شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس بوسع أحد أن ينكر على أميركا قدراتها العظيمة في كل المجالات التكنولوجية والاقتصادية والعسكرية وتاثيرها الواضح في العلاقات الدولية . وليس ثمة غموض أو تستر أمريكي على نمط سياساتها التي تسير عليها في منطقتنا فهي سياسة عدوانية احتلالية تصب في كل تفرعاتها لصالح رأس المال الامريكي وأمن الكيان الصهيوني .

بعد سقوط الأتحاد السوفيتي والمنظومة الأشتراكية انتهت حقبة الخيار ( التقدمي التحرري ) في علاقات العرب مع دول العالم لان روسيا عمليا صارت هي الأخرى أمبريالية ولا تقيم وزنا للأخلاق ولا للوفاء ولا لمصالح الغير بل يحركها ذات الاهتمامات الامريكية وهي مصالحها ومناطق النفوذ وأمن الكيان الصهيوني.

لذلك تساوى المطر على أنظمتنا وتساوت أمامها الخيارات خاصة مع غياب وانهيار قدرات العرب الدفاعية وأضمحلال قرارات استخدام المتاح منها الا في اتجاه واحد تقريبا هو محاربة الشعب العربي . وهنا نشير أيضا الى ان معظم الحروب الداخلية لم تكن خيارا عربيا بل جاءت نتيجة تدخل أجنبي تحت عناوين فضفاضة زيفها أكثر بكثير من صلاحها ونقاءها كمثل ما سمي بالربيع العربي الذي ظهرت مكنوناته الحقيقية في كونه استخدام للدين السياسي والطائفية لانهاك العرب ونشر الفوضى والاحتراب العربي العربي بالانابة عن الأجنبي وهي المنهجية التي أتبعها باراك أوباما تحت ستار دعم طرف من أطراف الاسلام السياسي والذي كان في حقيقته تستر على دعمه للمنهج الفارسي وتاجيجه للفتن الطائفية والمذهبية في أحقر سياسة خسيسة عرفها العالم .

من زاوية أخرى , فان المنطق والتعامل الواقعي , يجعلنا نفاضل بين أن يزور الرئيس الأمريكي أرضا عربية بدأت تظهر عليها ملامح الرفض والمواجهة للعدوان والتغول والاستعمار الفارسي لاجزاء من وطننا وبين أن يكون زائرا لارض ايران النظام الفارسي الكهنوتي المجرم. ان العقل والحكمة يجب أن تدفع باتجاه استقطاب الأهتمامات الامريكية مادامت لا فرق بينها وبين روسيا أو فرنسا فكلهم في هوى الجشع والخنوع للصهيونية واحد.

ما يمكن أن يرتفع في سقف أمنياتنا كعرب هو :

أولا: أن يستحضر مسؤولونا مصالح الامة ولو في حدها الأدنى وهم يصوغون علاقات الصداقة مع أميركا.

ثانيا: أن يعود من عاون أميركا على غزو العراق واحتلاله الى الوراء قليلا ليقدر حجم الأضرار الكارثية التي وقعت عليه ذاته وعلى الأمة وبالتالي يحاول أن يدفع بأميركا للمراجعة هي الأخرى واصلاح ما خربته في العراق على مستوى الارض والشعب على الأقل حيث ان ما ذبح لن يعود الى الحياة. واية سياسة ايجابية أمريكية لا تتزامن مع طرد ايران وأعوانها لن تكون بلسما على الجراح العراقية .

ثالثا: أن يستفيد العرب من الاندفاع الامريكي المادي لانشاء صناعة عسكرية ومدنية متقدمة لكي لا تتحول ملياراتهم الى فضلات تلفظها البطون المتخمة فحسب .

رابعا: ان يعي العرب وعيا نهائيا ان ايران بنظامها القائم أخطر عليهم من أميركا ومن ( اسرائيل ) وان يدفعوا بكل قدراتهم لتحجيمها واعادتها الى داخل جدودها وان توضع استراتيجيات مواجهة حاسمة مع المنهج الفارسي المتستر بالدين لتمزيق العرب أرضا وتاريخ وثروات.

على العرب أن يتفقوا على ان ايران أخطر من الكيان الصهيوني وان اخراج ايران من أرضنا التي أحتلتها وأولها العراق ضرورة صارت تتقدم كل الضرورات وان لا تحرير لارض عربية وأولها فلسطين دون تحرير العراق . ومن يخدعون أنفسهم بترديد نغمة مركزية القضية الفلسطينية انما هم الضائعون في وقع خطاهم والادراك الوحيد الذي يحركهم هو التمسك بالشعار الذي ما حقق شيئا يوم كان عند العرب بعض ارادة حقيقية للتحرير تنطلق من العراق فكيف به وقد ذبح هذا الخيار لان التمسك بالمستحيل هو علاج نفسي لمرض التخاذل والاستسلام انه محض تعلق بالوهم كسياسة لخداع مشاعرنا القومية … فلسطين وكل الارض العربية لن نمتقدم منها خطوة واحدة بدون العراق ..الذي كان . وبالمناسبة ..كل العرب القوميون الحقيقيون يعرفون الطريقة التي يعود بها العراق .. يعرفونها ويعرفون السبيل اليها فدعاة القومية يعرفون من هو الامين عزة ابراهيم ويعرفون كيف السبيل اليه ..غير ان معطيات الحال تجعل الطريق الان الى المرشد الاعلى أسهل وأكثر ثراءا طبعا.





الثلاثاء ٤ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة