شبكة ذي قار
عـاجـل










أحد أصدقائي في مواقع التواصل الاجتماعي يكثر السؤال عن أحوال البعثيين يتتبع أخبار الاضطهاد والقتل والتشريد وقطع الارزاق وهو مذهول من صمود رجال البعث ومن أي طين جبل هؤلاء الرجال ..

أخي أسمع قول الحق سبحانه وتعالى ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )

إن الناظر في صفحات التاريخ وخصوصاٌ تاريخ أمة العرب قبل الاسلام وبعدة يراه لم يُعدم القدوة من أهل الثبات والقيم والمبادئ ، واذا عدنا الى أيام الدعوة الاسلامية كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، حريصًا على تعليم الصحابة الثبات على القيم والمبادئ التي من شأنها أن تصنع رجالاً قادرين على فتح الدنيا وقيادتها إلى بر الأمان فالرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر كان في أشدِّ الحاجة إلى كل رجل يقف معه، وكل أصحابه هم من رجال المبادئ التي لا تتزحزح ولا تحيد عن مسارها قال لرجل أتبعة من المشركين : ( ارْجِعْ إِنَّا لا نَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ ) لماذا هو بحاجة كل سيف ..؟؟ ليعلم الصحابة كيف تكون القيادة، وكيف يكون رجل المبادئ في المواقف الصعبة ..

فتربَّى الصحابة على مثل هذه القيم والمبادئ فكان من الصحابة أمثال بلال يأخذه كفار قريش إلى صحراء مكة ليعذبوه أشد تعذيب وينكلوا به أشد تنكيل في شدة الحر وقد جردوه من ثيابه وطرحوه أرضًا ووضعوا على صدره صخرة كبيرة؛ ليترك الإسلام ويعود إلى عبادة الأصنام فيأبى وهو ثابت على قوله: أحَدٌ أَحَدٌ؛ لا يتزحز ولا يلين إنه رجل مبادئ؛ إنَّهُ من صنع محمد صلى الله عليه وسلم وكثيرة هي الامثلة .

ما صنعه البعثيون أشبه بالمستحيل لكن لا مستحيل لدى أصحاب المبادئ والقضية ومن يتهيب صعود الجبال يعيش ابد الدهر بين الحفر , عندما تقارن التسليح الامريكي مع التسليح البسيط لمجاهدي البعث تتذكر واقعة سيدنا الحسين , ولو عدنا الى واقعة كربلاء يستغرب الكثير صمود الإمام الحسين عليه السلام بالقلة من أنصاره وأهله من الرجال والنساء والفتية والأطفال في وجه جيش كامل ، حيث انهم كانوا يعلمون أن مثل ظروفهم نتيجتها القتل والظفر العسكري للجيش , تهدف ملحمة أبي عبدالله الحسين عليه السلام إلى ترسيخ ثقافة الثبات على المبادئ وترجمتها إلى مواقف صادقة بعيدة. إذن هذه هي الرسالة الحسينية التي أراد سبط النبوة وربيبها أن يوصلها لبني أمته عبر السنين والأيام ، كان عنوان الملحمة قوله عليه السلام: «إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر».

مناضلي البعث ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل طرد المحتل وغسل تراب هذا الوطن من دنسهم , أبطال عرف العدو صولاتهم وجولاتهم قبل أن يعرفهم الصديق , بما أننا نسير في طريق النضال وعشقه فهو طريقنا , وهدفنا سنصل اليه لأن رسالتنا سامية بكل معنى الكلمة ,وصوت الحق لا يستطيع إسكاته أحد , من نهلَ من فكر البعث ومبادئه السامية يعلم أن لا حدود للنضال وعشق النضال عندما يجري في شراييننا يصنع المستحيل , قد أذهل البعث بصموده وتماسك رفاقه بمسيرته النضالية يكاد يكون البعث ابرز حركة ثورية في العالم في تمسك الرفاق بمبادئهم ودافعوا عن وطنهم , ورغم كل هذه الحملة الإجرامية الإرهابية العاتية الضخمة ، إلا أن البعث فاجأ المحتل وأعوانه العملاء وكثيرا من الأوساط في العالم بصمود قياداته الوطنية السياسية والتنظيمية وكوادره العسكرية والأمنية صمودا بطوليا مذهلا وبتمسكهم الرائع بمبادئ البعث والوطنية والرجولة العراقية الأصيلة ودفاعهم الأسطوري عن العراق العزيز وتاريخه النضالي المشرق .

انطلاقا من ايمان البعثيين بمبادئهم وبرسالة امتهم الخالدة وبحكمة وقدرة قيادتهم على التعامل مع مفردات الصراع الذي تعيشه المنطقة العربية والعالم كانوا دائما يتميزون باعلى درجات الالتزام المبدئي والانضباط الحزبي ..





الثلاثاء ٤ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة