شبكة ذي قار
عـاجـل










بادِئَ ذي بدء، الكلام عن المبادئ القِيَم والاخلاق وما يتعلَّق بها من أحكام يَحتاج إلى بَسط كثيرٍ من الكلام , حيث إنَّها أصول وغرائز تَكمن في الفرد , في طَبعه وسجيَّته منذ خلق الله آدمَ ، والأنبياء والمرسلون رسالتهم وبعثتهم كانت لإكمال ما نقص من هذه القِيَم والمبادئ ، أو ما اندثر منها، وهذه المبادئ والقِيم دائمًا في صراعٍ مع النَّفس البشرية ونوازِعِها الشَّهوانية , فهي تؤثِّر في سلوكه وشخصه ، وتعامُلِه مع غيره ، بل وتتفاضل بِها وفيها الأممُ والشعوب.. البعث الاول رسالة الاسلام حققت ثورة في حياة العرب وشكل لهم رافداً أساساً للحضارة الإنسانية جمعاء حيث قال الرسول الكريم ( إنَّما بُعِثت لأُتَمِّم مكارم الأخلاق ) التي تمثِّل المبادئ والقيم والاخلاق السامية للفرد أيًّا كان , الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم أرسى هذه المبادئ والقيم؛ لتكون منهاجَ حياةٍ، يَسير عليها الصغيرُ والكبير .

وبما أن البعث الثاني هو امتداد للبعث الاول فأن حزب البعث العربي الاشتراكي لم يفصل القيم والمبادئ عن الحياة ولم ينظر في الأخلاق ألا في التحامها مع حركة النضال

إن القيم التي يحملها المناضلون ، مثل الإيمان والشجاعة والتجرد والتضحية والاستشهاد ، تحمل معانيها الذاتية ، التي هي قريبة من النفس الإنسانية ، لكنها تأخذ معناها الحقيقي حينما تأتي في ميدان العمل العام ، لتغني أهداف النضال ، وإرادة الأمة من أجل الاستقلال والتقدم والحرية .
إن الالتحاق بصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي ليس في الحالة الشكلية وإنما في الحالة الأصيلة يتطلب من المناضل الذي أختار حزب البعث العربي الاشتراكي الالتزام الجاد والتعبير عن هذا الالتزام بانضباط حزبي لابد منه وكمقدمة ضرورية والاستعداد الكامل للعطاء والتضحية أنها عملية خلق جديدة للإنسان ..

إن ألبعثي الحقيقي نموذج وهو صورة المستقبل صورة الحزب .. ولذلك يجب إن لاننظر إلى الحزب على أنه مجموعة أفراد بمعنى العدد أو الرقم بل هو أداة لقوى العمل الثوري ، يجد فيه ألبعثي نفسه ويجد محيطة الثوري ، الذي يؤمن به ويعمل من أجل نشره وتعميمه .

أنك حين تكون بعثياً حقيقيا وقادراً على الارتفاع إلى أخلاقية الحزب والتعبير عن القيم التي أمن بها ودعا أليها فانك تتحول إلى حاله بعثية , أي ستكون صورة الحزب ممثلة في مناضل ، وأن مجمل سلوكك الحياتي المعبر عنه بالصدق والصراحة والشجاعة والإقدام والدأب في العمل والنزاهة ، سيدفع الآخرين من غير الحزبيين إلى القول عنك ( هذا إنسان جيد ومواطن صالح ) وسيقول رفاقك عنك ( هذا بعثي ) أن صورة المجتمع الجديد، الذي يطمح إليه الحزب ، ويناضل ويضحي من أجله ، لابد أن يراها مجسدة في كل المناضل ألبعثي .

أما الذي يلتحق بتنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي بجسمه فقط أي الذي نجده في الاجتماع الحزبي ، أن مثل هذا الحزبي يأتي إلى الاجتماع وهو يحمل سلبيات، دون أن يبذل جهدا من أجل التخلص منها، وهو بهذا السلوك لايقترب من صورة ألبعثي بل يعبر عن الصورة التي يعمل الحزب من أجل تغيرها , إن الحزبي الذي يحمل في داخله كل سلبيات المجتمع , لايستطيع إن ينجز عملية التغير لان اليد الملوثة لاتستطيع إن تعالج الجسد المريض بل أنها تزيد مضاعفات الحالة المرضية بما تنقله إليها من جراثيم جديدة .

وفي ضؤ هذا المسار يؤكد الحزب على دور التربية الحزبية في بناء شخصية المناضل بناء ( ثوريا حقيقا ) وكلما نجحت التربية الحزبية في أبعاد صورة المجتمع المتخلف عن عقل وسلوك المناضل ألبعثي أقترب من صورة البعث .

ولذلك علينا أن لا نبتئس أذا نرى أفراد في الحزب يحملون قيما متخلفة لاتمت إلى قيم حزبنا بصلة أو نرى فردا أو مجموعة أفراد غير قادرين على الارتفاع إلى مستوى ثورة حزبنا حتى في حالة انتمائهم إلى الحزب أو إن تظهر هذه الإعراض فيما بعد حين ينجح البعض في إخفائها وتغليفها لفترة من الزمن .

أن هذا لن يتحقق ألا من خلال عمل جماعي ثوري مبدئي منظم يعتمد على استقطاب العناصر التي سيتوفر عمق الإيمان بالأمة ورسالتها التاريخية ضمن أطار العمل التنظيمي والتركيز على تربيتها حزبيا بما يؤدي إلى حاله من الانسجام بين الفكر والممارسة ، يعبر عنها بالسلوك اليومي للمناضل بعيد عن قيم المجتمع المتخلفة .





الاحد ٩ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة