شبكة ذي قار
عـاجـل











 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

حزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
القيادة القومية


 

أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة      ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة    حرية    اشتراكية

 

في الذكرى التاسعة والخمسين لقيام الوحدة بين سوريا ومصر


أصدرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي البيان الآتي :

يا جماهير أمتنا العربية
إلى كل المناضلين على امتداد الوطن العربي الكبير

في مثل هذا اليوم لتسعة وخمسين سنة خلت، كانت أمتنا على موعد مع حدث تاريخي عظيم، أطلت من خلاله على جماهيرها وعلى العالم بحقيقة ما يختلج في ذاتها، عبر إطلاق أول تجربة وحدوية، جاءت استجابة لرغبة شعبية عارمة، كخطوة على طريق وحدتها الشاملة، وفي سياق بعث شخصيتها الحضارية، وتقوية موقعها في مواجهة الأخطار والتحديات التي واجهتها وهي تخوض نضالاً متعدد الأشكال ضد أعدائها على اختلاف مشاربهم ومواقعهم.

إن يوم الثاني والعشرون من شباط 1958، كان يوماً أغراً من أيام الأمة ،لأنه بتوقيته وسياقاته وأطرافه أعاد تصويب الوضع القومي العربي نحو الأهداف الأساسية للثورة العربية والتي لخصت بثلاثية الوحدة والحرية والاشتراكية.

والوحدة إذ وضعها الحزب في سلم الأولويات ومنحها الأرجحية المعنوية، فلأنه أدرك، بأن الوحدة هي مصدر القوة فيما التجزئة هي عامل الضعف. وهذه الحقيقة التي وعاها الحزب جيداً يوم صاغ نظريته النضالية،وعتها أيضاً القوى المعادية، ولهذا عملت على فرض واقع التقسيم الكياني والتي لم تكن اتفاقية سايكس بيكو إلا بداية التأسيس العملي لتنفيذ المخطط الاستعماري لتقسيم الوطن العربي، وإضعاف عوامل القوة والمنعة فيه، وبالتالي فرض السيطرة عليه وعلى مقدراته.

وإذا كان قيام الوحدة عام 1958، جاء في ذروة المواجهة بين المشروع القومي التحرري بركنيه البعثي والناصري، حيث كان إعلان الوحدة أحد أشكال الرد القومي على مشروع ايزنهاور وما سمي يومذاك "بحلف بغداد"، فإن الأمة التي كانت مهددة آنذاك من أطراف ذاك الحلف الاستعماري بقيادته الأميركية – ومتكاءاته الإقليمية وخاصة المتكأ الإيراني، هي اليوم مهددة من ذات الأطراف التي تبدلت مسمياتها ولم تتغير طبائعها، وأن إعادة ذاك الحلف القديم لإنتاج نفسه تحت مسميات جديدة ولذات الأهداف، يضع الأمة وقواها التحررية أمام تحد جديد، خاصة وأن قوى الحلف الجديد الصهيو-أميركي الفارسي، تعمل لخلق وقائع جديدة، تدفع بالواقع العربي للنزول إلى دون ما هو قائم.

إن التقسيم الكياني الذي رسمت خطوطه الجغرافية في سايكس بيكو، وما عطف عليها من وعود استعمارية وأبرزها وعد بلفور لتثبيت واقع تقسيمي على الأرض، تعمل القوى المعادية على جعل هذا التقسيم يتجاوز الحدود الكيانية لإسقاطه على المكونات المجتمعية وإعادة فرزها على أسس طائفية ومذهبية وعرقية لرسم حدود سياسية تكون بحدود تموضع الطوائف والمذاهب والعرقيات والتي تندرج عملية التهجير والتغيير الديموغرافي ضمن سياقاتها.

هذا المخطط الذي بدأ تنفيذه في فلسطين، ينفذ اليوم في العراق وسوريا واليمن، وهو ما كان ليصل إلى هذا المستوى من الخطورة لولا الدور الذي بات يؤديه النظام الإيراني في إطار تكامل الأدوار مع العدو الصهيوني والتحالف العدواني الذي قادته أميركا ضد العراق.

إن القوى المعادية للأمة ولمشروعها النهضوي، تأتلف اليوم في حلف غير مقدس للنيل من الأمة العربية وهي توظف قوى طائفية ومذهبية وتكفيرية مغرقة في ظلاميتها، لضرب وحدة النسيج المجتمعي، وهذه القوى ىسواء تلك التي تقدم نفسها تحت مسميات "داعش" بكل مشتقاتها أو ما يسمى "بحشد شعبي" بكل مكوناته ومن يرتبط بمركز التوجيه والتحكم الإيراني، إنما هي وجهان لعملة واحدة وهي إفرازات العدوان الذي تتعرض له الأمة العربية في فلسطين والعراق وسوريا وكل أرض عربية مهددة بهويتها القومية.

من هنا، فإن مواجهة هذه القوى المعادية التي تتوغل في العمق القومي من خلال واقع التجزئة، تتطلب حشداً للقوى العربية ولكل إمكانات الأمة للتصدي لهذا الأخطبوط المعادي الذي يسعى لغرز مخالبه في الجسم العربي. وإذا كانت القوى المعادية تتلاقى في أدوارها للنيل من الأمة بوجودها وتاريخها وهويتها، فالأجدى بالأمة أن تتوحد قواها التحررية للرد على المخاطر التي تتهددها.

إن القيادة القومية إذا تشدد وتؤكد على ذلك فلإدراكها بأن الأمة العربية تملك من الإمكانات ما يمكنها من أن تعيد الاعتبار لذاتها، وكل ما تحتاجه هو استعادة الثقة بذاتها، وإيمانها بأنها قادرة على حماية نفسها بالاستناد إلى المقدرات الكامنة في ذاتها.

وعلى هذا الأساس فإن الأمة هي اليوم بحاجة إلى قرار تاريخي يكون على مستوى التحدي القومي، كقرار إعلان الوحدة، وقرار انطلاق ثورة فلسطين وقبلها ثورة الجزائر، وقرار إسقاط حلف بغداد، وقرار تفجير ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز، وقرار تأميم النفط، وقناة السويس وقرار حظر النفط والغاز عن الدول الغربية في حرب تشرين 1973 كما قرار العراق والسعودية بقطع العلاقات مع كل دولة تنقل سفارتها إلى القدس المحتلة، وقرار التصدي للعدوانية الفارسية والذي توج بإعلان الانتصار في 8 آب / 1988م وقرار خوض المنازلة الكبرى في أم المعارك، وقرار مواجهة العدوان والغزو والاحتلال وإطلاق مقاومة وطنية عراقية شاملة دحرت المحتل الأميركي، وتقاوم المحتل الإيراني وكل إفرازات العملية السياسية.

إن هذه القرارات القومية وهي على سبيل المثال لا الحصر هي شواهد حسية على أن الأمة عندما تعقد العزم وتمتلك إرادة التقرير، تستطيع أن تفرض نفسها كحقيقة موضوعية وتجعل أعدائها يدفعون أثماناً كبيرة في كل مرة يحاولون النيل من الأمن القومي العربي، في فلسطين كان الأمر أم في العراق واليمن والأحواز وسوريا والخليج العربي وكل أرض عربية مهددة بالغزو بالاحتلال.

يا جماهير أمتنا العربية،
أيها المناضلون العرب في خنادق المقاومة والمواجهة
إن حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي يستحضر ذكرى الوحدة بين مصر وسوريا، وهو أحد صانعيها يدعو جماهير الأمة وقواها الحية، قواها المقاومة للصهينة والفرسنة والامركة والتكفير الديني والترهيب السياسي، لأن تستلهم معاني الوحدة ودلالاتها، وأن توجه بوصلة عملها نحو ولوج طريق الوحدة عبر اعادة الاعتبار للخطاب الوحدوي وتوفير الدعم والاحتضان لقوى الثورة العربية ومقاومتها في فلسطين والعراق والأحواز، وتقديم الدعم السياسي والمادي للمشاريع السياسية التي ترتكز على قاعدة مقاومة العدوان الأجنبي دولياً كان أم اقليمياً وحماية الهوية القومية، واعتبار الحلول السياسية التي تحمي المقومات الوطنية وتعيد هيكلة الحياة السياسية على قواعد الديموقراطية والتعددية السياسية وإعادة تأهيل المجتمعات تأهيلاً وطنياً شاملاً ضمن رؤية قومية في سوريا واليمن وليبيا هي الأساس في تحصين الأمن الوطني والمجتمعي واستطراداً الأمن القومي العربي.

إننا ندعو للوحدة لأنه من خلالها تستعيد مصر العروبة دورها القومي ،وتستعيد سوريا عروبتها،ويستعيد السودان وحدته.

ندعو إليها لأنه بالوحدة يختصر الطريق لانتصار المشروع الوطني في العراق ببعديه التحريري والتوحيدي،ويتوفر العمق القومي لثورة الأحواز ،ويصبح هدف تحرير فلسطين أقرب منالاً.

ندعو للوحدة لأنها تحمي عروبة الخليج العربي من مخاطر الفرسنة ومن سطوة القواعد العسكرية الأجنبية ،ويعود المغرب العربي ليصبح أكثر انشداداً لقضايا النضال القومي وقضايا تحرر الأمة من التخلف والارتهان

ندعو للوحدة كي نصون أمننا القومي ونحقق استقرارنا ونوظف امكاناتنا البشرية والمادية للنهوض بالأمة
وعليه فلتتوحد الجهود الشعبية في إطارات منظمة لتفعيل النضال الجماهيري وصولاً لبلوغ أهدافه في التحرر والتقدم والوحدة.
وليعد الاعتبار لشعار الوحدة العربية، ويترجم بخطوات عملية للرد على أعداء الأمة من خارجها وداخلها، وليكن البعثيون طليعيون في نضالهم الوحدوي كما في نضالهم في مقاومة الاحتلال ولإقامة مجتمع العدالة والمواطنة وتكافؤ الفرصة.

ولتكن ذكرى الوحدة بين مصر وسوريا، مناسبة يتم إحياؤها باعتبارها واحدة من المحطات المضيئة في التاريخ العربي.

التحية لمناضلي الحزب على امتداد الوطن العربي وعلى رأسهم القائد المناضل الأمين العام للحزب الرفيق عزة ابراهيم
التحية للأسرى والمعتقلين والحرية لهم
التحية لشهداء الأمة وقادتها القوميين التاريخيين وعلى رأسهم القائد المؤسس الاستاذ ميشيل عفلق رائد التجربة الوحدوية ،والقائد الشهيد صدام حسين
التحية للقوى الوطنية والقومية التقدمية والديمقراطية
وتحية لفلسطين وثورتها، والعراق ومقاومته، والأحواز وانتفاضتها،ولجماهير الأمة في حراكها الشعبي السلمي الديمقراطي ضد نظم القمع والاستبداد والارتهان للخارج الدولي والاقليمي
وعهداً على النضال لتحقيق أهداف أمتنا في الوحدة والحرية والاشتراكية


القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في  ٢٢ / شبــاط / ٢٠١٧





الاثنين ٢٣ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة