شبكة ذي قار
عـاجـل










يا جماهير أمتنا العربية المجاهدة
قال الله جل في علاه في القرآن المجيد :

بسم الله الرحمن الرحيم
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
صدق الله العظيم

نعم ... فلقد قدم لنا الشهيد الخالد صدام حسين رحمه الله مشهداً أسطورياً للتماهي والتوافق التام المطلق مع هذه الآية الكريمة من حيث الثبات على موقف الإيمان بالعقيدة وعدم الانجرار إلى التبديل أو التراجع عن الثبات المعبر عن صلة روحية ومادية متجذرة بالله وبالأمة وقضاياها المصيرية التي تبناها حزب البعث العربي الاشتراكي وكان الشهيد المغدور أمينه العام وقائد جحافل نضاله وجهاده في حقب السلم والحرب على السواء. وقد قالها لنا الشهيد قبل اغتياله وفي لحظات الاغتيال البشع المجرم أن الانتماء للإيمان والعقيدة يجب أن يكون شجاعاً ونهائياً كما أراد الله لأن من يبدل في أية لحظة يسقط عنه الموقف المؤمن ويخسر صفة الإيمان. وكانت لتلك اللحظات التي أظهرت صدام حسين مؤمناً شجاعاً ثابتاً نائياً عن التبديل صلة الوصل لصدام حسين بموقف وثبات جده الحسين بن علي عليهما السلام. والصلة صلة رحم ودم وثبات غير قابل للتبديل وكانت أيضاً استحضار لبطولة الأمة ورموزها التاريخية كلها منذ نبوخذ نصر ومروراً برجال صدر الرسالة والفتوحات ومقامات الدولة العربية في كل عهودها حتى صلاح الدين الأيوبي وعمر المختار رحمهم الله.

لقد اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل في العراق بقضها وقضيضها لإنهاء حقبة الصراع الوطني القومي التحرري العربي التي يقودها صدام حسين والبعث ضد الإمبريالية والاحتلال والاستغلال الأمريكي الغربي والشرقي الصهيوني لأمتنا ولإبقائها أسيرة الفقر والجوع والتخلف والتجزئة والتشتت بعد أن يأست من المؤامرات الداخلية والخارجية والحروب التي فرضتها على العراق فكان العراق أهلاً لها ودافع عن ذاته وعن أمته باقتدار وبسالة.

لقد مثل غزو العراق بحلف دولي يضم عشرات الدول العظمى والكبرى هو انتقال أمريكي إلى الإدارة المباشرة لدفة الصراع الأيديولوجي مع العراق وقيادته وحزبه ونظامه الذي مثل لأول مرة منذ سايكس بيكو إرادة الأمة في الوحدة والتحرر والاستقلال الناجز الحقيقي سياسياً واقتصادياً.

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة ....
رغم فرق القوة الواسع بل الذي لا يجوز مقارنته بين الغزو الكوني للعراق وإمكاناته المادية الخرافية غير أن صدام حسين وشعبه وحزبه لم يستسلم وظلت بغداد تقاوم بقيادة صدام حسين. وظلت قوات الغزو تنزف وتباد وماكنتها العسكرية تدمر بمنهجية مقاومة خطط لها وقادها صدام حسين ونائبه ورفيقه المجاهد عزة إبراهيم، ورفاقه الأبطال وظلت ماكينة العدوان تتخبط وقواها تخور وقائدنا المغوار يجوب العراق طولاً وعرضاً يوزع الواجبات ويقود الهجمات ويكذب زيف الإعلام ودونية لغته المنافقة الشيطانية حتى غدر الغادرون ووشى الخونة الجبناء الحاقدون عبيد الدولار به فوصلت إليه قوات الغزو وأسرته وهو في عرينه.

ومع خسارة العراق ومقاومته للقيادة الميدانية للبطل صدام حسين غير أن اعتقاله ومحاكمته قد منحت رفاقه وفصائل المقاومة زخماً عظيماً في الثبات على حقوق العراق وشعبه وكانت مواقفه البطولية في المحكمة بمثابة تكريس لقدراته الإيمانية ولثباته ونأيه عن التراجع عن موقف الحق، واستحالة وهنه أمام سطوة الجلاد والقوة الغاشمة الباطلة. ثم جاءت ملحمة موقفه الفريد أثناء تنفيذ جريمة الاغتيال وتقدمه إلى التاريخ والمجد الخالد لتضيف لأمته ولعراقه ولشعبه قوة معنوية وزخماً جباراً أبقى المقاومة بقيادة رفيق دربه ونائبه في الدولة والحزب المجاهد البطل عزة إبراهيم ورفاقه إلى ساعتنا هذه على الرغم من قسوة الظروف وتعدد جبهات العداء والعدوان وإلى أن يأذن الله بنصره ووعد الله حق.

أيها المجاهدون والمناضلون الصابرون المحتسبون :
نحن لا ننطلق من فراغ حين نعلن أن غزو العراق واغتيال قائد البعث والأمة والرئيس الشرعي للعراق كان طرق تحت الجدار وفقاً لنظرية بروجنسكي العدوانية فالهدف الأول كان إسقاط سد الأمن القومي العربي واحتلال واستعمار الأمة وتفتيتها إلى مزيد من الكانتونات والدكاكين المذهبية والعرقية المتناحرة لحماية مستديمة لأمن الكيان الصهيوني واستمرارية الهيمنة على النفط إنتاجاً وتوزيعاً. غير أننا نعلن وبوضوح أن أمتنا في مضمونها وجوهرها الشعبي لم تهزم بل أن الغزو والاحتلال قد وضع أميركا في حال التدحرج إلى الهاوية وكذلك بريطانيا وإيران ومن شارك معهم في العدوان على العراق. فلقد دخلت أميركا في أزمات اقتصادية وسياسية وأخلاقية خانقة وما تزال. وأعلنت بريطانيا عبر لجنة رسمية تحقيقية دام عملها تسع سنوات أنها أخطأت وأجرمت. وسقطت إيران في فخ التطاول السافر على سيادة العرب ودولهم ودينهم وعقائدهم فانكشفت وانفضحت نواياها التوسعية الاحتلالية والعدائية الإجرامية على نطاق واسع فانتصر صدام حسين عليها مجدداً في نصر أخلاقي سيفضي إلى سقوط مادي مدو لها في زمن قد يكون منظوراً بإذن الله تماماً كما خسرت عدوان حرب الثمان سنوات.

أيها الأحرار ...
إن أمتنا تنهض كطائر العنقاء وتستعيد عافيتها رغم هوس العدوان وتعدد الأعداء وسطوة قوتهم الغاشمة وأحد مفاصل نهوضها وتصاعد وعيها وتعمق نظرتها هو إعدام الشهيد صدام حسين ونتائج غزو العراق واحتلاله وما أدل على ذلك ما حصل في عواصف ما سمي بالربيع الذي بدأ شعبياً وتصاعد ارتجاعاً وارتدادياً ثم ما لبثت الأمة إلا وعادت متوازنة فهماً ووعياً وتصرفا وما أدل على ذلك من صعود أقطاب دولية جديدة وانتهاء الدور المنفرد الأمريكي الإمبريالي.

أمتنا ستفوز بإيمانها ويقينها وصبرها وتحملها وهي تقف الآن على نواصي النصر بإذن الله فتحية مباركة لدماء وأرواح شهداءنا وفي مقدمتهم الشهيد الغائب الحاضر صدام حسين ورفاقه الذين أعدمهم الاحتلال وصفاهم أعوان الاحتلال من الخونة والعملاء والمرتزقة.
وتحية إكبار وإجلال للمقاومة العراقية الباسلة وقائدها في الميدان البطل الحليم الحكيم الخبير الشجاع الرفيق عزة إبراهيم.
تحية للبعث المنتصر على الاجتثاث والإقصاء وتكالب الأعداء شرقيهم وغربيهم، زنيمهم وطائفييهم وشعوبييهم.

الله أكبر والمجد للقائد الشهيد صدام حسين رحمه الله.
 





الجمعة ١ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب لجنة نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة