شبكة ذي قار
عـاجـل










يشكل العامل الذاتي، الوطني والقومي، عاملاً حاسماً ومفصلياً في حماية الأوطان والأمة. وسبب اختراقات أمننا والكوارث التي مررنا ونمر بها في ألعديد من أقطار أمتنا العربية ليس بسبب المؤامرات والغزو الأجنبي فهذا عامل ثانوي فسببها الأعظم هو منظومات وعوامل الاختراق الذاتية الناتجة عن العمالة والخيانة وتهافت بناء الإنسان والقوة الذاتية والخلل البنيوي في معظم التشكيلات السياسية للأحزاب العربية.

يعاني مجتمعنا العربي من :

أولاً: ضعف عام وفقر مدقع في النظام التربوي وبالذات في صلة هذا النظام بالمجتمع وفي تغذية صلة التلميذ أو الطالب بوطنه وبأمته.

ثانياً: يعاني من إخفاق مريع في رسم أهداف النخب السياسية وفي مقدمتها الأحزاب. فالأحزاب هي نتاج الواقع تحمل إيجابياته وسلبياته. ويفترض أن تؤسس الأحزاب ليس لاستلام السلطة كغاية بل كوسيلة للخدمة والتطور.

ثالثاً: يواجه بناء الإنسان العربي فقراً مدقعاً في التربية الأسرية حيث تسقط عليه عوامل الجهل والأمية والتخلف والفقر المعيشي الذي تعانيه وتواجههه غالبية العوائل العربية. الأسرة هي وحدة بناء الوطن والأمة كما هو حال بناء الجزيئات المتعدة التي نتغذى بها كالسكريات والبروتينات والشحوم فمن المستحيل أن نحصل على مكونات غذائية سليمة دون وجود وحدات بنائية سليمة.

رابعاً: معظم أنظمتنا لا يهمها الإنسان ومعاناته وهي المسؤولة عن تردي النظام التربوي بكل مستوياته وإخفاق مدخلاته ومخرجاته في الكم وفي النوع. فشل النظام التربوي يعني تدهور الدولة والأمة.

في البحث عن سبل ومسالك لتغيير حال أمتنا يجب أن تحضر كل العوامل التي شخصناها وتوضع لها الحلول في حزمة واحدة:

دولة هدفها بناء الإنسان. دخول مكثف على العوائل لتنويرها بالعام والخاص في حياة الإنسان ومن ذلك أن الوطن والأمة والدين حالة عامة لا تجزأ ولا تهمل. الانتقال الفوري بنظم التعليم وأدواته المختلفة إلى ما وصلت إليه دول العالم المتقدم وتجاوز المحليات الخانقة في طوابير أبناءنا المدرسية الصباحية وتوفير البنى التحتية والفوقية ابتداءً من دور الحضانة ورياض الأطفال ومراحل الأساس والمتوسط والثانوي والجامعي وتوحيد مقررات الجغرافية والتاريخ والإسلامية وسد النقص تكاملياً بين أقطار الأمة سواءً في التجهيزات أو في الموارد البشرية. إعادة تشكيل القوى السياسية ضمن قوانين إجازة الأحزاب تشترط الحرية والديمقراطية في كل شيء عدا التبعية والولاء للأجنبي.

إن تعديل حال الأسرة والنظام السياسي والأحزاب والنظام التربوي كوحدة متداخلة متكاملة سينتج لنا:

أولاً: مسارات تقدم يمكن قياسها ومراقبة نموها.

ثانياً: ستكون جيوشنا وقوانا الأمنية محترفة.

ثالثاً: سيكون اقتصادنا محصلة طبيعة للاستثمار السليم لمواردنا البشرية والمعدنية والمائية والشمسية والهوائية.

وستكون وحدة الأمة حاصل عفوي طبيعي لتجانس كل مقومات وروافد المجتمع العربي وسيكون أمنها مصان وتطورها وتقدمها حتمي.

إن التصدي لهذا الموضوع يستدعي تأليف مؤلفات وما أشرنا إليه هو إضاءة صغيرة نتمنى الالتفات إليها من الجميع بدءاً من الأسرة الواحدة وصولاً إلى الدولة وعموم شعبنا العربي. بناء الإنسان هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمن الوطني والقومي. من لا يحمي نفسه لن يجد من يحميه مجاناً.





الاربعاء ٢٢ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة