شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

1 - اللعبة في الشرق الأوسط ، لعبة كبيرة .. لها قواعدها .. والخطورة لا تكمن في اللعبة ذاتها ، بل في قواعد مفاتيحها من جهة ، وفي مضامين مشاريعها المطروحة منذ عقود وعقود من جهة ثانية.!!

2 - هل أن هذه المشاريع المتناقضة والمتقاطعة مشمولة بالتسويات ؟ وهل هي أصلاً قد تم إدخالها في صلب اللعبة أم أنها لا تشتملها لأعتبارات تجميد المسائل الرئيسية المعقدة وتيسير المسائل الثانوية، التي يمكن مناقشة تسوياتها.؟ أم أن الملفات الساخنة ليست لها علاقة بمشاريع المنطقة المعروفة والمكشوفة للجميع.؟!

3 - المشروعات الأقليمية ، ومشروع الشرق الأوسط الكبير .. هي في حقيقتها مشروعات جيو - سياسية تصادمية في أهدافها ووسائلها ومناهجها الفكرية والعقائدية والسياسية .. سيصار الحديث عن هذه الموضوعات لآحقًا وحسب سياقات المنهج .. والتركيز على خطوط التحولات، التي من شأنها أن تبلور واقعًا أساسيًا وجديًا لنظام دولي جديد قد يتلائم مع معطيات العصر.!!

- أمريكا فشلت في سياستها الخارجية حيال المنطقة .. وفشلها ناجم عن طرحها المشاريع المتسلسلة .. الشرق - أوسطية ، والشرق الأوسط الجديد ، والشرق الأوسط الكبير .. هذه المشاريع هي في حقيقتها مشاريع إستعمارية إمبريالية مدعومة بفكر مُعَوْلَمْ سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وأمنيًا واجتماعيًا ومعلوماتيًا ، يخدم أهداف الأمبريالية والصهيونية ، فهي في خلاصاتها ضد إرادة الشعوب في حريتها ووجودها ومستقبلها .. ومشروع الشرق الأوسط هو سبب الكوارث التي تحل بالمنطقة .. فهل أن الأمبريالية الأمريكية جاهزة للتخلي عن سبب المشكلات في المنطقة بعد الأنتكاسات العميقة التي حلت بمشروعها الكبير؟ وهل تستطيع أن تتخلى عن المشروع الصهيوني في المنطقة وهو مستمر في إغتصاب أرض غير أرضه وتجريف وتشريد شعب من دون حق طيلة أكثر من خمسة وستين عامًا رغم أن العالم كله يدرك أن الأحتلال الصهيوني لأرض فلسطين العربية لا يمكن أن يستمر؟ .. وهل تستطيع أن تستغني عن أداة المشروع الصفوي الموجه لتهديم دول المنطقة. ؟ ثم كيف تنظر أمريكا لنظام الأمن القومي العربي.؟

- ضربت أمريكا العراق ودمرته واحتلته وشردت شعبه ونهبت ثرواته، من أجل مشروع الشرق الأوسط الكبير، تحت دعاوى كاذبة ومتهاوية .. طردت من العراق شرد طردة نهاية عام 2011 ، فسلمت مقاليد حكمها الأستعماري لعملاء إيران واحزابها ومليشياتها، فهو إستعمار أيضا .. وبعد أن رأت أن إيران أخذت تتمادى وتتطاول، عادت بقواتها لتبني قواعد جديدة إضافة إلى قواعدها الموجودة أصلاً، إدراكًا متأخرًا منها بأن التمدد الأيراني والنفوذ الأيراني بات على حساب مصالحها .. والراهن هو زمن إضعاف النفوذ وتقليم الأظافر وإرجاع قمقم ( الجعفري ) إلى الـ ( سبتيتنك ) الذي خرج منه .. والشعب العراقي العظيم كفيل بذلك دون أن ينتظر أحدًا.!!

- المشروع الفارسي .. يمكن كبحه وخنقه وإرجاعه إلى مواقعه ليتلقى حسابه أمام الشعوب الأيرانية .. هل تستطيع أمريكا أن تفعل ذلك ؟ ، البوابة الرئيسية هي إعتراف الرئيس الأمريكي ( دونالد ترامب ) بكل وضوح وصراحة وإدانته لغزو العراق في عام 2003 بقوله ( .. كان واحدًا من أسوأ القرارات، وربما أسوأ قرار أتخذ في تاريخ أمريكا على الأطلاق .. ) .

هذا المدخل يؤكد على ما يلي :

أولاً - تحمل الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية القرار الأستراتيجي الخاطئ في الدرجة الأساس بإعتبارها دولة مؤسسات في صنع القرارات .

والمسؤولية التي يمكن أن تترتب، ومن أولوياتها :

1 - الأعتراف الأمريكي الرسمي بقرارها الخاطئ بشن الحرب على العراق.

2 - التصحيح الشامل والكامل لنتائج القرار الأمريكي الخاطئ بقرارات تصحيحية تتربع قمتها إنهاء النفوذ الأيراني وأدواته وإرجاعه إلى ما وراء الحدود.

3 - إعادة النظر بكل القوانين والتشريعات والهيكليات والقرارات الناتجة عن الأحتلال بإلغائها .

4 - إعادة كتابة الدستور من قبل لجان وطنية نزيهة وعادلة ووطنية .

5 - تعويض الدولة العراقية الوطنية تعويضًا عادلاً ومنصفًا .

6 - تعويض الشعب العراقي تعويضًا عادلاً ومنصفًا عما لحقه من دمار وقتل وتشريد .

7 - العمل على بناء علاقات ثنائية ومتعددة الأطراف مبنية على المصالح المشتركة القائمة على الأحترام المتبادل وإحترام مبدأ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

8 - العمل على ضمان نظام للأمن الأقليمي وضمان مصالح كافة دول العالم على حد سواء.

ثانيًا - أن يترجم الرئيس الأمريكي ( دونالد ترامب ) إعترافه وإدانته إلى واقع عملي ملموس يعيد التوازن والأمن والأستقرار للعراق، الذي يعيش على بحيرات من النفط والغاز. ؟!

 - التوافق الأستراتيجي الأمريكي - الأيراني الراهن في العراق .. في واقع المشروع الأيراني الموجه للمنطقة، يعمل على خلق ( إستيطان طائفي صفوي ) عن طريق القوة، في العراق وسوريا على وجه التحديد، محل السكان الأصليين العرب، في شكل تغيرات ديمغرافية طائفية - عنصرية .. فهل تستطيع إدارة ( دونالد ترامب ) أن توقف المشروع الأيراني الطائفي والعنصري، لكي يحل الأمن والأستقرار في المنطقة؟

 - العلاقة الأستراتيجية الأمريكية - الأسرائيلية الراهنة .. في واقع المشروع الصهيوني الموجه للمنطقة يعمل على خلق ( إستيطان عنصري صهيوني ) في فلسطين المحتلة يستهدف السكان الفلسطينيين العرب .. فهل تستطيع إدارة ( دونالد ترامب ) أن توقف المشروع الأسرائيلي العنصري، ليحل السلام في المنطقة

مشروعان إستيطانيان عنصريان وطائفيان يعملان على زعزعة الأمن والأستقرار في المنطقة .. لا يستقيم إبقاء التعامل معهما بتراتيب إبقائهما مستمران في خلق كيانات إستيطانية من شأنها أن تخلق وتفرخ العنف والأرهاب وإنعدام الأمن والأستقرار .. فكيف ستتعامل إدارة ترامب مع هذين المشروعين الأستيطانيين إذا أرادت فعلاً أن تؤسس السلام والأمن والأستقرار في المنطقة والعالم؟!

 - كان ( أوباما ) السيئ ينوي تهديم كل شيء .. وقبله كان ( بوش الأبن ) السادي قد حطم كل شيء .. فهل أن منهج ( ترامب ) تصحيح الأخطاء وترميم ما هدمته الأدارات الأمريكية السابقة ، بعد أن دانها بوضوح وبكل صراحة ؟ المؤشرات المبكرة تشكك في ذلك .

موسكو وطهران .. العلاقة ومستقبل التسوية في سوريا :

- هنالك ( محك ) تحدث عنه ( خافيير سولانا ) الممثل الأعلى لشؤون السياسة الخارجية والأمن لدى الأتحاد الأوربي سابقًا .. وأكد أن الأتفاق النووي الأيراني - على الرغم من أن بقاء هذا الأتفاق، وهو هش كمحصلة لنفاق أمريكي - إذا ما أنسحبت أمريكا منه ، وبحكم أن هذا النظام يعتمد على الأتفاقيات متعددة الأطراف لحل المشاكل العالمية، سيتعرض النظام الدولي إلى ضربة قاصمة .. هذا كلام غير متوازن ، وغير مقبول : أين كان النظام الدولي بكل هياكله القانونية والنظمية حين انفردت أمريكا وبريطانيا بقرار الحرب على العراق، خارج صلاحيات مجلس الأمن الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، التي تؤكد وجوب إستنفاد وسائل حل المنازعات بالطرق السلمية قبل إتخاذ أي إجراء من شأنه أن يترجم التهديد بتنفيذ الفصل السابع؟ .. إذن ، أمريكا وبريطانيا خرقتا القانون الدولي كما خرقتا ميثاق الأمم المتحدة.

فبالأضافة إلى كون الأتفاق النووي الأيراني ( هش ) فأن عوامل أخرى تجعل من وجوده خطرًا يتهدد نظام الأمن الأقليمي :

- لأن إيران ، وهي المستفيدة الأول منه ، ليست مصدر ثقة .. لأنها راعية للأرهاب كما أنها دولة طائفية النزعة وتوسعية مارقة.

- إن إيران لا تفي بتعهداتها وإن منهجها التفاوضي ( الحصول على كل شيء، دون أن تقدم أي شيء ) .

- إن مثل هذه الأتفاقية تعزز من دور إيران العدواني وتمددها الـ ( جيو - سياسي ) في المنطقة .

- إن محاولة إيران تخطي العتبة النووية يخلق سباقًا للتسلح في المنطقة .. وهي حالة تتعارض مع التوجه العام لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، إستنادًا للفقرة ( 14 ) الخاصة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم ( 687 ) لسنة/ 1991 .

- ينتهي الاتفاق النووي الأيراني إلى نتيجة هي : تقليص فرص الأمن والأستقرار الأقليمي.

- ويزيد من خطوات التمدد الأستيطاني الطائفي المسلح على حساب أمن واستقرار دول المنطقة .

- ويشجع على تصاعد النفوذ الروسي بغياب محددات السياسة الدولية التي تمنع سياسة فرض النفوذ عن طريق القوة أو التهديد بإستخدامها .

 

هل أن إيران ندًا أو شريكًا لروسيا تتقاسمها السياسات والأهداف والنتائج، وكيف يمكن النظر إلى التباينات القائمة بين موسكو وطهران ؟ :

- الدولة الروسية ليست إقليمية في سلوكها السياسي الخارجي، وليست ذات نزعة طائفية .. بينما إيران دولة أقليمية في سلوكها السياسي الخارجي تعمل بنزعة طائفية عدوانية .

- حسابات موسكو في فعلها السياسي - العسكري تنطلق من حسابات ذات بعد دولي .. فيما تشير حسابات طهران في فعلها السياسي - العسكري إلى أنها تنطلق من حسابات إقليمية تتسع من أجل الهيمنة وفرض سياسة الأمر الواقع.

- تدرك موسكو أبعاد تدخلها العسكري وتحسب له حساب التراجع المنظم والتسوية السياسية .. بينما لا تدرك بل تصر طهران على استمرار تدخلها العسكري - الآيديولوجي ذي البعد الطائفي والعزل العنصري، ولا تحسب نتائجه التي بدأت تظهر في شكل :

1 - تأكيد موسكو على الحل السياسي في سوريا .. وهو الأمر الذي سيضع طهران في زاوية الرضوخ لهذا الحل النهائي.

2 - إستمرار تعنت طهران بأستمرار الحل العسكري في سوريا - حتى تتجرع السم الزعاف كما اعتادت عليه - الأمر الذي سيضعها بين المطرقة السياسية الروسية والدولية والأقليمية وسندان الواقع العسكري في سوريا والواقع السياسي في الداخل الأيراني ذاته .

- تجسد إيران الفلسفة السياسية - العسكرية الأسرائيلية التي تقوم على ( أن الحلول السياسية يمكن الوصول إليها من خلال الأستخدامات العسكرية، وخاصة التكتيكية منها ) .. وهذه فلسفة طبقها الكيان الصهيوني في نظرية الأمن الأسرائيلية.

- تعمل إيران بنهج العمل الأستباقي على المستوى العسكري - الجغرافي والأقتصادي والسياسي ، تحكمه إستراتيجية عسكرية وهي الخيار الإيراني الوحيد .. وإن الحل السياسي سيضع هذه الأستراتيجية على ( المحك ) الذي سيسحب البساط من تحت أقدام إيران لتغنم موسكو بتأييد دول المنطقة والعالم.

- لا وزن لنظام دمشق تتشبث به طهران .. ولا وزن لهذا النظام كي تعتمد عليه موسكو، التي صنعت له دستورأ معيبًا له ولكافة الأقطار العربية.!!

- نظام دمشق متهالك ومتهاوي رسمت له موسكو دستورًا تقسيميًا طائفيًا عنصريًا بتوافق أمريكي إسرائيلي لا يقبله الشعب العربي السوري ولا يقبله الشعب العربي ولا دول العالم التي تؤمن بالنظام العالمي القائم على قواعد القانون الدولي .. وعدم القبول يتمثل بالرفض الذي سيؤجج نيران الصراع ويدفع بإتساعها.

- إيران تعمل على خلق كيان إستيطاني طائفي في سوريا والعراق ينتشر في المنطقة .. والكيان الصهيوني يعمل على خلق كيانات إستيطانية عنصرية وجدران الفصل العنصري في فلسطين المحتلة .. وكلا الكيانان غير شرعيان ولا يستقيمان مع حقائق التاريخ وحقائق الجغرافيا .

- لقد وصل التوافق الروسي الأيراني ( المفترق ) ، إما الحل السياسي وإما استمرار العمل العسكري .. وخيارات الأطراف المعنية بالحل السياسي سيكون لها الحصاد السياسي المؤكد.

الأمن الأوربي .. والسياسة الأمريكية الجديدة .. ونتائج فرض الخيارت :

يتبـــــــــع ..... 





الجمعة ٢٩ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة