شبكة ذي قار
عـاجـل










معرفة التأريخ جانب مهم من جوانب المعرفة , وهنا لانريد التحدث عن التاريخ للمعرفة المجردة أو التسلية العابرة. وإنما أتحدث عن التاريخ من الجانب الذي يمس حياتنا، والذي له انعكاس على واقعنا. ولمعرفة تاريخ إيران وعلاقة إيران بنا نحن العراقيين .

المؤرخ الإيراني أحمد كسروي ( 1945 - 1890 ) وصف إيران بـ “برميل من القذارة التي عمّت رائحتها العالم أجمع . ما أراد كسروي إيصاله، هو حجم الكراهية الذي يضمره الفارسي تجاه الشعوب الأخرى القاطنة في جواره ، خاصة العراق ..

تاريخ العلاقات العراقية الفارسية تاريخ صراع ، وعلاقة دم. لم تهدأ النار المتأججة على الحدود بين الطرفين وعلى مدى خمسين قرناً . والتاريخ يسجل لنا أنه لم تخل فترة خمسة عشر عاماً ( 15 ) عاما متواصلة من اعتداء إيراني تجاه العراق . ما بين تعرضات حدودية، واحتلالات محدودة، وأخرى كارثية مدمرة. أول اعتداء كارثي سجله التاريخ كان عام ( 2322 ) ق.م. أي قبل ( 4330 ) سنة.

كان السلوك الثابت للفرس تجاه العراق ولا يزال هو العدوان العسكري المسلح , كانوا يشنون عدوانهم كلما وجدوا لديهم قدرة الفعل العسكري، وكلما رأوا العراق يعاني من الضعف.. لقد أصبح العدوان والتوسع أشبه ما يكون بالقانون الثابت لدى الفرس، واستقراء التاريخ في الحقب القديمة والحديثة والمعاصرة يوفر لنا الأدلة القاطعة على هذا السلوك العدواني .

ولكل من يغمض عينيه ويصم آذانه عن رؤية وسماع الحقيقة وصوت الحق سأسترجع بايجاز وبأمثلة محددة، وعبر محطات التأريخ، صورة للعلاقات وللعداء والحقد الفارسي وفي ادناه ابرز صور هذا الصراع والعداء التي تؤرخ اهم هجمات الفرس واعتداءاتهم على العراق .

1- احتل الكوتيون العراق عام 1981 ق. م فاعملوا آلة الموت والدمار والحرق ثم اعقبهم، وعلى ذات النفس العدواني، الكيشيون والحيثيون .

2- احتلال بابل بالتواطؤ مع اليهود اذ استطاع الفرس بقيادة ملكهم ( كورش الاخميني ) من تحرير 40 ألف يهودي من السبي البابلي بعد قتل مئات الالاف وتخريب البلاد ونهب كنوزها، ويحفظ اليهود والصهاينة في اسرائيل للفرس وبالاخص لـ كورش فهناك جمعيات شبابية وشارع باسمه .

3- اعاد الساسانيون احتلال العراق واخضاع العرب والترك في بلاد ماوراء النهر لسلطتهم حتى هزيمتهم قرب نينوى على يد ( هرقل ) امبراطور الروم عام 627 م .

4- قام الساسانيون في عهد ملكهم ( كسرى الثاني ) باحتلال العراق وقتل ملك الحيرة ( النعمان بن المنذر ) واستباحوا مملكته، ولم يكتفوا بذلك اذ طالبوا باسلابه ( عائلته ووديعته ) لدى بني شيبان فرفض شيخهم ( هاني بن مسعود الشيباني ) وكانت ( معركة ذي قار ) وهي اول معركة ينتصر فيها العرب على العجم وفيها قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( اليوم انتصفت العرب من العجم وبي نصروا ) .

إيران وعداوتها ليست وليدة اليوم حتى ننظر إلى ما تفعله منقطعاً عن جذوره. إيران دمرت كل المراكز الحضارية التي قامت في العراق , لايوجد مركز حضاري في العراق إلا وكانت نهايته على أيدي الإيرانيين. فدمرت آشور سنة 612 ق.م ، ثم الحضر ، كلتاهما في الشمال. وقبل الحضر دمرت بابل في وسط العراق سنة ( 539 ) ق.م على يد كورش الإخميني ابن اليهودية. فقد كانت أمه يهودية من يهود السبي البابلي. فدخل بابل وخربها ولم تقم لها من بعدها قائمة ثأر لأخواله اليهود، وأرجعهم إلى فلسطين.

ولمعرفة اسباب العداء الفارسي الصفوي ، لابد من الخوض ولو جزئيا في البعد التاريخي لإيران التي باتت عبئا على المنطقة ..
1- المدد المتطاولة التي استغرقها الاحتلال الإيراني للعراق في العصور القديمة أدخلها اعتقاد لا ينمحي بأن العراق جزء من إيران. وصار هذا الاعتقاد جزءاً لا يتجزأ من العقلية الجمعية للنخبة الإيرانية , فما إن جاء خميني، حتى صرح وزير خارجيته صادق قطب زادة بأن العراق أحد الأقاليم التابعة لإيران، وطالب بضمه إليها , والدولة الوحيدة التي لم تعترف بالعراق عند تأسيس دولته الحديثة عام ( 1921 ) ، هي إيران.

2- يريدون الانتقام والثأر من الأمة التي أنهت دولتهم ، وأزالت ملكهم , وهدمت معابد المجوس , وعتبروا العرب محتلين , فقاوموا الدولة الجديدة، وتآمروا عليها بكل وسيلة ..

عداوة إيران للعراق أبدية، وحقدها دائمي. ولهم معنا ثأر ولذلك حينما جاء المغول كانوا أول الداعين لهم، والمقاتلين تحت رايتهم , ان المخزون الكبير من الأحداث والوقائع والأمثال في التآمر وكبت الظغينة والحقد ضد العرب والمسلمين في بطون الكتب المعتمدة تعكس حقيقة خصال الفرس تحديدأ بعد دخولهم في الأسلام بعد واقعة القادسية الأولى عام 23 هجرية بقيادة الصحابي سعد بن وقاص وخير مايمكن الأستشهاد به قول الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب ( رض ) ( ياليت بيننا وبينكم جبل من نار )

وظلوا يتآمرون بالدسائس والفتن الى ان جاء الخميني ورفع شعار تصدير الثورة واعلان الحرب على العراق والحقيقة أن تلك الحرب ما هي إلا حلقة اعتداء في سلسلة طويلة متغلغلة في أعماق أعماق التاريخ ..

حرب الثماني سنوات من بدأ الحرب ؟؟

الفرس كعادتهم يروجون دوماً أنهم معتدى عليهم، وأن الحرب أثارها العراق. أما هم فلم يكونوا سوى مدافعين شرفاء عن أرضهم وبلادهم. وكأن خميني لم يرفع من أول يوم وطئت قدمه أرض إيران شعار ( تصدير الثورة ) !..

لقد شخصت المادة ( 51 ) من ميثاق الأمم المتحدة مفهوم العدوان بشكل محدد لا لبس فيه، وأعطت المادة المذكورة الحق لدولة ما في استخدام القوة للدفاع عن وجودها ومصالحها ضد العدوان الأجنبي. وحددت الجمعية العامة بقرارها المرقم ( 3314 ) في جلستها المرقمة ( 2319 ) في 14 - 2 - 1974 الممارسات التي تعد عدوانا، حيث عرفت العدوان بـ"استعمال القوة المسلحة من قبل دولة ما ضد سيادة دولة أخرى أو سلامتها الإقليمية أو استقلالها السياسي أو بأية صورة أخرى تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة". ووصفت المادة الثالثة من القرار المذكور بوضوح الحالات التي تنطبق عليها صفة العدوان وكما يلي :

1 - قيام القوات المسلحة لدولة ما بغزو إقليم دولة أخرى، أو الهجوم عليها، أو أي احتلال عسكري وإن كان مؤقتا لأراضيها، أو ضم لإقليم دولة أخرى أو لجزء منه باستعمال القوة.

2 - قيام القوات المسلحة لدولة ما برمي القنابل والمتفجرات على أراض دولة أخرى، أو استخدام دولة ما أي نوع من الأسلحة ضد إقليم دولة أخرى.

3 - فرض الحصار على موانىء دولة ما أو على سواحلها من قبل القوات المسلحة لدولة أخرى.

4 - قيام القوات المسلحة لدولة ما بمهاجمة القوات المسلحة البرية أو البحرية أو الجوية، أو مهاجمة الأسطولين التجاري البحري والجوي لدولة أخرى.

وتنطبق صفات العدوان الأربع أعلاه على ممارسات النظام الايراني تجاه شعب العراق قبل الثاني والعشرين من أيلول 1980؟
وادناه استعراض بسيط للعدوان الفارسي الصفوي يؤكد بالارقام والتواريخ من بداء العدوان .
1- 4/9/1980 وصلت التحرشات ذروتها عندما بدأت القوات الإيرانية بالقصف المدفعي المكثف للمناطق الحدودية في هيلة وخضر وزين القوس وزرباطية وتحشيد القطعات العسكرية الإيرانية قرب الحدود العراقية في شماله واستمرار ,كما قامت طائرات السلاح الجوي الإيراني باختراق الأجواء العراقية في مناطق عدة كما قامت السلطات الإيرانية بنقل الطائرات المدنية المخصصة للنقل العسكري إلى مناطق بعيدة عن حدود العراق في نية عدوان شامل مبيت وقد تمكنت القوة الجوية العراقية من إسقاط طائرة إيرانية إثناء خرقها للحدود العراقية وذلك في القاطع الأوسط من الحدود , هذه الاعتداءات موثقة ومسجلة في ( 240 ) مذكرة رسمية قدمت إلى وزارة الخارجية الايرانية ومودع نسخ منها لدى سكرتارية الأمانة العامة للأمم المتحدة، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، و"منظمة المؤتمر الإسلامي" وبشكل مفصل . .

2- 14 - 9 - 1980 أعلن الجنرال فلاحي نائب رئيس قيادة الأركان المشتركة لجيش "الجمهورية الإسلامية" في حديث لشبكتي الإذاعة والتلفزيون الايرانية بأن ايران لا تعترف باتفاقية الجزائر الموقعة مع العراق في آذار عام 1975، ولا بالحدود البحرية مع العراق".

3- 4/9/1980 احتلت القوات الايرانية مناطق زين القوس وسيف سعد وهي أراض عراقية منزوعة السلاح، اعترفت الحكومة الايرانية في ملكيتها العراقية في "اتفاقية الجزائر" عام 1975، واستخدموها في قصف مناطق مندلي وخانقين وزرباطية بالمدفعية الثقيلة.

4- 16 أيلول 1980 أعلنت الحكومة الايرانية إغلاق أجوائها في وجه الملاحة الأجنبية، وباشرت قصفا مكثفا لمنطقة لشط العرب والموانيء العراقية دمرت فيها سفن ومراكب عراقية وأجنبية. تفاصيل الخسائر موثقة لدى وكالة التأمين الدولية "لويدز".

5- 16/ 9 فتحت القوات المسلحة الايرانية نيران مدافعها على منطقة أم الرصاص، وقصفت آبار النفط المرقمة ( 4 ) و ( 5 ) في قاطع ميسان، وكذلك قصف محطة عزل الغاز.

6- في 18 أيلول 1980 بدأت القيادة المشتركة لجيش الايراني بإصدار بيانات عسكرية أذيعت من إذاعة طهران. حيث أصدرت القيادة الايرانية ثمان بيانات جاء في الأول منها الصادر في18 أيلول "أن القوات الايرانية دمرت منشآت نفطية داخل الحدود العراقية". وورد في البيان الثالث، الصادر يوم 19 أيلول "أن القوات الايرانية المسلحة استخدمت السلاح الجوي في العمليات العسكرية"، وفي البيان الرابع الصادر يوم 19 أيلول تبجحت القيادة العسكرية الايرانية في إشعال النيران في حقول نفط خانة العراقية. وفي البيان السابع الصادر يوم 12 أيلول أعلنت القيادة الايرانية النفير العام تنفيذا لأوامر رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة.

7- سجل العراق 224 شكوى لاعتداءات إيرانية قبل أن يرد عليه بالعمل العسكري 22/9/1980 حيث قامت القوة الجوية العراقية بشن ضربة جوية شاملة على كل القواعد الجوية الإيرانية ومطاراتها حيث عبرت جميع الطائرات العراقية التي بلغ عددها ( 156 ) طائرة الحدود العراقية باتجاه الأراضي الإيرانية .

8- 28/9/1980 أعلن العراق وقف إطلاق النار وعرض على الجانب الإيراني إنهاء العمليات العسكرية واللجوء إلى التفاوض لإنهاء كل المشاكل العالقة بين البلدين ومنها قضايا الحدود , الرئيس صدام حسين رحمة الله أمر بإيقاف تقدم القوات العراقية داخل العمق الإيراني وقال نحن أصلاً لم نرغب في الحرب وإنما اضطررنا لها ولا نريد لها أن تستمر يوماً واحداً وإسقاط النظام الإيراني مسؤولية شعوب إيران.

القيادة الايرانية و الخميني، يتحملون المسؤولية الكاملة لاندلاع الحرب . إن الحرب قد بدأت في الرابع من أيلول 1980 إثر قيام القوات الايرانية في الزحف العسكري على الأراضي العراقية في ( سيف سعد ) و ( زين القوس ) واحتلالها ومن خلال مهاجمتها المدن والمنشآت العراقية، وليس في 22 أيلول 1980 كما تدعي ايران.





الثلاثاء ١٤ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أيلول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة