شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

- المواجهات العسكرية، هي مخاطرات قد لا تكون محسوبة النتائج .

- وإن التفوق العسكري في التسليح لا يعني ضمان النصر .

- ويمكن أن نحقق النصر بدون حروب .

مبدأ ريتشارد نيكسون في كتابه – (  ( Victory Without War :

1- تخطت الصين عتبة الـ ( 10 ) الآف مليار دولار كناتج قومي إجمالي ( G.N.P ) ، وهذا الناتج على مشارف الـ ( 13 ) ألف مليار دولار، وهو يقترب من ( 17 ) ألف مليار دولار، وهو الناتج القومي الأجمالي الأمريكي .. والمعنى في هذا النمو المتصاعد - حسب الخبراء الأمريكيون - توفير قاعدة إقتصادية لتعزيز قدرات الصين العسكرية، وبالتالي ترصين نفوذها الدولي، لتحقيق ما أسمته الصين بالقرن الصيني بعد أن أفلَ القرن الأمريكي .. الذي لم يتحقق منه سوى ( عولمة الفوضى ) أو ( فوضى العولمة ) .!!

2- فيما يمثل الأقتصاد الروسي مستوى أقل بكثير من مستوى الأقتصاد الصيني، كما يتسم بالضعف .

إذن .. الأستدارة، المخطط لها نحو العمق الآسيوي ( الصين ) ومجالها الحيوي، هي في حقيقتها، توجه إستراتيجي بعيد المدى، ليست محصلة الوقت الراهن .. ومع ذلك نجد الآتي :

- حولت أمريكا معظم قواتها البحرية العسكرية نحو المحيط الهادي وبالقرب من بحر الصين .

- استمرت إستثمارات أمريكا في الصين دون أي تراجع ، مع إنها تشكو من حجم الميزان التجاري الذي يؤشر رجحانًا واضحًا لصالح الصين .. كما تشكو من غزو البضائع الصينية للأسواق الأمريكية بشكل تنافسي، الأمر الذي أضر بالصناعات الأمريكية، ليس ذلك فحسب، إنما بات التنافس على أشده في أسواق العالم المختلفة، التي تحظى البضائع الصينية بمكانة تنافسية مرموقة.

- أعتبرت امريكا ( اتفاقية التجارة الدولية ) غير منصفة لها .. فهي تفكر في إلغائها ، في الوقت الذي تراجعت لديها فرص العمل الصناعية التقليدية .

- أستمرت أمريكا في منح الصين الأفضلية التجارية .

- بينما اطلق ( ترامب ) ما يسمى ( حرب تجارية ضد الصين ) ووصف الصين بأنها تقوم بأغتصاب الأقتصاد الأمريكي .!!

- وتسعى أمريكا لتطوير علاقاتها الراهنة مع الفلبين وكوريا الجنوبية وفيتنام واليابان ، لدعم توجهها المضاد للصين .!!

ويبدو أن ما تقدم يشكل تناقضًا، ليس في مفهوم العلاقات الثنائية بين بلدين فحسب، إنما إختلافًا أساسيًا في تطبيق متعارض ، من الصعب أن يحقق نتائج مستقرة على أرض الواقع .. وهو تخبط بين ما تعاملت معه إدارة أوباما، وبين ما هو مرسوم في ذهن القيادة الجديدة للبيت الأبيض :

أولآ- التعامل التجاري المهيمن تحت ضغط الأنتشار العسكري .

ثانيًا- التعامل الأقتصادي الصارم بدلاً من الصراعات الأيديولوجية .. وذلك لتمكين الوصول إلى أمريكا ( قوية وعظيمة ) لتسود .. في ضوء خطة تحديث عسكرية طموحة، ألمح إليها ( ترامب ) ، تهدف إلى زيادة القوة العسكرية الأمريكية وبسط نفوذها .. حيث أن سياسة ( أوباما ) المترددة، لا يجاريها ( ترامب ) بمعاكستها، إنما بتعديلها ، لأن خلق توازنات عالمية جديدة لا تتم من خلال مقاربات شديدة الأختلاف والتصادم.!!

بيد أن مؤشر الأستفزازات الأمريكية يأخذ طابع التصعيد، ليس فقط في شكل إستفزازات ( ترامب ) ، إنما هذه الأستفزازات تمتد منذ سنين، طالما وضعها الأمريكيون في إطار إستراتيجي .. مثلاً: حركت إدارة ( أوباما ) الفلبين لكي تقدم دعوى قضائية إلى محكمة العدل الدولية في لآهاي ودعمتها، وذلك في تموز 2016 ، حيث أصدرت المحكمة قرارًا يحظر على الصين فرض سيادتها على خط ( النقاط السبع ) في بحر الصين .. فيما أسست أمريكا إئتلافًا في جنوب شرق آسيا بالضد من الصين يهدف إلى ( عزلها ) والضغط عليها تمهيدًا لـ ( تحجيمها ) سياسيًا وإقتصاديًا .. بيد أن محاولة أمريكا والفلبين كانت فاشلة بسبب أن مثل هذه الدعاوى ليست من إختصاص محكمة العدل الدولية .. ولكن التأثير الأمريكي على ما يبدو، كان قويًا على المحكمة .. وهذا يعني أن أمريكا مستمرة في خلق الأجواء لوضع الصين كـ ( معادل صراع إستراتيجي ) ، كما كان عليه الحال مع الأتحاد السوفياتي .. وخطوة التصادم الأولى تأخذ شكل التطويق وفرض العزلة عن طريق تحالفات دول العمق الآسيوي ومن ثم الوصول إلى هدف ( تجيم ) الصين سياسيًا وإقتصاديًا .. ولن يتم تحقيق هذا الهدف إلا بـ ( تحييد ) روسيا والهند وقطع خطوط التواصل مع إيران .

3- ويأتي الرد الصيني بصيغة احتجازها ( غواصة ) أبحاث أمريكية ذات أجهزة متطورة ، قيل أنها متخصصة في علوم المحيطات، دخلت بحر الصين الجنوبي. !! .. فيما كانت الصين قد بنتْ ( 7 ) جزر صناعية في بحر الصين الجنوبي، ونشرت عليها أنظمة عسكرية مضادة للطائرات والصواريخ الموجهة .. هذا الواقع السياسي القائم بين بكين وواشنطن جعل ( راي مايبوس ) وزير البحرية الأمريكي يقول (  ( إن تنامي الصين ، كان أحد الأسباب، التي دفعت البحرية الأمريكية إلى توسيع أسطولها إلى ( 355 ) سفينة ، منها ( 12 ) حاملة طائرات و ( 104 ) سفن حربية كبيرة و ( 38 ) سفينة برمائية و ( 66 ) غواصة . هذه الأحادث قد أثرت مباشرة في التعاملات النقدية، حيث تراجعت العائدات الخاصة بسندات الحكومة الأمريكية .!!

طبيعة خطوط التوجه الأيراني نحو الصين :

يتبع ...





الاثنين ١٩ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة