شبكة ذي قار
عـاجـل










 اليوم وانا أتصفح الانترنيت وكانت هناك قصة جميلة لمجاهدة عربية صاحبة الضفيرتين وابنهـــا وتتحدث القصة إن داهم الروم الشام ، فقام ، أبو قدامة الشامي خطيبا في الناس ، يرغبهم في الآخرة ويزهدهم في الدنيا ويحشمهم على البذل والجهاد في سبيل الله ، ويذكرهم بقول الحق تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ) ثم نزل من على المنبر، فاعترضته امرأة تنادى عليه يا أبا قدامة، فلم يلتفت ، فنادت الثانية: يا أبا قدامة، فلم يلتفت ، وكأنه تخوف على نفسه الفتنة، وفى الثالثة قالت: يا أبا قدامة، ما هذا بخلق الصالحين فلم يجد بدآ فسألها ما حاجتها ، فقالت : سمعتك ترغب الناس في الجهاد في سبيل الله، ولا أملك من الدنيا إلا هاتين ( الضفيرتين ) ، خذهما، اصنع منهما لجاما تشد به فرسك تجاهد في سبيل الله ، فبكى أبو قدامة من صنيعها وحرصها على طاعة الله ، وأخذ ( الضفيرتين ) وما كاد ينصرف حتى اعترضه غلام ينادى عليه ياأبا قدامة، يناشده بالله أن يحمله على فرسه حتى يقاتل الروم في سبيل الله ، فاستنكف أبو قدامة لصغر سنه ، فألح عليه الغلام ، فقبل أبو قدامة واشترط على الغلام ، إن هو قتل في سبيل الله أن يشفع عند الله فقبل الغلام ، وعند لقاء الروم ، طلب الغلام من أبى قدامة ثلاثة أسهم يرمى بهم أعداء الله ، فرفض أبو قدامة ، فالأسهم سلعة غالية ، والغلام قد لا يحسن استخدامها فناشده الغلام بالله، فأعطاه أبو قدامة الأسهم ، وكرر عليه الشرط ، فقبل الغلام ، ثم أنه أخذ السهم الأول فقتل به روميآ ، وصنع بالثاني مثل صنيعه بالأول ، وأخذ السهم الثالث ورمى به ، فقتل به روميآ ثالث واختلف فيه سهم ، فوقع على الأرض ، ولحقه أبو قدامة يذكره بالشرط أن يشفع له عند الله ، وقبل أن يموت الغلام دفع خرجاٌ لأبى قدامة وقال له ( أعطه لأمي ، : قال ومن أمك ؟ قال : صاحبة الضفيرتين ) .

اليوم أذا اردنا أن نكتب التاريخ تاريخ الماجدة العراقية كم نحتاج من المجلدات لنكتب عن الماجدات من العراقيات هناك ملاين من صاحبات الضفائر ( فالماجدات لقب أطلقه الرئيس الشهيد صدام رحمه الله على العراقيات لدورهن في التضحية بأبنائهن وحليهن وكل ما يملكن على حد سواء ، من أجل العراق ) من كان لهن دور في دحر الاستعمار والغزو الامريكي ..

اتت امرأة عراقية الى مركز الاحتجاز البريطاني بالناصرية مكان اسر فلذه كبدها وهي تصرخ بس لا يتعذر موش انا , فأجابها حين سمع صوتها وعرفها وهو بزنزانته حطوني بحلكه وصحت انا ( وضعوني بفم المدفع وقلت انا غريمكم الثائر ) هذا بوقت بُعيْده ثوره العشرين بعد احتلال أمريكيا للعراق هناك 160 الف شهيد من رجال البعث لم نأتي بشهيد الا أستقبلتنا والدته وزوجته وبناته بالزغاريد فرحاً لنيلهم شرف الشهادة دفاعاً عن العراق . تبرعن بما يملكن من حلي وذهب لدعم الجهاد .. الماجدة العراقية اخذت دور الرجل لكون أغلب الرفاق تعرضوا للسجن , الماجدة العراقية تعرضت للسجن والاعتقال والتعذيب، اما لمعارضتها ومقاومتها او لاتخاذها كوسيلة او رهينة في ابتزاز اقاربها من المقاومين ، علما ان هناك اكثر من 100 الف امرأة قد تعرضن للاعتقال او التوقيف او السجن او التعذيب والاعتداء بالضرب اثناء عمليات المداهمة , الماجدة العراقية شملها قوانين اجتثاث البعث وحل وزارات الدفاع والاعلام المرأة العاملة والمعيلة لأسرتها.

منذ ان احتل العراق في 9 نيسان 2003، سقطت معها مكانة وحصانة المرأة العراقية ، الماجدة العراقية في زمن الثورة والحكم الوطني تنعم بنوع من السلامة العامة ومن نظام معقول للتامينات الاجتماعية والاقتصادية، ومن ضمور لنزعات الحجر، ومن الممارسة الفعلية لشؤون الحياة العامة دون مخاطر تذكر في مجالات التعليم والصحة والخدمات، فكانت المرأة تمارس عملها كطبيبة واستاذة وعالمة وصحفية ومهندسة وفنانة ، ويمكنها قيادة السيارة الخاصة دون حرج ..

المرأة العراقية حفيدة عشتار التي لا ترضى بغير تموز شريكا، وهي ستنتصر حتما لانها لم تكن ابدا عاقر، هي من انجبت الذين علموا العالم المدنية، والذين علموا المحتلين الدروس ..

أنصفوا الماجدة العراقية فهي مغيبة منذ 2003 الى اليوم ..





الجمعة ٢١ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة