شبكة ذي قار
عـاجـل










يعرف اهلنا في الجنوب والفرات الاوسط " هوسه" مشهورة ،قديمة، تقال في مناسبات معينة، عندما تعم الفوضى ، وعندما ينعدم الانضباط العام، اين تتكالب الابقار على بعضها البعض ، وهي تفتش عن ذكر في القطيع لضبطها ، حيث يراها الناس وهي تتجاسر فوق بعضها البعض ، خاصة عندما يخلو القطيع من ثور قوي يعيد للقطيع ائتلافه واعتلافه واجتماعه حول مربط واحد.

وهكذا كان ولا يزال حال ابقار العملية السياسية وكياناتها السياسية، منذ 2003، ،عندما تناطحت ثيرانها وابقارها، متسلحة بقرون المرجعيات المختلفة، وكما هو معروف ان لكل من كيانات العملية السياسية المؤتلفة في ما يسمى " التحالف الوطني" مرجع وعمامة، سواء كانت سوداء او بيضاء ، ولا يهم افراد القطيع لمن تكون تبعيتهم لها، فلا خيار امامهم الا ان تكون تلكم المرجعية في النجف بموافقة فارسية او تكون مقيمة في قم.

يبدو اخيرا ان كيانات القطيع الطائفي قد خرجت عن الانضباط المعهود لها في الفترة الاخيرة ، ولكونها انشقت عن بعضها البعض طمعا في امتيازات المحاصصة، وهي لم تعد تسمع نداءات وخطب ممثلي مرجعية السيد علي السيستاني للعودة والبقاء في " بيت الطاعة الشيعي " الذي اسسه وشكله المقبور احمد الجلبي تحت اشراف بول بريمر، واليوم انفلتت الامور عن انضباطها وتبعيتها لمرجعياتها المعروفة لكل جماعة وفصيل وحزب ومليشيا من قوى " التحالف الوطني" ، بعد ان امتلك كل كيان منها مليشيا مسلحة خاصة به، او له قوة عسكرية او امنية ما منضمة في وحدات الحشد الشعوبي.

ونقلا عن مؤشرات عديدة تصلنا من داخل الوطن، يظهر انه لم تعد مرجعية علي السيستاني قادرة على ضبط الاحوال في ما بين مكونات هذا القطيع، وسواء كان السيستاني حيا او ميتا فان الانفلاش والانشقاق والتناحر يسود هذه الكيانات وينذر بعواقب وخيمة للانفجار والتشرذم، ان لم يكن الصدام المسلح.

لهذا تبادر حكومة طهران ضبط الامور قبل انفلاتها المرتقب ، ولهذا تريد ان تعيد مشهد جديد قديم في العراق يتم اخراجه على طريقة وصول خميني من فرنسا إلى إيران، وبهكذا طريقة بائسة، جرى ترتيب وصول الشهرودي إلى بغداد قبل يومين.

وصول مثل هذا الكاهن الإيراني المجوسي المعروف محمود الشهرودي الى بغداد، بهدف ربط عجول العملية السياسية الطائفية المنفلتين عن مربط الاعتلاف ، وبحضوره ذلك يذكرنا بهوسة " ثور الشطره " ليكون مثل هذا الكاهن ( المرجع ) الاعلى لهم، بديلا عن علي السيستاني. ومثل هذه الامور يجري ترتيبها تدريجيا خلال الفترة القادمة .

ان مظاهر مفتعلة من الاستقبال قد تمت منذ وصول هذا الشهرودي الى المطار بطائرة ايرانية خاصة ، وجرى استقباله بافتعال، والامر من نوري المالكي، باستقبال رسمي كبير هيأه وموله واشرف عليه نوري المالكي ، وبطبيعة الحال تقدمه السفير الإيراني في بغداد المحتلة، ومعهم جوقة من اصحاب العمائم الرمادية، من مرتزقة الطائفية والمذهبية المرتبطين بايران، وما تباين المواقف من قضية وصول الشهرودي الا ان يكشف الى أي مدى بلغ انفلات اوضاع القطيع الطائفي العميل الذي لا يمكن ان يرجى منه خيرا للعراق ابدا.

ولكن العراق سيبقى عصيا الى الاحتلال
وسيجهض احرار العراق مهمة الشهرودي كما اجهض قبله مهمة امثال باقر وعزيز الحكيم وامثالهم.
مرجعيات العراق العربية الحرة الثائرة هي التي ستحظى دائما باحترام العراقيين من شتى مذاهبهم واديانهم.

وان غدا لناظره قريب
وان غدا لناظره قريب





الاحد ١٢ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أيلول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة