شبكة ذي قار
عـاجـل










المعروف .. أن العلاقات الأمريكية العراقية تتسم بالدعم السياسي والأمني والعسكري .. والمعروف أيضا أن قدرات حكومة إيران في بغداد محدودة من غير إمكانات وقدرات أمريكا الهائلة في التسليح والرصد والمناورات والعمليات والحركات الأستخبارية والفعاليات الجوية، التي تشهدها مناطق مختلفة من العراق وخاصة ( الموصل ) .. والمعروف أن التحالف الدولي – وهو إبتكار ( أمريكي إسرائيلي إيراني ) مشترك ينفذ سيناريو الأبادة على ارض العراق وسوريا ويشن طيرانه الحربي وصواريخه غاراته، التي اعترف بها وبلغت ( 42089 ) عملية قصف طالت العراق وسوريا .. وإن سلسلة المجازر التي ارتكبها طيران التحالف الامريكي ضد المدنيين كانت قد اعترفت بها قيادة التحالف الدولي بقيادة امريكا .. ورجحت أنها جاءت عن طريق ( الخطأ ) .. أرواح المواطنين بالآلاف تأتي عن طريق الخطأ ؟!

دعونا نناقش بهدوء هذا ( الخطأ ) :

- الجميع يعلم ان هناك تنسيق بين جهات استخباراتية وأمنية على الأرض، وبين غرفة عمليات الطيران الحربي للتحالف الأمريكي .. ومن المستحيل قيام الطيران الحربي بقصف أي هدف من دون معلومات أرضية إستخباراتية وإحداثيات دقيقة راصدة للهدف .. إذ من غير المعقول ان يقصف بيت او مبنى او مجمع او مؤسسة او مستشفى او جامعه او جامع من دون تنسيق استخباراتي مع جهات أمنية وعسكرية معنية بتنفيذ ما تم الأتفاق عليه في إدارة العمليات وإدارة الصراع .

- ولما كان التنسيق بين طيران التحالف والقوات الأمنية العراقية على الأرض يحكمه اتفاق مسبق , فهذا يعني أن هذه الجهات هي التي أعطت المعلومات وحددت الأحداثيات، بعد أن قامت بالرصد , ولما كانت هذه الجهات الأمنية على الأرض تتحكم بها إيران، فهذا يعني أن إيران قد أمرت جهاتها الأمنية في ( الحشد الشعبي ) لتقديم معلومات مضلله حول مواقع ( داعش ) .. ولكنها في الحقيقة هي تجمعات مواطنين عزل في ملجأ وفي مستشفى وفي مدرسة وفي جامع ، إلخ .- وليس هذا تبرئة ساحة أمريكا من جرائم قصفها للمدنيين العراقيين، إنما تأكيد الجرم التنسيقي المشترك بين أمريكا وإيران- .

- والهدف الأيراني له بعدان، الأول : قتل أكبر عدد ممكن من المواطنين العراقيين، وتهجير قسري للكثير منهم، وإفراغ المدن بتدميرها بهدف التغيير الديمغرافي، وتثبيت ( استحقاقات ) سياسية وعسكرية لما يسمى الحشد الشعبي بعد الأنتهاء من عمليات الموصل، والثاني : إن قتل هذا العدد الكبير من المدنيين العراقيين ودفنهم تحت الأنقاض من قبل قوات التحالف التي تقودها امريكا ( بسبب معلومات ايرانية كاذبة في شكل إحداثيات مبنية على معلومات مضلله ) ، سوف يتسبب بإحتجاجات تمهد لأضعاف الموقف الأمريكي وإحراج إدارة ( ترامب ) وإثارة حفيظة الشعب العراقي في هذا المرمى ضد أمريكا .. وهي سياسة إيرانية تسعى إلى الأنفراد بحكم العراق وبسط النفوذ الفارسي وسحب البساط تدريجيًا وبخبث من تحت أقدام الأحتلال الأمريكي .. والحشد الشعبي وقوى إيرانية أخرى في العملية السياسية، والقوى الأمنية التي يديرها الحشد الشعبي، المعنية بالتنسيق بين العمليات على الأرض وبين العمليات الجوية للتحالف لأرتكاب التحالف الدولي ( أخطاء ) هي في حقيقتها جرائم حرب ترقى إلى الأبادة الجماعية .

- ماذا يستفيد الشعب العراقي من الأعلان عن فتح ( تحقيقات ) بشأن المجازر؟ ولماذا لا تشارك الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الأنسان في هذه التحقيقات المزعومة؟ .. لقد شاهد شعبنا في العراق مئات المجازر ( فتحت ) بها تحقيقات ولم يلمس لها من نتائج منذ عام 2003 وحتى الوقت الحاضر؟ ، فما دام ( الحشد الشعبي ) الأرهابي التابع للحرس الأيراني موجوداً ومليشياته الأرهابية التابعة لأيران تنفذ أوامر القتل، فلن يعيش شعب العراق الأمن والأستقرار.

والتساؤل هنا .. هل أن التنسيق بين جنرالات أمريكا والجهات الأمنية العراقية في الحشد الشعبي كان متفق عليه في القتل، أم أن إيران أرادت أن تورط أمريكا بمجازر مروعة لأهداف سياسية رسمتها لتمددها، وبالتالي إسقاط امريكا في الفخ الفارسي أم أن المجرمين خططا على وفق حسابات الأصرار والترصد؟!





الثلاثاء ٧ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة