراقي.!!

2-  أهداف ليست خفية تعمل عليها كوريا الشمالية :

حين كوريا الشمالية سياسة ( حافة الهاوية ) بوسيلة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والتهديد بجاهزية تحميلها بقدرات نووية أو هيدروجينية مدمرة - وإيران سائرة خلفها وعلى نهجها وهي لم تصل بعد إلى السلاح النووي، ولو افترضنا وصولها كيف يكون عليه إبتزاز طهران لواشنطن ولعواصم الوطن العربي والعالم بما فيها موسكو؟ - ، إعتقادًا من كوريا الشمالية بأن مساعيها الضاغطة والتهديدية ستوصلها إلى ( توحيد الكوريتين ) في كيان موحد تقوده بيونغ يانغ .. وبهذا الهدف الجيوسياسي الذي تريد كوريا الشمالية تحقيقه قد تتمكن من توحيد عناصر قوة الدولة الكورية الموحدة، وهو الأمر الذي يثير حفيظة الصين وأصدقاء أمريكا في العمق الآسيوي .. فأين المشكلة في السعي لتوحيد دولة قسمها الأجنبي عن طريق الحرب؟ ولكن هل يمكن أن يتحقق هذا الهدف عن طريق التهديد بصواريخ باليستية حاملة لرؤوس نووية أو هيدروجينية مدمرة، أم عن طريق التفاوض الثنائي ممكن على وفق منطق واقعي وعملي بعيدًا عن التصعيد أو التهديد بالحرب المدمرة؟!

3 - شركات النفط الأمريكية والبريطانية ولعبة زيادة الأنتاج وتخفيض الأسعار العالمية :

السياسة الخارجية الأمريكية غالبًا ما، لا تستعرض سياستها النفطية وتحاول أن تضفي شيئًا من الغموض والسرية الكاملة على نشاطاتها الأنتاجية والتسعيرية .. إلا أن الأمر يأخذ وضعه الجدي على أرض الواقع دون ضجيج، سواء تعلق الأمر بأنتاج النفط وبمنتجيه أو بالأسعار أو طبيعة تسويق النفط وضخه بالكميات التي تسمح بالتلاعب في مستوى الأسعار في السوق العالمية.

ومن بين أهداف العدوان على العراق واحتلاله عام 2003، هو إلغاء قرار تأميم النفط لكي تتمكن شركات العدوان الأنكلو - أميريكي من الأستثمار بصورة مريحة وفقًا لشروطها الجشعه، مثل شركة ( أكسون موبايل ) في تطوير حقول النفط واستكشافات لمسوحات يجريها الخبراء النفطيون والجيولوجيون .. وشركة ( رويال داتش شل ) و ( بريتش بتروليوم ) .

لقد زارت العراق " كوندليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق في بداية حكومة ( براهيم الجعفري ) ، ووقعت مع حكومته إتفاقية سميت بإتفاقية ( الأحتواء ) ، والتي بموجبها أصبحت نسبة 50% من مخزون نفط العراق الأستراتيجي حصة للأمريكان ونسبة 50% المتبقية هي حصة مخصصة ( لأعمار ) العراق .. وإن مدة هذه الأتفاقية ( 25 ) عامًا قابلة للتجديد من ناحية والتوسع في التنقيبات النفطية في الأماكن التي لم يتم التنقيب فيها من ناحية ثانية .. كما حددت أمريكا نسبة من الـ50% تقدم للأكراد.!!

- الشركات النفطية عابرة للقارات هي أداة من أدوات السياسات الخارجية للدول البريطانية والأمريكية والروسية والصينية .. ومن أهداف شركة " هاليبورتون " و " أكسون موبايل" تنفيذ السياسة الأمريكية في لعبتها الخطيرة على إقتصادات المنتجين على وجه التحديد .. وهي، زيادة كبيرة في إنتاج النفط العراقي وضخه إلى الأسواق الدولية لغرض إغراق هذه الأسواق لتخفيض الأسعار .. وإن هذه العملية تحصد الولايات المتحدة من خلالها مليارات الدولارات للخزينة الأمريكية، فيما تحصل الشركات الأمريكية ذاتها على أرباح النفط العراقي وتقدر ما بين ( 1 مليار و 2 مليار ) دولار سنويًا .. بينما يشكل الدولار الامريكي مجرد ورقة نقدية خالية من أي قيمة ذهبية لقاعدة للتعامل النقدي، حيث تطبع الخزانة الأمريكية المليارات وتجني المليارات .. والربح قائم بين مطابع الخزانة الامريكية وبين السوق الدولية الغارقة بالنفط العراقي .. في وقت، تسكت فيه إدارة الأحتلال الأمريكية على لصوص العملية السياسية ومرتزقتها وهم ينهبون دون حساب أو عقاب.!!

- والغريب في الامر، تمدد الشركات الصينية نحو العراق في مجال ( تطوير حقول النفط ) ، حتى باتت الصين أكبر مستورد لنفط العراق، حيث تعمل شركاتها في الحقول الجنوبية ( الرميله ) و ( حلفايا ) و ( غرب القرنه ) و ( الأحدب ) فضلا عن حقل ( طق طق ) في شمال العراق ( بتروتشاينا ) .

4 - جرائم أمريكا حيال إقتصاد وثروات العراق النفطية .. ومساهمة شركاتها في صنع السياسات :

- منذ فرض الحصار الشامل والكامل على العراق ومن ثم احتلاله، تراكمت الجرائم التي أحاقت باقتصادات العراق وتعمدها تدمير البنى الأرتكازية في المجتمع العراقي والتي بلغت تقريبًا 80% بحيث انعدم أي وجود للقطاع الصناعي والزراعي والصحي والخدمي .. فيما كانت إيرادات النفط قد بلغت للفترة من 2003 - 2015 قرابة ( 980 ) مليار دولار وهو دخل النفط فقط .. تصرف من هذا المبلغ نسبة 33.3% على شكل اجور ورواتب و ( خدمات ) وتعادل ( 600 ) مليار دولار، فيما هرب " نوري المالكي" رئيس الوزراء السابق باقي المبلغ الى الخارج عن طريق المصارف الاهلية إلى سوريا .. وقبل هذا المبلغ كان المالكي قد تسلم مبلغ كاش قدره ( 19 ) مليار دولار مرزومة بصناديق خاصة حملتها طائرة نقل أمريكية خاصة وصلت بالمبلغ، ليس إلى البنك المركزي، إنما إلى مكتبه ومنه إلى جنوب لبنان ( حزب الله ) وحسب أوامر طهران لتمشية التمدد الأيراني في سوريا - وقد أجرت الجهات الأمريكية المختصة تحقيقًا رسميًا حول هذه السرقة حسبما نشرته صحيفة الشرق الأوسط في حينه - .

- مناقشة أي مشكلة عبر تسلسلها التاريخي يتوجب الموضوعية ، وإن أهم تطور تاريخي في العراق منذ عام 1968 هو تأميم النفط ، الذي ارتبط بفلسفة الدولة الخاصة بعملية ( التنمية ) .. وأخطر تطور تاريخي بعد عام 2003 عام الأحتلال الأنكلو - أميركي الأيراني، هو الألتفاف على قرار تأميم النفط ، على وفق فلسفة الأحتلال، التي تقضي بإنهاء التنمية والعمل على تدمير مرتكزات البنية التحية للتنمية والتي تبدأ من التعليم مرورًا بمراكز الأبحاث والمشاريع الصناعية والزراعية والتقنية والعسكرية والصحية والخدمية والبيئية، وفي مقدمة ذلك تفكيك وتدمير المنظومة القيمية للمجتمع العراقي .. النفط قبل التأميم كان يذهب إلى ( الأستهلاك ونهب ) شركات النفط الأجنبية الأحتكارية .. النفط بعد التأميم يذهب إلى ( التنمية ) المستدامة .. فما فعلته ثورة عام 1968 يصب في مصلحة الشعب العراقي ، وما فعله الأحتلال عام 2003 يصب في مصلحة شركات نفط الأحتلال وفي مصلحة لصوص العملية السياسية .. الأحتلال أنتزع قرار العراق السياسي المستقل، وأفرغ قراره الأقتصادي المستقل من محتواه، وهما قراران يكملآن بعضهما البعض الآخر .. فكيف يتطور العراق وشعب العراق من دون قرار سياسي مستقل يستند على قرار إقتصادي مستقل.؟!

- حدود التقارب التركي الإيراني .. ومقاربات السياسة :

- إيران وسياسة اللعب على التناقضات :

- اضطراب المنظمة الدولية هو إنعكاس لأضطراب العلاقات الدولية .. مفهوم التوازن والأصلاح في بنية التنظيم الدولي :

يتبـــع ..





الخميس ٧ محرم ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أيلول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة