شبكة ذي قار
عـاجـل










قد يحلو للبعض ان يسمي ايران بالدولة الاسلامية او الدينية او المذهبية .. وقد يستنتج البعض تبعا لهذا المفهوم اننا كعرب ومسلمين يجب ان نواجه إيران تحشيد أهل السنة العرب في كل أقطار اﻻمة بدءا بالعراق مع إغفال تام للجانب القومي .لكن الواقع هو ان إيران تلبس عباءة الدين والمذهب ولكنها ﻻدين لها وﻻ مذهب .. فقد أعلن الخميني وأعلن الكثير من كبار المعممين في ايران ان حربهم مع العرب هي حرب قومية عقائدية فارسيه احتلالية توسعية لكنها ﻻتملك ان تسوق لنا القومية الفارسية ولو كانت تملك ذلك لتبرأت من الدين والمذهب جهارا نهارا .. وان تحقق ﻻيران ماتريد وﻻ سمح الله فستجاهر يومها بالعودة الى مجوسيتها فالمذهب والدين عموما لدى الخميني ومنظري وﻻية الفقيه هو سلاح مرحلي فقط يواكب متطلبات الاحتلال للعراق والتوسع في بقية البلدان العربية.واكتساب عواطف المغفلين وتفعيل احقادها القديمة والجديدة على العرب والمسلمين .. ايران ﻻتعامل الشيعة العرب وﻻغير العرب اﻻ بالدونية .. وهذا واضح لدى الجميع وان تعامى البعض عنه ﻻسباب سياسية ومصلحيه .. إيران دولة قومية فارسية عنصرية بامتياز .. عقيدتها الفارسية تطغى على سلوكياتها وتصرفاتها وإن تلبست بثوب الدين والمذهب.ﻻهداف مرحلية ﻻستمالة الشيعي العربي والافريقي والشيشاني .. وغيره .. واﻻ بماذا ستستميلهم وتكسبهم هل بالقوميه الفارسيه العقائديه .. ؟؟

أعود فأقول .. اننا كقوميين وتحديدا بعثيون ليس لدينا اي التباس او سوء فهم في فهم طبيعة ايران الفارسية القومية بل إننا وعلى مدى سنوات العدوان اﻻيراني الخميني على العراق ووصوﻻ الى ما وصلت اليه اﻻمة اليوم.نؤكد على ان أعدائنا ﻻيران ليس عدائنا لمذهب الشيعة .. ما تصنعه الأحزاب والجماعات الشيعية اليوم في العراق واليمن وغيرها ماهو اﻻ امتثالا وتطبيقا لما تريده إيران من قتل و إبادة وتشريد وتفكيك عرى الأمة العربية في العراق واليمن وغيرها .. وأنتم ونحن جميعا نعلم ان ثوب الطائفية التى سعت إيران تلبسه لمجتمعاتنا العربية في العراق واليمن وأقطار عربية أخرى.ليس ثوبا عربيا او عراقيا ( كما يقول الرفيق العزيز البروفيسر كاظم عبدالحسين ) بل ان هذا الثوب زائل بسقوط وشيك ان شاء الله للعملية السياسية الاحتلالية في العراق وزوال الحوثي في اليمن كمؤثر مذهبي .. و بالمحصلة فهو زائل عن اﻻمة العربية جمعاء ..

.. وعطفا على ما سبق فان ايران اليوم تؤجج نار الطائفيه والمذهبيه في العراق وبلدان عربية أخرى وتتخذ من اتباع المذهب الاثناعشري وكثير من الأسر الهاشمية العربيه والشيعة العرب عموما أدوات رخيصة لتنفيذ مخططاتها والعبث بكل مقدرات العراق واﻻمة العربيه ليس حبا فيهم وﻻ في المذهب وﻻ في الدين. وبالمقابل فإننا نحن القوميون والبعثيون على وجه الخصوص نرى ان مواجهة مشروع ايران الاحتلالي التدميري ﻻ يأتي تحشيد ابناء السنة العرب على اخوانهم الشيعة العرب كرد فعل على مايحدث ﻻن هذا التحشيد المذهبي هو هدف ومطلب إيران والكيان الصهيوني وأعداء اﻻمة العربية لخلق البيئة المناسبة لتحقيق أهداف إيران ومن معها من اعداء اﻻمة في تدمير العراق واﻻمة العربية .. ففي الوقت نفسه ليس كل شيعة العراق والعالم العربي وﻻحتى كل اﻻسر الهاشمية ليسوا على انسجام مع أهداف إيران الخبيثة المتسترة بكل هذه اﻻسماء والكثير منهم وطنيون مخلصون وقوميون عروبيون وعلمانيون وليبراليون و اشتراكيون .. الخ .. بل يجاهرون بعدائهم الواضح لمخططات ايران .. في مواجهة مشروع إيران ﻻيكون بفتوى من مشايخ السنة بما فيهم الوهابية مثلا ( مع احترامنا للجميع ) وانما مشروع قومي إسلامي متنور يحتضن كل اطياف وتوجهات المجتمع العربي السياسية عموما وشرائح المثقفين والوطنيين من ابناء الشيعة والسنة جمعاء .. وهو مشروع ملح وضروري يجب ان يكون مشروعا استراتيجيا عربيا اسلاميا شاملا وليس مشروعا تكتيكيا انيا كما أراه اﻻن في عاصفة الحزم مثلا (( واتمنى ان اكون على خطأ.في تقديري )) .. يجب ان ترسم له اﻻستراتيحيات المستوعبة لكافة معطيات الواقع العربي ومتغيرات السياسة الدولية .. والزج بامكانيات العالم العربي حكومات وجماهير في هذاالمشروع المهم وبالاستفادة المثلى من تجارب البعث العظيم ومناضليه ومفكريه وقادة العراق العسكريين .. فكل هؤﻻء هم من قاد معركة قادسية صدام المجيده التى هزمت مشروع ايران الصفوي ودحرت العدوان الفارسي عن ارض العراق والعرب وهم من كان لهم السبق في تعرية وفضح المشروع اﻻيراني الخميني .. كما ويجب التركيز اليوم على مسالة في غاية اﻻهميه اﻻ وهي اﻻحوازالعربية المحتله التي يجب ان تكون احدى العناصر القويه في تشكيل تلك الاستراتيجيه القوميه وان دعم واسناد اخواننا العرب في اﻻحواز والسعي الجاد لتحريرها يجب ان ياخذ اليوم جانبا مهما من حائط الصد العروبي .. نعم بجب ايضا اﻻستفادة من مفكري وسياسيي العالم العربي في وضع اسس المشروع العربي الاستراتيجي للدفاع عن اﻻمة العربيه كما وبجب على دول الخليج والسعودية تحديدا دعم وتبني المقاومة العراقيه الباسلة ممثلة بالجبهة القوميه اﻻسلاميه التى يقودها المجاهد الرفيق عزة ابراهيم.فهي النواة الأولى واﻻهم لتأسيس هذا المشروع .. وهو ليس مشروعا عسكريا فقط بل انه سياسيا واقتصاديا وثقافيا وتعبوبا .. الخ ..

بدءا بتحرير العراق العظيم .. وبدون هذا المشروع ستكون كل الجهود العسكريه والسياسيه وغيرها مما يبذل اليوم من قبل دول الخليج التي استشعرت الخطر اﻻيراني مؤخرا .. ستكون جهودا آنيه لن يكتب لها النجاح ﻻنها تفتقد للاستراتيجية العميقة.وتفتقد أيضا للبعد القومي المهم جدا في تشخيص الصراع العربي الفارسي منذ بدايته ويكاد يكون مشروعا اسريا خليجيا وهذا ماﻻ نتمناه وﻻ نريده .. هذا والله من وراء القصد .





السبت ١٠ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس رياض الدبعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة