شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

- تحولات تدريجية في الأستراتيجية الأمريكية الراهنة .. من الشرق الأوسط إلى العمق الآسيوي .. مع تغيرات نوعية في أسلحة التهديد بإستخدام القوة :

- إعادة ترتيب وضبط الحركة السياسية الأمريكية تجاه أوربا، الأتحاد الأوربي، تفعيل ( الشراكة الأستراتيجية ) وتفعيل ( الناتو ) :

- من أين تبدأ الحركة الأمريكية حيال ملفات المنطقة الساخنة ( سوريا والعراق ) ، مباشرة أم من الخلف في ضوء واقع التهديد؟ :

1- تحولات تدريجية في أولويات الفعل الأستراتيجي :

ليس في هذا المعنى، الدخول في التفاصيل، إنما رصد نقلات الفعل العسكري بصورة مكثفة لكي نقف على معنى الحركة السياسية ومقارباتها ، في ضوء أن الفعل العسكري هو إمتداد للسياسة ولكن بوسائل مختلفة :

- فعل صواريخ التوماهوك الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية تحديدا .. الذي يحمل رسائل متعددة إلى أطراف دولية وإقليمية، ومن هذه الأطراف ( إيران و روسيا وكوريا الشمالية ) .. وتوابع هذه الدول هم في حقيقة الأمر مجرد ( بيادق ) ترتبط بصورة عضوية بها .. ولا حاجة إلى الأقحام في التابع والأبتعاد عن المتبوع، وحسب مبدأ الأولويات في السياسة .. نظام الأسد تابع لأيران ، وحزب الله في الجنوب اللبناني تابع لأيران ، وأحزاب السلطة في بغداد تابعة لأيران ، والحوثيون تابعون لإيران .. إذن ، أن إيران لن تسلم من التدرج في الفعل العسكري ما لم تتدارك الأمر وتنسحب ، نفوذًا ومليشيات من سوريا والعراق وترتب حالها قبل فوات الأوان .

- وكما أن فعل الضربة العسكرية لقاعدة ( الشعيرات ) في سوريا كان لها تأثيرها السياسي في المنطقة , فأن القنبلة ( MOAB- GBU- 43/B ) التقليدية التي ألقيت على ( القاعدة ) في أفغانستان، واخرى أكثر تطورًا ( GBU 57 ) ، لهما تأثير مباشر على أركان التوازن الأستراتيجي، الذي ما انفكت كوريا الشمالية تهدده بتجاربها الصاروخية البلستية وإستعراضاتها العسكرية الأستفزازية لنظم الأمن القومي لدول العمق الآسيوي، وفي مقدمة هذه الدول اليابان وكوريا الجنوبية ودول آسيوية أخرى تتحرك في مناخ التأثيرات الأقليمية الذي يخيم عليه التهديد بأستخدام القوة غير التقليدية .. وهو الأمر الذي وضع الصين أمام معادلة سياسية يصعب تجاهلها، وهي ضرورة الأستقرار الأقليمي وأهمية الحوار والجلوس إلى طاولة مفاوضات إقليمية من أجل إرساء دعائم الأمن وتجنيب المنطقة مخاطر سياسة الهاوية، التي تمارسها الدولة الكورية الشمالية .. وللصين إمكانية كبيرة في مفتاح المعادلة الأستراتيجية .. ومن الغباء إستراتيجيًا إهمال ثقل الصين وإطلاق هوس معاداتها بسياسة الأستدارة، التي ربما لا تعنيها بقدر إقترابها من المعضلة الكورية الشمالية.

- الأقتراب من الصين في شراكة قد تكون ذات طابع إستراتيجي قد يحقق تحييدها على أقل تقدير، في موضوعة إستخدام حق الفيتو ( التوأم ) مع الفيتو الروسي، كما قد يضع مثل هذا التعامل فاصلة من شأنها أن تشكل ضغطًا لعمل ممائل مشترك وتسوية حسابات على الساحة السورية دون أن تتضرر مصالح موسكو التي تختلف جذريًا عن المصالح الأيرانية ذات الطابع التوسعي المخل بأمن المنطقة وإستقرارها .!!

- وبأمكان روسيا أن تحافظ على مصالحها، بغض النظر عن النظام السياسي الذي يحكم سوريا بعد التسوية السياسية، دون الحاجة إلى إستراتيجية ( سماوية أرضية ) تشارك هي فيها ويشارك فيها الأيرانيون بهدف التوسع غير الشرعي .. هذه الأستراتيجية ستغرق موسكو وتنهكها ماليًا وعسكريًا، وإذا ما شعرت إيران بأنها ستغرق ستغدر بموسكو بدوافع الهروب إلى الخلف أو اللعب على إيقاع التوازن بين واشنطن وموسكو لأنقاذ الرأس الفارسي الطائفي الأرهابي من المقصلة .. ويبدو أن حسابات موسكو هي حسابات ( مخابرات ) محضة .. وهذه في الفهم السياسي حسابات قاصرة، لأنها تنظر إلى الأمور بعين واحدة هي الأمن، رغم أن موسكو تعلن أنها تريد أن تلعب دور الأتحاد السوفياتي الوريث .. ولا مانع لدى طهران، كما قلناها من قبل، أن تحرك إرهاب الدولة الصفوية نحو العمق الروسي إذا أقتضت مصالحها وحاولت أن تتقرب من الغرب إنقاذًا لنظامها الطائفي في طهران.

- كما أن نظام بغداد الذي جاءت به أمريكا قد ابتلعته طهران، ليس ذلك فحسب، إنما تجاوزت حدودها كوكيل لتتوغل في سوريا واليمن وتقلب المنطقة أمنيًا رأسًا على عقب .. والأمريكيون قد أعلنوا، أنهم وجدوا أنفسهم فقدوا كل شيء تقريبًا .. فقدو المال والدماء والمعدات والهيبة وباتوا في أسفل السافلين كأمبرياليين .. كل ذلك بسبب توافقهم الأستراتيجي الغبي والفاشل أصلا مع الأيرانيين .. وما جرى للأمريكيين سيجري في قابل الأيام لروسيا الأتحادية .. واليقين في هذا هو ما يجري الآن من إعادة للحسابات وتقييم الموقف الذي ادى إلى كوارث باتت تتناسل بسبب الأحتلال الأمريكي للعراق والأخلال بالتوازن الأستراتيجي الذي كان العراق بنظامه الوطني يمسك بمحور ميزان تعادل القوى في المنطقة .. والحالة الراهنة أن أمريكا ( أوباما ) ليست أمريكا ( ترامب ) .. ولست هنا أتحدث عن إستراتيجية أمريكا الأمبريالية بأبعادها الثلاثة، إنما أتحدث عن السياسة الأستراتيجية التي قلبت المعادلة كما نراها، وخريطتها واضحة للعيان تمامًا، التي تشير إلى بؤرة المسلخ البشري إيران .

- نقلت أمريكا طائرات حربية متعددة الوظائف ( F-35A ) إلى القاعدة البريطانية ( RAF- Lake heath ) مع طائرات أخرى مقاتلة ( F-35 F-22 F-16 F-10A ) ، وهو الأمر الذي يدعم ( الشراكة الأستراتيجية ) الأمريكية البريطانية .

- كما أختبرت أمريكا النموذج المعدل للقنبلة التدميرية ( B-61 ) .

- وتم الأعلان أن مطار ( الرياق ) العسكري اللبناني في منطقة البقاع سيتحول إلى قاعدة عسكرية أمريكية, فيما تتجه النية لتزويد الجيش اللبناني بأسلحة أمريكية.

- زادت أمريكا ميزانية الدفاع في موازنة عام 2018 .

- كوريا الشمالية تطلق صاروخًا بالستيًا فاشلاً .. بعد أن هددت بأن يكون الرد ( المماثل ) نوويًا .!!

- وصول حاملة الطائرات الأمريكية ( USS Carl Vinson ) وعليها ( 6000 ) جندي و ( 75 ) مقاتلة حديثة معززة بأكثر من ( 300 ) صاروخ توماهوك، تصاحبها غواصة هجومية ومدمرتين لأعتراض الصواريخ الكورية الشمالية المحتملة.

- بكين تنصح كوريا الشمالية بوجوب التفاهم مع الولايات المتحدة.

- بكين تمتنع عن التصويت في مجلس الأمن .. وتبتعد قليلاً عن الفيتو الروسي.

- بكين توقف إستيراداتها الضخمة من الفحم الحجري الكوري الشمالي والتي بلغت قيمتها عام 2016 اكثر من مليار وربع المليار دولار، كأسلوب ضاغط.

- فيما تتحرك روسيا عسكريًا في آلآسكا .

- كوريا الشمالية ترفض نصائح الصين حيال تجاربها الصاروخية البالستية.

- تشديد العزلة الدولية على روسيا بعد استخدامها ( الفيتو ) حيال إدانة جريمة العصر التي أرتكبها جزار دمشق بعد إستخدام أمريكا لصواريخ التوماهوك على مطار الشعيرات السوري.

- التفاف كبير حول أمريكا ( نادي السبعة الكبار - إجماع دول العالم على تأييد أمريكا في موقفها عدا ( روسيا وإيران ) .. وهو الأمر الذي سهل تشكيل ( شراكة إستراتيجية ) تدعم قرار التهديد بأستخدام القوة .

- إنهيار مفهوم الضربة ( الأستباقية ) أو الأجهاضية، التي كانت تشكل العمود الفقري للمبدئين الرئاسيين ( مبدأ كارتر ) و ( مبدأ ريغان ) اللذين جعلت منهما إدارة ( بوش الأبن ) إستراتيجية تجمع بين ( المصالح الحيوية الأمريكية ) و ( الأمن القومي الأمريكي ) لكي تعزز الضربة الأستباقية القائمة على قاعدة الشك ، فهي هجومية وليست دفاعية تتعارض مع الدستور الأمريكي.!!

- التنافس الأمبراطوري في توجهاته ( إمبراطورية قومية- قارية روسية ) و ( إصرار أمريكا على بقائها القوة الأمبراطورية الوحيدة القادرة على التحكم والهيمنة على مقدرات العالم من خلال السيطرة على خزين النفط والغاز في منطقة الشرق الاوسط والعمل على إفراغه تمامًا، بعد أن تمكنت من تهديم عمود الأمن القومي العربي وإسقاط نظامه الوطني في العراق ) .. هذا التنافس والصراع لا يحمل ملامح، وليس ( حربًا باردة ) بين قوتين أو معسكرين .. إنما هو صراع إختبار القوة وفرض الأرادات السياسية في ساحات إقليمية حتى لو أدى الأمر إلى تدميرها وتشريد شعبها وإعادة تشكيلها على وفق مشاريع الأعمار المعدة سلفًا .

 بيد أن فكرة ( القطبية الأحادية ) قد تراجعت منذ أوائل عام 2000 ، وتركت واقعًا رماديًا مرتبكًا يبقي الملفات الساخنة في حالة سكون، عدا المشكلة الأيرانية التي لن تحل إلا بتقطيع الأذرع وتقليم الأظافر وإرجاع ( قمقم ) الجعفري إلى مدينة ( قم ) .. فيما يتم تسوية القضية السورية بإخلاء سوريا من جميع القوى وعلى رأسها إيران ومليشياتها .. حيث الهامش الضيق جدًا للمناورات الروسية والأيرانية التي استهلكت الشعبين العربيين السوري والعراقي على وجه التحديد .. ولأن خيار استخدام القوة يظل قائمًا ما دام التفكير في مناورات أو تسويفات أو ترتيب أحداث ( تكرر ) مجازر أخرى قد تكون بعضها كيميائية .. فأن تصفية الحسابات ستكون عاجلة حيال طهران راعية الأرهاب في العالم.

- كما أن تراجع فكرة القطبية الأحادية قد وضعت الملفات الساخنة على حالها بأنتظار ( الوفاق ) بين موسكو وواشنطن، حيث إتساع هامش المناورات المحفوفة بمخاطر التهديد بضربات محدودة تكرس الحركة السياسية لتنفيذ نقلات قطع الشطرنج على مربعات التسوية.!!

- الأستراتيجية الأمريكية الراهنة، بعدها الأول يتركز حول كوريا الشمالية وعلى النحو الآتي :

1- فرض عقوبات إقتصادية دولية قاسية 2- فرض حظر نفطي قوي 3- حظر عالمي على الخطوط الجوية الكورية الشمالية 4- تشديد ومعاقبة البنوك الصينية التي تتعامل مع العاصمة الكورية الشمالية 6- نشر منظومة ( ثاد ) الدفاعية في كوريا الجنوبية .. إضافة إلى خيارات أخرى.

- إن تذبذب مؤشرات السياسة الخارجية الأمريكية الراهنة، قد دفع إلى تصعيد المواقف إتجاه الـ ( ناتو ) ومنطقة الشرق الأوسط والعمق الآسيوي .. إلا أن المؤسسات الرسمية الأمريكية قد تمكنت من ( فرملة ) التصعيد بطريقة تتماشى مع أهداف وآليات الأستراتيجية الأمريكية بأبعادها المعروفة .

- من أين تبدأ الحركة الأمريكية حيال ملفات المنطقة الأكثر سخونة ( سوريا والعراق ) ، مباشرة أم من الخلف في ضوء الواقع الذي يفرضه التهديد؟ :

- إستخدامات ( الفيتو ) ، قد تجاوز حدوده في مجلس الأمن :

- تغيير أنماط التحالفات في ضوء رؤية الصراع والتنافس .. وأشكال الضغط :

يتبع ..





الاثنين ٢٧ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة