شبكة ذي قار
عـاجـل










كيف نفهم قانون العلاقة بين المسؤولية والانتماء الى حزب البعث العربي الاشتراكي.؟ وماهي المعادلة المتبادلة بينهما .؟ اولا يجب ان نعترف ان المسؤولية والانتماء يتلاحمان في فعل اجتماعي سياسي واحد. وتمنحان بعضهما بعضا قيم الحركة والصيرورة بمعنى ان لكل انسان مسؤولية .. وهذه – المسؤولية - يجب ان يتحملها بشجاعة وصدق وبشعور عميق .. وبما أن المنطق يؤكد بان الفرد يرفض ان يعيش منعزلا وعليه فان الواجب الاجتماعي يحتم عليه ان يتطابق مع مصالح الجماعة وهنا تبرز اهمية وتلاحم ظاهرة الانتماء والمسؤولية في الفعل والبناء الانساني .. وبما ان المسؤولية هي بالاساس موقف اجتماعي اخلاقي سياسي يعكس اتجاهات الانسان في الحياة والمجتمع . هذا تجعله يخضع للمصلحة الاجتماعية بعد ان يتلمس العلاقة المصيرية بينه كانسان ومجتمعه الذي يعيش به . وكلما ادرك ان العلاقة مصير واحد بين الفرد ومجتمعه . فان عزم النضال مع المجتمع يتوطد من اجل التغيير والثورة نحو الافضل . وهذا يعني ان الظروف القاسية التي تحيط بالمجتمع والتحديات التي تواجهها الامة . والمعركة مع القوى المضادة لا مفر من خوضها . تحتم على كل انسان عربي ان يتحلى باكبر قدر من الشعور بالمسؤولية . وهكذا تؤكد لنا ادبيات حزب البعث العربي الاشتراكي مسؤولية الفرد التاريخية عن مصير مجتمعه وامته , مثلما توضح مسؤولية المجتمع والامة على الفرد . فالفرد المسؤول . والمسؤولية الفردية هما حالتان مجتمعتان في – المناضل البعثي – وقد ارست دعامتها المسيرة النضالية للحزب ونضاله المستمر والشاق من اجل تحقيق اهداف الامة . هنا تبرز مسؤولية الفرد ومن النادر أن يخلو الفرد من المسؤولية الا اذا عزل نفسه . اذن الحياة مسؤولية .. ومن دون المسؤولية لن تستمر الحياة . وبالتالي لا يصل المجتمع الى اهدافه او مبتغاه .. اذن - مسؤولية الفرد – اتجاه المجتمع وكذلك - مسؤولية المجتمع - اتجاه الفرد . تجعل من الحياة اكثر الالتزما وكفاحا ونضالا حيث تمنح الانسان قيم الوجود الحي في المجتمع . وهكذا استمرت دورات الحياة وتقارب الازمنه وتحقق الانجاز الحضاري . تؤكد ادبيات حزب البعث العربي الاشتراكي من اجل معركة الامة ونهوضها وانطلاقها وتحررها نحتاج الى ان ينمو الشعور بالمسؤولية . وهذا – الاحتياج – بمعنى تجديد لرسم صورة الفرد المناضل في اطار الكفاح من اجل الحزب وبالتالي من اجل الامه . وهنا تتضح مسؤولية الفرد الملتزم , ومشاعره الاخلاقية والسياسية ووجدانه الجمعي ويقظة الضمير الذي يميز كل تصرف عنده او سلوك .. اذن – الشعور بالمسؤولية – هو المعيار الاخلاقي الاهم في السلوك الانساني . من هنا تصبح قضية خلاص الامه والانتصار في معركتها . ومستقبل اجيالها هي الدافع المستمر لنضال المناضل البعثي المسؤول الملتزم . وللوصول الى ذلك نحتاج

اولا:- مزيد من الوعي والمعرفة
ثانيا:- مزيد من القدرة على تنظيم انفسنا وتنظيم جماهيرنا
ثالثا:- المزيد من الالتزام الاخلاقي بالمصير العام والمشترك مع الجماهير .
رابعا :- المزيد من التدريب على التصرفات الاخلاقية الثابته اي السلوك الاخلاقي الواعي ,الناضج المستمر غير المعرض للظروف.

ومن هنا فان المطلوب هو ان يحس الفرد بمستقبل وطنه وشعبه و وان مستقبله مرتبط بمستقبل امته . ومن هنا تاتي اهمية الانتماء بالمدلول السياسي للكلمة الذي هو ارتباط بفكرة وانتساب الى تنظيمها وعمل طوعي بارادة متفانية في مصلحة اهدافها . وهذا ما اكدته المنطلقات النظرية للحزب حيث تنص على ان النضال الثوري وممارسة المسؤولية السياسية ,ليسا مجرد نوايا مخلصة تجاه الجماهير . كما انها ليسا مجرد قيم اخلاقية فردية تتوافر في المناضلين الحزبيين . ان مثل هذه المرايا رغم ضرورة توافرها في المناضل الحزبي – الا انها وحدها – لا تؤهله لممارسة واعية ديمقراطية داخل الحزب . كما انها ليست كافية لممارسة نضال ثوري ايجابي هدفه تحويل المجتمع .. )) فالمنتمون بارادة ثورية هم الطليعة النضالية التي يعتمد عليها الحزب . والانتماء السياسي هنا ينقسم في تقديري الى جانبين مهمين :-

1-النظري – اي الانتماء الى الفكرة , العقيدة . الايديولوجية ,
2- النضالي – اي الاستعداد للنضال والكفاح والجهاد وتحمل المسؤوليات الكبيرة لتحقيق المبادئ والاهداف .

هنا نعود الى السؤال ماهي اخلاقية المنتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي .. خاصة اذا ما ايقنا ان (( الانتماء مسؤولية )). وان حمل افكار هذا الحزب ومبادئه وايديولوجيته والنضال الدؤوب من اجل تحقيق اهداف الحزب . فكيف تكون الاخلاق هنا .:-

1-يجب على المناضل البعثي المنتمي ان يتحول الى انسان مبدئي مسؤول عن ذاته وعن مجتمعه .

2- ان الوعي الفردي عند المناضل البعثي يجب ان يشمل في ذاته محتوى اجتماعيا بمعنى ان العالم الخارجي للفرد ليس وجوده الشحصي فحسب بل هو في مجتمع يحمل همومه والمه وامراضه .

3- استعداد المناضل البعثي بكامل طاقته لحمل المسؤولية والارتقاء بالاداء النضالي له ولمنظمته ومجتمعه . اي انه يصبح اكثر استعداد للنضال والتضحية .

4- اخلاقية المناضل البعثي يجب ان تتصف بالجماعية التي هي المضمون الثوري للايديولوجية وهذا الاساس يجب ان يكون في علاقة المناضل البعثي في العمل والنضال والتضحية ونكران الذان والصدق الثوري والجراة النضالية والنقد والنقد الذاتي والارتباط الثوري والحقيقية واخلاقيتها ومحبة الجماهير واعتبارها مصدر الثورة والتغيير والمنبع الدائم لكل ابداع وعمل متميز .

ومن هنا نرى أن الانتماء مسؤولية نضالية يحملها المناضل البعثي المنتمي . والانتماء الارادي الثوري هو بداية التحول (( الذاتي )) لدى البعثي ليصبح مناضلا في صفوف حزب عظيم هو حزب البعث العربي الاشتراكي حاملا للمسؤولية أمينا عليها . حتى تتحقق اهداف حزبنا .. ان التجسيد العملي لافكار حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي حول القيادة والمسؤولية هو ثروة بحد ذاتها يصنعها الرفاق المناضلون في انفسهم اولا . وفي المجتمع ثانيا . ون الواجب ان يؤسس المناضلون البعثيون المنتمون . الصادقون . الامناء .. نقول ان يؤسسوا - علم السلوك النضالي والاخلاقي - لديهم في ذلك التجرية الغنية عبر المسيرة النضالية وايضا لديم مناضلون قدوة يؤكدون جوهر الانتماء الثوري للبعث وقيادته العظيمة . مثلما يؤكدون انهم حماة المسؤولية الوطنية والقومي ة . الامناء على قضايا الجماهير . وانهم صناع تاريخ بوعي وشجاعة ومبادئ.





الجمعة ٢ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة