شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة : -

صفقة على هامش الـ ( G - 20 ) ..
 - سياسة الردع المتبادل في العمق الآسيوي ..

1 - صفقة على هامش الـ : ( G - 20 )

 على هامش قمة العشرين ، واجتماع ( ترامب ) و ( بوتين ) ، تمخض إجتماعهما، الذي تسربت منه بعض الفقرات الخاصة بالوضع الميداني ( العسكري - السياسي ) في سوريا، اشتمل على وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، والعمل المشترك على التهدئة في المواقع المحددة الأخرى، وتصعيد القتال بالضد من داعش .. بيد أن فقرات أساسية من التفاهم الأمريكي الروسي المشترك هي الأكثرأهمية حيال تقاسم مناطق النفوذ بينهما :

أولاً - وقف الدعم العسكري للمعارضة السورية المناهضة لنظام دمشق.

ثانيًا - قبول أمريكي بوجود روسي في سوريا يشتمل على ( قواعد عسكرية – جوية وبحرية وبرية ) .

ثالثًا - قبول أمريكي بأن تستغل روسيا للغاز والنفط السوري عن طريق شركة ( إيفروبوليس ) الروسية وشركة ( استرويترانز ) الخاصة بأستخراج الفوسفات، في الأراضي السورية .. والملفت، لم تشر الصفقة إلى مستقبل النفوذ الأيراني على الأرض السورية. !!

هذه مخرجات لأجتماع مهم على هامش قمة الـ ( G - 20 ) ، بين ( ترامب ) و ( بوتين ) ، التي تم تسريبها إلى الصحافة العالمية .. ولكن ما هي شكل الصفقة الحقيقية التي قد تكون واشنطن وموسكو أبرمتها؟ وهل تشمل العراق وتمتد إلى أوكرانيا - كما قيل - ؟ :

 - روسيا وضعت مسألة ( العقوبات ) الأقتصادية في إعتبارها وضرورة إعادة النظر بها .. وهذا الأمر يرتبط بـ ( أوكرانيا ) كما يرتبط بضم ( شبه جزيرة القرم ) .. وكل هذا يرتبط أيضًا بمنطقة، طالما سميت بـ ( الهلال الخصيب ) ، وخطورة التحولات فيها، وتشتمل على ( العراق وسوريا ولبنان ) وإنعكاسات مؤثراتها على الأردن الوطن ( البديل ) والخليج العربي.!!

 - وفي الوقت الذي صادق فيه الكونغرس الأمريكي على قرار مجلس الشيوخ حول العقوبات بحق ( روسيا وإيران وكوريا الشمالية ) بأغلبية ساحقة ( 98 ) صوتًا مقابل صوتين يوم 27/07/2017 ، ردت موسكو بأن ( طلبت ) من واشنطن تخفيض عدد الدبلوماسيين الأمريكيين إلى ( 455 ) وبما يعادل عدد الدبلوماسيين الروس في واشنطن .. وهو رد يتسم بالأستحياء من عدم الرد بالمثل .. هذا القرار جاء في إثر لقاء ( ترامب ) و ( بوتين ) على هامش مؤتمر الـ ( G - 20 ) الأخير .. ومع ذلك فقد أبدت موسكو أنها، رغم هذه العقوبات، ستبقى مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يتخذ هذا التعاون شكل ( تطبيع العلاقات الثنائية والتعاون حول القضايا الدولية المهمة ) .!!

 - ومع ذلك فأن قرار العقوبات يكشف ( ضعف وهشاشة ) الرد الروسي، الذي تمثل ذلك بترك الأمر لأمريكا بأختيار الدبلوماسيين الأمريكيين عند تنفيذ القرار بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين العاصمتين بمستوى محدد لا يتجاوز ( 455 ) شخصًا أمريكيًا .. هذا الموقف الروسي الهش، يدفع صانع القرار الروسي إلى ( تصدير ) هذه الأزمة إلى الخارج وتصريفها في صيغة مواقف سياسية وعسكرية ميدانية .. كما أن موضوع ( التوافق ) بين العاصمتين الأمريكية والروسية، قد تعرض للتصدع، الذي لا تريده موسكو حيث يوقع ضررًا كبيرًا على استمرار نهجها السياسي والعسكري في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وسوريا، على وجه التحديد .

 - فرهان موسكو على موضوعة ( التوافق ) الأستراتيجي مع أمريكا للوصول إلى توازن من أجل القطبية الثنائية، التي تتطلع إليها موسكو، باء بالفشل .. لأن أمريكا لا تحبذ ( التنافس ) الثنائي، وإذا كان هنالك من تعاون فهو محدود وفي نطاق عدم التماس العسكري الميداني، التقليدي وغير التقليدي .. فأمريكا ترى ضرورة أن تغير روسيا كما إيران من سلوكها الخارجي - حسب الخبراء السياسيون والعسكريون الأمريكيون - .

أما موسكو فإحتمال أن ترد بصيغ أربع على العقوبات :

أولاً - الضغط على عصب الأمن والأستقرار الأوربيين .

ثانيًا - الضغط على إمدادات الطاقة الروسية ( نفط وغاز ) صوب أوربا .

ثالثًا - قد تكون هنالك إستجابة روسية تلبية للعرض الذي تقدمت به ( طهران وبغداد ) بوجود روسي في العراق أو توسيع النفوذ الروسي على أراضي العراق سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا .. وهذا إحتمال ضعيف، فمن الصعب على موسكو أن تدخل مستنقعًا جديدًا .

رابعًا - قد تصعد روسيا عسكريًا في سوريا ، وتتفاهم مع ( إسرائيل ) دون الأخلال بأمن الكيان الصهيوني .

 - ولا يفوتنا التذكير بلقاء ( بوتين ) في الكرملين مع ( هنري كيسنجر ) وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، على هامش مؤتمر حول "يفغيني بريماكوف" الرئيس الروسي الأسبق .. وإجتماع ( ترامب ) مع هنري كيسنجر في البيت الأبيض بعد ذلك اللقاء، الذي تم في أوائل أيار الماضي .. ويبدو أن ( الصفقة ) ، التي تحدثنا عنها في حلقات سابقة قد تم بحثها من قبل الجانبين الأمريكي والروسي، اللذين توصلا إلى تسوية قضية ( أوكرانيا ) وترك خيار إنضمامها إلى حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) من جهة، وتسوية الوجود الأيراني المليشياوي في سوريا والعراق، ومنع إنجاز طهران لما يسمى الممر الحيوي الفارسي نحو سواحل المتوسط .

 - عقدت ( 72 ) دولة إجتماعًا لها في واشنطن، ناقشوا فيه ما بعد معركة الموصل .. والهدف من الأجتماع الدولي، حسب النص الرسمي هو (  ( ضمان أن لا تتبخر الأنتصارات الحربية مرة أخرى بنيران صراع طائفي جديد )  ) ، وتخصيص موازنة أمريكية لسنة 2018 نحو ( 13 ) مليار دولار لمحاربة داعش في العراق وسوريا - ويبدو أن آثار داعش وبيوضها سوف لن تنتهي بسهولة في عمليات عسكرية - فيما أقرت موسكو لواشنطن بأن ( لا تسوية سياسية أو أمنية في سوريا بدون مشاركة واشنطن ) ، وهذا يعني أن موسكو قد تلقت موافقة واشنطن على لعب دور الشريك، ولكن واشنطن تحفضت على مسألة ( المنافسة ) بين الدولتين .. لأنها حسب واشنطن، غير ممكنة لأفتقارها للعوامل المؤسسة لطبيعة الصراع الدائر في الشرق الأوسط .

وللتذكير لا غير .. العوامل الكابحة للنشاط العسكري المليشياوي الأيراني عبر الحدود العراقية السورية :

1 - عدم وجود غطاء جوي في منطقة الحدود الصحراوية وعبر الحدود داخل الأراضي السورية، فهي مليشيات إرهابية مكشوفة تمامًا .

2 - وجود القوات المليشياوية الكردية التابعة للعراق، التي لا تسمح بتجاوز مليشيات إيران لمناطق نفوذها في سوريا.

3 - وجود قوات سوريا الديمقراطية تمثل هي الآخرى عائقًا فعليًا أمام حركة المليشيات الشعوبية الفارسية على الحدود العراقية السورية .

4 - القواعد العسكرية الأمريكية وهي تشكل عامل منع وصول ايران عبر العراق إلى سوريا فالبحر المتوسط .. حيث أن أمريكا عازمة على كبح جماح التمدد الأيراني وعدم السماح بأن تحقق طهران أهداف ممرها المزعوم عبر سوريا تحت ذريعة محاربة ( داعش ) ، وخاصة بعد أن عززت أمريكا قواعدها العسكرية بمنظومة راجمات الصواريخ المتطورة ( هيماراس ) ، التي تقطع الطريق على المليشيات الأيرانية وقوات النظام في دمشق للوصول إلى منطقة المثلث الحدودي ( العراقي - السوري - الأردني ) !!

 - ومن المفيد التذكير بالقواعد العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق :

1 - قاعدة امريكية كبرى في مدينة ( عين العرب ) السورية مع مطار عسكري كبير.

2 - مطاران عسكريان أمريكيان في الحسكة .

3 - مطار في القامشلي .

4 - مطاران في المالكية ( ديرك ) .

5 - مطار في ( تل أبيض ) على الحدود التركية .

6 - مفرزة عسكرية في ( منبج ) بريف حلب .

وتضم هذه المراكز نحو ( 1300 ) مقاتل من التحالف الدولي .

7 - معسكر ( التنف ) الأمريكي في زاوية الحدود السورية العراقية الأردنية .

8 - معسكر ( الزقف ) شمال ( التنف ) بالقرب من مدينة ألبو كمال .

9 - مشروع بناء قاعدة جديدة في ( الشدادي ) في ريف الحسكة بالقرب من دير الزور.

10 - فيما أسست أمريكا في العراق ( 11 ) أحد عشر قاعدة عسكرية تم توزيعها على المناطق المهمة والأستراتيجية .

هذه القواعد أسست لهدفين، الأول : تنفيذ ما خططت له الولايات المتحدة الأمريكية وهو التدمير والتغيير الديمغرافي للدولة العربية ( السورية والعراقية ) على وجه التحديد تمهيدًا لتقسيمهما، والثاني : تقسيم مناطق النفوذ بين قوى الصراع الأساسية الفاعلة والعاملة في الميدان العسكري والسياسي في سوريا واحتكار الهيمنة على العراق بأدوات طيعة .. أما سياسة ( التوافق الأستراتيجي ) بين أمريكا وروسيا، فأنها تأتي في ضوء التسويات التي لا بد منها، والتي تنتهي إلى طاولة المفاوضات ( هذا لك وهذا لي ) و ( هذه حدودك وهذه حدودي ) ، والتي تحددها جغرافية سوريا السياسية .. أما جغرافية العراق فلها مقاسات أخرى تكرس المصالح الأمريكية بتقليم أظافر الوحش الفارسي، الذي تجاوز كل الحدود، ووضع نظامه الأرهابي في قفص .

 - سياسة الردع المتبادل في العمق الآسيوي :

 - روسيا ، تركيا ، إيران .. لمحة تاريخية ذات طابع إستراتيجي :

يتبع ..





الاربعاء ٩ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة