شبكة ذي قار
عـاجـل










اجبنا في الجزء الاول من هذا الموضوع على التساؤل المهم - من نحن .. ؟ واوضحنا ايضا ما هي رسالة حزب البعث العربي الاشتراكي بناء على شعاره ومبادئة ومنطلقاته النظرية وممارساته النضالية . واستكمالا للموضوع اليوم نجيب على السؤال الاهم ماذا نريد .. ؟؟ لكي تكمتل الصورة التي رسمها وتميز بها حزبنا عن باقي الاحزاب السياسية التي انئشت في حياتنا العربية .؟ نقول شكلت ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي تحول نوعي في تاريخ امتنا العربية . واصبح المسار الذي حفل بزخم نضالي على مدى اكثر من ستين عاما .لقد عبر حزب البعث العربي الاشتراكي ,بمنطلقاته وممارساته , بصدق وواقعية عن تطلعات الجماهير العربية و من خلال : -

أول : النضال الدؤوب نحو القضاء على التخلف والتجزئة التي تعاني منهما الامة العربية .

ثانيا : خاض منذ تاسيسه وحتى يومنا هذا نضالا صلبا على الصعيدين القطري والقومي مما العب مشاعر الجماهير واستقطابها فتخلص من عقبات التامر والخيانة واردة . ولقد اعطى الحزب لامتنا العربية انجازات ضخمة وطنية وقومية ارتقت الى ذروة الريادة النضالية واصبح الرئيس الشهيد صدام حسين الامين العام للحزب رمزا للنضال العربي والعالمي في مقارعة الامبريالية والصهيونية والعنصرية وكل المشاريع الطائفية والتدميرية للامة العربية .

ازاء ما تقدم ونحن في خضم نضالنا الدؤوب والمستمر من اجل تحقيق الاهداف التي بلورها حزب البعث العربي الاشتراكي وصاغها والتزمت الجماهير بالنضال من اجل تحقيقها .فان عظمة تلك الاهداف وجلالها تشير الى عظمة الجماهير وقوة فعلها وصلابة مواقفها واصالة توجهاتها .. وفي هذا الاطار نطرح السؤال .. اذن ماذا نريد .. ؟ زماهو الاطار العام لنضال حزب البعث العربي الاشتراكي في سنوات نضاله المستمرة . وما هو الاساس الصحيح لتحديد المهات وتعيين التوجهات لمرحلة قادمة ليست اقل صعوبة او أبسط تعقيدا من مرحلة خاض حزب البعث العربي الاشتراكي غمارها وخرج منها اكثر صلابة وقوة .؟؟

ومن الطبيعي ونحن نعيش مرحلة قاسية من مسيرتنا النضالية الطويلة باتجاه تحقيق الاهداف الكبرى التي أرتضتها الجماهير العربية صورة لمستقبل مشرق . واعتمدتها محرضا لنضالها الدؤوب وغاية لتوجهاتها الدائمة .. علينا ان ننطلق قبل كل شيء الى توضيح السمات العامة لوضعنا وواقعمنا الراهن . بغية تحديد المهام الاساسية والتوجهات الرئيسة لنضال الامة العربية ؟ لذلك نقول ان اهم سمات نضل حزب البعث العربي الاشتراكي في هذه المرحلة هي :

1- التلازم الدينامي بين اهداف الحزب اساس الممارسة النضالية ومحورها الرئيس . اي بمعنى { تحقيق هدف معين يعتبر دفعا جديدا لمتابعة النضال نحو تحقيق الاهداف الاخرى }.

2- النشاة الجماهيرية والتكوين واعتماد العلمية والثورية اساسا عقائديا تتطور بالاستناد الى المسير النضالية للحزب . جعلت من حركته ونضاله تعبر عن واقع الحياة التي تحيط به وبالامة العربية . وتنطلق من هذا الوقع باتجاه وضع الحلول المناسبة لتغير بنيته نحو واقع افضل .

3- عبر حزب البعث العربي الاشتراكي عبر مسيرته النضالية المستمرة عن حقية القومية التقدمية للامة العربية , الحقيقة التي شكلت في الماضي اساس صمود جماهير هذه الامة في وجه الغزوات الاستعمارية . وتشكل اليوم اساس الانطلاقة الجديدة نحو صد هجمات التامر ومشاريع التفتيت والتمزيق التي تقودها قوى الهيمنة العالمية والصهيونية والاطماع الفارسية البغيضة .

4- كان ولايزال نضال حزب البعث العربي الاشتراكي فعالا وخلاقا ترك بصمات واضحة على كل تغيير نحو الافضل. أرتقت اليه أمتنا العربية في تاريخيها المعاصر .

5- يعد نضال حزب البعث العربي الاشتراكي العامل الاهم في تكوين الوضع النضالي الراهن الذي وصلت اليه الثورة العربية وفي تشكيل اسس المرحلة المتقدمة , مرحلة التحدي والصمود والمثابرة التي تعيشها أمتنا العربية بجماهيرها وقواها الطليعية المناضلة .

اكدت التجربة الثورية والممارسة النضالية لحزب البعث العربي الاشتراكي القدرة الفذة على اكتشاف امكانات الجماهير وطاقاتها التي تصنع التاريخ , وعلى توظيف هذه الامكانات باتجاه تحقيق الاهداف القومي الكبرى .. هنا نؤكد حقيقة ثابته هو عندما نجابة الامبريالية والصهيونية والمشاريع الطائفية والاطماع الاجنبية , لايعني اننا نمتطي المستخيل بل . يعني اننا نكشف امكانات هذه الامة وقدرتها ونضعها ضمن الاطر الصحيحة الهادفة ونجندها باتجاه (( خلق واقع عربي موحد متقدم مستقل )) .
وهنا يحق لمناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي ان يفخروا بان حزبهم كان دائما قادرا على القيام بعملية اكتشاف امكانات هذه الامة وتوظيفها واستخدمها في النضال القومي من اجل تخقيق الاهداف التي تمثل صورة مستقبل الامة العربية ومصيرها . من هنا فان تاسيس حزب البعث العربي الاشتراكي يمثل نقطة وقوف قومية تلتف حوله وتخضنه مشاعر كل مناضل بعثي , وكل عقل عروبي مقاول رافض للواقع العربي المريض والمكرس من قبل قوى الامبريالية والصهيونية والتخلف في الوطن العربي . لذلك فان حزب البعث العربي الاشتراكي يعد موحدا للوجدان العربي وتعبير حيا لتطلع الجماهير العربية في استكمال لذاتها , واردتها في كيان عربي اشتراكي موحد . يحتض الشرفاء والكادحين من هذه الامة . ولا يفرط أو يساوم بالامانة التاريخية في وحدة الارض وحريتها . وحرية مواطنيها . على ارضية الرخاء الاجتماعي وعدالة التوزيع للثروة القومية .

- ماهو نهجنا وتصورنا في تحقيق مانريد .. ؟

ان نهجنا وتصوراتنا وقيمنا في تفعيل رسالتنا . وتحقيق اهدافنا التي تسعى الى توحيد الامة وتحقيق تقدمها وتطلعاتها الانسانية . وضبط حركة ايقاع خطوتنا في مسيرة النضال العربي القومي والقطري. وبلورة هويتنا القومية التقدمية وفق مطلقاتنا الفكرية والنضالية . اجل نهجنا وتصورنا وقيمنا التي نؤمن بها ونلتزم بها . من اجل تحقيق مانريد . نعرضها بشكل مختصر ومحدد على النحو الاتي :

اولا : - بعض مطلقات رؤيتنا تجاه امتنا العربية .

تؤكد ادبيات حزب البعث العربي الاشتراكي بشكل ثابت ويقين بان الامة العربية في – مرحلة ثورة وانقلاب - وهذا التاكيد لم يكن وليد اليوم او هذه المرحلة بل منذ تاسيس الحزب كان هذا التاكيد الذي نرى اليوم ملايين من الشعب العربي تتجاوب مع هذه الحقيقة الثابته . في ظل هذا التاكيد فان حزب البعث يرى : -

1- ان الامه العربية بدأت صفحة جديدة . صفحة الثوار والمناضلون الشجعان الذين يجابهون المعضلات ببرودة العقل ولهيب الايمان ويجاهرون بافكارهم ولو وقفت ضدهم كل القوى الامبريالية والصهيونية والرجعية واصحاب المشاريع الطائفية والاطماع التوسعية . هؤلاء هم الذين يفتحون (( عهد الطولة )) كما يؤكد القائد المؤسس رحمه الله

2- ان حزب البعث العربي الاشتراكي حزب ثوري والبعثيون ثوريون يدعون الى شكل جديد للمجتمع العربي فيه الخير وتحقيق السعادة . والضمانة لتحقيق ذلك هو الشعب العربي الذي يعاني الظلم والضعف والتجزئة في حين يرى البعث ان الشعب العربية يمتلك الامكانات التي تؤهله ان يحقق المجتمع السعيد .

3- يرى حزب البعث العربي الاشتراكي ان هذه الأمة , تنظر من جهة الى ماضيها ومن جهة أخرى الى حاضر غيرها، فماضيها مجيد عظيم وحاضر غيرها كذلك. وكما أنها لا تستطيع تجاهل ماضيها وصم سمعها عن ندائه، فهي كذلك لا تستطيع التعامي عن حاضر غيرها من الأمم التي تحيط بها وتؤثر في مصيرها بشتى الطرق.

4- يعتقد حزب البعث العربي الاشتراكي الدافع الرئيسي لنشاته هو الشعور بالضرورة التاريخية، فالمجتمع العربي يقف اليوم على مفترق الطرق. وهو اما ان يستمر في الطريق الذي يسيّره فيه قادة السياسة الحاضرة، الذين يرضون بالواقع الفاسد ، ويحكمون هكذا على الأمة بأن تبقى متأخرة مهملة الوزن في العالم، واما ان يوقف العرب هذا التدهور بنتيجة تحول عنيف، واستجماع للإرادة، ووعي الإمكانيات الحقيقية الكامنة، فيسيروا في طريق جديد صاعد، يستمدّ قيمه وأحكامه وغايته من خصال العربي الاصيل، ومبادئ الرسالة العربية المتعالية على الواقع ونسبية أحكامه. هذا الطريق الجديد يقتضي ظهور قيادة جديدة تمثل جوهر الشعب لا ظاهره، ومستقبله لا حاضره.

5- يؤمن حزب البعث العربي الاشتراكي بنبل الشعب العربي وطيب عنصره وغنى مؤهلاته، وبأنه قادر على تحقيق نهضة عربية جديدة تكون مثالاً في الخلق الكريم والحيوية الدافقة والتقدم السليم اذا تولت أمره قيادة صالحة تكسب ثقته وحبه واحترامه، وتبعث فيه حماسته الدفينة ومواهبه الراقدة.

ثانيا : - موقع الاخر في رؤيتنا ونهجنا .
منذ نشاة حزب البعث العربي الاشتراكي كان موقفه من الأحزاب السياسية الاخرى،

فانه لا نرفض فكرة التعاون معها، ولكنه قيد ذلك التعاون بجملة تحفظات وشروط تجعل مجال تطبيقها محصوراً في نطاق بعض الأحزاب دون البعض الآخر، ومقتصراً على بعض الحالات العامة التي يكون فيها التعاون ضرورة قومية. وتفصيل ذلك ان حزب البعث العربي الاشتراكي يؤكد لا تعاون مع الأحزاب التي تقوم في أساس تشكيلها على ارتباط أجنبي وعلى فكرة مخالفة للقومية العربية. أما الأحزاب الأخرى فإن حزب البعث يحكم عليها بمقياس قربها وبعدها من خدمة الامه وتحقيق تقدمها .. إذن حزب البعث العربي الاشتراكي لا يقبل بالتعاون مع الأحزاب التي تماثل المجموعة القائمة على خدمة الاجنبي او في التهاون بالمبادئ والاهداف الوطنية، وفي سياسة الإنتفاع. وحزب البعث العربي الاشتراكي يرمي من وراء هذا الموقف الى غايتين :

الاولى : هي الارتفاع بالتربية القومية بالترفع عن سياسة الاحقاد الشخصية والتنافس على الجاه والمنافع الذي يبلغ حد التضحية بالمصلحة القومية والإستعانة بالاجنبي على الخصوم من أبناء الوطن.

الثانية : هي إيجاد الوسيلة الصحيحة لإنقاذ البلاد من محترفي السياسة الذين يتلاعبون بمصالح الوطن. وفي اعتقاد حزب البعث العربي الاشتراكي ان الكذب لا يحارب بالكذب، والنفعية بنفعية مثلها، والوطنية الضعيفة بالخيانة اوما يشبهها، يزالون يتجاهلون هذة الحقيقة او يقصرون عن ادركها .

يتبـــــــــــــــــــع ...





الاربعاء ١٨ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة