شبكة ذي قار
عـاجـل










شاع وتردّد كثيرا اتّهام القوميّة في المطلق بالعنصريّة والانغلاق والتّقوقع والتّعصّب والتّحجّر والمغالاة والتّطرّف في انتصارها لأبنائها، وتكرّس بالتّوازي مع ذلك ادّعاء رفضها للآخر حتّى اقترنت بالعدوانيّة والشوفينيّة.

ولقد احتدم هذا الزّعم وتصاعد منسوب التّهجّم على القوميّة ليخصّ به أهل القوميّة العربيّة، ليخرج ما التصق بالقوميّة من تهم مجانبة للصّواب في أغلب الأحيان ويفوق حدود المقبول والمعقول في حدوده الدّنيا. إذ من اليسير بل من أيسر الأمور رصد الشّواهد والأدلّة التي تؤكّد مدى ما تعرّضت له القوميّة العربيّة من اعتداءات وتشويهات وحملات منظّمة من التّسفيه والإنكار هي في الحقيقة انعكاس لمخطّطات ومؤامرات حيكت ولا تزال ضدّ العروبة وكيانها وأبنائها ومشاريعها وكلّ ما يتعلّق بها من قريب أو من بعيد، فمثلا ورغم ما اتّسمت به النّازيّة والفاشيّة من عنصريّة مترعة تفيض بها تنظيراتهما وتطبيقاتهما فيما بعد، إلاّ أنّه لا مجال للمقارنة بين ما تعرّضتا له من استهجان واستنقاص ومآخذ مع ما شهدته القوميّة العربيّة.

إنّ التّهجّم على القوميّة في المطلق نشأ من جهات قوميّة أخرى حاولت التّستّر على نزعتها القوميّة الصّرفة وموّهت وأوهمت الآخرين بتبنّيها لمشاريع غير قوميّة وعوّمتها بشعارات فضفاضة وواسعة من قبيل الانفتاح والتّآخي والمساواة ونشر مبادئ التّحضّر غير ذلك، وهذه الجهات هي بالأساس جهات استعماريّة امبرياليّة تعمل على التّوسّع على حساب الآخر بجميع الوسائل المتاحة. ولكي تنجح في مشاريعها تلك، كان لزاما عليها أن تحيّد روّاد التّصدّي لها وإذا لم يتسنّى لها ذلك لجأت إمّا لتشويههم أو ملاحقتهم والقضاء عليهم وعلى أطروحاتهم المضادّة.

وبالنّظر للموقف المعادي للعروبة خصوصا من طرف الصّهيونيّة والغرب وبعض الأمم المجاورة كالفرس والأتراك، تعرّضت القوميّة العربيّة لسيل جارف من التّهم الكيديّة والافتراءات والتّضليل والأكاذيب الممنهجة وصبّ أعداؤها عليها جام حقدهم وتوسّلوا في ذلك بعناصر تفوّق نوعيّة أهمّها الإعلام والتّقنيات المتطوّرة ناهيك عن الكمّ الهائل من المستشرقين الذين زيّفوا حقيقة العرب وأظهروهم على غير سحنتهم من جهة ثمّ دسّوا بين جنباتهم سموما متلوّنة كان الهدف منها كسر بناءهم النّفسيّ وهدم مقوّمات شخصيّتهم وفسخ هويّتهم وإدخال البلبلة والإرباك إلى صفوفهم ليصلوا في النّهاية لبثّ سيول من نوزاع الفرقة والانقسام والتّشظّية من جهة أخرى.

وعليه، غدت العروبة وغدا كلّ صوت عربيّ مخلص لأمّته وقوميّته وعروبته مثار سخريّة وتهكّم استعداء مباشر ليتّهم بصريح العبارة بما حاول هؤلاء الأعداء إلصاقه بالعروبة وبالقوميّة العربيّة قهرا من تحجّر وانغلاق وتعصّب وغير ذلك. بل إنّ المؤلم حقّا أنّ حملات التّرغيب عن القوميّة العربيّة وتشويهها فعلت فعلها في صفوف العرب أنفسهم فانضمّ فريق معتبر منهم لكيل شتّى الاتّهامات للقوميّة والقوميّين العرب وناصبهم العداء دونما إدراك ولا تروّ أو تبصّر، واندفع أولئك لترديد ما جادت به عليهم الجهات المعادية، منكرين أبسط البديهيّات ومنها أساسا أنّ القوميّة في طبيعتها تحديد طبيعة انتماء الفرد واعتزازه بانتمائه ذاك والعمل على تقويته وتجذيره لا التّنصّل منه لا لخلل في أصله أو اعوجاج فيه، بل إنّ ذلك الهروب سيكون مجلبة للعار على مؤتيه ولن ينفي عنه حقيقة انتمائه لا في قرارة نفسه ولا عند من يطمح لنيل رضاهم بسببه.

إنّ التّضحيات الجسام التي سطّرها القوميّون العرب في سبيل صدّ الأطماع الخارجيّة سواء الاستعمارّية أو الصّهيونيّة أو الفارسيّة أو غيرها، فإنّ ذلك لم يشفع للقوميّة العربيّة ولأهلها عند هؤلاء الذين أدمنوا شيطنتها اقتداء بمن اعتبروهم أمثلة عليا وقدوة حسنة قافزين على حقيقتهم القبيحة التي أفلحوا أيّما فلاح في سترها بفضل المساحيق التي استعانوا بها.

وإنّنا لو خضنا مثلا في الشّواهد المعبّرة كأحسن ما يكون التّعبير على بطلان تلك الأراجيف المناوئة للقوميّة العربيّة، ولو رمنا تقصّي أدلّة إنسانيّة القوميّة العربيّة ومدى انفتاحها وبعدها بعدا كبيرا عن نزعة التّعصّب والعنصريّة، فإنّنا سنجد أنفسنا على المستويين النّظريّ والتّطبيقيّ الميدانيّ مجبرين على الغوص في فكر حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ وفي خطّه ومنهاجه السّياسيّ الاستراتيجيّ العامّ لنستدلّ على مدى تأصّل إنسانيّة القوميّة العربيّة فيه.

فحزب البعث باعتباره الوعاء القوميّ العربيّ الأكثر نضجا والأعمق ترسّخا والأوسع انتشارا والأبعد استملاكا للمشروع القوميّ العربيّ في الوطن الكبير، أكّد منذ مرحلة التّبشير على نبذه جميع أشكال العنصريّة والمغالاة بل إنّه رفض رفضا قطعيّا أن تتلوّث القوميّة العربيّة بلوثة التّحجّر ولا التّقوقع.

فمثلا ومن خلال شعار البعث نستدلّ على مدى التصاقه وتشبّثه بالخصال الإنسانيّة وحجم دفاعه عن الانفتاح على الآخر شرط أن يسود الاحترام والنّدّية العلاقات المتبادلة، حيث تتحدّث الرّسالة الخالدة بمضامينها الثّوريّة العميقة ومدلولاتها النّضاليّة الشّاملة وهي الدّالة على أنّ آفاق المشروع القوميّ العربيّ في فكر البعث إنّما هي إنسانيّة بالضّرورة وذلك من خلال الدّعوة للإسهام في البناء الحضاريّ الكونيّ وتقلّد الدّور المناط بعهدة الأمّة العربيّة على الصّعيد الكونيّ، وهو ما لا يمكن لأعداء البعث والمشروع القوميّ العربيّ ردّه ولا دحضه ولا إنكاره.

ولقد دعا مؤسّس حزب البعث وشدّد في كتاباته على النّزعة الإنسانيّة للمشروع القوميّ العربيّ، فيقول مثلا في مقالة " إنسانية نضال الأمة ":

( ثمّ طرأت على الأمّة العربيّة ظروف قاسية جزّأتها وأشاعت فيها الفوضى والفرقة والخلل في التّوازن الاجتماعيّ وسمحت بدخول الأجانب إلى أجزاء من أرضنا وحدثت مآسي كثيرة لا حدّ لها ولا حصي أطفأت أو كادت تطفىء شعلة العبقريّة العربيّة فتخلّينا مئات من السّنين عن مهمّة الإبداع والمساهمة في الحضارة وتحمّل المسؤوليّات الإنسانيّة اللاّئقة بأمّة كريمة حرّة، ثمّ كان آخر المطاف، الاستعمار الغربيّ الذي جاءنا بألوان من العدوان والإفساد والإرهاب لم يعرفها العالم من قبل. وأخذت البلاد العربيّة تقع فريسة هذا الاستعمار، الواحدة تلو الأخرى من الجزائر إلى تونس فالعراق فالجنوب العربيّ.. الخ فالشّبه بيننا وبين الغرب في الواقع ضعيف جدّاً أو غير موجود. فالغرب لم يمرّ بما مررنا به من مآسي وآلام ومن خضوع للاستعمار والتّجزئة.. الخ.. فالحركات القوميّة الغربيّة نشأت في ظروف مختلفة مصحوبة بالطّموح واكتشاف ثروات جديدة واكتشاف العلم الحديث بقوانينه فأصيبت منذ ولادتها بأمراض التّوسّع والسّيطرة. ولكن حركتنا القوميّة نشأت كأعمق جواب إنسانيّ على ظلم الإنسان للإنسان .. على المصير الإنسانيّ بكامله. نشأت ثمرة ناضجة لكلّ هذه الآلام التي عانيناها بأنفسنا وكأنّنا عانيناها نيابة عن شعوب الأرض كلّها فالاحتمال ضعيف بأن ننتهي إلى حيث انتهى الغرب. )

ليضيف :
( ... كيف نعامل الشّعب وباعترافنا هو المبدأ والغاية والأساس والرّكيزة الوحيدة، له نعمل وبه نعمل لأنّه هو الذي يناضل وهو الذي يبني. كيف نربّي هذا الشّعب ونحترمه ونحترم إرادته وحرّيّته؟.. هل نعامله معاملة القاصر.. هل نجامله بالكلام ونحتقره في أعماق نفوسنا؟.. هل نتودّد له بالظّاهر ونخاف منه بالحقيقة ؟ كيف نربّيه لكي يصبح مسؤولاً ولكي يحمي هذه الثّورة لأنّها ثورته.. والقيادات تتغيّر وتزول ولكنّ الشّعب يبقى فإن لم تُستغلّ هذه القيم والمثل لخدمة واقع الشّعب الثّوريّ ولم تصبح جزءاً من دمه ولحمه وإذا لم تصبح شيئاً أصيلاً فيه فلن يحمي ثورتنا شيء وسوف تفشل ويعود علينا الاستعمار إلى أمد ما، لأنّنا لم نحرص على ثورتنا ولم نخلص لمبادئنا وأهملنا شعبنا الذي هو وسيلة الثّورة وغايتها. )...

ومن يتمعّن في ثنايا هذه الفقرات سيعلم يقينا أنّ كلّ التّهم الموجّهة للمشروع القوميّ العربيّ والبعثيّ خصوصا إنّما هو من باب التّعنّت والكذب والتّلفيق. فالطّرح البعثيّ يراهن على الإنسان العربيّ أوّلا، وهو رهان لا عنصريّة فيه ولا تطرّف، وإنّما ينهل من بديهيّات ثنائيّة الزّمان والمكان ومعالم الانتماء المعلومة الأخرى، وهو في رهانه عليه إنّما يراهن بالتّوازي مع ذلك على طبيعة المهامّ الإنسانيّة الموكولة لهذا الإنسان العربيّ بما له من مخزون فكريّ وثقافيّ وإرث تاريخيّ وقيميّ وعقائديّ بما يفيد بضرورة تسخيره للإنسانيّة لتقديم الإضافة المرجوّة بغية تلافي مظاهر الجشع والنّزعات العدوانيّة والطّابع الإجراميّ الذي بات يهدّد استقرار الإنسانيّة جمعاء.

وتتأكّد بعد الإنسانّية الرّقراق للقوميّة العربيّة في فكر البعث من خلال هذا التّأكيد العبقريّ على الخصوصيّة العربيّة المختلفة تماما عمّا سواها، وتلازم التّشديد على أنّها (أي تلك الخصوصيّة العربيّة ) إنّما هي بنت تمايز حضاريّ واجتماعيّ وثقافيّ لا تصلّب فيها ولا علاقة لها البتّة بما يسعى المتمعّشون من تشويه القوميّة العربيّة لتثبيته حقائق وبديهيّات مسلّمة، بل إنّ هذه الإنسانيّة تتجلّى في أبهى الحلل وكأسمى ما يكون من التّعبير البعثيّ على لسان مفكّره الأوّل ومؤسّسه ومناضله العملاق على استعداد هذه الأمّة للدّفاع عن الإنسانيّة كلّها وتخليصها من ظلم الإنسان للإنسان أنّى كان وأينما كان، وهو استعداد فطريّ جبلت عليه أمّة العرب لحدّ الاندفاع أحيانا، إذ أنّها تأبى بداهَةً مظاهر الحيف والاستغلال والاستعباد والتّجبّر والقهر وغير ذلك.

ولكون الأدلّة السّاطعة والحجج الدّامغة على إنسانيّة القوميّة العربيّة في فكر البعث كثيرة وعديدة، فإنّنا سنكتفي بمثال ثاني تدلّل على محوريّة الطّابع الإنسانيّ للفكرة القوميةّ العربيّة الثّوريّة الأصيلة، وفيه سنخلص وجوبا لنفي الأكاذيب الملفّقة حول عنصريّة القوميّة العربيّة وشوفينيّتها، وهذا المثال الصّارخ هو المسألة الكرديّة، إذ بيّن ومنذ عقود مؤسّس البعث الرّفيق ميشيل عفلق في مقالته ( المسألة الكرديّة والثّورة العربيّة ) حيث يقول:

( موضوع الأكراد ذو شقّين: شقّ مبدئيّ وآخر سياسيّ والحزب لا يعترض على حقّ الأكراد في أن يكون لهم نوع من الحكم الذّاتيّ، أمّا الشّقّ السّياسيّ فيختلف: إنّ حركة العصيان الكرديّ في العراق كانت موضع استغلال من القوى الاستعماريّة والرّجعيّة رغم أنّ الحركة الكرديّة تعتمد على شعور وطنيّ عند المواطنين الأكراد. شعور مشروع وغير مشبوه لكنّ القوى الاستعماريّة والرّجعيّة تستغلّه وتشوّه مقاصده وهذا للأسباب التّالية:

إنّ أكثريّة الأكراد موجودة في بلدان غير عربيّة والقسم الموجود في العراق هم أقلّية صغيرة نسبيّاً، ثانياً واقع الأكراد في البلاد العربيّة يختلف كلّ الاختلاف عن واقعهم في البلدان التي هم فيها كثرة: تركيا وإيران. فالأكراد عاشوا قرونا طويلة مع العرب وحتّى الآن ما عرف في طول هذا التّاريخ أيّ تمييز بينهم وبين العرب، وبالتّالي أيّ اضطهاد أو ضغط، كانوا كشعب واحد وأبطالهم السّياسيّون والعسكريّون في هذا التّاريخ المشترك كانوا هم أيضا أبطال العرب. وهذان الشّيئان يُظهران بوضوح كبير أنّ الحركة الكرديّة في البلاد العربيّة والعراق خاصّة كانت موضع الاستغلال الاستعماريّ لأنّ البلاد العربيّة هي أقلّ البلاد ملاءمة لظهور الحركات التّمرّديّة أو الثّورة الوطنيّة الكرديّة. فإذن كان اختيار العراق للبدء بالتّمرّد بداية مفتعلة ومقصودة من الاستعمار زمن الحكومات الرّجعيّة والعميلة لخلق مبرّرات لنزاع مفتعل. )..

وهنا ومرّة أخرى تبرز فرادة تناول البعث للمسألة الكرديّة تناولا عميقا وشاملا لا تصنّع فيه ولا مخاتلة، وهو ما كرّسه وعنونه فيما بعد القرار التّاريخيّ بمنح الأكراد حكما ذاتيّا عقب نجاح ثورة تمّوز المجيدة، ليظلّ الحالة الوحيدة في أماكن تواجد الأكراد كافّة. وإنّه وفي تقديرنا وبعيدا عن أيّ منطق متحزّب وهو منطق أيّ ناقد أو مؤرّخ موضوعيّ ومنصف، ما من دافع لمنح الأكراد مثل هذا القرار لولا ثوريّة البعث وإنسانيّته وتصالحه مع نفسه وترجمته لفكره أفعالا وقرارات.

ومرّة أخرى، يبدع البعث ومؤسّسه الفذّ الرّفيق القائد ميشيل عفلق في تنزيل المسألة الكرديّة منزلتها المخصوصة والتّعامل معها من منطلقات ثوريّة إنسانيّة من خلال المقارنة بين وضع أكراد العراق ووضعهم في غيره من البلدان التي يتواجدون فيها، والجزم الواعي والمسؤول بأحقّيتهم في اعتزازهم بشعورهم القوميّ، فلم يسمهم في ذلك بالعنصريّة أو الانغلاق كما فعل أعداء العرب والبعث مع العقيدة القوميّة العربيّة. وما توجيه مؤسّس البعث للأكراد بضرورة اجتناب الوقوع في براثن حيل الدّوائر الاستعماريّة والرّجعيّة ومكرهما إلآّ من منطلقات إنسانيّة ثابتة ومؤكّدة، لأنّه لم يتعامل معهم بأنانيّة أو عدوانيّة وبعيدا عن حساب السّياسة المصلحيّة، وهو ما تمثّله إرشاده للأكراد لطرق النّأي بأنفسهم عن كلّ ما من شأنه أن يسيء لمسيرة التّلاحم الطّويلة بينهم وبين العرب على مدى التّاريخ.

ويمكن للقارئ أن يعود لكثير من المقالات في فكر البعث وخاصّة " في سبيل البعث " ليتأكّد من مركزيّة الإنسانيّة كثابت مقرون ودافع للعقيدة القوميّة العربيّة لدى البعث والبعثيّين، ويكفي ههنا التّأشير على سبيل الذّكر لا الحصر إلى مقالة ( القوميّة حقيقة حيّة ذات مضمون إيجابيّ إنسانيّ ) ومقالة ( القوميّة العربيّة والنّظريّة القوميّة ) لتتدعّم الميزة الإنسانيّة للقوميّة العربيّة في فكر البعث وبالتّالي دحض تخرّصات تلك المجاميع التي أدمنت الهراء ونفث سمومها لتشويه البعث ومن خلاله العرب وعقيدتهم القوميّة العربيّة ذات الأفق الإنسانيّ الصّرف.

إنّه من نافلة القول إنّ البعث والعقيدة القوميّة العربيّة إنسانيّان في تمشّيهما كاملا، وما المكانة البارزة والأساسيّة لمقاومة الطّغيان والاستعمار والتّوسّع والشّعوبيّة والعنصريّة في عقيدة البعث الاستراتيجيّة إلاّ عنوان بارز ومدهش لذلك، وإنّه ليضيق المجال ههنا لتعداد أوجه ذلك مع أنّ هذا لا ينفي وجوب التّذكير بتصدّر البعث لدرب المقاومة والمقاومين للصّهيونيّة والاستعمار والنّظام العالميّ الجديد وما تفرّع عنه من عولمة ونزعة وحشيّة للسّيطرة على العالم وقهر البشر، بل إنّ البعث يقف اليوم وحيدا في وجه قوى الشّر والبغي العالميّة منافحا لا عن عروبة الأمّة وحرّية جماهيرها وحرمات أراضيها، وإنّما استبسالا في الدّفاع كذلك عن الإنسانيّة ضدّ مساعي الأشرار ومساعيهم الخبيثة لإلحاق أكبر قدر من الأذى بالإنسانيّة.


نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في  ١٤ / أب / ٢٠١٧





الخميس ٢٤ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمّامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة