شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

ماذا يعني الرهان على حصان خاسر والأصرار عليه، ألم يكن إنتحارًا؟

1 - 3 - السياسة الأمريكية تجاه الأتحاد الأوربي و ( الناتو ) :

2 - النقلة التركية العسكرية إلى خارج الحدود .. الأبعاد الأستراتيجية.!!

 

3 - السياسة الأمريكية تجاه الأتحاد الأوربي و ( الناتو ) :

 - ولما كان الحديث يتسع عن الصين فهو يتسع أيضًا عن بيئتها الأقليمية ومنها على وجه التحديد ( النمور الآسيوية ) التي بلغت مستوى عالٍ من التطور البنيوي والتنموي المتوازن على طريق النهوض .. فيما تعيش روسيا هاجس الخوف من تمدد ( الناتو ) بحيث دفعها هذا الهاجس المبالغ فيه إلى الهسيتيريا العسكرية وإرتكاب أخطاء شنيعه في مسائل :

1 - تعاملها مع نظام ( ثيوقراطي ) ينتهج مسارًا دمويًا وهو النظام الفارسي، 2 - وتعاملها مع مليشيات طائفية إرهابية والتنسيق معها في حرب غير مشروعة في سوريا والعراق .

3 - وإرتكابها جرائم حرب أثناء عملياتها العسكرية في سوريا .

4 - وشراكتها نظام دمشق إستخدامه للأسلحة الكيميائية بأعتبار موسكو شريكا ووصيًا على نظام ميت سريرًا في العاصمة دمشق .

5 - بشاعة إستحواذها على أوكرانيا .

6 - وإستيلاءها على شبه جزيرة القرم .

7 - وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية الأوربية.

مثل هذا السلوك يعتبر سلوكًا ليس سويًا ولا يتضمن أي صدقية في التعامل، شأنه في ذلك شأن أمريكا التي تمارس المعايير المزدوجة في سياستها الخارجية.

 - الضغط على موسكو من جهة الغرب .. يدفعها نحو الصين كما يرميها أكثر في أحضان النظام ( الثيوقراطي ) الدموي في طهران .. وإن ترطيب هواجسها، ربما، يجعلها تمارس براغماتيتها المقرفه حيال النظام الفارسي الذي يعاني الضمور والتراجع في البعد ( الأيديولوجي الديني - المذهبي ) على المستوى الداخلي وهو على أبواب التصادم، وعلى مستوى الخارجي حيث النفور المطلق من عفونته في العراق وكافة دول المنطقة والعالم.

- ماذا تريد موسكو من مجموعة العشرين، وما هي أطروحاتها .. وماذا تريد من أوربا ومن ( الناتو ) ؟ :

- الآن ، تؤكد روسيا أهمية قيام نظام دولي جديد، ديمقراطي وعادل، ( لأن النظام العالمي الليبرالي الذي صنعته القوى المنتصرة في الحرب، هو نظام هيمنة، وإن حلف الناتو هو من بقايا الحرب الباردة ) - هذا ما تطرحه روسيا حاليًا - وكأن موسكو لم تكن طرفًا في صنعه، ولم تشارك في الحرب العالمية، ولم تكن من نخب الحرب .. وتقول أيضًا ( إن النظام الليبرالي العالمي أخذ في التفكك، ونحن لا نحب هذا النظام ) .. ولكن، أي نظام يقوم في روسيا ؟ هل هو شيوعي .. رأسمالي .. ليبرالي .. مختلط .. هجين .. براغماتي لحد نخاع العظم ؟ ، فيما تعلن موسكو عن رؤيتها في مؤتمر جنيف للأمن عن أهمية ( قيام علاقات تعاون براغماتية في مجالات السياسة والأقتصاد والقضايا الأنسانية مع أمريكا ) .!!

وقبل الحديث عما تريده موسكو من الأتحاد الأوربي و ( الناتو ) ومجموعة العشرين .. يتوجب الأطلاع على وضع روسيا الأقتصادي والبنيوي وقدراتها على النمو وآفاق مستقبلها في ما إذا كانت تعتمد الأنتاج المتنوع الواسع أم انها تعتمد على إنتاج أحادي مردوده المالي متذبذب وغير مضمون لخطط التنمية وهو النفط والغاز؟ :

- تعاني روسيا من جمود النمو الأقتصادي منذ عام 2012 فضلاً عن جمود الدخل المحلي الأجمالي .. رغم أنها استطاعت أن ( تفرمل ) حالة الخلل الوظيفي، التي عانت منها خلال فترة الثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

- تراجع الروبل منذ عام 2014 في إثر التقلبات القوية التي تعرضت لها هذه العملة منذ ذلك الحين ، فيما استطاعت موسكو خفض قيمة عملتها فتجنبت في ذلك أزمة إستنزاف الأحتياطي من العملة الأجنبية.

- ضعف إستقراء المشكلات الهيكلية، التي تعانيها روسيا، ومنها على وجه التحديد، سيطرة الدولة على الأقتصاد الروسي في مجال إعادة تأميمه في إطار الفوضى التي أحاطته منذ نهاية التسعينيات وحتى الوقت الحاضر.

- إنكماش الأصول في المصارف التجارية قرابة 70% .. و 55% من الأقتصاد الروسي تحت سيطرة الدولة و ( 20 ) مليون عامل وموظف لدى الدولة .. هذا الوضع يربك الدخل فضلاً عن أثر العقوبات وحرمان روسيا من التمويل الخارجي لمشروعاتها الأنمائية.

- تعاني المؤسسات المملوكة للدولة من مشكلات خطيرة متمثلة بتدني الأنتاجية لأفتقار الأسواق نتيجة لسياسات موسكو، والأعتماد على المستخرجات ( النفط والغاز ) ، التي تمثل ثلثي صادرات روسيا .. وهذا يعني أن 70% من إجمالي إقتصاد روسيا يرتبط بالنفط والغاز، ولهذا مخاطره الأقتصادية الكبرى .. وخاصة إرتباط الأقتصاد الروسي بتصدير النفط والغاز وأسعارهما المتذبذبة .. فأذا تراجعت الأسعار أنهارت خطط التنمية الأقتصادية أو توقفت .. وهو الأمر الذي يؤثر على اجمالي الناتج المحلي للفرد .. وبالتالي ، فأن الأقتصاد الروسي مرهون بتقلبات أسعار النفط والغاز في العالم فيما تعكس إحتياطات العملة الصعبة ضعفًا نتيجة لعدد من العوامل، وفي مقدمتها : أحادية الأنتاج والحروب غير المبررة التي تخوضها في وضع الأستنزاف في مستنقعات لا مخرج منها نتيجة لأعتمادها سياسات إستخباراتية لا تنظر إلى واقع التطورات والتحولات بعين واقعية.!!

- إن ضعف الأقتصاد الروسي وإفتقاره إلى المرونة في التكنولوجية، فضلاً عن التصلب الخارجي الذي تبديه روسيا، يرتكز على ركود قاعدة الأقتصاد .. وهذا يشكل مبعثًا للكثير من القلق والهيستيريا العسكرية، التي تظهر في صيغة القرارات الروسية .

 .. ماذا تريد روسيا من أوربا :

1 - تريد موسكو أن توسع الهوة بين أمريكا وأوربا .. والمدخل إلى هذا الهدف : هو دعم القوى المناهضة للحكومات الأوربية ماليًا وإعلاميًا، بغض النظر عن مكوناتها، يمينية يسارية أو محافظة متطرفة أو محافظة معتدلة.

2 - تريد موسكو أن تفرض أمرًا واقعيًا على تدخلاتها السياسية والعسكرية.

3 - كما تريد أن تعرض الأمر في شكل ( صفقة ) مع إحتفاضها بنفوذ ثابت على حافات البحر المتوسط، بعض النظر عن من سيأتي إلى حكم دمشق .. ومثل هذه الصفقة ( أن تتخلى موسكو عن طهران في سوريا ) .

4 - لأن موسكو تدرك أنها على طريق التقسيم إلى ثلاث ( دويلات ) ، حسب الدراسة الأستراتيجية، التي وضعها "زبيغنيوبريجنسكي" مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق .. تتوزع هذه الدويلات بين الغرب والشرق في شقيه ( الأوراسي ) وأخرى تهيمن عليها قوى آسيوية .. مثل هذا الكلام يرمي إلى وضع الخصم في دائرة الدفاع عن النفس ( Selves Defiance ) .

5 - والصفقة التي تريدها موسكو .. أن يعيد ( الناتو ) حساباته ويوقف زحفه حيال المجال الحيوي الروسي .. مقابل وجود نفوذ روسي و ( تقليص ) النفوذ الأيراني في سوريا .

وخلاصة اللعبة : موسكو تلعب في ورفقة اسمها ( الصفقة ) على هامش الزمن لتكتسب ما يسمى بالأمر الواقع، ولها في ذلك تجربة الحقبة السوفياتية.

لماذا قمة ( G20 ) في ألمانيا .. وماذا تتناول .. وماذا تهدف ؟ :

قمة مجموعة العشرين تشارك فيه عادة، نخب من المتخصصين في الشئون المالية والمصرفية والأقتصادية فضلاً عن قيادات هذه المجموعة من الدول تتحلق حولها مجاميع تتقاسمها السياسات أو بعضها والرؤى الأقتصادية والسياسية والأمنية، وتجمعها أرضية مشتركة حيال بعض القضايا الدولية،

وتضم هذه القمة، التي توسعت من قمة ( G7 ) إلى قمة ( G20 ) ، دولاً إقتصاداتها تمثل %85 من الأنتاج العالمي و %80 من تجارة العالم، فيما تمثل شعوب المشاركين فيها ثلثي سكان الأرض.!!

ستتناول القمة هذه في هامبورغ 1 - المشاركة في الحد من مخاطر الأرهاب ، 2 - التمويل المستقبلي لمهمات السلام التابعة للأمم المتحدة، 3 - إيجاد موقف عالمي موحد حول حركة الهجرة - الهجرة نحو أوربا والهجرة من أوربا إلى أمريكا، والتي بلغت مؤخرًا أكثر من ( 30 ) مليون مواطن أوربي بفعل ما يسمى ( الصدمات التي حلت بالأقتصادات الداخلية الأوربية ) - بطالة - فقر مدقع - فيما تظهر المخاطر الخمسة ( الأقتصادية - البيئية - الجيو - سياسية - الأجتماعية - والتكنولوجية - فكيف يتم مواجهة هذه الصدمات والمخاطر؟

- فمشكلة أمريكا تكمن في أنها لا تفهم آثار ونتائج النقلات ذات الطابع ( الجيو - إستراتيجي ) ، مثلاً : حين تعلن أمريكا أنها سترخي ( قبضة ) حمايتها لأوربا أمنيًا وإقتصاديًا .. هذا الأعلان السياسي الخطير الذي يصدر عن دولة عظمى يولد ( فراغًا ) في القارة الأوربية، سرعان ما تفكر وتخطط الصين وروسيا في ملئه إقتصاديًا وأمنيًا .. وكما يحصل في أوربا، يحصل عند التعامل الأمريكي المضطرب مع الصين من جهة وروسيا من جهة أخرى .. وكذلك في منطقة ( الشرق الأوسط ) حيث تتعامل أمريكا مع ( إسرائيل ) وتتواطئ معها دون أي إكتراث بأن هذا التعامل سيزيد من منسوب التطرف والتعصب ويفاقم الأرهاب الذي تريد محاربته .. كل هذا يخلق فراغات لسياسات وتخطيطات وتعاملات بالمثل ( Reciprocity ) ، تأخذ طريقها نحو زعزعة الأمن والأستقرار في المنطقة .. فمن أجل تهدئة مخاوف أوربا أعلنت أمريكا أنها ستدعم الفقرة ( 5 ) من نظام حلف شمال الأطلسي، وهذا الذي تتطير منه موسكو ويثير حفيظتها، خاصة وإن أمريكا كانت قد طرحت إمكانية التعاون ( الأمريكي - الروسي ) .. وكذا الأمر حيال التعاون ( الأمريكي - الصيني ) ، فيما تزود أمريكا تايوان بسلاح قيمته ( 1.3 ) مليار دولار.!!

- السياسة الخارجية الأمريكية تعيش قمة تناقضاتها الأمر الذي عرض صدقيتها إلى التهتك والسخرية .. فهي تفتقر إلى الحصافة والرصانة والرؤية الموضوعية بعيدة المدى .. فهي تعتمد سيناريوهات التسريب وتقوم بتصديقها والتعامل معها وهي دولة عظمى .. هذا الواقع المزري - الذي يشير إلى تخلي أمريكا عن أوربا وتشجيع خروج بريطانيا من الأتحاد الأوربي - شجع الصين واليابان على تأسيس شركات عملاقة في أوربا، فيما طرحت الصين نفسها بأنها ( تحمي التجارة العالمية ) ، وهذا ما أيدته ألمانيا التي هي نقطة التوازن في القلب الأوربي مع فرنسا .. فالتراجع الأمريكي خطوة ، تتقدم الصين وروسيا وغيرهما خطوتان بالمقابل .. والغباء الأمريكي يجعل صانع القرار يعتقد بأن سياسة بلاده الخارجية تسير على الطريق الصحيح .. دعونا نرى كيف يلعب سيناريو السياسة الأيرانية على تخوم التناقضات في السياسة الامريكية :

لعبة ( الأختيار ) و ( الضرورة ) في الأستراتيجية الفارسية : التي أقرها المرشد الأعلى عام 2014، والتي تؤكد على ( ضرورة ) تحول إيران إلى ما يسمى ( القوة العظمى إقليميًا ) ، وليس ذلك ( إختيارًا ) محضًا في عقول القادة الأيرانيين .. إنما الضرورة تحققها القوة العسكرية الفارسية ممثلة بالحرس الثوري الأيراني .. فالمرشد الأعلى يرفض ( دمج ) الحرس بالقوات المسلحة الإيرانية ويريد أن يكون الحرس جيشًا ( موازيًا ) للجيش النظامي وأحد أهم كياناته القيادية سياسيًا وعسكريًا وإستخباريًا واقتصاديًا وتجاريًا .. خميني دمر الجيش الأيراني على مراحل منذ عام 1979 وأسس البديل وهو الحرس لنظام الدولة ( الثيوقراطية ) التي يدير مفاصلها الحرس .. واللعبة التي اتقنها النظام السياسي الأيراني هي لعبة ( الصقور والحمائم ) التي انطلت على الكثير من الحكومات ومنها الحكومة الأمريكية .. فكلما يطفح الكيل تظهر مشادة مبرمجة بين ( الحرس المتشدد ) و ( الفريق المدني الأصلاحي ) .. وحين تهدئ الضغوط تختبئ المشادة وراء الكواليس .. الآن، المشادة على أشدها حتى ليكاد أن يكون التمثيل مقنعًا بين ( متشددين وإصلاحيين ) ، وهي لعبة خبيثة غايتها تسكين السياسات الخارجية والتشويش عليها وتحريف مساراتها وإمتصاص ضغوطها وبالتالي إرجاع خطوات التعامل معها إلى المربع الأول .. والمهم فتح ثغرة في إجندات الدول الأخرى المعنية .. وكما نرى أخذ الطابور الفارسي المتغلغل في نسيج مكونات صنع القرار الأمريكي - على قلتهم - يتحركون ليضعوا العراقيل أمام تنفيذ القرارات والأيهام بأن وضع الحرس كمنظمة إرهابية سيجلب الكثير من المشكلات - ونجد هذا الأتجاه لدى الكاتب الأيراني لدى صحيفة الشرق الأوسط " أمير طاهري" الذي يعمل بتقية على مستوى عال من الحساسية، فيما يتحرك الأخرون على مستوى الأمريكان من أصول فارسية الذين يدينون بالولآء لأيران بدلاً من أمريكا .. فهل تنطلي لعبة الضرورة والأختيار على الأدارة الأمريكية الراهنة وهي تتعثر في صياغة سياستها الأستراتيجية.؟!

- الرؤية الأوربية إلى روسيا والصين :

- النقلة التركية العسكرية إلى خارج الحدود .. الأبعاد الأستراتيجية :

يتبـــــــــــع ..





السبت ١٤ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة