شبكة ذي قار
عـاجـل










يسأل أحد الاصدقاء ويقول منذ احتلال بغداد تعرضتم إلى أبشع إبادة جماعية فالكثير منكم لم يجد لقمة العيش التي تضمن الحد الأدنى لإنسانية الإنسان والكثير غيبوا في سجون السلطة الصفوية وأغلب البعثيين طردوا من وظائفهم , وتختزنون طاقة هائلة من التفاؤل والإيمان بمستقبل ألأمه العربية وفي كل ساحات الكفاح وانعطافاته النضالية كانت قضية الامة العربية هي بوصلتكم .. حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب الوحيد الذي لم يفاوض الغزاة ولم يستسلم للمحتل ...

فمن أين لكم هذه الصلابة النضالية وهذا الاصرار على مواصلة المسيرة ؟؟

أعداء الله في كل زمان ومكان يحاربون حملة الرسالة ، قال الله تعالى: { وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا }
ولد حزب البعث العربي الاشتراكي في الفترة الحرجة من تاريخ الأمة العربية التي شهدت الامتحان العسير في فلسطين مع الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة الإجرامية ، ناضل البعثيون على امتداد الوطن العربي وتصدوا للمشروعات الاستعمارية والصهيونية بكل أبعادها السياسية والاقتصادية طوال مسيرة الحزب الممتدة منذ انطلاقته في السابع من نيسان عام 1947م الى يومنا هذا..

البعثيين المناضلون الذين انتسبوا من أجل عقيدة الحزب وليس من أجل غرض أخر تربوا على مفاهيم وأدبيات و مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي , وهم متسلحين بالفكر والإيمان والقوة ويعملون على تجسيد فكر البعث من خلال فعلهم وتصرفاتهم , ملتزمين بالمتطلبات الحزبية نصاً وروحاً ، البعثي جرئ وشجاع مستعد للبذل والتضحية بأغلى ما يملك . الصلابة في الرأي أحد صفاتهم والثبات على المواقف المبدئية تفرز مواقف واضحة امام الاصدقاء والاعداء .

الثبات على المبادئ وعدم التخلي او تغيرها بفعل عوامل الضغط والارهاب الذي مورس ضده بل زادته التزام وتمسك وإصرار على ذات النهج الذي اختطه الرفاق الأوائل من مؤسسي البعث لتعطي صورة للجماهير العربية والعالم بأن الأصالة والقوة والعظمة للحزب ميزته على باقي الأحزاب , وإن المتصفح للتراث التحرري والنضالي لحزب البعث العربي الاشتراكي يجد بياناته وأدبياته الكثيرة حافلة بالعديد من المواقف الحازمة والثابتة والحضور القوي في مختلف الأحداث التاريخية التي عرفتها الامة العربية , وقاد نضالاً شعبياً واسعاً في مختلف الساحات التي كان يتواجد فيها ، ونوّع في الأساليب من تسيير المظاهرات وإقامة المهرجانات الشعبية الحاشدة وتنظيم الإضرابات فضلاً عن فتح باب التطوع والالتحاق بصفوف الثوار في جميع الثورات في الوطن العربي , حزب البعث العربي الاشتراكي كان في طليعة الأحزاب والحركات السياسية على المستوى الشعبي في الوطن العربي . البعث الوهج الساطع الذي أضاء المسالك لمن أراد المسيرة في طريقها الصحيح والمرآة الصافية للتخلص من الحاضر الذي كانت تعيشه الأمة ومن واقعها الذي كانت ترسف في أغلاله ..

الرفيق المناضل عزة ابراهيم أطال الله عمره في خطابة لذكرى 67 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ( سيبقى بعث العروبة هو الخلية الأساسية الحية الأصيلة المفعمة بالعطاء والنماء في حياة الأمة يحقق لها صورة انبعاثها الحضاري المتجدد فيما تمتد جذوره إلى أعماق تاريخ الأمة وحضاراتها وتراثها الغني العزيز يستلهم فيه ومنه المناضلون المجاهدون البواسل قيم المبادئ الرسالية ومعانيها العميقة ويستلهمون منه قيم البطولة والرجولة والفروسية. يهتدون بهديه ويعشقون مسيرة رموزه وبطولاتهم وأدائهم العالي ويقتدون بعناوينه وراياته العالية عمر وعلي وخالد وسعد والمثنى والقعقاع، يعشقونه ويتعشقون سيرة الحسين عليه السلام زينة الرجال وفخرهم في الدنيا والآخرة، عنوان الثبات على العقيدة والمبادئ، عنوان الصمود والتحدي لقوى الظلم والطغيان والعدوان، عنوان البطولة والرجولة والتضحية ))

في 9 أب 1946 نشر مقال للرفيق المرحوم مشيل عفلق (( كانت عقيدتنا دوماً أن الحرية ليست شيئاً كمالياً في حياة الأمة يمكن الاستغناء عنه، بل أنها أساس هذه الحياة وجوهرها ومعناها. والحرية لاتتجزأ فلا يمكن أن نثور على الاستعمار الأجنبي ثم نسكت عن الاستبداد الوطني، لأن الدافع الذي كان يحركنا ضد الاستعمار هو نفسه الذي يمنعنا الآن من الرضا بالاستبداد. ونحن مقتنعون بأن الاستعمار هو خطر ماثل دوماً، ممكن الوقوع أبداً، فإذا عوّد الشعب على الاستهانة بالحرية والرضا بالخنوع، كان معرضاً في كل دقيقة لعودة الاستعمار الأجنبي من جديد. أما الذين لا يستطيعون أن يحكموا الشعب إلا إذا استعبدوه، فهذا الشعب الذي غلب الاستعمار سوف يريهم كيف يستطيع التخلص من حكمهم والتحرر من عبوديتهم. ))

البعث تاريخ نضالي طويل حافل بالمآثر المجيدة . البعث مدرسة نضالية فريدة خرجت أجيالا من المناضلين الثوريين الشجعان ولا تزال مقدرته على التطور والتجدد والتأهيل وخلق الأجيال مستمرة من أجل تحقيق أهداف الأمة وخدمة أفراد المجتمع ...

اليوم نقولها وليسمع من يسمع نرفض بصوت عالي الحَـلّ المجزأ يجب ان يأخذ كل ذي حق حقه . لن نساوم على حقوقنا التي أقرتها قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي . دفعنا من خيرة شبابنا 160 الف بعثي واكثر من 100 الف سجين و6 مليون في ارض الشتات ويأتي اليوم من يزايد علينا من يدعون المقاومة . والله والله والله لن نعود على ما خرجنا علية إلا وكل مطالبنا تحققت ..

( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )
 





الاربعاء ٢٨ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة