شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى )

في هذا اليوم الخالد، تحل الذكرى 8 شبــاط عروس الثورات ، والبعث يخوض معركته العادلة المشرفة دفاعا عن أرض العراق وسيادته ودفاعا عن سيادة الأمة العربية، وعن شخصيتها القومية ووحدة مجتمعها في الحاضر والمستقبل ضد الاحتلال الصفوي الجديد وفي هذا اليوم المبارك نستذكر الولادة التاريخية لحزب البعث العربي الاشتراكي , ولادة الحزب العظيم مختلفة عن غيره من الأحزاب بسبب واقعية أفكاره واستجابتها لما تتطلع إليه الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج وهذا هو سر قوته كان القائد المؤسس قد أدرك منذ البدء أن الحركات التي تنشأ في مجتمع ما، إما أن تكون سطحية وقتية، وإما أن تكون جدية اصيلة.. وكلا النوعين لا بد أن يتأثر بظروف المكان والزمان المحيطة به. القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق ( رحمه الله ) في بدايات التأسيس ( إما ان نأتي بشيء مبدع وخطير، يقلب حياة العرب من الذل الى المجد ، ومن الانحطاط الى الرقي .. وإما ان تفشل محاولاتنا فشلا تاما، لن نعرف الحل الوسط" .. ) في بداية الاربعينات ظهرت كثير من الحركات السياسية بسبب الواقع العربي المتردي ولكن سرعان ما اختفت من الساحة العربية والعراقية كونها أحزاب لا تحمل مبررات نشؤها وأنها دخيلة على الواقع العربي أو إنها تعبير عن رد فعل لموقف معين أو إنها أحزاب سطحية أو إنها عالجت مصلحة فئوية ضيقة طائفية وغير طائفية في المجتمع . الرفيق المناضل صلاح المختار ( لقد نشأت احزاب منذ مطلع القرن العشرين لتعالج مشاكل الامة، فراينا احزابا قومية تدعو للوحدة العربية، لكننا اذا بحثنا في مضامين فكر هذه الاحزاب القومية سنجد انها اخفقت في التعامل مع المشاكل الاجتماعية كالفقر واختارت ان تناى بنفسها عمليا عن التعامل مع المشاكل الاجتماعية المعقدة وتركز همها على تحقيق الوحدة العربية، لهذا بقي هناك نقص جوهري كان الفرد العربي حينما يفكر بمشاكل الامة يشعر بالحاجة لسده وهو فقر الاغلبية الساحقة من العرب، وجاء الرد من الشيوعية التي طرحت نفسها كحزب هدفه الاساس القضاءعلى الفقر والفوراق الطبقية في المجتمع، واستبشر من كان يريد للفقر ان يزول بذلك خيرا لكنه اكتشف ان الاحزاب الشيوعية، وان كانت تتحدث عن ازالة الفقر، الا انها غريبة عن المجتمع العربي وقيمه الروحية والدينية، فهذه الاحزاب ملحدة من جهة، وذلك انحراف خطير بالنسبة للشعب العربي المؤمن لا يمكن تقبله، وهي من جهة ثانية اممية ترفض الوحدة العربية وتقفز من فوقها في دعوتها للاممية البروليتارية، اي وحدة الجزء الرث من الطبقات العاملة في العالم من مختلف الامم، لذلك فان المناضل العربي، الذي كان يتطلع لحزب يزيل الفقر لكنه لا يزيل معه الدين والروح والرابطة القومية، اصيب بخيبة امل ) .

النخبة الاولى من شباب البعث استطاعوا إن يستوعبوا الواقع العربي الرفيق المناضل صلاح المختار ( فالبعث جمع الصفات الثلاثة الضرورية للامة فيه، فهو اولا حزب قومي يتميز بان له تنظيم يشمل كل الوطن العربي ويعد الوحدة العربية شرطا لا غنى عنه لصعود العرب وتقدمهم وحصانتهم في عالم لا يعيش فيه الا القوي، وهو ثانيا حزب يؤمن بالله والاسلام بصفته روح القومية العربية وبدونه لا توجد قومية تحررية، وهو ثالثا حزب اشتراكي يريد ازالة الفقر والامية والامراض المزمنة بصفتها مصدر الشرور الاساسية في المجتمع. بهذه الهوية الفريدة المركبة من عدة سمات عبر البعث عن هموم الامة اصدق تعبير ولخص هويتها، وبها تميز عن كل الحركات والاحزاب العربية ).

من التأسيس الى اعلان ثورة تموز ( 21 ) عام من النضال كانت الفترة من التأسيس الى ثورة تموز المعتقلات والمطاردات كما يحدث اليوم أو أكثر زج برفاق البعث بتهم باطلة كانت المناداة بالعروبة في العراق جريمة يعاقب عليها بالقتل والاعتقال والتشريد . وكانت هناك حملة أشبه ما تكون بحملة ( اجتثاث البعث ) الحالية لتشويه البعث فكراً وسلوكاً وتنظيماً.. تعرض حزب البعث العربي الاشتراكي لحرب شعواء لم يعرف لها التأريخ مثيل ، وتواصل الهجوم على كل ما هو بعثي ولكن الجهاد الملحمي للمناضلين البعثيين ومجاهدي المقاومة قلب موازين المعادلة وهزم الفئات الشعوبية والعميلة والانتهازية . وكان لأهمية الايمان العفوي الفطري بعقيدة البعث لدى المناضلين البعثيين وما جسده ذلك الايمان من ممارسات نضالية وإقتحامية مًخلصة ترجح فيها الطابع الصُدامي والأقتحامي والجهادي .. ففي سنة 1959 شنت السلطات الدكتاتورية حملة قمعية شديدة ونفذوا سلسلة من الاعتقالات بحق شباب البعث واحالتهم الى المحاكم وسحلوهم بالشوارع وصلبوهم على اعمدة الكهرباء . وكان املهم التخلص من البعثيين وتنظيمهم . ولكن رغم كل ذلك القمع واساليبه القذرة في السحل والاغتيالات والبطش . يستفيقون وأذا بجدران بغداد والمدن العراقية مليئة بشعارات البعث ودعواته للوحدة وادانة الفوضى والعمالة . ويجدوا الشوارع العراقية والمدارس والجامعات مغطاة بنشرات حزب البعث فيجن جنون الطغاة ويزيدوا من حملة القمع ومع ذلك خرج البعث من تلك الازمة اكثر تنظيما وتلاحما. والموقف البطولي الذي أقدم عليه شباب البعث بمهاجمة سيارة عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد وامطروها بوابل من الرصاص لكن قاسم نجا بأعجوبة وتعرض البعثييون للمحاكمات والمطاردة والاضطهاد كما يحصل اليوم في ظل الحكومة الصفوية ، الا أن الحزب تمكن من اعادة تنظيم نفسه ليقود في 8 شباط من العام 1963 اول ثورة شعبية في الوطن العربي، وهي ثورة 14 رمضان التي قضت على حكم عبد الكريم قاسم وجوقة المزمرين .. أما انجازات البعث من 1968 الى 2003 معروفة فقد كانت يومية وآنية ولايخلوا يوما من منجز أو تطور في جميع الميادين وعلى كل الأصعدة، وتلك المنجزات هي الأجابة الوحيدة على من يسأل لماذا فعلوا هذا في العراق العظيم؟ ولماذا فقط العراق وليس غيره؟ وبالنسبة لي فأن أعظم منجز هو أرضاعنا الوطنية منذ نعومة أظفارنا.. ومنذ 10 نيســان 2003 أي بعد احتلال بغداد بيوم واحد و صهيل خيول البعث تدكوا حصون المعتدين , فالبعث تشرف بمنازلة اعتى واشرس قوة بالعالم واستطاع ان يذيق قوى الشر مرارة الهزيمة واستطاع ان يفشل خطط قوى الشر في ارضنا العربية ...

تحية لقيادة البعث والقائد عز العرب عزة ابراهيم واعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي ولكل الجماهير العربية وتحية خاصة للرفاق مفجرين ثورة 8 شباط وثورة 17 – 30 تموز المجيدة ، هؤلاء المناضلون الذين خبرنا نضالهم ووقفاتهم البطولية المشرفة .

عاش البعث ... عاش البعث ... عاش البعث
 





الخميس ١٢ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة