شبكة ذي قار
عـاجـل










يواصل أقطاب النظام الإيراني الفارسي الصفوي إطلاق سيل من التصريحات العدائية والتهديدات للعرب فرادى وجماعات وتستمر موجة احتقارهم واستهزائهم بهم جميعا دونما استثناء بعدما أدمن الفرس صنيعهم المقيت هذا وخبروا العجز العربي المحير وعدم تجرء العرب على اتخاذ أي تدبير رادع او رد يرقى لما تمليه المسؤوليات الأخلاقية والسياسية والعسكرية لأي نظام في مثل هذه الحالات.

فبعد عشرات التصريحات العسكرية والسياسية والدينية التي شكلت دوما تعديات صارخة على الأمن القومي العربي برمته من جهة وتهديدات لأغلب أقطار المشرق كل على حدة من جهة أخرى، وبعد تنامي الانتهاكات الإيرانية السافرة والمترعة عنصرية وإجراما وإرهابا لكل من الحواز العربية المحتلة منذ 92 عاما والعراق بعد تسليمه لهم من قبل الأمريكان بعد فرارهم عام 2011 وكذلك سورية واليمن، وبعد سلسلة الفظاعات المدوية التي ارتكبتها الميليشيات الإرهابية والطائفية والحرس الثوري الإرهابي والحكومة العميلة في بغداد التابعة كلها لإيران في كل العراق طيلة سنوات الاحتلال وخصوصا بعد عميلة التدمير الممنهجة التي طالت الموصل حيث خصتها إيران بأقصى ما لديها من نزعات انتقامية ومخزون حقد وعنصرية شعوبية ضد العراق ومن خلاله كل العرب، يتجرأ المجرم الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإرهابي وقد كان المسؤول الأول والمشرف الأبرز على عملية تخريب الموصل وكل ما حاق بها من دمار وجميع ما لحق أهلها من مآسي يشيب لها الولدان، ويتجاسر على إطلاق تهديدات جدية وخطيرة تمس من سيادة الأردن قائلا بالحرف الواحد وفي نزعة سادية مقرفة " بعد الموصل، ستتوجه قواتنا صوب الأردن " دونما ضابط ولا رادع.

ورغم كل ما ينضح به تصريح قاسم سليماني من تعالي واستهتار واستكبار فإن أكثر ما فيه من وقاحة وصلف تزامنه مع كل الأجواء المشحونة في المنطقة والتي أججتها إيران بفعل إصرارها على خلخلة أمن دول الخليج وخصوصا السعودية والبحرين ناهيك عن استغلالها للأزمة بين دول الخليج وقطر والنفخ تحت الرماد لمنع أي بارقة أمل في تجاوزها متعكزة على القاعدة الاستعمارية المثلى " فرّق تَسٌدْ "، وهو – أي هذا التصريح العدائي ضد الأردن - تصريح يندرج في إطار كذب الدولة الإيرانية وزيف دعواتها المحتشمة بين الحين والآخر والتي تتحدث عن سعيها لتجاوز الخلافات مع العرب وخصوصا السعودية ورغبتها في ترميم ما أفسدته الخلافات بصرف النظر عن تفاصيلها وأسبابها، بل إنّ هذا التصريح يعتبر إعلان حرب صريح ضد الأردن سيما وأنه يأتي استكمالا لتصريحات أخرى توعد فيها سليماني وغيره من رؤوس النظام الفارسي الصفوي الأردن.

هذا ويبقى اللافت حقا ومبعث الصدمة الأكبر أن العرب كل العرب لم يبدوا أي جدية في التصدي للفرس ولأطماعهم في بلادهم ولم يظهروا حزما ولا عزما على مواجهة الخطر القادم من شرق خصوصا بعد تعاظمه وإحكام سيطرة أصحابه على كثير من المفاصل والمخانق الحساسة في الأمة العربية بعد ان ثبت الفرس لهم عيونا وأذرعا ومخالب متنوعة وموزعة على كافة الجوانب فمنها ما هو سياسي ومنها الديني ومنها العسكري الميليشياوي ومنها الجامع بينها كلها، بل لقد أصروا على مداومة التراخي وملازمة التخاذل ولم يقدروا هذا الورم السرطاني الخبيث والمستشري في جسدهم حق قدره رغم عشرات مئات التحذيرات التي وضعها مئات المفكرين والمناضلين والمدافعين الصادقين من أبناء الأمة وما رصدوه من نوايا فارسية ونهم الإيرانيين وزعتهم التوسعية العنصرية الشعوبية الإلغائية للعرب، بل لقد تعمد العرب وخاصة فريقهم الرسمي على إهمال تلك النصائح رغم ما احتوت عليه من طابع علمي واستشرافي وقراءات متأنية ورصينة للوضع العربي والإقليمي والدولي برمته.

فلو لم يتحقق الفرس من استخفاف المسؤولين العرب وعدم اكتراثهم لما يحيط بهم، ولو لم يلامسوا مدى الانخرام والتصدع والفرقة الذي يسم البيت العربي ما كانوا بمجاهرين بكل هذا القدر من الاستهانة بالعرب وبالتالي عزمهم على ما أصروا على تسميته بإحياء وبعث امبراطوريتهم الفارسية من جديد وعاصمتها بغداد وتبلغ حدودها شواطئ المتوسط في تبجح بتعاظم نفوذ الفرس من جهة والتراجع المدوي للعرب من جهة أخرى.

إن هذا الوضع المأزوم لا يجب له أن يتواصل إلى ما لانهاية، كما ينبغي للعرب إيجاد حل عاجل وفوري ينضبط لقاعدة الأمن القومي العربي حتى لا تستبيحهم علوج فارس قريبا.

أنيس الهمامي
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
تونس في  ٢٩ / ٦ / ٢٠١٧
 





الخميس ١٢ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة