شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة : الثابت والمتغير في السياسة الأستراتيجية الأمريكية ( الأهداف والوسائل ) :

- تتسم الأستراتيجية العظمى للولآيات المتحدة الأمريكية، كما تفصح علوم السياسة، بالثبات نسبي .. ويتشكل بعدها متوسط المدى دون تغيير في أعمدته أو أسسه .. فيما تخضع هذه الأستراتيجية في بعدها قصير المدى لأنماط التعامل بصورة تتماشى مع حركة الواقع على الأرض .. بيد أن الوسائل هي التي تخضع للتغيير وحسب مقتضيات التحولات ومجريات التغيير .. تحولات القوة وتحولات المصالح .. ومن سمات الأستراتيجية العظمى 1 - الأستمرارية 2 - ثبات الأهداف .. مثلاً:

- الألتزام بأمن الكيان الصهيوني .. كثابت من ثوابت الأستراتيجية في ( الشرق الأوسط ) منذ عقود، فهي متجانسة مع خطوات تحقيق الأهداف.

- السيطرة على منابع النفط بأسعار ميسرة وبأي طريقة ممكنة.

- حماية إمدادات النفط ( مبدأ كارتر ) .

أستجدت أهداف أخرى :

- اعلان الحرب على الأرهاب .

- إدامة الشراكة الأستراتيجية في صيغة حشد القوى .

الذي يحصل ان المتغير ليس في الأهداف وعلى مدى عقود، إنما في الآليات .. ما هي الآليات ؟ :

- إعادة ترتيب التحالفات من جديد .

- ترجيح عناصر القوة لكي تبقى ( إسرائيل ) في كفة وباقي الدول العربية في الكفة الأخرى .. هذا الهدف، على الرغم من ثباته، إلا أنه أعتراه تغييرًا ما يزال مستمرًا وهو تدمير ( الدولة ) العربية وإسقاط ( النظم ) السياسية العربية و ( تفتيت ) مكونات القوة العربية لصالح ترجيح الميزان لحساب الكيان الصهيوني ، وأحد أهم وسائل تنفيذه الأقليمية إيران .

- عدم السماح لأي قوة إقليمية أو غيرها بالأقتراب من أو الهيمنة على منابع النفط في الخليج العربي بكل الوسائل الممكنة والمتاحة بما فيها استخدام القوة ( مبدأ كارتر ) ، الذي حاول ( أوباما ) إلغاءه من الأستراتيجية الأمريكية بتسليم المقدرات إلى النظام الأرهابي في إيران .. الأدارة الأمريكية الراهنة سوف لن تخرج عن هذا الأطار الأستراتيجي الثابت .. حيث رسمت هذه الأستراتيجية خلال مؤتمر الطاقة الدولية، الذي حضره هنري كيسنجر عام 1973 .. ولكنها تعمل على إعادة ترتيب الأولويات في السياسة الخارجية الأمريكية نتيجة لـ :

1 - الأزمات التي خلقتها إدارة ( بوش الأبن ) و إدارة ( أوباما ) .. الأولى: تهورها في شن الحروب ونتائج إرتداداتها الكارثية ، والثانية: ترددها في ( تموضع ) الوجود الروسي في الشرق الأوسط عن طريق القوة المسلحة، وتمدد إيران الأقليمي على حساب مصالح أمريكا وأوربا والدول العربية وكافة دول العالم.!!

2 - إعادة صياغة التحالفات الأقليمية بما ينسجم مع المصالح الأمريكية في المنطقة.

3 - تفكيك تحالفات النظم، التي تهدد المصالح الأمريكية الحيوية في الشرق الأوسط عامة والمنطقة العربية على وجه الخصوص .. وتشمل هذه التحالفات نظم وأحزاب وتنظيمات مليشياوية مسلحة .

4 - منع النظام الأيراني من تهديده للأمن والسلم الأقليميين والدوليين بمختلف الوسائل وفي مقدمتها إستخدام القوة .

5 - الأقتراب الأمريكي من بكين خطوة على طريق بلورة نظام دولي جديد يرتكز على مقومات السيادة واحترام الخيارت المشروعة التي يقرها القانون الدولي .

6 - التأكيد الجدي بعدم قبول إيران دولة نووية بأي حال من الأحوال .. والأشارة هنا أن سلوكها السياسي الخارجي يختلف عن السلوك السياسي الخارجي لكوريا الشمالية .. ولكنهما تخضعان لشروط الحظر النووي .. فيما تختلفان ايضا عن الهند النووية وباكستان النووية على وفق معايير السلوك السياسي المسؤول.!!

7 - التصعيد الناجم عن هوس التجارب الصاروخية البالستية الكورية الشمالية، والموقف الأمريكي الراهن .. وقد لوحظ، تراجع الدعم الروسي والصيني لكوريا الشمالية .. وخاصة بعد أن أدركت بكين أنها بصدد أن يكون لها موقف من ( فرملة ) الهوس الكوري الشمالي ، فيما أدركت موسكو أن ( فرملة ) إندفاعة كوريا الشمالية الخطرة وغير المسؤولة ربما تقربها من حل مأزقها في أوكرانيا والقرم وسوريا على وجه الخصوص .!!

8 - ليست هنالك من تغيرات جوهرية في الأستراتيجية الأمريكية العظمى .. ولكن السياسة الأستراتيجية في بعض أوجهها التكتيكية قد تحمل التعقيد والأيهام والغموض، بحكم القراءات المتعددة من جهة وبفعل تشابك المصالح الأمريكية والأقليمية، والتي تفرض ( حدودًا ) على امكانات حدوث تغيرات جذرية في واقع الصراع .. ومن أهم وأخطر المقاربات هي ( الأولويات ) ، أيهما الخطر الأولي وأيهما الخطر الثانوي، هل يمثل سلوك كوريا الشمالية خطرًا داهمًا أم أن الخطر الداهم يتمثل في السلوك السياسي الخارجي الأيراني على أرض الواقع؟ ، والأجابة المؤكدة .. أن السلوك السياسي الخارجي الأيراني يمثل خطرًا داهمًا على الجميع بما فيهم المصالح الحيوية الأمريكية.!!

9 - الآن .. ما تريده أمريكا، هو إحكام قبضتها على قلب الشرق الأوسط ( العراق ) ، لتجعل من قوتها محورًا لميزان تعادل القوى المفقود الذي انتهكته إيران في المنطقة .. وهي قادرة على ذلك بفعل قوتها العسكرية الضاربة، حيث تهدف أمريكا من ذلك :

أولاً - الأبتعاد عن كل ملامح العزلة التي غمرتها سياسات ( أوباما ) .

ثانيًا - ترميم تصدعاتها الأقتصادية، وهي جسيمة، وإنهيارات أوضاعها المالية، وملامح تفكك وضعها الأجتماعي الداخلي، الذي لن يتماسك إلى بالتوترات الخارجية وإعلان حالة المخاطر، والتهديد باستخدام القوة .. أي تحديد عدو خارجي للصراع الدولي .. لذلك، فأن مبدأ ( تفعيل ) الموارد الطبيعية والبشرية، المتاحة والمحتملة والتكنولوجيا الفضائية وتسليح الفضاء الخارجي بطريقة فعالة، من أجل الردع وجلب أو امتصاص الأستثمارات الخارجية بحكم سياسة الحماية وتدوير البترو - دولار، دون الأنغماس في حروب إقليمية، إلا إذا اقتضت ضرورة ( حماية المصالح الحيوية الأمريكية ) .. وهذه السياسة تحمل بعض ملامح مبدأ ( مونرو ) عام 1821 وبعض ملامح مبدأ ( بل كلنتون ) في مسألة التهديد وتنفيذ التهديد المحدود دون خوض حرب واسعة .. هذان المبدأن يجمعهما مبدأ ( ترامب ) .!!

هنالك ما يقلق روسيا الأتحادية :

1 - الضربات الصاروخية البالستية الأمريكية على قاعدة الشعيرات السورية ردًا وتهديدًا لأستخدام نظام دمشق للأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري .. واحتمال تكرار هذه الضربات بأوسع منها .

2 - تدهور العلاقات الثنائية بين واشنطن وموسكو، والخشية من أن تصل إلى طريق مسدود.

3 - التقارب الأمريكي الصيني، الذي يشكل قلقًا حيال كوريا الشمالية، والأستجابة الصينية لهذا التقارب، الذي قد يتحول إلى شراكة إستراتيجية.

4 - القلق من تزايد العزلة الروسية الأقليمية والدولية .

5 - تزايد القلق الروسي جراء استمرار الأستنزاف في سوريا وغيرها والذي تعاني منه موسكو.

6 - تزايد القلق الروسي جراء مأزق العلاقة غير المجدية مع طهران التي تصر على العمل العسكري، الذي يضر بالمصالح الروسية وبمصالح الجميع.

7 - المحطة الأولى للزيارة الرئاسية الأمريكية للسعودية دون غيرها من دول العالم .

8 - تغير الحالة ( الدفاعية ) لدول المنطقة إلى حالة ( هجومية ) من أجل الردع وإرجاع طهران إلى ما وراء حدودها .

روسيا .. وأهليتها للقطبية الثلاثية أو المتعددة .. ومأزقها في سوريا :

- روسيا ومنذ أن مارست تدخلها العسكري في سوريا، فهي قد وضعت نفسها في إشكالية معقدة سياسيًا وعسكريًا وإستراتيجيًا وأخلاقيًا، وليس من السهل عليها معالجتها بالطريقة التي ترغب وتعتقد بأنها ماهرة في اللعب التكتيكي الفاضح سياسيًا والذي لا يتعدى مساحة الأفعال الأستخباراتية المحدودة الخالية من الأفق الأستراتيجي بعيد المدى ( نظام دمشق لا أحد يتقبله حتى شعبه وروسيا تراهن عليه .. !! ) و ( نظام طهران غارق في الطائفية والحكم المطلق الثيوقراطي وروسيا تراهن على علاقاتها الثنائية معه .. !! ) و ( نظام دمشق ونظام طهران معزولان إقليميًا ودوليًا وروسيا تراهن على مستقبلهما .. !! ) .

إذن .. ماذا تريد روسيا ؟ :

- إن إصرار نظام دمشق الدموي على استمرار الحرب والأبادة والتفريغ السكاني، هو في حقيقته ( قرار إيراني ) بأمتياز .. لا أحد يشك فيه، لأن نظام دمشق ليست له إرادة سياسية وإن موسكو تلعب على مقولة إيرانية فاشلة هي محاربة إرهاب ( داعش ) ، التي خلقته في سوريا ودفعت بها إلى العراق بقرار إيراني وتنفيذ عراقي .. هذا النمط من التفكير يربط مصير نظام دمشق بمصير نظام طهران .. وهنا يتوجب معالجة الأمر على وفق مبدأ الأولويات.!!

- تشير أوضاع روسيا حسب بيانات هيئة الأحصاء الروسية ( Rosetta ) ،الصادرة بتاريخ 5 / 04 / 2017 ( إن معدل الفقر ارتفع في روسيا إلى نحو ( 20 ) مليون نسمه عام 2016 – وإن نسبة الفقر أصبحت أكثر من 14% من عدد السكان .. فيما كانت هذه النسبة قد بلغت عام 2014 بحدود ( 12% ) – وإن ( 40 ) مليون تحت خط الفقر الرسمي ) .. ومعنى هذا أن نفقات التسليح والأستنزاف باتت تأكل من حصة الأقتصاد الروسي الضعيف أصلاً .. فكيف ستستمر موسكو في سوريا.؟!

- ماذا تعني رؤية موسكو لنظام دولي يتجاوز البعد الغربي؟ :

- الأمبراطوريات .. شروط تكوينها .. ومسببات إنهيارها :

يتبـــع ..





الجمعة ٩ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة