شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة : هل يمكن أن يغامر رئيس بأهمال أمن بلاده تحت ذرائع لا تستقيم مع الواقع من اجل أهداف مؤقته لا تساوي شيئا إذا ما قيست بالنتائج الوخيمة التي تحصد في نهاية المطاف؟

هذا ما كشفته صحيفة أمريكية American Politico )  ) ، استطاعت ان تدخل إلى البنود السرية المرافقة للأتفاق النووي الأيراني .. حيث ذكرت أن أحد البنود السرية للأتفاق النووي يؤكد ( صفقة ) تتضمن إطلاق سراح ( 21 ) شخصًا أمريكيًا، أصول بعضهم ( إيرانية ) تعاونوا مع المخابرات الايرانية ، وقاموا بأعمال تهدد الأمن القومي الأمريكي حسب وزارة العدل الأمريكية، وقامت إدارة ( أوباما ) بإسقاط التهم عنهم على وفق صلاحيات الرئيس التي استخدمها بصورة غير مشروعة خلافا لأحكام وقرارات إدانة وزارة العدل الأمريكية .. لأنه من غير المنطق أن ترجح صلاحيات الرئيس على تشريعات ومتطلبات حماية الأمن القومي والقضاء الأمريكي بأي حال.

والصفقة هي أن تطلق إيران أربعة أمريكيين من أصول إيرانية، مقابل ستة مواطنين امريكيين من أصول ايرانية وإيراني واحد .. فيما تجاهل ( أوباما ) المطلوبون لوزارة العدل الأمريكية، تحت ذريعة ( المصالح السياسية الخارجية ) .. بينما هؤلاء قد انتهكوا الحظر الايراني وقوانين ادارة التصدير- حسب بيان وزارة العدل الامريكية :

- تهمة ثلاثة منهم كانت في عام 2015 ( تأمين الألكترونيات الامريكية الدقيقة لأيران وسلع اخرى مستخدمة غالبا في انظمة عسكرية متعددة، بما فيها صواريخ أرض- جو وصواريخ كروز ) ، وكان رأي الـ ( FBI ) ، إن إرسال هذه التكنولوجيا العسكرية إلى إيران ( يدعم مشاريعها العسكرية، ويشكل تهديدا واضحا للأمن القومي الأمريكي ) .. ومثل هذه التهمة حكمها لا يقل عن ( 20 ) عاما .. وقد شملتهم ( بركة ) أوباما السرية مع النظام الايراني، حيث تجاوز ( أوباما ) قرارات محكمة العدل الامريكية والقضاء الامريكي وعرض الأمن القومي الى الخطر .. ويعد هذا الأجراء مخالفة أمنية قصوى يحاسب عليها الدستور .. فهل ستقاضي محكمة العدل الأمريكية الرئيس ( أوباما ) على هذا التجاوز؟!

- ورابع هؤلاء ، وهو إيراني أتهم رسميًا بتدبير مؤامرة في عام 2012 وذلك ( لسرقته معلومات حساسة بملايين الدولارات من شركة معنية بالشؤون الدفاعية لصالح ايران ) ، ومن بين هذه المعلومات المسروقة ما يساعد في التحاليل ( الدينامو- هوائية ) والمسائل التصميمية .. وكان هذا الأيراني يعمل ضمن طاقم تجسسي ايراني في مجال القرصنة الخاصة، إذ قامت تركيا بتسليمه الى واشنطن شريطة تسليم ( فتح الله غولن ) .

- وخامس هؤلاء الجواسيس الايرانيين الذين اطلق ( أوباما ) سراحهم خارج القانون الامريكي أو الألتفاف عليه في اطار البنود السرية للأتفاق النووي الأيراني، كانت تهمته أمام القضاء الأمريكي عام 2013 ( تأمين تكنولوجيا الاقمار الاصطناعية لايران على مدى عدة سنوات في مقابل حصوله على ( 10 ) ملايين دولار كجزء من مساعدة سرية لأيران من اجل اطلاق قمرها الأصطناعي الأول .. وهذا الشخص متعاقد مع وكالة ( ناسا ) ، وحكم عليه لمدة ( 8 ) سنوات .. وكان رأي الأمن الصناعي الأمريكي ( أن واشنطن أظهرت بقوة وبدون كلل بملاحقة ومحاكمة أي شخص يخرق إراديًا قوانين مصممة للحفاظ وحماية مواردنا وتكنولوجيتنا الأكثر حساسية لضمان سلامة مقاتلي أمريكا وجميع الأمريكيين ) .. والصفقة التي مررها ( أوباما ) ، وهو المحامي الذي يعرف زوايا المخاتلة في هذا المضمار، قد عرض الأمن والجيش والمجتمع الأمريكي والمنطقة العربية والعالم إلى الخطر.!!

- وآخر متجنس أمريكي- إيراني الأصل ترأس شبكة إيرانية تمكنت من الحصول على تكنولوجيا امريكية يمكن استخدامها في المجالات العسكرية داخل إيران .. وكان رأي مسؤول في الأمن القومي الأمريكي في وزارة العدل ( ان هذه الانتهاكات تضر باهداف الامن القومي الامريكي ) ، والرئيس ( أوباما ) ساعد هذا الجاسوس الايراني على انتهاكات الأمن القومي الأمريكي .

- وآخر ايراني متجنس امريكي قام بشحن قطع صناعية الى ايران بطريقة غير قانونية وذلك عبر شبكة مخابرات إيرانية خاصة .

- أربعة عشر مدانًا من قبل وزارة العدل الامريكية، الذين افرج الاتفاق السري عن بعضهم والبعض الآخر افرجت عنهم إيران كجزء من الصفقة .. سبعة اشخاص منهم فقط التزمت وزارة العدل بتأكيد منحهم ( العفو ) من قبل ( أوباما ) .

- وآخر، رجل أعمال إيراني متهم بتأمين معدات مرتبطة بالطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم لصالح ايران منذ عام 2005 وحتى عام 2012 .. حيث أكد مسؤول في الـ ( FBI ) ، ( أن مكتبه سيفعل أي شيء لمنع سقوط تكنولوجيا الأسلحة الأمريكية ومواد مقيدة أخرى في الأيدي الخاطئة ) .. حيث حكم على هذا الأيراني بتسع سنوات عام 2015.

- وآخر إيراني ألقي القبض عليه في ماليزيا عام 2012 ، وكانت مهمته تهريب الهوائيات العسكرية الامريكية والعديد من المكونات العسكرية إلى ( هونك كونك ) وسنغافورة، وهو عميل في شبكة مشتريات إيرانية غير مشروعة .. كما يساعد ايران في صنع عبوات ناسفة في العراق.

- وآخر يرتبط مباشرة بالمرشد الأعلى ( علي جامنئي ) ، وكان يزود ايران بالاسلحة منذ عام 1995 .. وقام بنقل راديوهات عسكرية واجهزة فك التشفير إلى ايران .. وكان يشكل تهديدًا جديًا للأمن القومي الأمريكي، وهو مسؤول في وزارة الدفاع الأيرانية .

- آخرون إيرانيون عملوا على توفير موارد لفيلق القدس الأرهابي عن طريق مكاتب الخطوط الجوية الأيرانية .. حيث كانت تؤمن موارد ( لحزب الله ) في الجنوب اللبناني .. فضلاً عن إرسال سفن شحن غير مشروعة إلى سوريا لدعم نظام الأسد .

الخلاصة : هذه المعلومات التي كشفت عنها الصحيفة الأمريكية، لا تعنينا بشيء بقدر تأثيرها على أوضاعنا في المنطقة من خلال النهج المتواطئ الذي سلكه ( أوباما ) مع أيران بالضد من أمن المنطق واستقرارها، وهو الأمر الذي أدى إلى الكوارث التي حلت بالمنطقة وما تزال تصر على استمرارها إيران و روسيا وتتلاعب بمقدراتها أمريكا .. وهي معلومات تشير إلى الآتي :

1- إن الرئيس ( أوباما ) قد أساء استخدام صلاحياته الرئاسية بالتستر على عناصر ( أمريكية- إيرانية ) عرضت الأمن القومي الأمريكي إلى الخطر.

2- أستغل ( أوباما ) مباحثات الملف النووي الايراني المكوكية ( كيري- ظريف ) لتمرير الصفقة المريبة التي لدى وزارة العدل الأمريكية رأي فيها ـ فضلاً عن أحكام قضائية وتحفظات .

3- تغول السلطة التنفيذية لرئيس البيت الأبيض ( أوباما ) على حساب السلطة القضائية الأمريكية التي لها تاريخ عريق في ضبط عناصر العدالة منذ ثلاثة قرون.

4- إن للمخابرات الأيرانية نسيجها الخاص المتحكم داخل أمريكا يعتمد على الأيرانيين المتجنسين بالجنسية الأمريكية تحركهم نوازع طائفية ومادية .. حيث التأثير المخابراتي الأيراني على هذه العناصر التي تتبوأ مراكز مهمة، ويتم تجنيدهم لمآربها ومصالحها غير المشروعة، دون أي إعتبار للقواعد التي تحكم عادة العلاقات بين الدول .. ومثل هذا الأسلوب الذي تتبعه المخابرات الأيرانية ليس في أمريكا فحسب، إنما في جميع أنحاء العالم ( المتجنسون الأيرانيون في خدمة طهران على قاعدة الولاء لولي الفقيه ) .!!

5- تكشف شبكة التجسس الأيرانية عن إرتباطات في غاية الخطورة، ليس فقط على مستوى بناء القوة العسكرية الأيرانية، وعلى مستوى الملف النووي وبناء القوة الصاروخية البالستية للحرس الايراني، إنما على مستوى تمويل الأرهاب وخاصة إرهاب ( حزب الله ) في الجنوب اللبناني، الذي يعد الذراع الأيرانية الطويلة التي تمتد إلى أمريكا اللآتينية، وكذلك في مجال إدارة العمليات الأرهابية في اليمن وسوريا والعراق وأفريقيا حتى في قلب العواصم الغربية.!!

6- كل هذه الخروقات التجسسية الأيرانية قد تغاضى عنها ( أوباما ) من أجل أن ينجز الأتفاق النووي مع إيران .. وهو في الحقيقة إنجاز يمنح إيران الوقت للبناء وإكتساب الخبرة والمعرفة ويرفع عنها العقوبات ويطلق سراح المدانين ويجعل الأموال تتدفق على إيران، ليس من أجل بناء الداخل الأيراني- كما يزعمون- إنما من أجل مواصلة البناء العسكري واستمرار التمدد وإشاعة الأرهاب الطائفي المسلح على نطاق المنطقة والعالم .

7- ويبدو، أن اللوبي الأيراني قد امتدت أصابعه حتى إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية، بحيث أن مستشارة أمريكية من أصل إيراني كان لها تأثير كبير في تيسير مفاوضات ( كيري- ظريف ) ، وبحكم العلاقات العائلية التي تربط أبن كيري بأبنة ظريف .. !!

8- والشيء الغريب أن أجهزة الأستخبارات الأمريكي - على ما يبدو- رغم انها على اطلاع حتمًا على مجريات الاحداث والمحادثات، إلا أنها كانت ربما ساكتة أو انها لم تعر أهتمامًا لدواعي الأمن وحماية المجتمع الأمريكي من صلاحيات الرئيس، التي جعلها تبدو مطلقة وعلى حساب وزارة العدل الامريكية وقرارات ادانتها بحق الجواسيس الأمريكيين من اصول إيرانية .

فهل يلتفت القضاء الامريكي إلى استجواب ( أوباما ) لخرقه قواعد الحصانة وتعريضه الأمن القومي لبلاده إلى الخطر؟ .. وليس ذلك مهمًا أبدًا .. إنما المهم من كل هذا هو ما تعرضت له دول المنطقة وفي مقدمتها العراق وشعبها العربي من تدمير وتهجير قسري وتغيير ديمغرافي وقلب الموازين وسحق القيم، وتشجيع إيران على الأستهتار والعربدة الأقليمية وتعريض أمن واستقرار المنطقة إلى الخطر.!!





الجمعة ٢ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة