شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا )

نقرأ لكثير من الاخوان على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يتحاملون على العرب وعلى الأمة العربية وشعوبها ونسي هؤلاء الكتاب إن هذه الأمة شرفها الله بحمل رسالة الاسلام واختارها ان تكون هي من تحمل أخر رسالة سماوية واختار العرب للبعثة .. للرسالة، كان هناك أمم في الأرض ضخمة الرومان ، الفرس ، اليونان ، أمم وشعوب الصينيين .. الهنود ، وكان في تلك الأمم حضارة وعندهم فلسفة وعلم وملك وسلطان وتاريخ وقوة، لكن ( وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) ، اختار الله تعالى العرب لحكمة؛ لأنهم أخلق وأجدر الأمم بحمل الرسالة آنذاك، وليس هذا معناه أنهم كملة لا ، فيهم عيوب ونقائص ، وفي غيرهم من الأمم في جوانب يفوقون فيها العرب ، لكن من حيث مجموع الصفات العرب هم أخلق الناس بحمل الرسالة يحملون مجموعة من الثوابت الأخلاقية الحميدة والجيدة مثل الوفاء بالعهد وبالكلمة والكرم وقوة الشخصية والثقة بالنفس...والاعتزاز والانتماء والولاء وصلة الرحم...والفروسية والنبل والحرص على الشرف والعرض والكرامة , هند بنت عتبة لما أتت تبايع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لها : ( ولا يزنين ) فسألته مندهشة : أو تزني الحرة يا رسول الله ؟ ؟؟ وهذه الثوابت الأخلاقية هي جزء من دعوة الرسالة , إذ كانوا يملكون أخلاقاً وصفات وعادات أصيلة ميزتهم ورفعت قدرهم ، وجعلت منهم خير أمة أخرجت للناس ، فحين كان الفارسي يستبيح أن يطأ أمه أو ابنته، كان العربي على استعداد لأن يموت دفاعـاً عن عرض جارته ، أو ابنة عمه، أو حريم رجلٍ استجار به ، وحين كان الرومي يستعمل الحيلة والكذب والغدر ليثبت أركان ملكه ، كان العربي يفضّل الموت على أن يكذب أو تعيب عليه العرب شيئاً من مروءته ولهذا قال الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) اي ليتتم ويكمل ويهذب الاخلاق الموجودة آنذاك و الاخلاق التي كان ولازال العرب يمتلكها والتي كانت السبب الرئيسي بان تكون الرسالة الخالدة الي يوم القيامة عندهم وليست لأي امة اخري هي باختصار ثلاث خصال : الصدق , الكرم , اجارة المستجير واما اجارة المستجير هذا الخلق الرفيع والذي هو موجود لهذا اليوم لا تجده عند أي أمة سابقة وهذا الخلق وهذه الخصال يستفرد بها العربي عن غيره من بنى البشر .

 قال تعالى . ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) فرفع الله قدْرَ هذه الأمةِ وشرَّفها، واصطفاها على غيرها من الأمم، وجعلها خير أُمة أُخرجت للناس، ولِمَ لا وهي أمَّة النبي الخاتم محمد - صلى الله عليه وسلم - المبعوث رحمة للعالمين .

 وقال الحق ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) وفي هذه الآيات دلالة قوية على أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي خير الأمم؛ لأن الوسط في كلام العرب ( الخيار والأجود ) كما يقال : قريش أوسط العرب نسبًا ودارًا؛ أي خيرها، وفي التنزيل "قال أوسطهم"؛ أي : أعدلهم وخيرهم .

فيا أمة العرب؛ إن هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار وامتحان، وليست دار جزاء أو نعيم مقيم، وما يمر بأمة العرب نوع من أنواع الامتحان والاختبار، ليس لأهل العراق وفلسطين وسوريا والبحرين واليمن فحسب، لكنه اختبار وامتحان للعرب جميعاً، وما من فرد من أفراد هذه الأمة ممن جرى عليه قلم التكليف إلا وسيسأل عما قدمه ، وسيسأل عما قدمه لإخوانه المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، ولئن عجز عن نصرتهم بنفسه أو ماله، فلن يعجز عن نصرتهم بدعوة يرفعها إلى رب الأرض والسماء، اللهم إنا مغلوبون فانتصر.

 أبشروا أيها العرب والله اننا منتصرون { إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } فالنصر والفوز ليس بالضرورة أن يكون نصراً مادياً بهزيمة عسكر العدو، النصر الأكبر هو الثبات على المبادئ , سئل الإمام الشافعي رحمه الله: أيهما أفضل للرجل أن يُمكَّن أو يُبتَلى؟ فقال: (لا يُمكَّن حتى يُبتَلى). فالنصر لا يأتي سهلاً ولا يأتي بدون تضحيات ، واليوم في هذا الامتحان الذي تمر به الأمة، نسمع هنا وهناك همسات وآهات: متى نصر الله ؟ وللذين يستبطئون النصر أقول: اقرؤوا إن شئتم قول الحق جل وعلا { وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} سننتصر سننتصر سننتصر وسنغني ونردد :-

بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـام لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يمـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ
بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ
فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا
لسان الضَّادِ يجمعُنابغـسَّانٍ وعـدنانِ
بلادُ العُربِ أوطاني من الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يمـنٍ إلى مصـرَ فتطوانِ
لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ سنُحييها وإنْ دُثرَتْ
ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ والجانِ
بلادُالعُربِ أوطاني من الشّـامِ لبغدانِ
ومن نَجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مصـرَ فتطوانِ
فهبوا يا بني قومي إلى العـلياءِ بالعلمِ
و غنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطاني
بلادُالعُربِ أوطاني منَ الشّـام لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يمـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ





الجمعة ٢٨ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة