شبكة ذي قار
عـاجـل










قلناها الاف المرات منذ دخل الغزاة بغداد العروبة والسلام وهي في حقيقة الأمر بديهة لا تحتاج الى أدلة ولا الى براهين , قلنا ان الغزو صهيوني القوام والاهداف والغايات وأمريكي بريطاني ايراني القوة الغاشمة . وان الاوان أن نعيدها للاذهان معززة بتفاصيل تراكمت عبر سنوات الاحتلال ومع عامه الأول حين بدأت وسائل اعلام وسياسيين يتحدثون عن فرق من الموساد تستوطن أو ربما تشتري فنادق معينة في قلب بغداد . ولعل تصريح المحلل السياسي لصحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية ( ايتان هابر ) قبل بدء الغزو الامريكي للعراق بساعات قليلة يفرش مساحة واسعة من المعاني والدلالات التي وضعتها الصهيونية كتكليف للقوات الغازية حيث قال ما نصه في ١٩ مارس ٢٠٠٣م :

(( الحرب الأمريكية المحتملة على العراق ستكون الحرب السابعة في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948، ويمكننا استنتاج أن الحرب السابعة لإسرائيل ستكون حربًا بلا ضحايا، وسيبدأ منها الانقلاب المأمول في الشرق الأوسط )).

ولم يكن يتان هابر ببعيد عن الغايات التي وضعت ولم يكن يستنتج بل ينطق عن دراية مسبقة ولا يستطيع أحد اليوم في العالم كله أن ينكر ان المنطقة برمتها قد انفتحت أمام الصهيونية وكيانها المغتصب بعد اغتيال العراق الذي كان قوة ردع وتوازن استراتيجي.

والى شمال بغداد كانت اليد الصهيونية تبيع وتشتري الارض والعقارات في سهل الموصل وفي ربوع محافظة الـتأميم ( كركوك ) وفي مناطق غير بعيدة عن الوعد الصهيوني المزعوم ب ( اسرائيل الكبرى ) .

ومع اليقين بأن ( اسرائيل ) قد كانت موجودة في الجيش الامريكي ومن تحالف معه ومعها قوائم ملحة وتاريخية تقضي بالتصفية الجسدية لالاف العلماء والطيارين وضباط القوات المسلحة العراقية وضعت تزامنا مع اختيار الصهيوني بول بريمر كحاكم مدني للاحتلال والذي أخذ على عاتقه مهمات حل القوات المسلحة العراقية واجتثاث حزب البعث العربي الأشتراكي حيث ان التصفيات الجسدية شرط لا بد منه لاعطاء الاجتثاث والحل بعدا تطبيقيا لا مناص منه لاستكمال شروط ذبح العراق .

وعلى ذكر ذبح العراق فان الكثير من السياسيين والمفكرين الأستراتيجيين يتحدثون عن هدف ( اسرائيلي ) يعرف ب ( قتل البابليين ) ويقصد بهم العراقيين عموما وهذا ما تطرق له الكاتب محمد زيادة في مقال له نشر على موقع على الشبكة العنكبوتية :

((( ثاني المكاسب الدينية اليهودية هو تحقيق هدف توراتي قديم وهو ضرورة القضاء على "البابليين" وهم العراقيون حسب ما جاء في العهد القديم، حيث تشير بعض النبوءات -التي لا يريد اليهود الاعتراف بها رغم وجودها في كتبهم الدينية- إلى أن البابليين سيقومون بطرد اليهود في آخر الزمان، فلم يكن مُستبعداً أن نرى حاخامات ممن يرفضون هذه النبوءة يقيمون احتفالات دينية صارخة في معابدهم بالقدس المحتلة تُبشر ببداية تكوين ما وصفوه بـ"الحلم الكبير لليهود"..لكن لابد من الإشارة إلى أن اليهود في إسرائيل بصفة خاصة يعترفون بأن هذا الهدف لم يتحقق كليةً حيث يجب وفقاً لمزاعمهم أن يبيدوا "البابليين" جميعهم وهو ما يعني ضرورة قتل كافة أبناء الشعب العراقي! ))).

ان عمليات الأبادة التي مارستها القوات الأمريكية والجيوش المتحالفة معها بدءا ضد العراقيين في طول العراق وعرضه يمكن أن توضع في هذا السياق ذلك لان الكثير من عمليات القتل كانت بلا مسوغ وتمت في الشوارع والبيوت لمدنيين عزل . ثم ان مهمات الابادة بالتصفيات الجسدية التي أوكلت الى فيالق ايران مثل فيلق بدر وميليشيات وعصابات الموت التي تزعمها أحمد الجلبي والأخوين محمد وهادي تقي مدرسي وعصابات عبد العزيز الحكيم وفرق موت تابعة لحزب الدعوة وحزب الله وتطورت لاحقا الى حرب ابادة مذهبية وحرب مزعومة على الارهاب على يد ميليشيات الحشد الشعوبي لا يمكن وصفها الا بانها عملية ابادة للعراقيين البابليين توافقا مع الوصف الصهيوني.

وتؤكد معلومات موثقة ان القوات الغازية قد حولت ملكية أراضي وعقارات في ناحية الكفل التابعة لمحافظة بابل الى أسماء حاخامات رسميين وأهالي صهاينة بدأوا فورا في ادارة اثارالكفل وبناء معابد صهيونية بذريعة ان المنطقة فيها نبي من أنبياء ( بني اسرائيل ) وهو ما يؤكد التوجه الصهيوني في السيطرة على العراق كجزء من ( أرض الميعاد ) المزعومة .
ولم يحصل في تاريخ العراق الحديث أن انفتحت شخصيات سياسية وحزبية على الكيان الصهيوني انفتاحا علنيا عبر زيارات معلنه وعلاقات سافرة واعلام أسقط جميع الحواجز كما حصل بعد الغزو ومارسه مثال الالوسي وأحمد الجلبي وغيرهم من المتعاقدين مع الاحتلال لادارة ( العراق الجديد ) بل ان مصطلح العراق الجديد بحد ذاته هو توطئة وتمهيد سايكولوجي لقبول كل ما مورس في بلدنا من انحطاط أخلاقي وزنا وديوثية وانتشار للمخانيث والمتعة وكل أنواع الفساد لنقل العراق والانسان العراقي الى مسارات مختلفة تضيع فيها قيمه ومثله .

وثمة معلومات ووثائق تؤكد على ان ( مطار الناصرية ) قد تم تهيئته لأستقبال الطائرات القادمة من مطارات الكيان الصهيوني بأبسط مقومات يتطلبها مطار بل هو في الحقيقة مجرد مدرج لا غير وذلك لاستقبال أفواج الصهاينة القادمين لزيارة ( معابد أور ) وقبر نبي الله ابراهيم عليه السلام . وجدير بالذكر ان هناك معلومات تشير الى استخدام مطار النجف لهذا الغرض حيث كان يديره أحد أتباع مقتدى الصدر.

ان الكثير من المؤشرات والحقائق تؤكد على ان ( اسرائيل ) قد كانت طرفا أساسيا في صياغة قرار الغزو وفي ادارة العملية السياسية وفي توجيه الاحداث في العراق من الانتخابات الى الارهاب . وان الذي لا شك فيه ان الكيان الصهيوني له اليد الطولى في تحريك مسارات الثروة العراقية نهبا وتبذيرا وفي ادارة الدول والاحزاب والمليشيات التي تحركت على ساحة العراق المحتل وحقق مكاسب عسكرية ودينية واقتصادية وأمنية كانت بمثابة حلم للصهاينة .

فليعلم العراقيون والعرب كلهم ان الاحتلال صهيوني والعملية السياسية بكل مكوناتها بما فيها الاحتلال الايراني صهيونية ونعيد للاذهان المثل الدارج لمن يغالطنا : ان من لا يرى بالغربال .. أعمى.





السبت ٨ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة