شبكة ذي قار
عـاجـل










لا تزال أصوات الجماهير في تونس وخصوصا الشباب الثائر تتعالى وترفض رفضا قاطعا أي محاولة أو مسعى للتمكين من اختراق الصهيونية للنسيج الشعبي في تونس وتطالب بضرورة محاربة كل السياسات المخاتلة التي تنتهجها السلطة في هذا الصدد وهي تنكر علنيا علاقاتها مع الصهيونية وتتصرف سرا خلاف ذلك بل إنها تكاد لا تخرج عن توجيهات صناع القرار الدولي وما يعنيه ذلك من ضرورة عدم التصادم مع الصهيونية العالمية وكيانها الغاصب العنصري اللقيط، ويؤكد هذا التحفز الشبابي والجماهيري والاندفاع لغالبية التونسيين كلما استشعروا بوادر جس نبض الشارع واختبار ردة فعله حيال ملف التدرج في الاعتراف بالصهيونية ومشروعها ذي الخطورة البالغة مدى وعي شعبنا العربي في تونس بمفاسد ذلك المشروع ومقاصده الجوهرية القائمة على الرغبة المتوحشة في السيطرة على العالم وخاصة العرب جميعهم وإذلالهم واستغلالهم ونهب ثرواتهم، كما يدلل عن التصاق الجماهير بهويتها العربية الإسلامية وإدراكها بالتالي لطبيعة علاقتها مع الصهيونية التي لم تغادر مكانها حيث تظل في نظر التونسيين كافة تهديدا قوميا شاملا لتونس باعتبارها جزء أصيلا من الأمة العربية وعليه فإنها تجد نفسها حتما مكونا من مكونات الصراع العربي الصهيوني المفتوح في استملاك ينضح وعيا بالتشبث بحقوق تونس وحقوق الأمة العربية.

ولقد احتدمت منذ بداية الشهر الحالي هبة التونسيين لمزيد التأكيد على ثبات موقفهم من الصهيونية وعدم اعترافهم بها مهما حاولت التخفي في تسللها لتونس، وكان ذلك بمناسبة لإقدام إدارة مهرجان قرطاج الدولي وهو أكبر تظاهرة ثقافية في تونس على برمجة عرض للصهيوني من أصول تونسية ميشال بوجناح، وتدافع التونسيون للمطالبة بضرورة إلغاء العرض ومحاسبة مبرمجيه غير عابئين بالذرائع التي قدمتها إدارة المهرجان ومجاميع المتفسخين والمنبتين في تونس ومفادها أحقية إقامة العرض نظرا لأن ميشال بوجناح هذا يهودي تونسي منكرين علاقته الوثيقة بالكيان الصهيوني ومواقفه الداعمة لجرائمه الإرهابية بحق شعبنا العربي في فلسطين المحتلة.

ونظرا لضخامة الهبة الجماهيرية والشبابية رفضا للعرض المنتظر والتي اتسمت بتلقائيتها حيث أثثتها نخبة من الشباب المثقف والجامعي وخصوصا عديد الوجوه النضالية المعروفة، فلقد التحق عدد كبير من الأحزاب بهذه الحملة التحاقا متأخرا جعلها وجهة لسهام نقد لاذعة تتهم بعضها بالتقصير والتخاذل بينما تتهم جزء مهما منها بالخيانة والتآمر والتواطئ بغية التقرب من الكيان الصهيوني وتبرير الانفتاح عليه والاعتراف به وخاصة أحزاب الحكم وبعض الدكاكين المخابراتية المفلسة التي لا هم لها سوى تقويض أسس البناء المجتمعي في تونس وتخريب ثوابته الوطنية والقومية والإسلامية.

إلا أن هذا التلاحم ما بين القطاعات الجماهيرية الشعبية والأحزاب كواقع الحال في هذه الحادثة وفي غيرها، لا يجب أن يخفي أمرا جللا وفي منتهى الخطورة يجتهد مهندسوه ورعاته في إخفائه وعدم المجاهرة بمراميه التي لا تقل كارثية ولا تختلف عن الاعتراف بالكيان الصهيوني والصهيونية العالمية إذ ما أكثر ما اندست منظمات وجمعيات وأحزاب بين الجماهير رافعة شعار التصدي للصهيونية ومقاومتها.

ويتأتى خطر هذه المجاميع المتاجرة بشعار مقاومة الصهيونية والانتصار لفلسطين من اتخاذه وسيلة لكسب تعاطف جماهيري معها وبالتالي إنشاء حزام شعبي مناصر حولها من جهة وجعله شماعة للتغطية عن حقيقة ارتباطاتها وتبعيتها لعدو لا يقل خطرا عن العدو الصهيوني ألا وهو العدو الإيراني الفارسي الصفوي، حيث أن هذه المكونات وعلى رأسها جمعيتي "تسامح" و"هوية المقاومة" بالإضافة للهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية باتت تسير على نهج لا لبس فيه جوهره الترويج للمشروع الإيراني وتعمل على تلميع صورة نظام الملالي بإنكار طبيعة الاحتلالية الاستيطانية الشعوبية العنصرية الإرهابية وتجاهل تأجيجه للطائفية لتسهيل تحقيق أجنداته التخريبية وأحلامه التوسعية على حساب العرب، ولعل الأمر الأكثر مجلبة للحيرة والأسف انضمام عدد من الأحزاب الماركسية وأغلب الأحزاب الناصرية في هذا المشروع سواء عن وعي أو عن قصور في قراءة الوقائع والتطورات على الأرض.

ولقد باتت تسامح وهوية المقاومة وغيرها من الجمعيات أذرعا إيرانية فارسية صفوية خالصة ولا تتورع عن نشر التشيع الصفوي في تونس بما يعنيه في جوهره من تجميع للرعاع وسقط المتاع وإغرائهم بالأموال والملذات ومن غسل ادمغتهم وبرمجتهم للانضمام لمشروع ولاية الفقيه المتخلف والقتال من اجل تدعيمه ومزيد إلحاقه الأذى بالعرب ومن بينهم تونس.

إن هذه الفقاقيع والبؤر السرطانية الصفراء وهي ترفع عقيرتها بالصياح تنديدا ورفضا للخطر الصهيوني، لا يمكن تصديقها في ادعائها ما دامت ترتهن للإملاءات الفارسية وتدعم جرائم إيران المخزية في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين وغيرها ناهيك عن إنكارها لاحتلال الأحواز واعتبارها مقاطعة فارسية أصيلة في قفز على حقائق التاريخ والجغرافيا.

حيث إنه من نافلة القول إن ادعاء الانتخاء لفلسطين ومقاومة الصهيونية، لا يبرر الصمت على جرائم أعداء آخرين ولا يسوغ الانخراط في أجندات باتت مكشوفة لا يخطئها إلا فاقدي البصر والبصيرة او العملاء المكشوفين.

فأيها التونسيون، لا تأمنوا نغول إيران في تونس ولا تغرنكم دعواهم بوقوفهم جنب فلسطين حيث من يناصر فلسطين ويتمسك بحقوق الأمة فإنه لا يعمد لتجزئتها والتعامل معها مفاضلة بين قٌطر وقٌطر وتخييرا بين احتلال وآخر ..

نعم لإلغاء عرض بوجناح .. نعم لمقاومة الصهيونية ..
وكلاّ وألف كلاّ للانبطاح للتمدد الفارسي الصفوي في تونس وكل المغرب العربي تحت أي ذريعة كانت ..
 





الثلاثاء ٢٤ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة