شبكة ذي قار
عـاجـل










كانت الاشاعات ، سوا البيضاء منها او الصفراء يروج لها من خلال وسائل محدودة ويتم نشرها بين عامة الناس من خلال النكتة او المقهى التي يرتادها كثير من الناس او وسائل الاعلام التي لم تكن تتعدى الراديو والتلفاز بالاضافة الى الافراد الذين يبذلون جهودا كبيرة لنشرها في الاماكن العامة ، وكانت حينذاك بطيئة الانتشار وربما ضعيفة التأثير ، بيد ان التطور التكنولوجي وما رافقه من طغيان مفهوم العولمة والذي لازال الكثير من الناس لا يفقه ماهو وماهي ادواته ووسائله التي جعلت الحدث لا يتأخر لبضعة دقائق واحيانا كل ارجاء الكرة الارضية تتابعه وتراه وتسمعة بشكل مباشر من خلال اخطر وسيلتين اجتاحتا حتى الخصوصية التي كان يتمتع بها الانسان ، وإذا كان القول السائد لمفهوم العولمة من ان العالم تحول الى قرية صغيرة ، فاليوم وبكل تجرد وموضوعية صار يمكننا القول ، ان العالم تحول الى الذات الشخصية لأدق تفاصيل الخصوصية لبني البشر .

بعد التسابق المحموم الذي تقودة دول ومؤسسات وشركات تهيمن على التطور التكنولوجي صارت منظومة الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) والقنوات الفضائية التلفزيونية ادوات لا يمكن ايقافها او التقليل من اهميتها لخدمة بني البشر اذا ماتم الاستفادة منها من خلال الاستخدام الصحيح وهذا يتطلب قيام مؤسسات ومنظومات فكرية وحملات توعية ممنهجة ونحن لسنا بصدد الخوض بهذه التفاصيل انما الغاية من هذه السطور هو التطرق لوسيلة من وسائل الانترنت والتي لا يكاد الا ويستخدمها الجميع وهو تطبيق الواتس اب .

يعلم الجميع انه سهل الاستخدام وجيد في تأمين الاتصال صوتيا وتحريريا وحتى صار بالامكان ان يرى المرسل والمستلم بعضهما بذات لحظة الاتصال ، وهذا شئ جيد ، لا خلاف على اهميته وفائدته ولكن ...

نعم نقول ولكن ايها الناس اسمعو وعو واعصبوها برقبتي ، فجميعنا نقوم بارسال واستلام مختلف المواضيع والصور من خلال هذا الواتس آپ ، ونرجع ونعيد القول انه امر جيد ولكن ...

صار وسيلة يستخدمها الخصوم من احزاب وتجمعات وكتل وتيارات وحتى دول وتغذي افكار الناس بمقالات وكتابات واحيانا نكات مضحكة وفديوات لكتاب متخصصون ولديهم القدرة على توجيه خطابات تناغم الطرف الاخر وتدغدغ مشاعره وتلبي رغباته ولكن يتم دسّ السم من خلال الاشاعة او الفكرة الهدامة ببضعة جمل ، او سطر او حتى كلمة ضمن مقال او نكته او فديو وعندما تصل المتلقي ربما يجد بها مبتغاه مهما كان توجهه الفكري او العقائدي ولكن يتم تمرير الرسالة المقصودة بطريقة لا تلفت الانتباه خصوصا للناس البسطاء بل واحيانا ينخدع بها حتى المثقف إذا لم يكن ذا خبرة ودراية ، والمضحك المبكي ان اي شخص يقوم باستلامها من احدٍ ما يقوم بأعادة توجيهها وارسالها لأغلب المضافين عنده في القائمة ، وهكذا تصل من شخص الى آخر وبوقت سريع جدا تصل لآلاف الناس ...

وبهذا تكون الاشاعة قد وصلت وانتشرت بدون جهد ولا تكاليف بل ان المتضرر منها يقوم بنشرها والترويج لها من دون ان يعلم .

ومثال على ذلك ، تم تداول مقالات مطولة جدا لأحد الكتاب العملاء ( س . ع ) وهو يقوم بتأليف اكاذيب وكأنه يقود الغرف المظلمة في دوائر المخابرات العالمية ويضع سيناريوهات وكأن اعداء العراق وشعبه في الداخل والخارج ستقوم اميركا باقتلاعهم بغضون اسابيع او ربما ببضعة اشهر ولطالما وصلت اغلبكم سطور يقسم من كتبها وطبعا لا يوجد اسم لمن كتبها من ان القوات الاميركية انتشرت في المنطقة س او المنطقة ص وتم اعتقال قادة الميليشيات وقامت باقتحام كذا وكذا بل ووصل الامر الى ترويج اشاعة من خلال الواتس آب ان الاميركان قامو بأخراج قادة النظام الوطني قبل الاحتلال من المعتقلات وامور اخرى كثيرة .

ان الاستخدام السئ لهذا التطبيق وهو الواتس آب به مخاطر جمة ينبغي التوجيه والتنبيه عليها ولابد ان يعلم الجميع وخصوصا البسطاء ان كل شئ خاضع للمراقبة وهذه احدى الوسائل لكشف ومتابعة الخصوم .

واكثر الذين يقعون بفخ الواتس آپ للاسف هم من الشرفاء والغيارى الذين يرفضون هذه الحثالات التي تتحكم بمصير العراق وشعبه من خونة وعملاء باعوا الضمير والوطن ...
انها رسالة قصيرة ولكن خطيرة لابد من التنبه لها .





السبت ٤ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب وائل القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة