شبكة ذي قار
عـاجـل










حين غاب القائد من على الساحة الوطنية والقومية، أندلعت الفوضى بفعل الأحتلال الأنكلو- أميركي الغاشم على العراق ، ثم انساح الوباء الفارسي إلى أرض الرافدين ومنها إلى ساحات الوطن العربي كله . إغتيال الرفيق الشهيد كان زلزالاً أشد وقعًا من الأحتلال ، طالما كان القائد لا يغمض عينيه عن أعداء الوطن وأعداء الأمة .. ولم تغمض عينيه عن العملاء والدخلاء والجواسيس .. ولم تغمض عينيه عن مؤآمرات الصهاينة وأذنابهم الصغار والأمبريالية وكلابها المسعورة .

كان للقائد الشهيد رؤية مستقبلية ثاقبة هي أشبه بالنبوءة أو هي أقرب للتوقعات والتنبؤات الصائبة، التي تعتمد على منطق الأشياء ، وهي تتحقق الآن بكل تفاصيلها الدقيقة .. ولم يكن أحد يصغي من القادة العرب حين حذرهم من التشرذم والتمسكن والتقوقع في قطرية لا تنتج الحرية والحماية ما لم تأخذ بأبعاد القوة الذاتية والقومية، التي تعتمد على مقومات هذه الأمة ، ربما كان البعض منهم يرون في أحاديث القائد الشهيد شيئًا بعيدًا عن التحقق حين كان يتحدث رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، عن أهمية الأعتماد على الذات في بناء الأوطان وعدم الأعتماد على القوى الأخرى بمنظور علاقات الصداقة التاريخية ، وكأن العالم في تصورهم علاقات محاوره ثابتة لا تتغير، ومصالحه لا تتغير، وعناصر قوته لا تتغير، وتحالفاته لا تتغير، فضلاً عن عدم تغير الأعداء والأصدقاء على حدٍ سواء .!!

ونبوءة الرفيق القائد الشهيد كانت صائبة ، وكما نرى حين قررت أمريكا التخلي عن اصدقائها التاريخيين وناصبتهم العداء وتحالفت مع أعدائهم وعملت مع أعداء الأمة الفرس على تدمير أقطار الأمة واحدة تلو الأخرة .. حيث بدء التحالف الأنكلو- أميركي بزلزال العراق ، ذلك السد الذي كان يحمي الصغير والكبير من أقطار وطننا العربي الكبير.

كان القائد الشهيد يحمل منطق وروح المبادئ السامية، التي يحتكم إليها شعبنا في كل ساحة ، منطق التلاحم بين أقطار الأمة ، شعبًا عربيًا واحدًا ، بغض النظر عن الأنظمة السياسية والأجتماعية السائدة فيها ، رؤية متلازمة هي منهج البعث في الفكر والبناء والسياسة والمسير والمصير المشترك.

كان همُ القائد الشهيد أن يرى أقطار الأمة العربية ترفل بالسلام والأستقرار والأزدهار ، لأن العراق حر ، وإن العراق ذو شأن عظيم ، وإن العراق قوي ، وإن العراق غني ، ليس بحاجة إلا إلى الله عز وجل .. ولكن أعداء العراق ، أعداء الأمة ، أعداء البعث لا يريدون سلامًا ولا أمنًا ولا إستقرارًا ولا إزدهارًا .. يريدون من كل قطر عربي أن يعيش فوضاه وأزمته وتفككه وتحلله وتفسخ قيمه ، ينخرونه من الداخل بوباء الطائفية والمذهبية والعرقية ، هذه الأدوات الصهيونية – الفارسية المكشوفة ، هي جوهر أدوات المشاريع العدوانية، التي نبه إليها القائد الشهيد صدام حسين قادة الأمة صغيرها وكبيرها في كل مناسبة ، وحذرهم بأن السيل قادم ولا من مجيب .. ثم حل الطاعون الفارسي بسقوط العراق .!!

صدقت أيها القائد الشهيد في كل حرف قلته ، رحمك الله ومثواك في عليين ، وأمد عزيمة شيخ المجاهدين عزة إبراهيم بالقوة والصبر والمنعة لقيادة مسيرتك الظافرة نحو النصر الذي أراه قريبًا في الأفق أيها الرفيق الشهيد .





الاربعاء ٢١ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة