شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

*السادة رؤساء وممثلي الأحزاب والمنظمات والروابط..*
*الضيوف الأعزاء..*
*الرفاق المناضلون..*



نحتفي اليوم بالذكرى السبعين لميلاد حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي تحت شعار "سبعون عاما من العطاء المتجدد يظل البعث رهان المستقبل" والتي تأتي متزامنة مع احياء ذكرى مناسبات عزيزة على كل الشرفاء في بلادنا، والتي شكلت علامات مضيئة في تاريخ نضالنا الوطني والقومي ( ذكرى انتفاضة مارس ابريل الشعبية المجيدة، ذكرى انطلاق المقاومة العراقية الباسلة، وذكرى حركة 28 رمضان).

*أيها الجمع الكريم:*
إن الاحتفاء بمضي سبعة عقود من عمر حزب الثورة العربية هو استذكار للمعاناة النضالية والآلام التي تخللتها، وهو تمجيد للمسيرة المشرقة التي صنعها مناضلون مؤمنون من أبناء هذه الأمة المجيدة.. تتابعوا قوافل وأفواج، يحملون راية النضال والتضحية والصبر. مثلما هو احتفاء بالقيم والمآثر العظيمة التي خلدوها والتي مثلت منارات تضيء لنا عثرات الطريق، ونحيي في مقدمتهم روح القائد المؤسس (أحمد ميشيل عفلق) وروح القائد شهيد الحج الأكبر الرفيق صدام حسين، والرفاق طه ياسين رمضان، طارق عزيز، الياس فرح، وصلاح البيطار، وروح القائد الشهيد محمد سليمان الخليفة وروح القائد الراحل بدر الدين مدثر، ونحيي روح الشهيد محمد الحسن أحمد فضل الله، كما نحيي أرواح شهداء حركة 28 رمضان الأبطال، ونحيي كافة شهداء نضالنا الوطني والقومي من أجل الوحدة والحرية والديمقراطية والتقدم والسلام.

إن الحقيقة الموضوعية التي طبعت مسيرة حزب البعث على مدى سبعين عاماً من عمره، كان جوهرها العطاء المتجدد والاستمرارية النضالية، والتي عبرت عن السمات التي ميزت فكر البعث ونضاله وجعلت منه حركة ثورية تتعلق بها الجماهير الكادحة وترى فيها ذاتها وطموحاتها ومستقبلها، لأنها كانت ولا زالت المؤهلة لحمل مبادئ الثورة العربية وأهدافها وتمثل روح المبدئية والصمود المتفائل التي لا تعرف المساومة ولا التراجع، لأنها انطلقت من الأصالة والارتباط الوثيق بالتراث والحوار الحر والعميق والحي مع العصر، والتي آمنت بالشعب وبالجماهير صانعة التاريخ والمستقبل. وظل فكر البعث ملهما على الدوام للوعي الوطني والقومي الثوري، لهذا كان حزب البعث حاضراً بكل مبررات نشأته ووجوده فاعلاً ومؤثراً في مسيرة النضال القومي ومعاركه وأحداثه، منسجماً مع ذاته ومع السمات التي جعلت منه حركة ثورية أصيلة تشق طريقها الصعب الملئ بالتحديات، عاقداً العزم على بناء مستقبل الأمة تحت رايات الوحدة والحرية والاشتراكية، لذلك يبقى البعث طريقاً صاعدة وطاقة حية متجددة تحمل آمال الأمة وتطلعاتها، قادراً على تجاوز النكسات وصنع الانتصارات.

سبعون عاماً مضت والبعث يؤكد خلالها حضوره الفكري والنضالي في مسيرة النضال الوطني والقومي ويزداد ارتباطاً بضمير الأمة وروح الشعب وتقوى ثقته بأصالة دوره وصدق تمثيله للمبادئ والأهداف التي نذر نفسه لها.

وتتجدد المناسبة في كل عام لكي يطرح البعث على نفسه من خلال معارك النضال الوطني والقومي مهام وواجبات إضافية كفيلة بإنضاجه والارتقاء بمستوى قدرته على مواجهة المستقبل وتحدياته بخبرات غنية وبثقة أكبر بالنفس والأمة.

إنه حزب البعث العربي الاشتراكي الذي نعتز بأن جذوره امتدت عميقاً في تربة بلادنا ووطننا العربي وأصبح عصياً على الاحتواء والاجتثاث، رغم ما تعرض له في مسيرته من التشويه والقمع والإرهاب والعدوان، فما زادته هذه التحديات إلا قوة وإصراراً على المضي قدما في سبيل بعث هذه الأمة وإعلاء رسالتها الخالدة، حتى أصبح مثالا للمصداقية والمبدئية في إخلاصه لقضايا نضال الشعب، وتكرس عنواناً للمرحلة النضالية للأمة في تاريخها المعاصر.

*الحضور الكريم:*
وإذ يحيي البعثيون الذكرى ال70 لميلاد حزبهم، يحنون هاماتهم تقديراً وإجلالاً للمقاومة الوطنية العراقية الباسلة وفي قلبها حزب البعث بقيادته المناضلة والمجاهدة، فهي الضوء الباهر في نفق الواقع المظلم وهي تحمل آمال العراقيين والعرب في معركة تحرير العراق والمحافظة على عروبته ووحدته، وثقتنا عالية في قدرة وقوة واقتدار المقاومة الوطنية العراقية على قبر مؤامرة تقسيم العراق وتفتيته واستعادة وحدة شعبه الوطنية، بدعم وإسناد عمقها الشعبي الواسع داخل العراق وعلى امتداد الوطن وبضمانة مشروعها الوطني الشامل لإنقاذ العراق، القائم على أساس إنهاء المحاصاصات الطائفية والعرقية البغيضة وتصفية الاحتلال الإمبريالي والفارسي المزدوج والمليشيات المرتبطة به، والتوافق على دستور وطني ديمقراطي يستند على قاعدة المواطنة والإقرار بالتنوع في اطار وحدة العراق واستقلاله والمحافظة على هويته الوطنية والقومية.

وانطلاقاً من حقيقة الترابط بين قضايا النضال الوطني بقطرنا وقضايا النضال القومي بالوطن العربي ووحدة المخططات الاستعمارية، والتدخلات الأجنبية المعادية التي تستهدف موارد الأمة وهويتها ووجودها ومصيرها، نطرح ضرورة بذل الجهد لتشكيل جبهة قومية شعبية تتصدى لمقاومة مخططات قوى التكالب الدولي والإمبريالي والصهيوني والفارسي، وقوى التبعية التي تستهدف تفتيت وتقسيم أقطار الوطن العربي وإعادة رسم خارطته بما يخدم مصالحها.

*أيها الجمع الكريم:*
يقترن احتفالنا بميلاد البعث ال70 باحتفاء أبناء وبنات شعبنا الأوفياء بحركة 28 رمضان (23 أبريل) المجيدة في 1990، وهي امتداد لدور أبطالها المشهود في تحقيق انحياز قوات الشعب المسلحة لانتفاضة مارس أبريل الشعبية المجيدة في 1985، تعبيراً عن رفضهم المبدئي للاستبداد والقهر، كما يعبرون بذلك عن تمسكهم بنهجها وروحها الاقتحامية والأهداف والمبادئ الوطنية الديمقراطية التي رفعت راياتها عالياً وقدمت في سبيلها كوكبة من الشهداء، من خيرة أبناء شعبنا في القوات المسلحة، ويعلنون عميق التزامهم وإخلاصهم لطريقها، طريق الشعب القائم على المثابرة النضالية والالتزام بالمصالح العليا للشعب والوطن، والاستعداد الدائم لأغلى التضحيات في سبيلها، رفضا قاطعا للمهادنة والمساومة والتفريط والحلول الجزئية، لذلك يمثل احتفائنا بمأثرة 28 رمضان بهذا الوقت رفضاً صريحاً وقوياً للبدائل الزائفة ومحاولات تسويق النظام وإعادة انتاجه.

وبهذه المناسبة نحيي تجمع أسر شهداء حركة 28 رمضان الباسلة ونقدر عالياً جهودهم النضالية المستمرة على إبقاء ذكرى الشهداء حية ومضيئة على الدوام رغم ما واجهوه من عسف السلطة وأجهزتها القمعية، ومن الحقوق الثابتة أن يحصل أهل الشهداء على جثامين ذويهم، وإن طال الزمن فلن تمر الجريمة دون عقاب.

ويجيء احتفالنا بذكرى انتفاضة مارس ابريل 1985 المجيدة وبلادنا لا زالت تمر بظروف بالغة الخطورة جراء تصاعد الأزمة الوطنية الشاملة، حيث يستمر نظام الفساد والاستبداد في نهجه في مواصلة الحروب المدمرة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وتأجيج النزاعات القبلية ومصادرة الحريات والديمقراطية، وانتهاك حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإهدار الكرامة، واحتكار ونهب موارد وثروات بلادنا، والتبعية والارتهان للأجنبي، والتفريط والمساومة على وحدة بلادنا شعبا وأرضا، مقابل البقاء والاستمرار في السلطة كما هو معروف وثابت وأكده ما رشح بسبب الصراع داخل الحركة الشعبية وافتضح على أعلى المستويات الدبلوماسية الدولية، فأصبح وجود هذا النظام واستمراره مهدداً حقيقياً لأمن واستقرار شعبنا وبلادنا ووحدتها واستقلالها وسيادتها، وقد وصل إلى طريق مسدود يعتمد في بقائه على إسناد القوى التي تلتقي معه بمصالحها وتوجهاتها السياسية والاقتصادية من قوى الرأسمالية الطفيلية والفساد والاستبداد، فضلاً عن اعتماده في بقائه على التوازنات العربية والإقليمية والدولية، وبشكل خاص على دعم الإمبريالية الأمريكية التي تسوق للحوار والمصالحة مع النظام بعد أن أصبح يمثل أداة لتنفيذ وخدمة مصالحها وسياساتها تجاه بلادنا، والتي تحولت لقاعدة لتنسيق أنشطة وأعمال التدخل الأمني والسياسي الأمريكي والأطلسي في الشؤون الداخلية والإقليمية.

إن طريق شعبنا للحفاظ على مصالحه الحيوية العليا وعلى الاستقلال والسيادة والوحدة الوطنية، إنما يمر عبر النضال المتصل ضد التدخل الامبريالي وتوجهاته ومرتكزاته وأغطيته المحلية والرهان المطلق على الشعب وطاقاته.

إن وقف الحرب ومعالجة كافة تداعياتها اصبح مطلباً وطنياً وأخلاقياً عاجلاً وملحاً أكثر من أي وقت مضى، وفي هذا الصدد نؤكد بأن السلام الحقيقي الذي ينشده شعبنا هو السلام الذي تصنعه الإرادة الوطنية المستقلة لأبناء وبنات السودان، وهو بالتأكيد ليس بديلاً أو خصماً على وحدة السودان أرضاً وشعبا، بل إن السلام يكتسب قيمته بالاقرار بالتنوع في إطار الوحدة، وبتعزيز قيم التآخي والتعايش والتفاعل الايجابي بين كافة مكونات شعبنا، بما يصون الوحدة الوطنية ويقطع الطريق أمام تسييس وتجييش القبائل والمليشيات، وينزع ذرائع ومبررات الاحتراب الأهلي، ويعزز جبهة الشعب في مقاومة مخاطر التدخل الأجنبي، ومناهضة مخططات التفتيت والتقسيم، ويحشد قواه لإسقاط نظام التدجيل والمتاجرة بالدين والمقدسات.

*وفي مواجهة ما يسمي بالحوار والتسوية، نجدد التأكيد بأن حزب البعث لا يخضع موقفه لحساب مناورات الحوار التي تراهن عليها قوى التسوية والقوى الانتهازية التي لا تتناقض توجهاتها ومصالحها مع النظام، بدفع من القوى الإقليمية والدولية على حساب شعب السودان ومصالحه وتطلعاته، وإنما يتخذ موقعه إلى جانب الأحزاب الوطنية والتقدمية في قوى الإجماع الوطني لتعزيز جهودها النضالية السلمية وتطويرها لاسقاط النظام وإقامة البديل الوطني الديمقراطي التقدمي المستقل.*

*وعلى طريق الانتفاضة فسوف يبذل حزب البعث الجهد مع حلفائه في قوى الإجماع وتيار الانتفاضة لتوسيع الخطى على طريق استنهاض الحركة النقابية والجماهيرية الديمقراطية، وضمان استقلالها ووحدتها الموحدة، باعتبارها صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري وإخراج البلاد من الأزمة الوطنية الشاملة.*

*وأننا ندعو إلى أن توجه كل الجهود نحو تصعيد الانتفاضة الشعبية، ببناء وتشكيل لجان الانتفاضة في الأحياء ومواقع العمل والدراسة وتوظيف خبرات شعبنا وتقاليده النضالية الراسخة والمجربة بكل ما يحتمله ذلك من تعبئة وتنظيم ونشاط نضالي يومي على أساس المطالب الحيوية للشعب في الصحة والتعليم وخدمات المياه النظيفة والكهرباء وصحة البيئة والأجور المكافئة لجهد العمل وتكاليف المعيشة وغيرها من المطالب الحياتية الضرورية.*

*ومن خلال ذلك نؤكد أن طلائع الحركة الجماهيرية الديمقراطية مطالبة بتطوير وتفعيل نضالاتها وتنسيقها من أجل الوصول إلى العصيان المدني والانتفاضة الشاملة، في اطار استنفار وطني شامل، وهذا الجهد هو الكفيل بإعادة المعركة إلى ميدانها الصحيح وإلى قواها الحقيقية، صاحبة المصلحة في الديمقراطية والتقدم والكرامة.*

*إن إعلاء شعار الانتفاضة هو الرافعة القادرة على استنهاض وتوحيد جبهة الشعب النضالية وحشدها ورصها في خندق إسقاط النظام، وقطع الطريق أمام مناورات قوى الحوار والتسوية المحلية والإقليمية والدولية، الهادفة لإطالة عمر النظام وإعادة إنتاجه مع المحافظة على مرتكزاته وجوهر سياساته.*

إن احتفائنا بالذكرى السبعين لميلاد حزب البعث، هو مناسبة لتجديد العهد مع شعبنا على التمسك بالصدق والمبدئية والثبات والعنفوان في منازلة الاستبداد والطغيان ومحفز لتقدم صفوف الشعب بالهمة العالية والتضحية الدائمة، والارتقاء لمرحلة أعلى في العطاء والنضال دفاعا عن قضايا شعبنا وأمتنا.
إن الاحتفاء بهذه المناسبة يلهمنا الاقتداء ببطولة الشهداء.

وإن صدق وعزيمة الرواد المؤسسين وصمود الرفيق القائد المناضل الأمين العام للحزب ورفاقه في القيادة القومية وفي قيادات وقواعد الحزب على امتداد الوطن في مواجهة التحديات، والتزامهم ألصميمي بمبادئ البعث وبمصالح الشعب وتطلعاته وآماله، يحفزنا وجماهير شعبنا على المزيد من البذل لتصعيد نضالنا، وتصليب إرادتنا الوطنية من أجل إسقاط نظام الإستبداد والفساد، وتحقيق الحرية والديمقراطية والسلام والوحدة الوطنية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والسيادة الوطنية والنصر حليف شعبنا.

ودمتم.





الاحد ٢٦ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة