شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
 ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
 

استعرضت التاريخ كله فلم أر ذلا ولا هوانا مثلما نحن نعيشه الآن , حتى الشواذ والكلاب الضالة تجرءوا علينا , قامت علينا حثالة من البشر يسوموننا سوء العذاب ، لو يفعل ذلك بنا قوي أو شجاع أو شريف .. إنما هم أحط وأجبن وأقذر أمة عرفها التاريخ .. إنهم الصفوين الفرس المجوس عبادة النار .. فهل بعد ذلك ذل ؟؟؟. عجيب أمركم أيها العراقيون بغداد تُباد اليس فيكم عرق ينبض , أي رجولة ندعيها ، وماذا يعني انتماؤنا للعراق ويذبح العشرات من شعبنا في بغداد يوميا وتشرب الأرض من دمهم حتى تفيض ولا أحد يتحرك .. وتهدم البيوت على أصحابها في نينوى أم الرماح ، ويحرق الناس أحياء في أماكنهم ، ويشرد المئات من العجائز والنساء والأطفال والرضع ولا كلمة .. ويصرخون ويستغيثون حتى يسمع الحجر والشجر في مشارق الأرض ومغاربها ولا حركة .. بكت عليهم الدنيا ولم نبك ، سقطت الحيوانات مغشيا عليها من هول ما رأت ، واحترقت أفئدة الطير وتفتت الصخر ألماً ، وخرجت الدواب والهوام يجئرون إلى الله ليرفع عنهم هذا العذاب..

منذ 9 نيسان الاسود يوم احتلال بغداد العروبة ونحن نعيش في ذعر ورعب وهلع وترقب وعدم استقرار, نتلقى الضربات والصدمات بصدر رحب وعلى مدار السنين والايام ,السبت الدامي والاحد الدامي وكل يوم دامي الى ما لانهاية , وتناوبت سياطهم على اجسادنا ليل نهار تلسع ظهورنا وتطال بطوننا وفي كل مكان حتى اثخمت اجسادنا بالجراح واصبحت من علامات الذل والهوان وادمنا عليها بل تميزنا بها عن باقي الامم والاقوام , وامسينا منبوذين ومصنفين على قائمة الارهاب نصطف كالاغنام في طوابير التفتيش في سيطرات هادي العامري وتيس الخزعلي وجباهنا تقطر عرقا خجلا من انفسنا ومن باقي المخلوقات . ونقول كما قالت قبيلة باهلة : ( منا قتيبة ابن مسلم لكن مات يرحمه الله ) . نعم منا صدام حسين لكن مات يرحمه الله اليوم لا وزن لنا على أرض ولا قيمة لنا في مكان ولا وجود لنا في محفل ..

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد في سبيل الله ؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) .

في هذا الحديث الصحيح بيان للعلاج والدواء لهذا الذي حل بالعراقيين من الذل الذي سيطر عليهم أجمعين ، إلا أفرادًا قليلين منهم لا يزالون يتمسكون بالعروة الوثقى لا انفصام لها . لقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث المرض الذي إذا حل بالعراقيين ، ثم وصف لهم الدواء والخلاص من هذا الداء

, رحم الله هارون الرشيد عندما رد على رسالة «كلب الروم نقفور»... ( ليس لنا حاجة في هذه الدنيا ما دامت دماء المسلمين وأعراضهم تستباح في وضح النهار... ما قيمة الدنيا إذا كنا نعيش فيها ونحن أذلة خانعون... الموت أشرف لنا وتناثر دمائنا أطهر للأرض التي نعيش عليها إذا كانت تحفظ لنا هيبتنا وتصون أعراضنا ) . إذن و تيمناً بقول الشاعر كعراقيين علينا أن لا نركع إلا لله , و أن لا نستسلم أو نيأس أبداً , تيمناً بقول شاعرنا العربي :

لا تيأسوا أن تستردوا مجدكم فلربَّ مغلوبٍ هوى ثمَّ ارتقى

مَدَّتْ له الآمال من أفلاكها خيطَ الرجاء إلى العلا فتسلَّقا

فتجشَّموا للمجد كلَّ عظيمة إني رأيت المجد صعب المرتقى

من رام وصل الشمس حاكَ خيوطها سبباً إلى آماله وتعلق

ليقراء جميع العراقيين وصية الاسد لابنه

ولدي إليك وصيتي عهد الأسودْ

العز غايتنا نعيش لكي نسود

وعريننا في الأرض معروف الحدود

فاحم العرين و صنه عن عبث القرود

أظفارنا للمجد قد خُلقت فدى

و نيوبنا سُنَّت بأجساد العدى

 وزئيرنا في الأرض مرهوب الصدى

نعلي على جثث الأعادي السؤددا

  هذا العرين حمته آساد الشرى

و على جوانب عزه دمهم جرى

من جار من أعدائنا وتكبرا

سقنا إليه من الضراغم محشرا

 إياك أن ترضى الونى أو تستكين

أو أن تهون لمعتدٍ يطأ العرين

أرسل زئيرك و ابق مرفوع الجبين

 والثم جروحك صامتاً و انس الأنين

 مزق خصومك بالأظافر لا الخطابْ

 فإذا فقدت الظفر مزقهم بناب

و إذا دعيت إلى السلام مع الذئاب

فارفض فما طعم الحياة بلا ضراب

 اجعل عرينك فوق أطراف الجبالْ

ودع السهول... يجوب في السهل الغزال

لا ترتضي في موتاً بغير ذرى النصال

نحن الليوث قبورنا سوح القتال

 ولدي إذا ما بالسلاسل كبلوكْ

و رموك في قعر السجون وعذبوك

و براية الأجداد يوماً كفنوك

فغداً سينشرها و يرفعها بنوك

 إياك أن ترعى الكلا مثل الخرافْ

أو أن تعيش منعَّماً بين الضعاف

كن دائماً حراً أبياً لا يخاف

وخض العباب و دع لمن جبنوا الضفاف

 هذي بنيَّ مبادئ الآسادِ

هي في يديك أمانة الأجداد

جاهد ونادي بها في العالمين

 إن الجهاد ضريبة الأسياد





الخميس ٦ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة