شبكة ذي قار
عـاجـل










ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺫﻛﺮﻯ ﺇﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺃﺣﺪ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ ( ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ) ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺧﻼﻳﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺑﻘﻄﺮﻧﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻟﻘﺪ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﻭﺍﻟﻘﻨﻄﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ، ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻨﺴﻢ ﺷﻬﻴﺪﻧﺎ ﻋﺒﻖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﺈﺳﺘﺠﺎﺏ ﺑﻌﻔﻮﻳﺔ ﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﻀﺎﺭﺑﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻟﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺷﻘﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ، ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺟﺴﺪﺗﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺛﻮﺭﺗﺔ ﻣﻦ ﺩﻻﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﺩﻻﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﻗﺴﺮﺍً ﻋﻦ ﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ .

ﻓﻲ ﻭﻋﻲ ﺗﻼﻗﺢ ﺍﻟﺒﻌﺪﺍﻥ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻛﻤﺤﺮﻙ ﻟﻠﻨﻀﺎﻝ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻭﻗﻮﺩﻩ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﺷﻌﺒﻪ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﺍﻟﺠﺬﺭﻱ ﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻺﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻋﺎﻡ 1961 ﻡ ﻛﺤﻞ ﺯﺍﺋﻒ ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ اﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻣﺼﺮ، ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﻣﺪﻣﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ / ﻓﺮﻉ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ( ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ ﺣﺎﻟﻴﺎً ) ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ .

ﻓﻠﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺳﻤﻌﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺛﻮﺭﺓ 23 ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ، ﻭﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻌﻤﻼﺋﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ .

ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﻓﻲ ( ﺍﻟﻄﻠﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ) ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ( ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ) ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺴﺮﺕ ﺍﻟﻨﺼﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﻝ ﻭ ﺇﺳﺘﺤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ / ﺍﻟﻔﺮﻉ .

ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ، ﻭﻳﺪﺑﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺭﺽ ﻛﺪﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﻤﻞ، ﻭﻳﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻠﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻭﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻭﻫﻢ ﺍﻻﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺍﺛﺮﺍً، ﻭﻳﺸﻘﻮﻥ ﻃﺮﻳﻘﺎ، ﻭﻳﻨﺤﺘﻮﻥ ﻣﺠﺪﺍ، ﻭﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎً، ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺫﻛﺮﺍﻫﻢ ﻣﺨﻠﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻫﻢ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺭﻣﻮﺯﻩ، ﻭﻫﻢ ﻋﺒﺎﻗﺮﺓ ﺍﻻﺭﺽ، ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺑﻤﺎ ﺍﻋﻄﻮﺍ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻟﻼﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﺍﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻻﺭﺽ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻳﺪﻳﻬﻢ ﺩﻳﺎﻧﺔ ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ، ﻻﻥ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻻﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﻠﻜﻮﻫﺎ، ﻭﺍﻋﻄﻮﺍ ﻋﺼﺎﺭﺗﻬﺎ ﻟﻼﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻴﺊ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻬﻢ، ﻻﻥ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻻﺭﺿﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﺧﻼﻕ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ، ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻻ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣﻌﻬﺎ، ﺑﻞ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﺍﺑﺪﺍﻋﻴﺎ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﺪﻋﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ، ﻭﺍﻭﺩﻋﻪ ﺍﻛﺮﻡ ﺧﻠﻘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻗﺪ ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺁﺧﺮ، ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻤﻦ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻋﻘﻼ ﺗﻨﻀﺞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ . ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ، ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻷﻣﺔ، ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﺎﻣﺘﺰﺟﺖ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻷﻣﺔ، ﻭﺗﺮﻋﺮﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺎﺭﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻭﺣﺪﺗﻬﺎ ﻭﺣﺮﻳﺘﻬﺎ، ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻴﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺒﻲ ﺭﻏﺒﺔ ﺷﺒﺎﺑﻪ، ﻭﺗﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ، ﻟﺘﻌﻄﻲ ﻻﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﻃﻤﻮﺡ ﺃﻣﺘﻪ ﻭﺷﻌﺒﻪ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﻘﻖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺎ ﺗﺼﺒﻮ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻗﺔ، ﺑﺎﻻﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻨﺠﺰ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻫﺪﺍﻓﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﺮﺓ ﻟﻠﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺻﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﻣﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺫﺍﺕ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﻟﺪﺓ .

ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺠﺒﺘﻬﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺍﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﻧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻣﺘﻠﻚ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭ ﻗﺪ ﻋﺰﺯ ﻣﺎ ﺍﻣﺘﻠﻜﺘﻪ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﺎﺯ ﺑﻬﺎ، ﻗﻮﺓ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺁﻣﻦ ﺑﻬﺎ، ﻓﺰﺍﻭﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻻﺭﺿﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻠﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺑﺸﺘﻰ ﺻﻨﻮﻓﻬﺎ ﻭﺍﻧﻮﺍﻋﻬﺎ، ﻓﺎﺧﺎﻑ ﺍﻋﺪﺍﺀﻩ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﺒﻬﺮ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻭﻣﺮﻳﺪﻳﻪ، ﺑﺴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ .

ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 14/9/1940 ﻡ، ﺑﺤﻲ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺑﺄﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻀﻰ ﻓﻴﻪ ﺟﺪﻩ ﻷﻣﻪ، ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﻮﻧﺲ ﻭﺩ ﺍﻟﺪﻛﻴﻢ، ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺠﺒﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻩ 9 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻹﻃﻼﻉ ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺟﺪﺍً، ﻭﺇﻟﺘﺤﻖ ﺑﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ( ﺍﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎً ) ﻭﻋﻤﺮﻩ 12 ﻋﺎﻣﺎً، ﺇﺭﺗﺒﻂ ﺑﺤﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻣﻨﺬ ﺇﺭﻫﺎﺻﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻓﺮﻉ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ( ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ ﺣﺎﻟﻴﺎً ( ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻋﺎﻡ 1964 ﻡ ﺣﻴﺚ ﺍﺿﻄﺮ ﻟﻘﻄﻊ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻟﺘﻔﺮﻏﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﻘﻼﺏ ﻋﺎﻡ 1966 ﻡ ﺿﺪ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ وفي معيته الرفيق حسني أبوزيد الذي تم استهدافه من قبل عناصر ردة شباط / فبراير والقوه من الطابق الثالث ارضا، و ﺃﻧﺘﺨﺐ ﻋﻀﻮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻓﻲ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1968 ﻡ، ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ 17 – 30 ﻣﻦ ﺗﻤﻮﺯ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻳﺘﺄﻟﻖ ﻋﺒﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻛﺎﺷﻔﺎً ﺃﺧﻄﺎﺭ ﻭﻻﺩﺓ 25 ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺒﻮﻫﺔ، ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﻩ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻋﺘﻘﻠﺘﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺿﻤﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺣﻮﺍﺩﺙ ( ﻭﺩ ﻧﻮﺑﺎﻭﻱ ) ﻋﺎﻡ 1970 ﻡ .

ﺃﻃﻠﻖ ﺳﺮﺍﺣﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺸﻴﺮﺍً ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﻝ ﺑﻌﺎﻫﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺯﻣﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺷﻮﺭ ﺍﻟﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻭﺃﺷﻜﺎﻻ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﺟﻮﺭﺍ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻗﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﻡ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ ﺑﻴﻦ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻹﺳﻢ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻲ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﻝ ﻭﺑﻌﺪﻩ، ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻼﺋﻞ ﻣﻦ ﺑﺰﻭﻍ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺍﻟﻤﺎﻳﻮﻱ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ، ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻘﻮﺩ ﺍﻟﻴﻪ ﻋﺎﻫﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺒﻮﻫﺔ -: ( ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺮ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺒﻴﺮﻭﻗﺮﺍﻃﻲ – ﺍﻟﺒﻮﺭﺟﻮﺍﺯﻱ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻹﺭﺗﺪﺍﺩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ ﻟﺤﺎﻣﻠﻲ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺑﺄﺳﻢ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺻﺮﺍﻉ ﺯﺍﺋﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺩﻓﻌﺖ ﺛﻤﻨﻪ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺳﺘﺠﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﺼﻴﺤﺔ ( ﻭﺍﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ ) ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ / ﺗﻤﻮﺯ 1971 ﻡ ﺁﺧﺮ ﻭﻗﻔﺔ ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻘﻬﻘﺮ ﺍﻟﻤﺎﻳﻮﻱ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺮﺩﺓ، ﻣﺤﻠﻘﺎً ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺒﻌﺜﻲ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺑﺈﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ – ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﻳﺘﺴﺎﻣﻖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﻭﻫﻲ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ … ﺍﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠﻄﺎﺋﺮﺓ، ﻛﺎﻧﻘﻀﺎﺽ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺭﻯ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﺮﻳﺴﺔ، ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻟﻠﻤﻮﺕ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻹﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﺒﻌﺚ، ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻹﻧﺴﺠﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﻪ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺪ ﻟﻴﺤﻴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ ﻋﺒﺮ ﺃﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﻟﺸﻜﻞ، ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻭﺷﻜﻞ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ .

ﻋﺎﺵ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻓﺎﻛﺘﺴﺐ ﻣﺮﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻋﺰﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ، ﻓﺎﻋﺘﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻠﺒﺎ ﻻ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻫﻮﺍﻟﻬﺎ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﻛﺎﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺗﻪ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻌﺎﻓﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻞ ﺭﺫﻳﻠﺔ ﺗﺤﻂ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ، ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰ ﻟﺮﻓﺎﻗﻪ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﺘﻘﺪﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺭﻓﺎﻕ ﺣﺰﺑﻪ، ﻭﺍﻛﺘﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻭﺗﻔﺎﻧﻴﻬﻢ ﻭﺍﺧﻼﺻﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ، ﻓﺘﺴﺎﺑﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺘﻪ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻋﻼﻥ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻻﺧﻼﺹ ﻟﻤﺎ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ .

ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻮﻟﻮﺩ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻥ ﺗﻨﺠﺐ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻﺩﺓ ﺭﺟﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻛﻮﻻﺩﺓ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ، ﻋﺰﻳﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻻﻣﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﺮﻙ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺩﺭﺳﺎ ﻻﺑﻨﺎﺀ ﺍﻻﻣﺔ، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻴﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﺪﻧﻴﺔ، ﻓﺎﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ، ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺗﺜﻠﻢ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ، ﺍﻭ ﺗﻨﺘﻜﺲ ﺍﻟﺮﺍﻳﺎﺕ، ﺍﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻣﺆﺗﻪ، ﻭﻗﺪ ﺗﻜﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ .

ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﺭﺣﻴﻞ ﺭﺟﻞ ﻋﻈﻴﻢ، ﻧﻮﻃﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺫﻟﻴﻠﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﻣﻐﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﻠﺔ، ﻻﻥ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻨﻬﻮﺽ ﺍﻻﻣﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﺍﻥ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺗﻬﺎ، ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻭﺣﺪﺗﻬﺎ ﻭﺣﺮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ، ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺣﺮﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ .

ﻳﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺻﺎﻋﺪﺍً ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﻻ ﻳﺘﻜﺮﺭ، ﺗﺬﻭﺏ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺮﻕ ﻣﻨﻬﺎ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ( ﺑﻐﺪﺍﺩ .. ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ .. ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ .. ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ .. ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ .. ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ) ﺗﺘﺼﻞ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﻓﻴﺘﻌﺬﺭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻭﺁﺧﺮﻫﺎ ﻭﺗﺘﻮﺣﺪ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﻣﺼﺎﺑﻬﺎ .... ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻳﺘﺮﺍﻣﻰ ﻭﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﻳﺘﺮﺍﻣﻰ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻬﺾ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ .. ﺍﻷﺣﻔﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﺘﺘﻼﺣﻢ ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﻣﻊ ﺳﻴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻻﺟﺪﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻓﺘﻤﺘﺰﺝ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺑﺎﻟﻬﺠﺔ ﻭﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺑﺎﻹﻳﻘﺎﻉ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺘﺮﻧﻴﻤﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺗﺸﺮﻕ ﻣﻦ ﺃﻓﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻭﺗﻈﻞ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﺘﻮﺣﺪﻩ ﻓﻲ ﻟﺤﻦ ﻻ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺣﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻏﺮﻭﺩﻩ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﺫﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﺗﺴﺘﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﻣﻘﻄﻊ ﺍﻻﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﻓﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ـ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﻴﻞ -:

( ﺳﺎﻛﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﺳﻮﺍﻟﻮﺍ ﻭﻻﺩ )

ﺧﺘﺎﻣﺎً ﺍﻗﻮﻝ : ( ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻻ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ .. ﺇﻧﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺑﻔﻜﺮﻫﻢ ﻭﻧﻀﺎﻟﻬﻢ ﻭﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ .. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺳﻴﻈﻞ ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮ ﺷﻌﺒﻪ ﻭﺃﻣﺘﻪ .. ﻣﻠﻬﻤﺎً ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ .
ﺇﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﺮﻕ، ﺗﻀﺊ ﻟﺤﻈﺔ ﺛﻢ ﺗﻨﻄﻔﺊ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺇﺷﻌﺎﻉ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﺿﻮﺀﻩ ﻣﻦ ﺷﻤﺲ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ .. ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ) .
 





الاحد ٢٩ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب رامي عابدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة