مضى اسبوع لرحيل الزميلة سناء البلداوي لنقرا سورة الفاتحة على روحها وعلى ارواح شهداء العراق والامة العربية كلما تطلعنا للصورة التي جمعتنا بها بمؤتمر اوفيدوا يرد سؤال في الذهن كم منا يرى في نفسه كل جميل وكم منا يتصاغر حين يقف لينحني امام قمم حية نبظت اباء وشمم كالبلداوي رحمها الله غرست السؤال بروحي جسد واهن وعزيمة كتبت بها سفر رائدة ماجدة وسيكتب التاريخ عنها رحمها الله سيدة كبيرة المقامين السن والموقف تعاني مرض عضال حضرت لتمثل عملقة المراة العراقية نجمت التضحية وشكلت اسطورة التحدي شكلت بحضورها مؤتمر اوفيدو للمغتربين العراقيين الدولي لتكون احد اهم ايقوناته القت وقعا وحماسا كبيرين بنفوس جميع الحاضرين واغاضت الحاقدين والعملاء والمنافقين خلد اخر للماجدة العراقية جسدته بقدرتها على التحدي باصعب الاوقات حق علينا ان نتذكر قامة البلداوي كابرت الالم واستخفت بالمرض وجرته ورائها مع انها لا تقوى على الجلوس لساعات طويلة حرصت لحضور كافة جلسات المؤتمر وكان لابنائها الفضل الذي لا ينسى لهم باصطحاب والدتهم من المانيا لاسبانيا بالسيارة تقدمت اليها لالقي التحية واحي مشاركتها التاريخية بكلماتها المتواضعة واتسامتها الدافئة والتي منحتها لكل من حياها وناله شرف مصافحتها اشعرتنا بالخجل من عزيمة نادرة ان مرضها شكل دافعا اكبر لحضورها فكتبت لمن يريد ان يتحقق ويقرأ عن قصص التحدي وبطولات العراقيات قصة سناء البلداوي احداها

اتذكر حوارها الصامت رحمها الله : رغم صعوبة السفر وضعف قدرتي على السير اعتبر مشاركتي اقل شئ اقدمه للعراق ووجودي بتجمع كبير للعراقيين الاحرار كهذا فيه ما يطفأ شوقي لوطني حبيبي العراق واسال الله العلي القدير ان يحرره من ايدي المحتلين وعملائهم ويجمعنا على قلب رجل واحد العراق اسقمنا ووجع ونكبة العراق وراء سقمي احمد الله كحلت عيني بشعاع التحرير بعيون الحاضرين رايته واستعدت ذكريات اعراسنا الوطنية التي عشناها بزمن النظام الوطني السابق ولم تروق لاعدائنا ان نعيشها حرمونا اياها مؤتمر المغتربين مفصل مهم يحافظ ويمثل رمزية ماضينا الوطني المشرف نتمنى ان نحياه على ارض الوطن ولعل لقائي بالمخلصين وداع طيب للعراق قبل ان نلقى وجه الكريم اخفيت مشاعري واجبتها شفاك الله وامد بعمرك وجزاك خير الدنيا والاخرة لمشقة ما تحملتي وابقاك ذخرا وخيمة لابنائك اكملت رحمها الله لا نريد من الدنيا طول العمر نريد الحق ان يعود لاهله وختمت حضوري جرعة دواء ان لم تشفيني تعينني لاموت بسلام وانا ارى الامانة محفوظة بيد المناضلين الشرفاء والوطنيين ولا زالوا على العهد هاهم امامنا يصطفون دفاعا عنها تحرير العراق واستعادة حقوق شعبه

البلداوي رحمها الله عاشت رحلة حياتها امضتها بالعمل والكفاح لاخر لحظة مؤكدة على ان درب النضال درب الصابرين الطويل ومسيرة المبادئ الحية الثابته التي سارت وربت ابنائها عليها واحسنت تربيتهم وخلقهم وضحت لاجلها لم تتاثر ولم تثلم بحال او ظرف علمتنا ان التضحية دروس في الصبر والثبات ونشر الامل بابتسامتها الرائعة رغم سقمها لم تشأ الا ان ترسم لنا وبجسدها الذابل رمزا تاريخيا حقيقيا شهده كل من ناله شرف لقائها وواكبها بغربتها ومن شاطرها الامها لاخر لحظات حياتها

من العبر التي استقيناها من عائلة البلداوي حجم وسلامة الترابط الاسري للمجتمع العراقي وبين المغتربين عكس المخطط ترابط وثيق بين اجياله وان مخطط الاعداء الهادف للشرذمة والتهجير والتفكك الاسري اثبت فشله خطى البلداوي وهي تتسند على ذراعي ابنها وابنتها وعلى الكرسي تدفع لا لتذهب لجلسة علاج بل لحضور مؤتمر مثل صورة رائعة اذهلت وحمست الجميع ان امل الاجيال متواصل والجميع يحرص على السير نحوه وان كان الدرب ملئ بالاشواك وشيجة حية بين ام رفضت الاستسلام لتاكد قيم النضال وابناء يتفهمون ويسعدون بتلبية رغبة والدتهم صورة اخجلت كثير ممن سمع او شاهدها من على شاشات الاعلام مقدمة درسا لمن يبخل بالدعم للوطن ليعتذر عن الحضور ومنهم محسوب او يحسب نفسه على الصف الوطني للنظام السابق وممن لا يزالون يتمتعون بصحة جيدة وجيوبهم ليست بفقيرة ليمتنعوا عن تحمل نفقات السفر والاقامة الصورة التي جمعتنا مع المغفور لها وما سردته الاقلام تحكي قصة حضور بطولي ومشرف للمراة العراقية المناضلة الصابرة طيب الله ثراها واثلج صدور ابنائها واحبتها لفراقها ليفخر ابنائها بسيرة الوالدة العطرة والتي شاركوها بتسجيل اخر واجمل مبادرة لها اضافتها لسجل مسيرتها الوطنية والانسانية مسيرة ختمتها بمبادرة حية خلدتها قد لا يحظى بها ويتمناها الكثير ليكون مؤتمر اوفيدوا اخر تركة للفقيدة البلداوي ولابنائها وشعبها بوداعها طويت صفحة مشرقة وواثقه سجلتها البلداوي بسفر الماجدة العراقية على مر التاريخ  .