شبكة ذي قار
عـاجـل










لا تيأسوا ليـل الشقــاء سينجلي .. والفجر سوف يزف صوت البلبل

وستحمل الدنيا مشاعل نصرنا .. في كفــها وتــدك كـــل مضـــلــل

نعم طويل ليل الظلم حينما يطوي في ظلمته الحق ويضيع في دجاه العدل وتتوارى في وحشته الحقيقة ويخيم بسكونه المخيف على الضمير ويسدل ستار سواده على الافواه فيكتم انفاسها وعلى القلوب فيخفت نبضاتها فلا يبقى الا الظلم والظلام .. لكن الحق سبحانه وتعالى يقول ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) ..

كيف تيأس أمةٌ معها هذه النصوص من كتاب الله، بل معها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟!! وهي وعد الله ووعد الله حق { وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابة العزيز { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا } , { وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ } , { كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي } , { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } كيف تيأس أمةٌ تقرأ في قرآنها : { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } .

ليلٌ طويل مر علينا منذ دخول مغول العصر بغداد العرب ولكن ينبغي لنا أن نشيع روح التفاؤل، في مثل هذه الأوقات القاسية، وأن ننبذ اليأس عنا مكاناً قصياً، وأن نوقن بأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً، وهذا منهج أرشدنا إليه نبينا - صلى الله عليه وسلم , حين كان المسلمون يحفرون الخندق، وهم يترقبون عدواً قادماً عليهم، يتربص بهم الدوائر، قد أوعدهم، وألَّب عليهم الناس، فلا يدرون في أي لحظة ينقض عليهم، وفي هذه الأثناء عرضت لهم - وهم يحفرون الخندق - صخرة لا تأخذ فيها المعاول ، فشكوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضع ثوبه، ثم هبط إلى الصخرة فأخذ المعول، فقال : ( بسم الله ) . فضرب ضربةً، فكسر ثلث الحجر، وقال : ( الله أكبر، أعطيتُ مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا! ) . ثم قال : ( بسم الله ) وضرب أخرى، فكسر ثلث الحجر، فقال : ( الله أكبر، أعطيتُ مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا! ) . ثم قال : ( بسم الله ) وضرب ضربةً أخرى، فقلع بقية الحجر، فقال : ( الله أكبر، أعطيتُ مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا! ) فانظر إلى النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - كيف ينقل أصحابه من هذا العناء والرَّهَق، إلى السعة والدعة، بمجرد أحرف يسيرة، فيثوب إلى أحدهم نشاطه في عمله، كأنما يتفيأ ظلال الراحة , ولكن لايأتي النصر بمجرد الأماني والتخيلات ، والتفاؤل غير المصحوب بالعمل . بل لابد أن نفعل الأسباب، ونطرق الباب، فذلك سبيل النصر، قال تعالى , ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ وقال .. ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ لكنا لا نجد في كتاب الله أبدا أن النصر يُبذل للمؤمنين من غير تضحيات وابتلآت وصبر على الأذى من أجل الله بل على العكس من ذلك تماماً قال تعالى ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ) . وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس ( واعلم أن النصر مع الصبر ) ..

تريدين لقيان المعالي رخيصة *** ولا بُد قبل الشهد من إبر النحل





الجمعة ٧ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة