شبكة ذي قار
عـاجـل










في الجلسة المخصصة للنقاش عن الاعلام ودوره في الحرب والسلم .. في مدينة افيدو الاسبانية التي احتضنت مؤتمر منظمة المغتربين العراقيين العالمية الذي انعقد خلال الشهر الحالي .. تطرق الباحث والمتداخلين الى اهمية الخطاب الاعلامي .؟ وكيف يمكن تبني خطاب اعلامي مقاوم يسهم في التاثير وتوعية المواطن العراقي من مخاطر المشاريع الطائفية والعنصرية التي تحيط به جراء ممارسات المحتل الامريكي الصهيوني والايراني الصفوي . الحقيقة الثابته تؤكد ان الساحة العراقية تمر في جملة من التحديات والظروف والتغيرات التي جعلت منه مسرحا للاحداث غير المحدودة سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي و حتى الديني .. والتي شكلت جميعها محورا اساسيا يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن العراقي والعربي على حدا سواء . هذا الامر جعل من وظيفة وسائل الاعلام بشكل عام اساسا لتمكن المواطن العراقي والعربي من اتخاذ القرارات في ظل هذه الاحداث من منطق انه يشكل جزءا اساسيا من ما يجري في محيطه الوطني والاقليمي وربما حتى العالمي .

لذلك شكل التجمعات والتظاهرات التي تنطلق بين الحين والاخر في مدن العراق نتاج عملي لوسائل الاعلام الوطنية المقاومة للاحتلال الامريكي والايراني معن بالرغم من اخفاقاتها هنا او هناك او ضعف مواردها . قبل الغوص في صلب موضوع الخطاب الاعلامي الوطني المقاوم لابد من الاجابة على عدد من التساؤلات المهمة ازاء كل محاولات التضليل والتشوية التي تهدف الى طمس نضال المقاومة العراقية وسرقة نضال شعب العراق المقاوم . وترسيخ مفاهيم تشكك بقدرة المقاومة العراقية وأظهار الشعب العراقي بانه مستسلم وخانع لما يجري على ارضه .؟ هل على الشعب العراقي أن يتبنى ثقافة المشروع الطائفي ام ثقافة المقاومة والدفاع عن حقوقة وحياته في الوجود.؟ وما هو دور الاعلام والمقصود هنا (( الاعلام المقاوم )) في استنهاض الشعب .؟ وكيف يقوم الخطاب الاعلامي في تعزيز ثقافة المقاومة والصمود في وجه المشاريع العدوانية التي تستهدف وجودنا.؟ وكيف يتصدى اعلام المقاومة بقوة وفاعلية لمحاولات الخلط بين المقاومة المشروعة التي تخوضها المقاومة العراقية المشروعة وارهاب المنظمات الاخرى مثل (داعش والميليشيات ) التي تدعي انها تقاوم ايضا.؟ في البداية علينا ان نعي حقيقة تقول ان الولايات المتحدة الاميركية التي قادة عدوان الاحتلال عام 2003 أنفقت سنوي 400 بليون دولار على الحرب والاستعداد لها .

وحتى نعي حجم التضليل الذي مارسته الولايات المتحدة على العالم وعلى الشعب الامريكي نذكر في شهر نيسان عام 2003 قال (( ستيفن ايغل فانك )) هو اول امريكي رافض للخدمة العسكرية (( لان الحرب على العراق غير اخلاقية بسبب الخداع الذي مارسه زعماؤنا ) - حسب قوله . ومن كلام ( فانك ) تتضح صورة حجم التضليل الاعلامي الذي مارسته الولايات المتحدة الامريكية ومعها دول العدون على العالم حتى وصل الامر الى ان يصرح كاهن عسكري امريكي كاثوليكي بالقول (( ان المسيح قال لنا أن نحمل سيفا )) . معنى هذا ان الخطاب الاعلامي الذي مارسته قوى الاحتلال يقوم على اساس تروج لثقافة الاستسلام والخنوع . لذلك انفقت الاموال وجندت الاقلام لخدمة مشروع الاحتلال . ولكن الحقيقة التي غابت عن عقول صناع القرار في دول العدوان تقول ان شعب العراق لن يقف عند حدود اشاعات تضليل وترويج تمارسه قوى عرفت بعدائها للعراق وشعبه . فقد سجل التاريخ اول عملية احتكاك مباشر بين المقاومة العراقية الباسلة في السابع من شهر نيسان عام 2003 في منطقة المجمع السكني في حي البلديات شرق بغداد ,حين قترب رتل من قوات الاحتلال في شارع المشتل الرئيسي وحال وصوله الى مفرق الطرق قرب مجمع البلديات حصل اشتباك استخدمت فيها قوات الاحتلال الدبابات والطائرات التي قصفت المنطقة .

ومع شروع العمل العسكري للمقاومة العراقية انطلقت معها فعاليات المقاومة العراقية الاعلامية . فلم تكن اللافتة الكبيرة التي رفعت في شارع فلسطين وسط العاصمة العراقية بغداد في 28 نيسان 2003 وهي تحي ميلاد الرئيس الشهيد صدام حسين {رحمه الله } وتحي نضال حزب البعث العربي الاشتركي ضد الاحتلال الامريكي الحادثة الاعلامية الاولى على صعيد المقاومة الاعلامية بل تحولت الجدران في المدن والبلدات العراقية إلى وسيلة إعلام ذات فعالية متزايدة في مقاومة الاحتلال الأمريكي للبلاد. وتتركز هذه الشعارات على الجدران في المؤسسات والمرافق العامة كالمدارس، كما عليه الحال في شعارات كتبت على جدران مدرسة متوسطة للبنين في شمال بغداد.. حين أفاق المواطنون العراقيون على شعارات تدعو إلى الجهاد، كتبت بخطوط بارزة على جدران مدرسة صلاح الدين المتوسطة للبنين. وانضمت هذه المنشأة التعليمية الواقعة في مدينة الشعب، شمالي بغداد، على طريق بغداد- كركوك؛ إلى الكثير من المنشآت والأبنية العراقية التي تحمل شعارات مشابهة إذ تقابل المارين من المنطقة شعارات مكتوبة بخط متقن على جدران المدرسة، تحث على جهاد القوات الأمريكية، من بينها شعار " عاش حزب البعث العربي الاشتراكي والموت للامريكا "، و"الله أكبر، الله أكبر، حيّ على الجهاد"، وغيرها كثير. ومنذ ان رفعت تلك الشعارات استطاع اعلام المقاومة العراقية الباسلة الحق الهزيمة باعلام قوى العدوان . واجبرهم على تغير خططهم الاعلامية والسياسية بشكل مستمر . الحقيقة الراسخة التي اشرتها الفعاليات الواضحة للاعلام المقاومة العراقية ان هذا الاعلام مبني على ( فكر مقاوم . لا عاطفة مقاومة ) . حيث شكلت الرسالة القيمة التي وجهها الرفيق المناضل عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الى الاعلاميين في اواخر عام 2007 خطوة رئيسية في اعتماد استراتيجية اعلامية . تنطلق من استراتيجية البعث التي جسدها المنهاج الاستراتيجي والسياسي للحزب والمقاومة المعلن في ايلول عام 2003. .
يتبــــــــــــــــع ....





الاحد ٢٦ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة