شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة
منذ مائة من السنين ، وقريباً من تأريخ معاهدة سايكس بيكو في 1916 ، وبعدها وعد بلفور في 1917 ، ومروراً بمعاهدة سان ريمو في 1920 ، بدأت المؤامرات ضد الأمّة العربية تحاك بأسلوب مباشر وبأشكال متعددة ، منها العسكرية والاقتصادية والسياسية والديموغرافية ، حيث نص وعد بلفور على إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين بعد أن كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني ، علماً بأن العداء للأمّة العربية بدأ حقيقة منذ آلاف السنين وكانت الصهيونية والفارسية بجذورهما اليهودية والمجوسية أهم اللاعبين فيها قبل نشأت الدولة الصفوية ومساهمتها في تغذية مقومات تدمير الأمّة العربية وركائزها الأساسية وضرب وحدتها والإمعان في تجزئتها كخطوة مهمة في إضعاف أمّة العرب فأشغلت الشعب العربي بمعاسير الحياة كتركة طبيعية للاحتلالات التي مرت بالأمّة العربية حيث خلفت الجهل والفقر والمرض وسلطت على رقاب الناس حكاماً يأتمرون بأوامر الأجنبي في تبعية شبه مطلقة لإرادة أعداء الأمّة على حساب الشعب المقهور .

لم تفلح الثورات في الحد من توسع العدو الصهيوني الاستيطانية أو الضرب على رقاب من سلّموا زمام أمور بلادهم للأجنبي ، حيث كانت تفتقر إلى التعبئة الجماهيرية الحقيقية بمعناها الثوري ، وقصور الخبرة السياسية في قادة هذه الثورات ، وحتى الحروب التي جرت بين العرب من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى في الأعوام 1948 و1967 و1973 ما كانت سوى مجسات صهيونية غربية للتعرف على حقيقة قوة العرب ووحدة القرار العربي ، فقد تمكن أعداء الأمّة من ضمان وقف القتال في الوقت الذي يحددوه فيما إذا لو تعرضوا إلى تهديد حقيقي من خلال الانتصارات التي يحققها الجيش العربي على أرض المعركة ، حيث جعلوا وقف الحرب بيد أزلامهم المواجهين لأرض فلسطين السليبة ، وهكذا ، فإن التأريخ يذكر لنا أن حروب العرب مع الكيان الصهيوني قد توقفت في الوقت الذي كان فيه الجيش العربي قاب قوسين أو أدنى لتحرير فلسطين من قبضة الكيان الصهيوني .

فكان مولد حزب البعث العربي الاشتراكي في نيسان 1947 وثورته البيضاء في تموز 1968 إيذاناً لبدء مرحلة جديدة في حياة الأمّة العربية ، مرحلة يقودها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه أولوا بأس شديد ، جاؤوا مع حزبهم وأهدافه التي ولدت من رحم معاناة الأمّة العربية فجعلوا المركزية في الوحدة وسبقوها على باقي الأهداف المتمثلة بالحرية والاشتراكية ، وكان تحرير فلسطين شرط في بلوغ بوابة الفتح على طريق الوحدة العربية .

أدرك أعداء الأمّة أن الخطر محدق بهم مع ثبات البعث على نهجه الثوري واتساع قاعدة الجماهيرية المعبئة ثورياً ، وأيقنوا أن البعث ليس حزباً تقليدياً يمكن مساومته أو تحيده أو تركيعه ، فصار جهد الأعداء مركز في كيفية القضاء على هذا الحزب الذي يمتد بقوة وبسرعة بين الجماهير العربية وقيادته القائمة على أرض العراق العظيم ، وبعد أن خابت كل مخططاتهم لجأوا إلى الفعل العسكري المباشر في غزو العراق واحتلاله وتغييب سلطته الوطنية الشرعية وحزبه الثوري من على الساحة السياسية في العراق ليخلو لهم الجو في اللعب بمقدرات الشارع العربي والمضي في تجزئة وإضعاف الأمّة العربية .

وبعد أن كانت قادسية صدام المجيدة نموذجاً في معاني الوحدة العربية ووقوف العراق مدافعاً عن البوابة الشرقية للأمّة يقاتل جيشه الأسطوري عدوان الفارسية الصفوية ومعه جيوش عربية من الأردن واليمن والسودان شاركوا فيالق العز والشرف ، وبعد أم المعارك الخالدة التي فيها تحقق النصر لجيش العراق الأبي الذي سدد ضربة موعودة للكيان الصهيوني ، بعد هذا كله ، ذهب أعداء الأمّة إلى الإعداد لحملة شرسة حشدوا لها العالم وأخرسوا صوت القادة ( العرب ) وألزموهم قمع كل محاولة جماهيرية لنصرة العراق وشعبه العظيم وهو يتصدى لأكبر غزو في التأريخ المعاصر ، فتم غزو العراق واحتلاله في نيسان سنة 2003 .

وللوقوف على الوقائع والحقائق التي بها ومن خلالها تمكن أعداء الأمّة من إضعاف القوة العربية وتفتيت لحمة الأمّة الوطنية ، شرعنا في كتابة هذه الدراسة تبياناً للحال والحقيقة والحلول المرجوة لإعادة بناء التجمع العربي وتنمية قدرات الأمّة في النهوض والترقي ، ومن الله التوفيق .

مجموعة فرسان البعث العظيم


الباب الأول
استهداف العرب

الفصل الأول
لماذا العرب ؟


العرب يمتلكون تأريخاً يمتد لآلاف السنين ، ومنذ القِدَم والعرب معروفون بالقيم الأخلاقية والفروسية وكل مكامن القوة العادلة ، وقد خصَّ الله تعالى أمّة العرب بحمل آخر الرسالات ونبيّاً عربياً أرسله الله بدين الإسلام إلى الناس كافة ، بعد أن كانت الأديان وما سبق من الرُسُل يبعثهم الله إلى خصوص من الناس والأقوام ، والتاريخ يذكر شاهداً أن العرب لم يسبق لهم أن هُزِموا أو خُذِلوا أمام الهجمات والغزوات التي كانت تستهدفهم من شتى الأمم المحيطة بهم ، ويذكر لنا التأريخ أن العداء لأمّة العرب والمؤامرات التي كانت تُحاك ضدها تمتد لآلاف السنين ، وكانت التوافقات اليهودية المجوسية حاضرة بقوة في ذلك كله حتى في المؤامرات والاستهداف الصليبي لأمّة العرب .

وأيقن أعداء الأمّة ما يلي :
1. أن العرب أقوياء بوحدتهم ، ومقومات وحدتهم غير حاضرة في الأمم الأخرى ، حيث روابط اللغة والدم والتأريخ .
2. حضارة العرب قديمة وعريقة ومقوم أساسي في استنهاض الهمم في المجتمع العربي .
3. أرض العرب غنية بالموارد ، ووحدة العرب تعني أنهم في المرتبة الأولى عالمياً من حيث الاقتصاد .
4. يتمتع العرب بنمو اجتماعي مهذب ومتجانس بسبب الأعراف الاجتماعية التي تضبط وتقوي الروابط الاجتماعية والتوافقات الأسرية وتحفظها من الانحراف بعيداً عن معاني العروبة .
5. العرب أغنى أمّة في العالم من حيث كثرة وتعدد مواردها الطبيعية وصلاحية أرضها وخصوبتها للزراعة ، ومواردها البشرية التي لا تنضب .
6. مع وحدة العرب لا مكان ولا وجود للطغيان العالمي ولا الباطل برافع رأسه .
7. شجاعة العرب إذا ما استمسكوا بمعاني العروبة وتأثيرها الروحي فيهم .


الفصل الثاني
خطط استهداف العرب

منذ القدم ، فإن العداء المجوسي اليهودي كان قائماً ، وكانت الصليبية عاملاً مهماً في تقوية التحالف اليهودي المجوسي ضد العرب من خلال استهداف العرب مباشرة من قبل الصليبية وإشغالهم بالحروب وزرع الأعراب لإحداث حالة تشقق في الجسد العربي ، واليوم ، فإن أمريكا تمارس الدور الصليبي في تهيئة الأرض العربية للكيانين الصهيوني والصفوي ، ولذلك ، فقد رأينا أن خطط استهداف العرب قد تمثلت بهذه الأطراف الثلاثة ، وما غيرهم إلا عوامل مساعدة ثانوية تتبع توجهات أعداء الأمّة المباشرين ، وخطط الاستهداف هي :

1. الخطة الأمريكية ( خطط الترهيب والتركيع )
وهذه الخطة تسبقها إجراءات إضعاف اقتصاد البلد المستهدف ، والترهيب بالقوة المسلحة والاقتدار العسكري ، وتخويف البلد الواحد من جاره الشقيق ، والظهور بصورة الحارس الأمين لسيادة البلدان العربية ، ثم توجيه أصحاب القرار الذين جُنِّدوا ليكونوا تُبَّعاً للقرار والإرادة الأمريكية ، ثم ، تمهيد الطريق أمام الكيانين الصهيوني والصفوي في النفوذ إلى عمق المجتمع العربي وتخريبه مستخدمين شتى الوسائل التي تسهل لهم تواجدهم في ظروف انشغال الناس بالْهَمِّ سعياً في طلب الرزق وابتعاداً عن مقومات العروبة .

2. الخطة الصهيونية ( خطط التجنيد والغزو الفكري )
تعتمد الخطة الصهيونية على عوامل الإغراء المادي في التوسع وشراء ذمم من فقد ارتباطه بعروبته ، وكذلك استخدام المال في عملية الغزو الفكري لعقول الناس عامة والشباب على وجه التحديد ، وذلك ، من خلال البرامج الإعلامية التي تشغل الناس عن دورهم الوطني الحقيقي ، والتحالف مع أعداء العرب في تقوية الذات المواجهة لكل حالة تصدي عربي قد تظهر هنا أو هناك ، والذي بذلك كله تتمكن من التوسع وبسط نفوذها على الأرض التي تدعيها بدولة ( إسرائيل الكبرى ) .

3. الخطة الصفوية ( خطط الفتنة والتقيّة )
تنفرد الصفوية بهذه الخطط كونها تعلن نفسها ( إسلامياً ) وتتمكن من استغلال المفردات الدينية في اختراق المجتمع العربي ، وتعمل بالتقيّة المسندة من أمريكا والكيان الصهيوني على تجميل كيانها بدعوات العداء لأمريكا والكيان الصهيوني ، فتلقى ترحيباً من بعض العرب في ظروف أصبح الجهل حالة عامة في المجتمع العربي ، فتزرع الفتن بأسلوب مبرمج وتخطيط لعشرات السنين وكما هو واضح في مراحل الخطة الخمسينية الصادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية في قُم ، وتشترك خطط الصفوية مع الخطط الأمريكية والصهيونية في توظيف المال في الاختراق مستغلة التراجع الاقتصادي ونمو مستويات الفقر في البلدان العربية ، وكذلك ، التلون السياسي المبني على مبدأ التقيّة لمجنديها في العالم العربي .

الفصل الثالث
ماذا بعد تدمير العرب ؟


إن أطماع المجوسية الصفوية والكيان الصهيوني وأمريكا قد بانت لكل ذي لب وبصيرة خاصة في تهاوي القوة العربية واستسلامها لمقدرات أمريكا والإنفاق المالي لكل من العدو الصهيوني والعدو الصفوي ، مع العلم ، أن جُلَّ هذا الإنفاق هو من موارد مسلوبة من الأمّة العربية ، أي تدمير العرب بالمال العربي ، ثم توظيف مسلوبي الإرادة الأعراب في عمليات القتل وتصفية العنصر العربي المبرمجة وتدمير كل ما ومن هو عربي ، والذي ينتج عن ذلك كله ما أهمه ، هو :

1. بسط النفوذ الصهيوني والصفوي على ساحة الوطن العربي .
2. هيمنة وسيطرة أمريكا على العالم عسكرياً واقتصادياً من خلال تواجدها في مركز الأرض المتمثلة بأرض العرب .
3. تأمين سيطرة الفكر الرأسمالي عالمياً حيث وقد أسست مجتمعاهم على الرأسمالية الطبقية والذي تجتمع هذه الكيانات المعادية للعرب عليها وبها نشأت .
4. الانتهاء مما يعتبرونه تهديد العرب لمصالحهم وخاصة وهم يعلمون أن للعرب تأريخاً في زمن الفتوحات التي نشرت أسس العدالة الاجتماعية في بلاد الأرض ، تلك الأسس التي يرفضها أعداء العروبة من الأمريكان وصفوية والصهيونية والغرب التابع لهم ، ويعتبرون ذلك تهديداً خطيراً لكياناتهم القائمة على أسس الطبقية المقيتة .


الباب الثاني
التخريب في أمّة العرب

الفصل الأول
أساليب التخريب


تنوعت أساليب التخريب التي اعتمدها أعداء الأمّة في استهدافها لمرتكزات العمل العربي ، والمرتكزات هي :

1. وحدة الشعب العربي .
2. وحدة القرار السياسي العربي .
3. الاستقلال السياسي العربي .
4. البُنى التحتية .
5. الاستقلال والتكامل الاقتصادي .
6. التطور العلمي .
7. الجيش العربي .

أما الكيفية التي بها تم استهداف مرتكزات العمل العربي المشترك ، فكانت ابتداءً في مصادرة القرار العربي وتبعية الحاكم ( العربي ) لإراداتهم ثم التوجه من خلالهم باتجاه ضرب كل مرتكزات العمل العربي المشترك ، حيث استطاع أعداء الأمّة من اغتيال أو إبعاد القيادات العربية التي كانت تعمل وفق المنهج القومي على تحقيق مستوى متقدم على طريق الوحدة العربية والعمل العربي المشترك ، ونصبت قيادات موالية لها تعمل وفقاً للإملاءات الخارجية فكانوا خير من ينفذ خطط الأعداء في تدمير الأمّة العربية .

وكانت الاستهدافات التخريبية تشمل :

أولاً : الجانب السياسي .
نجد أن هناك أسئلة تطرح نفسها كبوابة للإسهاب في هذا الموضوع ، وهي :
• لماذا لا يؤسس اتحاد عربي ؟ .
• لماذا مؤتمرات القمة يحضرها مراقبون أمريكان وصفويون ؟
• لماذا فشل البرلمان العربي ؟ .
• لماذا بعض الدول العربية مهمشة سياسياً ؟ .
• لماذا في العرب مئات الأحزاب ، وفي الغرب حزبين أو ثلاثة ؟ .
• لماذا العربي لا يدخل إلى الدول العربية ؟ .
• لماذا ليس هناك جواز سفر عربي ؟
• لماذا استهداف حزب البعث العربي الاشتراكي ؟

استطاع أعداء الأمّة ومن خلال انحرافات عدد من القادة ( العرب ) من إحداث حالة إرباك وعدم التوفيق في تكوين قرار عربي موحد باتجاه مقومات الوحدة الشاملة وتعزيز قوة ومكانة الأمّة العربية بين الأمم ، فشكل هؤلاء القادة عقبة في طريق العديد من التطلعات القومية التي كان يعمل عليها القادة القوميين أصحاب الأفكار والمبادئ الثورية ، فانحدر دور الجامعة العربية وأداءها وأضفت الانشقاقات سمة مؤتمراتها ، وأُفشل مشروع الاتحاد العربي وأُنهي عمل البرلمان العربي ، وأصبحت الدعوات القطرية الضيقة أسباباً في تفتيت المفردات القومية التي كان يعول عليها في تشكيل قوة قرار عربي موحد يخرج من أروقة اجتماعات الجامعة العربية باتجاه بناء الأمّة والتصدي لأعدائها ، هذا الانقسام السياسي العربي قد أسقط كل خطوات التضامن العربي ، مما جعل الدول العربية الفقيرة في مواردها تعيش شبه حالة عزلة استغله الأعداء في زيادة رقم القادة ( العرب ) الموالين لهم ، ثم هُمِّشوا سياسياً حتى بات صوتهم السياسي يتماشى مع من يدفع أكثر ، بل وكان ذلك سبباً في احتواء الأعداء لأرتيريا التي انسحبت من الجامعة العربية بعد أن كانت عضواً مراقباً فيها على الرغم من أغلب سكانها هم من العرب ، لتسلم إرادتها إلى الصهاينة والأمريكان .

ومن جملة استهداف الأعداء للسياسة العربية التي تكفل لهم شق الصف الوطني ، هي ، رضوخ بعض القادة ( العرب ) والدفع بالبعض الآخر الموالي وبدعوات الديمقراطية الطوباوية في تأسيس أعداد كبيرة من الأحزاب ودفع البعض منها إلى إحداث حالة التصارع والاقتتال الجماهيري بين أبناء الشعب الواحد ، بل وبين أفراد الأسرة الواحدة .

ومن تلك الوسائل أيضاً ، خلق حالة عدم ثقة مفعلة أذكت الحدود القطرية التي قطعت الطريق أمام التواصل المشروع والسلس بين أبناء الأمّة ، وصار الأجنبي الغربي يدخل بوابات عدد من البلاد العربية بدون تأشيرة ، في حين لا يستطيع العربي حتى من المرور عبر أراضيها برّاً للانتقال إلى بلد آخر .

ولأن حزب البعث العربي الاشتراكي قد شخص كل هذه التداعيات على الساحة السياسية العربية وعمل ويعمل على إذلال العقبات التي تقف في طريق الوحدة ، يعمل البعث العظيم وسط الجماهير على طريق الخلاص والتحرر من كل أشكال الاستعمار والهيمنة على القرار العربي الموحد ، وحيث أن حزب البعث العربي الاشتراكي تأسس وهو يحمل فكراً ثورياً وأهداف وحدوية قومية تنشد الحرية والعدالة الاجتماعية ، كانت محاربة البعث ومحاولات منعه من العمل السياسي من قبل الأنظمة ( العربية ) وبدفع من أعداء الأمّة مهمة في منع استقطاب الجماهير العربية وقيادتها باتجاه الخلاص من الهيمنة الاستعمارية وصولاً لحرية القرار السياسي وتحرير الإرادة المسلوبة بسبب عمالة وانبطاحات قادة ( العرب ) ، حتى بلغ بالأعداء إلى إنهاء دولة البعث الخالد في العراق بغزو عسكري واحتلاله في عام 2003 ظناً منهم أن إنهاء دولة البعث سيؤدي إلى تراجع تنظيماته في سائر الأقطار العربية باعتبار أن العراق كان مركز القيادة العليا للحزب ، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل حتى في العراق حيث استطاع الحزب من إعادة ترتيب الصف التنظيمي وقيادة المقاومة العراقية ، بل أن هذا الغزو كان سبباً في التفاف جماهيري أكبر حول الحزب باعتباره الحزب الوحيد في الوطن العربي الذي تصدى للاستعمار والهيمنة الامبريالية على مقدرات الأمّة والحزب الوحيد الذي استهدف من قبل أعداء العروبة ، الجماهير العربية توقن يوماً بعد آخر حقيقة الانجازات ووقفته الثورية بالمقارنة بين حال العراق والأمّة قبل وبعد الاحتلال ، ولا تفوتنا ذكر الأساليب القمعية التي يتعرض إليها رفاق البعث في عدد من الأقطار العربية ومنعه من الحضور الرسمي في الساحة السياسية في أقطار أخرى .

ثانياً : في المجال الاقتصادي
سنبدأها أيضاً بعدد من الأسئلة الداعمة لتوضيح هذا المدخل المهم والحساس في حياة الأمّة ، وأسئلتنا هي :
• لماذا السودان ( سلة العرب الغذائية ) بلا غذاء ؟ .
• لماذا لا توجد سوق عربية مشتركة ؟ .
• لماذا لا تتوحد عملة العرب النقدية ؟ .
• لماذا مشروع التصحر العربي ؟ .
• لماذا نفط العرب للغرب ؟ .

وكما أسلفنا فإن قادة ( العرب ) قد لعبوا دوراً مهماً في تحقيق استهدافات أعداء الأمّة ومنها الاقتصاد باعتباره المرتكز الحيوي الذي به تنهض وبه تنهار .

لقد طرحت مشاريع عديدة في إطار العمل العربي المشترك ، ومنها ما تبناه العراق بقيادته الثورية باتجاه تحقيق استقلال اقتصادي لعموم الأقطار العربية في عمل موحد ومشترك وعلى غرار الاستقلال الاقتصادي الذي تحقق في العراق كواحد من مكاسب ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز المجيدة ، وخاصة بعد تأميم العراق لنفطه في الأول من حزيران لعام اثنان وسبعين وتسعمائة وألف ، ورفع شعار " نفط العرب للعرب " بالاتفاق مع المملكة العربية السعودية أيام الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود ، حيث أفشلت هذه الخطوة على طريق تحقيق الاستقلال الاقتصادي بعد اغتيال الملك فيصل رحمة الله عليه ، فانفرد العراق متمسكاً بهذا الشعار ، بل أضاف له شعار آخر ، وهو " النفط سلاح في المعركة " و " الزراعة نفط دائم " ، لكن القيادات ( العربية ) كانت تقف دائماً حجر عثرة في طريق كل المخططات التي تكفل الاستقلال والوحدة الاقتصادية بين أقطار العرب ، وهكذا فشلت مشاريع السوق العربية المشتركة ، ومشروع الدينار الخليجي الذي تبناه العراق أيضاً ، حيث لجأ العراق بعدها إلى اعتماد العملة الأوربية في تسويق النفط بدلاً من العملة الأمريكية ، وهكذا ، كان أعداء الأمّة يتربصون بأي خطوة يجتمع عليها العرب من شأنها تقوية وتنمية اقتصادياتهم ، وذلك ، ليتمكنوا من مصادرة القرار العربي وسلب إرادة حكام ( العرب ) من خلال طمس القدرة الاقتصادية العربية وتجييرها لحسابهم ( أعداء الأمّة ) واستمرار هيمنة الاستعمار الاقتصادي على البلاد العربية مضافاً إلى أسرها بقيود البنك الدولي وجعل حال العرب عاجزين عن النهوض والتقدم وشل مكامن قوتهم تمهيداً لتفتيتهم وضربهم في العمق وليكونوا بشكل تام أسرى قراراتهم الداعمة لضمان تواجدهم بشكل أبدي في المنطقة .

ولكون العراق ومصر والسودان كانوا يمثلون القوة الاقتصادية المهمة في الوطن العربي والإقليمي تحت ظل قيادات تعمل وفق المنهج القومي بعيداً عن المفاهيم القطرية التجزيئية ، فقد كانت هذه الأقطار محل استهداف مباشر من قبل أعداء الأمّة وحلفائهم ، وتعرضت هذه الأقطار إلى جملة من الحصارات الاقتصادية تنوعت في الأساليب ما بين قطر وآخر ، حيث تعرضت مصر الكنانة في زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى شتى أنواع الضغط الاقتصادي بغية منعه من بناء السد العالي وإفشال تأميمه لقناة السويس الرابطة ما بين البحر المتوسط والبحر الأحمر ، والذي يعتبر ممراً مائياً دولياً مهماً وكانت تمتلكه فرنسا ويُدار من قبل شركاتها ، وانتصر عبد الناصر في معركة تأميم القناة وبنى السد العالي ، فكان لابد من اغتياله ، وهذا الذي تم على حد قول العديد من الخبراء والمراقبين من أنه قُتل مسموماً ، ليستلم السلطة بعده من هُيئ لينحدر بقوة مصر إلى المستويات التي تمكن أعداء الأمّة من الهيمنة على مقدراتها ، واستمرت حتى يومنا هذا الذي تعاني فيه مصر من شبه إفلاس واقتصاد مشلول ليدفعوا بها نحو الارتماء تماماً في أحضان أعداء الأمّة وإسكات الأصوات الثورية من خلال فرض حالة الفقر المدقع على شعبها الذي صار همّه اليوم تأمين لقمة عيشه ، وفي السودان الذي فرض عليه حصار تكنلوجي وعلمي مصحوبة بالفتن القبائلية والعرقية وبتعاون محيطه مع أعداء الأمّة ، حيث تعاني مناطق عديدة في السودان من تهديدات المجاعة رغم أن السودان يُعتبر سلة غذاء العرب ، أما في العراق ، والذي بسبب امتلاك إرادته الاقتصادية مبكراً مع وجود قيادة ثورية استطاعت أن تبني قاعدة جماهيرية قوية تمتاز بشخصيتها الجديدة المبدعة علمياً وتكنلوجياً وامتلاك العراق إلى الاحتياطي الأول في النفط ، وبعد أن فشل الأعداء في مخططاتهم من تحقيق مآربهم في شل القوة العراقية ومنها الدفع بالكيان الصفوي لشن حرباً ضروس استمرت ثمان سنين خرج العراق منها منتصراً ومحافظاً على قوته وتماسكه وفي سائر المجالات ، فدفعوا بحكام الكويت لاستفزاز العراق الذي لم يجد بداً من الدخول إلى الكويت في خطوة مهمة لتحريرها من قبضة عملاء مأجورين وظفوا لحساب المثلث الخبيث ، وجرى الذي جرى حيث فرض على العراق من يومها حصاراً اقتصادياً جائراً بغية تجويع شعبه وإضعاف قدرة قيادته وانهاكها في مشاكل لا تُعد ولا تُحصى من خلال ما خططوا له في إسقاط القوة والقدرة الاقتصادية العراقية ، وبعد أن تمكن العراقيّون بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي من تحد الحصار وكسره ، ذهبت أمريكا وبمساعدة الكيان الصفوي وحلفائهم إلى غزو العراق واحتلاله في عام ألفين وثلاثة ، لتبدأ مرحلة جديدة عصيبة في حياة الأمّة حيث صار اليوم كل البلاد العربية مهددة بالتفتيت والتدمير والقتل المبرمج بما فيهم تلك القيادات المتحالفة والمتوافقة مع أعداء الأمّة بمواثيق واتفاقيات الدفاع المشترك .

ثالثاً : في المجال العسكري
ونبدأها بثلاث أسئلة نراها مهمة في هذا الجانب .
• لماذا توقفت اجتماعات وزراء الدفاع العرب ؟ .
• لماذا تحول الجيش العربي إلى قوة أمن داخلي ؟ .
• لماذا تحول الجيش العربي إلى السلطوية القمعية ؟ .

عندما كان الجيش سور للوطن وكان يُبنى على أسس وطنية ومعاني قومية ، وبعد انتصار الجيش العربي في حرب تشرين من عام ثلاثة وسبعين وتسعمائة وألف ، وكان قاب قوسين أو أدنى من حسم المعركة تماماً وتحرير فلسطين لولا التخاذل من بعض قادة العرب ولكان للعرب اليوم كلاماً آخر ، هذه المعركة أفرزت حسابات لدى أعداء الأمّة بأن الجيش العربي إذا اجتمع شكل قوة حقيقية تهدد أمن واستقرار الكيان الصهيوني إذا ما توفرت قيادات عربية تتمتع بدرجة عالية في الروح الوطنية والقومية وتمتلك إرادتها السياسية ، ولذلك ، وضع الأعداء في حساباتهم ضرورة تفكيك المنظومة العسكرية للعرب ، وزادت تلك الحسابات تحمساً يوم دفعوا بالكيان الصفوي في إيران إلى شن حرب عدوانية ضد العراق ، وانتبهوا إلى المشاركة العربية في جبهات القتال مع العدو الفارسي ، حيث كان لجيش اليمن والأردن والسودان والصومال حضوراً قوياً مع رفاقهم العراقيين في الدفاع عن بوابة الأمّة الشرقية ، وبعد ثمان سنوات من القتال العنيف خرج العراق منتصراً وبكامل قوته العسكرية ، وبعد هذا كله ، باشر أعداء الأمّة تترأسهم أمريكا وبتعاون مفضوح من بعض قادة الخليج العربي في تفكيك وتدمير القوة العسكرية العراقية مستغلة الحصار الجائر الذي فرض على العراق في كافة المجالات حتى بلغ الحال بهم إلى منع العراق من استيراد أقلام الرصاص التي يستخدمها الطلاب في دراستهم بحجة أن مادتها ممكن أن تستخدم في التصنيع العسكري ، ثم وبواسطة لجنة التفتيش الدولية والمرتبطة بتوجيهات المخابرات الأمريكية تم تدمير أعداداً كبيرة من الأسلحة الثقيلة بل وحتى بعض المتوسطة منها ، وبذلك ، يكونوا قد قضوا على أهم قوة عسكرية في الوطن العربي .

وبسبب تخاذل وخيانة قيادات ( عربية ) توقفت اجتماعات وزراء الدفاع العرب ، ذلك ليمنعوا العرب من أي احتمال لتوحيد الموقف العسكري ، بل وتم تحويل الجيش إلى مهام أمنية داخلية خصوصاً بعدما ارتبط أغلب الحكام بمعاهدات دفاع بينها وبين أمريكا ، حتى أصبح الجيش العربي في ظل الانقسام الخطير في صفوف القيادات ( العربية ) وابتعادهم عن حضورهم القومي جيشاً سلطوياً بعد أن كان القوة الأهم في الدفاع عن مصالح الشعب والضرب على أيدي أنظمة الحكم المتخاذلة ، تلك التي تركت العراق يجابه العالم لوحده ويتصدى لأكبر هجمة شرسة على أمّتنا العربية عموماً والعراق خصوصاً .

وهكذا ، تحول الجيش العربي إلى مجرد اسم في الحقائب الوزارية ، بل وتحول في عدد من الأقطار العربية إلى ميليشيات بيد أعداء الأمّة وأصبح قوة غاشمة تقمع حرية الشعب بعدما كان على مر الأزمنة صديق الشعب وحامياً ودافعاً عن صوتها الثوري .

إن فكرة تأسيس جيوش عربية بمعناها المؤسسي جاءت كمطلب وضرورة لتنامي المد التحرري الثوري في الأقطار العربية في سبيل تحقيق الاستقلال والتحرر من سيطرة القوى المتصارعة على المنطقة العربية ، إذ أن هذه القوى لم تنشئ جيوشاً عربية بالمعنى الصحيح , بمعنى أنها لم تنشئ جيوشاً عربية خالصة للمنطقة العربية وإنما كانت تجند أبناء المنطقة ضمن وحداتها العسكرية تستخدمهم في تحقيق أهدافها سواء الداخلية أو الخارجية منها .

ومع تنامي المد التحرري وتنامي الوعي الثوري في أوساط العرب , نمت بين الثوار فكرة تأسيس جيوش عربية خاصة بالعرب , فقد وعي العرب بأنهم قوة لا يستهان بها ، ووعت تلك القوى أنها عاجزة عن القضاء على حركات التحرر العربية , وغير قادرة على منع تأسيس جيوش عربية ، فعمدت إلى إضعاف نتاج وثمار تلك الثورات من خلال التآمر وإضعاف الدول العربية المتحررة وجعلها دول معتمدة على الغرب في اقتصادها وقراراتها ومن خلال اتفاقيات الاستقلال وشروطها ، إن التآمر على الجيوش العربية أخذ عدة صور وأنماط مختلفة :

1. منع تكوين وحدات كبيرة .
2. منع التسليح بأسلحة متطورة .
3. منع التصنيع العسكري وأن تكون هي مصدر تسليح الجيوش العربية .
4. عدم مشاركة الجيوش العربية في أي حروب في المنطقة إلا تحت إشراف القوى الكبرى وتحت مسمى محاربة الإرهاب أو غيره

الخلاصة : ان تهميش الجيش العربي بقدر ما أنه استهداف خارجي إلا أنه في المقام الأول تآمر داخلي من الأنظمة العربية التي لم تعمل على استقلال إرادتها وقراراتها وتوحيد الصف العربي.

إن الدول العربية قادرة على أن تمتلك جيوش غير مهمشة ، جيوش يحسب لها في السياسة الدولية ، وذلك عندما تمتلك تلك الدول إرادتها وأن تتوقف عن مؤامراتها على بعضها البعض. فالعراق ومصر وسوريا مثال لبناء جيوش عربية مستقلة ، إلا أن التآمر الداخلي من بعض الأنظمة العربية دمرها وحولها الى جيوش مهمشة .

رابعاً : في مجال العلوم والتكنلوجيا
لعل من النشاطات التي استهدفتها المخططات المعادية في الأمّة العربية ، هي ، العلوم والتكنلوجيا ، وأسئلة لابد من تدبرها :
• لماذا لا يُمنح العلماء العرب جواز سفر عربي ؟ .
• لماذا اضمحلت مراكز البحوث العربية ؟ .
• لماذا بقيت المناهج العلمية في العالم العربي متخلفة ؟ .
• لماذا تحولت الشهادات الجامعية إلى جداريات ؟ .
• لماذا توقفت برامج العلوم في التلفاز العربي ؟

للعرب تأريخ مجيد في العلوم والتكنلوجيا ومرتبط بإرث الأمّة الحضاري ، فأغلب العلوم مصدرها العرب وعلماؤهم ، وبسبب الاستعمار الذي مر على الأمّة العربية تقدم العالم الغربي من بعد ثورته الصناعية أشواطاً باتجاه التكنلوجيا حيث من المعلوم أن من مخلفات الاستعمار هو الجهل الذي يزرعه المستعمر في المجتمع بغية السيطرة على عقول الناس ، ولكن ، ولأن أمّة العرب ولودة للرجال أولي بأس شديد ، تحققت الحرية وطرد الاستعمار من أرض العرب ، وبوجود قادة أفذاذ نهضت الأمّة ومضت على طريق التطور والتقدم ، وبدأت تختصر المسافة بينها وبين ما وصلت إليه تكنلوجيا الغرب المتقدم ، فكان هذا التقدم ينتقل بالمجتمع العربي من حال إلى حال أفضل ، وكان خطوات الاستقلال الاقتصادي مهمة جداً في تنمية مقومات قوة وصلابة الأمّة العربية ، فكانت العلوم والتكنلوجيا من أهم استهدافات أعداء العروبة للحيلولة دون بلوغ الأمّة العربية مراتب متقدمة فتصبح قوة دولية يصعب السيطرة عليها مقابل جمة من الأهداف التي يخطط لها الأعداء في تدمير أمّة العرب ، ولإبقاء العرب رهن الاستحكام الأمريكي الصهيوني الصفوي ، وقد بدأت أمريكا حملتها في ضرب التكنلوجيا العربية بأن جعلت من بعض أقطار الخليج العربي مراكز تجارية متقدمة لها وصادرت كل حقوقهم في امتلاك ناصية العلم والتكنلوجيا ، فإن وجدت بعض منها فإنها مرهونة بالإرادة الأمريكية والصهيونية والصفوية ، ولأنها لم تتمكن من وقف عجلة التطور العلمي والتكنلوجي في العراق ، ذهبت لغزوه حيث أن من أسباب ذلك الغزو هو تدمير العراق بالكامل وبما فيه بنيته التكنلوجية التحتية وتصفية علماءه الذين بلغ عددهم ما يقارب الخمسة وأربعين ألف عالماً وعالمة ، والجدير بالذكر هنا ، قيام الأنظمة المتخاذلة بتنفيذ مآرب المثلث الخبيث ( أمريكا والصهيونية والصفوية ) بالإنابة في كبح جماح العلماء وتهميش مراكز البحوث والتطوير فيها ، حيث عمدت إلى التدني بالمستوى المعاشي للمجتمع الأمر الذي تسبب بأن يكون هاجس الشعب هو حصوله على لقمة عيشه ، وبسبب قلة وتدني مستويات فرص العمل ، صارت الشهادات الجامعية مجرد جداريات يعلقها صاحبها في صالة البيت ، أو هجرة أصحابها للعمل في الغرب وخدمة المجتمع الغربي .

استطاع الكيان الصهيوني والكيان الصفوي من تجنيد وسائل الإعلام العام والخاص وحرفه عن مهامه الوطنية ، فغابت برامج العلوم والتكنلوجيا ومنافساتها بين الشباب على وجه الخصوص لينتقلوا به إلى برامج ومسابقات الأغاني والرقص كجزء مهم في تدمير الحس الوطني في روح الشباب العربي ، فانتشرت البرامج الممولة صهيونياً وفارسياً بهذا الاتجاه من جهة واتجاه الغزو الفكري من جهة أخرى .

خامساً : في مجال الرياضة والشباب
الشباب ، هم الجزء الحيوي في هذه الأمّة وعليه تُعقد الآمال في بناء المستقبل ، وللقائد الشهيد ، صدام حسين المجيد ، قول مشهور في ذلك ( نكسب الشباب لنضمن المستقبل ) ، ورعاية الشباب أمر مهم في نشأته وحفظ أفكاره قومياً ووطنياً ، ولعل من أهم الملاحظات التي سجلناها في كيفية استهداف الشباب من قبل أعداء الأمّة هو ما نورد بعضه بأسئلة مطروحة تثري ما سنسهب به دراستنا هذه ، والأسئلة هي :

• لماذا توقفت بطولة كأس العرب ؟ .
• لماذا حُلَّت منتخبات العرب في الرياضة العسكرية ؟ .
• لماذا لا توجد بطولة الأندية العربية الأبطال ؟ .
• ما هو دور اتحاد الشباب والرياضة العربي ؟ .

لعل المتدبر لحال الشباب في يومنا هذا سيدرك حجم المؤامرة الخطيرة التي تُحاك ضد الأمّة من خلالهم ، فبعد أن كان الشباب العربي مادة الثورات العربية ومفاتيح نهضة الأمّة وتطورها ، أصبح الشباب اليوم قريب من حال التشرد والضياع ، أغرق في متاهات الحياة من جهة ، ولهوها من جهة أخرى ، فالضغط الاقتصادي دفع بالشباب إلى التطلع في الهجرة والعمل في دول الأعداء لترتيب حاله المادي وعائلته ، وبالتأكيد ، فإن الظرف الذي يعيشه شبابنا اليوم وأزماته الاقتصادية التي فرضت عليه بسبب حكام اليوم المتخاذلين لا تترك له مجالاً للتفكير في بناء ذاته ثقافياً وتدعيم روح المعاني الوطنية الثورية فيها ، وكمنطق طبيعي يذهب الشباب إلى متنفس الرياضة ، ولأن مراكز الشباب والأندية الرياضية قد بدأت تتلاشى وبقوة بعد احتلال العراق ، وصارت الأندية الرياضية تجارية تُباع وتُشترى ، ويُباع من فيها ويُشترى ، فوجد الشباب العربي وكنتيجة طبيعية إلى ضعف الثقافة والمعاني الوطنية والثورية فيهم إلى التعلق بالأندية الغربية وتشجيعها إلى الحد الذي يسبّقونها على الأندية الوطنية ، حتى بلغ بهم الحال أنهم يتقاتلون لفوز هذا الفريق الغربي أو خسارة ذاك ولا تهتز فيهم المعاني والنخوة الوطنية وقد احتلت أوطانهم ودُمرت بلدانهم وقُتل شعبهم ، ثم ، وليُغرقوا شبابنا أكثر في أمواج بعيدة عن شواطئ الأمان ويصلون بهم إلى حد الاستهزاء بالدعوة الوطنية والقومية والثورية وبدعاتها ، أشغلوهم بمسابقات الغناء والرقص وعروض الأزياء وسفاسف لا تزيدهم إلا ابتعاداً عن معاني الرجولة قبل كل شيء ، ثم جرهم من كل مؤثر وطني وثوري ، حتى بات البعض يصفق لأعداء الأمّة على حساب بلده ووطنه الكبير ، ومن حيل وممارسات الأعداء الاستهدافية للأمّة من خلال شبابها ، هو جرّ البعض منهم إلى أحزاب سياسية مغطاة بعباءة الدين وانقيادهم وراء شعارات " دينية " تتلاعب في قلوبهم وأهوائهم بحسب ما يريده أعداء الأمّة منهم ، فتحولوا إلى مخربين سفاحين باسم " الدين " يحرقون الحرث والنسل ويقطعون الأرحام وينسفون معاني الأخوة باسم " الدين " ، وهكذا قد تحقق لأعداء الأمّة ما تصبوا له في شق الصف الوطني وتمزيق لحمته من خلال الشباب التائه ، وهذا وما سبقه هو عين الغزو الفكري الذي تمارسه الصهيونية والصفوية في شباب الأمّة .

لقد استطاعت الصفوية والصهيونية من تجنيد وتوظيف " الإخوان المسلمين " في هذا الاتجاه ، حتى باتت رؤوس الحركة الإخوانية في الوطن العربي يمثلون أصواتاً تدعو إلى الصفوية والسلام مع الصهيونية ، وهذه التوافقات الإخوانية الصفوية الصهيونية ليست وليدة اليوم ، بل لها تأريخ قديم منذ أن قام أعداء الأمّة بتأسيس " الإخوان " في الوطن العربي وتحديداً في مصر بقيادة " حسن البنا " ، لكنهم أظهروا وفاقهم للعلن وتحديداً بعد احتلال العراق وتهالك الموقف العربي ، حيث كانوا من قبل يتظاهرون بالعداء والتزام كل طرف بمذهبه ، فإذا ما اختار شاب عربي هذه الجماعة أو تلك وقع فريسة في فك الصهيونية العالمية ، وفي التفكير في أسباب التقاء هذين الحركتين الهدّامتين لوجدنا أنفسنا أمام ضرورة الكشف عن حقيقة نشأتهما حيث زرع الاستعمار البريطاني لبلاد فارس أُسراً هندية كالتي يزرعها اليوم في الخليج العربي ، ووظف البعض منهم لتلبيس الهندوسية لباس الإسلام في محاولة خداع السذج بطقوس ما أنزل الله بها من سلطان ، ناهيك عن الحقد الفارسي الأزلي للعرب والذي يمتد إلى تأريخ ما قبل الميلاد باعتباره الوارث المجوسي الذي يروي لنا التأريخ توافقهم مع اليهود ومنذ ذلك التأريخ وعبر السنين التي تلت بشواهدها على ذلك ، وهو ذات المستعمر الذي أسهم في تأسيس " الإخوان " وزرعهم في الجسد العربي ، ولا تخلو الساحة العربية من حركات زرعتها بريطانيا من خلال " لورنس العرب " ومجنده " محمد عبد الوهاب ، لاحظوا أن كل هذه الحركات تعلن جهاراً عداءها للقومية العربية ، ومحاربتها للأحزاب القومية في الوطن العربي ، وخاصة حزبي البعث العربي الاشتراكي والناصري ، واليوم نراهم في مقدمة الجهات التي تعمل لحساب أعداء الأمّة في العراق وسوريا واليمن وفلسطين وعموم الساحة العربية .

ومن وسائل الاستهداف العدائي للأمّة ، قطع كل وسائل التواصل بين شباب الأمّة واحتمالات اندماجهم فكرياً وعقائدياً ، فعمدت على تنويع المشاكل في البلدان العربية حتى يخلطوا الأوراق على الشباب ومنعهم من اتخاذ موقف موحد في التصدي للمشاكل المشتركة بينهم ، وألغيت كل النشاطات الشبابية والرياضية التي كانت تجمع شباب العرب في محافل سنوية ومتعددة على ساحة بلد عربي واحد ، وانسحب الخلاف السياسي العربي على حركة الشباب وتصرفاتهم ، فصار هذا الفريق ( العربي ) يمزق راية الفريق العربي الخصم ، ولا يعنيهم أن هذه الراية الممزقة هي جزء من تكوين وطنهم العربي الكبير ، وأما السِباب والشتم على صفحات التواصل الاجتماعي ، فحدث ولا حرج ، وتأثراً بالضغط الحكومي فقد بات دور اتحاد الشباب والرياضة العربي مهمشاً لا يقوى على جمع شبابنا العربي في كرنفالات قومية .

سادساً : في مجال المجتمع .
نشط أعداء الأمّة في تخريب العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية من خلال بثهم للسموم الفكرية التي نالت من الأسرة العربية مأربها ، ولنبدأ كذلك ببعض الأسئلة التي سنجد جوابها بين ما سيليها من الإسهاب ، والأسئلة هي :

• لماذا الأيدي العاملة في العديد من الدول العربية وخاصة الخليجية ، هي ، هندية ، أفغانية ، فلبينية ، وصينية ؟ .
• ما هو دور الأفكار الطائفية في تفكيك مقومات الأسرة العربية ؟ .
• لماذا انحرفت التربية المدرسية وفقاً لهوى السلطة الحاكمة ؟ .
• لماذا تراجعت التربية البيتية في نشأت أبنائها ؟ .

لعل من الأمور التي كانت تؤثر في نشأت الجيل الجديد وأهما ، هي ، التربية البيتية والتربية المدرسية ، حيث كان النشئ ينبت وطنياً وثورياً كأمر طبيعي وأثر منقول عن الآباء والمعلمين ، وعندما دُفع بالآباء والمعلمين إلى معاناة شظف العيش ثم مصادرة عقولهم وإشباعها بالجانب المادي سيكون من الطبيعي إفراغهم من المعنى الروحي في مفاهيم الوطنية والثورية فيهم ، فشاعت حالة التسيب الأسري والتعليمي وعدم السيطرة على تربية الأولاد ذات التربية التي كانت تصنع منهم رجالاً يُعتمد عليهم في بناء صروح بلدانهم ووطنهم العربي الكبير .

ومن تلك الأسباب الهدّامة التي أوجدها أعداء الأمّة في مجتمعاتنا العربية وخاصة الخليجية منها ومن خلال حكام ( العرب ) الذين سخرهم أعداء العروبة لضرب وتدمير كل ما ومن هو عربي ، وشل قدرة المجتمع على البناء والنهوض ، هي الحاجة المفتعلة إلى عمالة أجنبية مفروضة لتنحرف بالمجتمع وتربية نشئه إلى الحالة الرذيلة بل وحتى مستوى الجناية فيها ، وكيف يكون النشئ الذي تربيه ويربيه هندية أو فلبيني ؟ ، وكيف سيكون الولاء في إعمار البلد والنهوض به على يد أجنبية دافعة بشباب البلد إلى البطالة والاتكالية والبعض منهم إلى انحرافات الترف والعيش الأهوج ؟ .

وبسبب الفراغ الفكري وانشغال الناس بالهرولة بحثاً عن أسباب ديمومة معاش حياتهم ، وبعد أن كان المجتمع العربي متمازج ومجسد للوحدة الوطنية ، تمكنت الصفوية الإيرانية من بث سمومها الطائفية في المجتمع لتحيله إلى شقاق متناحر بين أبناء البلد الواحد ، وبعد الاندماج والتعايش الوطني صار المجتمع العربي يتقاتل فيما بينه بدواعي " الدين " والطائفة والمذهب ، فانقطعت صلة الأرحام ونسفت معاني الجيرة ، ودمرت معاني القربى ، فتحول المجتمع العربي إلى شعب يُعادي نفسه ، مشغول بالاقتتال تاركاً أعداء الأمّة يقرضون أرضه شبراً بعد شبر ، تُركت مفاهيم روح الإسلام بمفاهيم وشعارات " إسلامية " مزيفة لا تمت إلى جوهر وحقيقة الإسلام في شيء ، وهنا أيضاً ، لابد أن تكون لنا عودة إلى دور الشباب في هذا الأمر الطائفي ، فإن انقطاع الشباب فيما بينهم قد كرس زرع هذه الفتنة في جسد الأمّة ، فلو كانت هناك مراكز وأندية شبابية يجتمع الشباب فيها ويتم تثقيفهم وتوعيتهم بخطر المد الصفوي في مجتمعنا العربي لكان هناك ضمانة أكيدة في تصدي المجتمع إلى هذه الفتنة الكبيرة ، ولقُبرت كل محاولات الأعداء في نشر الأفكار الطائفية في الجسد العربي .

إن الفتنة الطائفية أُيقظت فارسياً وبدعم أمريكي وصهيوني ، وذلك من خلال تمكين طائفة على غيرها ودفعها باتجاه الانشقاق الوطني فتزرع الفرقة بين أبناء الوطن الواحد والعقيدة الواحدة حتى يصلوا بهم إلى حد الاقتتال ، وهناك شواهد كثيرة بسببها تداعت البلدان ومنها ما جرى ويجري في العراق واليمن وسوريا ، وهناك أقطار عربية أخرى مرشحة لذلك مثل مصر وتونس والجزائر وليبيا .


الفصل الثاني
طرق التصويب


أسئلة كثيرة تظهر حقيقة ما تعانيه الأمّة من تراجع وعمق استهدافها من قبل أعداء العروبة ، فهل ما زالت فينا الهمّة لتصحيح هذه المسارات وننقذ أمّتنا من التدمير ونلملم أشلاءها ؟ .

عندما ننتقل من التنظير إلى التفعيل ، فبالتأكيد سنحقق قفزات نوعية على طريق التحرر والخلاص الوطني ، فالأمّة العربية لا زالت تتنفس ولا زالت خصبة ولن تُعْقَم ، ولا يزال فيها رجال أولوا بأس شديد منهم العاملون كالذي نراه في فعل المقاومة العراقية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ، أو أولئك الرجال على أرض اليمن وتراب سوريا وهم يقارعون الطغيان السلطوي والارتداد الوطني ، ومثلهم موجود في عموم وطننا العربي ، ومنهم من ينتظر الفرصة للنهوض ، والبعض الآخر ينتظر تعاضداً جماهيرياً للوقوف قومياً وعربياً ، فبذرة العروبة موجودة تحتاج للسُقيا ومداراة الإنبات الحسن ، وإشعاع الفكر القومي موجود يحتاج إلى تجسيد أكبر على أرض الواقع وتحد كبير في ذلك للنظام الرسمي ( العربي ) المسخر باتجاه ضرب الأفكار القومية ودعاتها .

ونرى في طرق تصويب واقع حال الأمّة وانحرافات ساستها الذين تحولوا إلى معاول بيد الأعداء في تخريب أمّة العرب ، أن ذلك يتحقق بما يلي :

1. العمل بين الجماهير بقوة وهذا هو جل واجبات المثقفين الثوريين ، والعمل على توعية الشارع العربي وتحصينه من الغزو الفكري الهدّام بما فيه الفتنة الطائفية .

2. إنشاء مجلس جهادي من علماء الدين العاملين الخُلّص ، والترويج لهم في الأوساط الجماهيرية باعتبارهم المرجع الصحيح والمضمون في الأخذ عنهم فيما يتعلق بالمفاهيم المتضاربة التي استحدثها الأعداء في جسد الأمّة ، ويكون هذا المجلس مبني على حقيقة وجوهر الدين الإسلامي الموحدة بعيدة تماماً عن أية طروحات فيها شبهة طائفية .

3. تقديم الميسورين أصحاب الأفكار الثورية الوطنية والقومية إلى تصدر الفعاليات الشبابية والاجتماعية من خلال تأسيس المراكز والجمعيات والأنشطة الاجتماعية والشبابية والرياضية عربياً والعمل على جمع الشباب العربي والأُسر العربية في مهرجانات داخلية وكذلك خارجية إن اقتضت الضرورة .

4. تنمية الروح التكافلية والتعاونية في المجتمع العربي من خلال إنشاء الجمعيات التعاونية ومنظمات إغاثية عربية تعمل وبالتكافل الجماهيري على تقوية الروابط المجتمعية بين أبناء البلد الواحد في إطار الإشراف القومي الموحد .

5. حث الشباب على التثقيف العام والتركيز على الجانب الثوري منه ، وإقامة المهرجانات على المستوى العربي والدولي لأنشطة الشباب الفكرية وكذلك تفعيل برامج المنافسات الأدبية والفكرية والعلمية من خلال الاستعانة ببرامج تلفزيونية أو غيرها .

6. حث الجماهير على مقاطعة منتجات دول الأعداء وتشجيع المنتج المحلي والعربي .

7. إعداد برامج توعوية موجهة لأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال على ضرورة توظيف الأيدي العاملة العربية بدلاً من الأجنبية ، والترويج للمتعاونين في ذلك من خلال وسائل الإعلام كتكريم مستحق لهم ، وفضح العازفين منهم وحث الجماهير على مقاطعتهم .

8. مقاطعة مصالح أصحاب القرار ( العربي ) التجارية ، وفضح تخاذلهم وتواطأهم مع أعداء العروبة .

9. فضح الأحزاب السياسية المغطاة بعباءة الدين وتعرية أهدافهم الخبيثة وارتباطاتهم المشبوهة ، وهذا سيكون جزء مهم في واجبات " مجلس العلماء " المقترح في الفقرة ( 2 ) من الباب الثان ، الفصل الثان .

10. دعم الأحزاب القومية والثورية والثابتة على مبدئيتها ونهجها الثوري على الساحة العربية ، ومنها وأهمها ، حزب البعث العربي الاشتراكي ، باعتباره الصوت الثوري والمعبر الحقيقي عن تطلعات الجماهير العربية في التحرر والخلاص الوطني وتحقيق التفاف جماهيري قوي معه والتصدي لكل محاولات الأنظمة الحاكمة في ضربه وتصفيته بتوجيه من أعداء العروبة .

11. نشر المفاهيم الثورية بين الجماهير وخاصة تلك التي يتبناها فكر حزب البعث العربي الاشتراكي ، والرقي بالأخلاق العربية وسمو المعاني الروحية ، وذلك كله هو في صلب التكوين الشخصي للبعثي المنضبط .

12. التثقيف برمزية وقيادة الرفيق المجاهد ، عزّة إبراهيم الدوري ، في الوسط الجماهيري العربي باعتباره قائداً لأنقى وأصدق فكر ثوري يهدف إلى وحدة الأمّة وحرية الجماهير وتحقيق العدالة الاجتماعية للمجتمع العربي وتحقيق مقومات العيش الرغيد والآمن لكل الجماهير العربية ، وأيضاً من خلال إظهار مآثره للناس في وقفته الجهادية ضد المحتلين الغزاة وعملائهم في العملية السياسية في العراق ، ومآثره في بناء العراق قبل الاحتلال جنباً إلى جنب مع رفيق دربه القائد الشهيد ، صدام حسين المجيد ، ورفاقه الأبرار الميامين .

13. حث الشباب العربي في المهجر على العودة إلى بلدانهم التي لا تزال تتمتع بشيء من الأمن والاستقرار والاندماج في المجتمع ثورياً وبأعلى مراتب الروح الوطنية .

14. إقامة المهرجانات والندوات الثقافية الجماهيرية التي من شأنها تقوية الأواصر الاجتماعية بين أبناء البلد الواحد ، وبين أبناء الأمّة العربية قاطبة .

15. إنشاء برامج في الإعلام المرئي والمسموع من شأنه توعية العسكريين واستنهاض الهمة فيهم باتجاه الضغط على الحكومات المتخاذلة في العودة إلى حقيقة وفاعلية الجيش العربي وتفعيل دوره عربياً ومحلياً ، والدفع به ليكون الفاعل الرئيسي في تغيير واقع الحال العربي المتردي .

16. ولأن إنشاء القنوات الفضائية الثورية محظور إقامتها وتحاربها الأجهزة القمعية للسلطات المأجورة في وطننا العربي ، فإنه من المهم التوجه وبشكل مكثف في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الـ ( YOUTUBE ) وغيرها ، وإنشاء المواقع على شبكة الانترنت ، وذلك في نشر الفكر الثوري وتثقيف الجماهير ، والعمل على إيصال هذه الأنشطة إلى كل بيت عربي ، ومن المهم تشكيل لجان ذي خبرة في هذا المجال وخبرة إعلامية قادرة على كيفية صياغة الخبر والمادة الثقافية وترويجها بين عامة الشعب ، فلو تقدم كل ثوري عربي بصفحة واحدة على شبكة الانترنت أو صفحة شخصية على موقع " جوجل بلص " ، أو قناة على ( اليوتيوب ) ، فإن ذلك سيحقق انتشاراً كبيراً للثقافة الثورية ومناهج كبيرة في توعية الجماهير ، وعلينا أن نعلم وندرك تماماً أن أعداؤنا يستخدمون هذه الوسائل في بث سمومهم الفكرية .

17. فضح رموز العمالة المروجون للطائفية والمشاريع الاستسلامية بشخوصهم ومقاطعتهم سياسياً واجتماعياً واقتصادياً .

18. مقاطعة القنوات الفضائية التي تساهم في حرف الشباب عن وطنيتهم وتلك التي تدعم الأفكار الطائفية في وطننا العربي .

إن ما تقدم من فقرات التصويب إنما تعني وقفة جماهيرية حاشدة باتجاه العمل الوحدوي الثوري من شأنه قلب طاولة مخططات الأعداء وأعوانهم عليهم وتصويب الجهد الثوري الجماهيري باتجاه التصدي الفاعل والمقتدر لكل الأساليب التي يستخدمها أعداء الأمّة في ضرب وتدمير وشل القدرات العربية ، وفقرات التصويب آنفة الذكر إنما هي خطوات مهمة على طريق الوحدة والحرية والاشتراكية ، الاشتراكية العربية التي من شأنها تتحقق العدالة الاجتماعية لسائر مجتمعنا العربي .

إننا إذ نضع هذه الدراسة بين أيديكم إنما أردنا توضيح الحقائق وتهيئة السبل الكفيلة في التحرر والخلاص الوطني الذي أصبح هاجس الناس وتتوقهم لبلوغ حال انتعاش الأمّة وعودتها إلى الخيرية التي أنشأها الله وأقامها بها ، وتجسيد تأريخها المجيد باعتبارها أمّة قائمة بالوسطية وشاهدة بين الأمم ، حيث وأن ذلك كله يقع أمانة في أعناق كل من ادعى العروبة ، ولا يدرك جل حقيقتها إلا الرجال الرجال أهل الثبات العقائدي والمنهج الثوري القويم .

والحمد لله ربُّ العالمين .

مجموعة فرسان البعث العظيم
منيرة أبو ليل – الأردن
عبد الله الحماطي – اليمن
جومرد حقي إسماعيل – العراق
 





الخميس ١٦ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أعداد : مجموعة فرسان البعث العظيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة