شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يعد يخفى على عاقل عربي حر وشريف؛ إلا من باع نفسه وأعدم ضميره وخان عروبته وخذل أمته؛ أن إيران أضحت عدو العرب الأول في هذا الزمن. كما بدأت معالم المؤامرة الفارسية الصفوية والأجندا التوسعية الإيرانية على حساب العرب تتضح يوما عن يوم وتتكشف بالأدلة والبراهين والمؤيدات الثابتة.

وفي الحقيقة إن العداء الإيراني الفارسي للعرب لم ينقطع يوما ولم ينفك يشكل الثابت الأساس في العقيدة السياسية الفارسية الصفوية منذ كورش لعصر الناس هذا؛ وتغص أخبار التاريخ بدعائم هذه الحقيقة والشواهد عليها ويبقى أعلاها وأوضحها على الإطلاق التحالف الاستراتيجي الوثيق الأبدي بين الفرس واليهود ناهيك عن وقوف الفرس دوما مع جهات التآمر على العرب يهودا كانوا أم تتارا أم أوروبيين أم أمريكانا حيث خذلوا جيرانهم دوما وسهلوا للغزاة والطامعين بثرواتهم وناهبيها ووفروا لهم أرضية النجاح وممهدات تحقيق غاياتهم.

إلا أنه في المقابل؛ لم يتبلور لليوم إدراك أو إجماع أو وعي عربي بهذه الحقيقة وبخطر الفرس على العرب ولا حقدهم على العروبة لأسباب متنوعة لعل أهمها غياب الفهم العربي والقراءة العربية السليمة للتاريخ من جهة وتميز الفعل السياسي عندهم بالسذاجة حينا والتراخي والتخاذل أحيانا من جهة أخرى.
ورغم تعالي بعض الأصوات العربية الثورية المدافعة على العروبة والعرب - على ندرتها - والمجاهرة بفضح حقيقة العقيدة الإيرانية التوسعية العنصرية؛ ورغم استنادها في ذلك على القراءة العلمية الشاملة؛ فإنها ظلت عاجزة عن تحقيق غاياتها وتواصل الفعل العربي متخلفا عن المطلوب منه بأشواط وأشواط.

حتى أن جرائم إيران بحق العرب واعتداءاتها الإرهابية الغادرة عليهم من احتلال الأحواز العربية للعدوان الغادر على العراق مرورا باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث ظلت قاصرة عن اشتشعار العرب لما تنبني عليه سياسة إيران تجاههم من عدوانية وحقد دفين وثارات؛ وتواصل نفس الأمر بعد تسارع وتيرة الإجرام والشر الفارسي في العراق بعد غزوه ومن ثم نيابة الاحتلال الأمريكي وتحول نظام الملالي لقوة احتلال حقيقي فيه وما تلاه من احتلال وتخريب لسورية واليمن فضلا عن مساعيها لضرب استقرار الخليج إضافة لدور الفرس في لبنان وسيطرتهم عليه دون إغفال أو تجاهل زجها بميليشياتها الطائفية الإرهابية وأذرعها المسمومة الأخرى في عمق الوطن العربي وما تنفذه تلك الميليشيات مدعومة بطلائع الحرس الثوري الإرهابي من تقتيل على الهوية وتدمير ممنهج للمنجزات العربية كافة وتشريد وتهجير العرب من مواطنهم واستبدالهم بأقوام أخرى في تنفيذ للتغيير الديموغرافي في الوطن العربي لسلخ هويته الأصلية والأصيلة؛ مستخدمة في كل هذا خطابا ( ومنهجا ) طائفيا تحريضيا متخلفا للتغطية عن حقيقة مراميها وذر الرماد عن العيون.

لم يستوعب العرب أن الشر الفارسي الصفوي يستهدفم جميعا كوحدة بشرية وترابية؛ كما لم يفقهوا بعد أن المشروع الفارسي قومي حاقد عنصري بامتياز وإن مظاهره الطائفية ليست سوى مناورة خبيثة تمويهية خالصة؛ كما لم يرتقوا لتحسس أن الدور قادم إليهم قطرا قطرا ونظاما فنظاما؛ حيث سيأتي بعد العراق وسورية واليمن ولبنان نصيب الخليج وأقطاره ثم الأردن ففلسطين فالسودان فمصر فالمغرب العربي كله.

إن اكتشاف كميات هائلة من الأسلحة إيرانية الصنع بحوزة الجماعات الإرهابية في مصر وتحديدا في البحيرة والإسكندرية هذه الأيام بعد الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي ضربت بلاد الكنانة؛ لا يمكن إلا أن يكون دليلا آخر على تورط إيران الكبير في دوامة الإرهاب العاصف بمصر في سياق المؤامرة الكونية عليها وإسهام الفرس المتقدم في تعميم الفوضى فيها لما تتوفر عليه مصر من تنوع ديني يسمح لإيران بتنفيذ لعبتها المفضلة ولعب دورها القذر في إذكاء الصراعات الدينية وتأجيجها.

وفي الحقيقة فإن البصمة الفارسية فيما يشق مصر من أحداث واعتداءات إرهابية غادرة وجبانة؛ بصمة واضحة وجلية للعيان. وإن استهداف الفرس لأرض الكنانة ليس وليد اليوم؛ بل إنه قديم وموثق فلقد سبق للأمن المصري أن فكك خلايا حزب الله الذراع الإيراني في لبنان وأجهض مؤامرته فيها بدفع وتحريض ودعم وإشراف فارسي خالص؛ ناهيك عن تورط الحرس الثوري الإيراني الإرهابي في أحداث اقتحام السجون في ثورة يناير وتهريب السجناء المتورطين ضمن خلية حزب الله وتسفير العقل المدبر فيها للبنان لتختفي أخباره بعدها نهائيا.

هذا ولا تتوقف جرائم إيران في مصر عند هذا الحد؛ إذ سبق للأجهزة الأمنية المصرية أن ضبطت سفنا إيرانية محملة بالأسلحة على تخوم مصر في البحر الأحمر والبحر المتوسط؛ فضلا عن عدم تسامح إيران وعقابها لمصر على خلفية مشاركتها في التحالف العربي والإسلامي في اليمن الذي عدته إيران استهدافا مباشرا لها وذلك لتورطها هناك ولعلاقتها بميليشيا الحوثي الإرهابية؛ كما لا يمكن تجاهل دور احتضان مصر لبعض نشاطات النخب الأحوازية على أرضها في تصعيد العداء الإيراني لها.

هذا وزيادة على ما تقدم؛ فلا يجب التغافل عن وقائع الأرض في مصر والأطراف الإرهابية فيها العاملة على تقويض أمنها؛ ليتأكد من في قلبه ذرة شك من حقيقة الوجه القبيح لمنظومة الشر والتآمر والحقد والإرهاب في إيران وما تضمره لمصر من ضغائن.

فليس من مجال لإنكار أن داعش وجماعة الإخوان المسلمين هما الجهتان اللتان تنفذان خطط الأعداء ومنهم إيران في مصر؛ وبالقدر نفسه لا يمكن نفي العلاقات الوثيقة بينهما وبين إيران.

فداعش وكما بات معروفا ومفهوما هي صنيعة مخابراتية أمريكية صهيونية إيرانية فارسية وتفصح هذه الحقيقة عن نفسها من خلال غايات إنشائها وطبيعة نشاطاتها ومجالاتها.

أما عن الإخوان المسلمين وخاصة في مصر؛ ونظرا لواقع الحال وبعد تصادمهم مع الدولة المصرية شعبا وجيشا ونظاما وعملهم بناء على ذلك على الثأر منها وإسقاطها من ناحية؛ واستنادا للتحالف التاريخي العضوي بينهم وبين إيران وخصوصا منذ تركيز منظومة ولاية الفقيه الخمينية فيها ومباركتهم لما سمي بالثورة الإسلامية ومناصرتها ودعمها الذي كشف عن أعلى مراتبه من خلال وقوفهم مع العدوان الإيراني الخميني الإرهابي على العراق وما ترتب عليه من شق وحدة الصف العربي في مواجهة ذلك العدوان؛ وكذلك من خلال حادثة اغتيال السادات بصرف النظر عن ملابساتها وما انجر عنها من قطع للعلاقات الديبلوماسية بين البلدين بعد إطلاق اسم خالد اسلامبولي على أكبر شوارع طهران من جهة ثانية؛ فإن التقاء حقد الإخوان على تخريب مصر وتقسيمها وهو ما انخرطوا فيه منذ أحداث ما سمي بالربيع العربي وما قبله ( غزو العراق ورهاناته ) مع أهداف إيران في تدمير العرب وتشظيتهم وإلحاقهم قسرا بالامبراطورية الفارسية كما تحدث به كبار قادة الفرس الدينيين والعسكرييين والسياسيين؛ أمر طبيعي ولا بد لتحقيقه من دعم متبادل وشامل.

إن مخطط الفرس التوسعي الاستيطاني الشعوبي العنصري على حساب العرب لا يختلف في شيئ من حيث خطورته ومراميه وشموليته عن مخططات الامبريالية والاستعمار والصهيونية بل إنه يتماهى معها ويتفوق عليها لما يتحوز عليه من مرونة وقدرة عالية على الاختراق اتكاء على ادعاء إيران انتماءها للإسلام وهو منها براء.

وما تغلغل الفرس في مصر وإغراقها بالسلاح وبث الفوضى والإرهاب فيها إلا عمل على إنجاح تلك المؤامرات الشيطانية عليها؛ وما استهدافهم لمصر إلا لإدراكهم لثقلها الاستراتيجي ووزنها الديموغرافي والديني ( جامع الأزهر ) والتاريخي والفكري والحضاري ودورها السياسي والعسكري الحساس ولمنزلتها القومية العربية خصوصا بعد تدمير العراق وتخريبه وتكرار ما تعرض سورية.

إنه رهان الفرس الخبيث القائم على متلازمة تدمير مصر وإنهاك جيشها البطل وتقسيمها بوابة ابتلاع العرب وتذبيح العروبة وإحكام السيطر على بقية الأقطار العربية الأخرى.





الثلاثاء ٢٨ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة