شبكة ذي قار
عـاجـل










نصيحة لمن يريد أن يصبح حاكما وحيدا متفردا، لا تجعل القوم متحدين، وأحدث الاختلاف والنزاع والبغضاء بين أبناء الشعب، وبهذا تكون سيد عليهم!.( نيكولا ميكافيلي ).

يبدو أن الكثير من العراقيين والعرب يعطون إيران صفة حاملة لواء الشيعة وهذا خطاء كبير كونهم لم يستوعبوا تاريخهم بشكل جيد، خصوصا في ما يتعلق بعلاقتهم مع إيران التي كانت تسمى «بلاد فارس». الصراع العربي - الإيراني ليس وليد اليوم بل قبل بزوغ شمس الاسلام لو عدنا قليلا الى تاريخ العراق القديم نلمس من المصادر بان الحقد الفارسي على العراق هو ٤٤٠ سنه قبل الميلاد .. وأول صراع مباشر ومسلح بين العرب والفرس في معركة ذي قار , الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه ذلك قال إن هذا «أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم، وبي نصروا».

 الأمر الذي يجب أن يعيه العراقيين خصوصا أن قضيتهم مع إيران وصراعهم معها منذ عشرات القرون وإلى اليوم، هو صراع قومي سياسي لا عقائدي، كما يروج كثيرون ومنهم إيران، ومن الخطأ الجسيم أن يجاري العرب إيران في جعل هذا الصراع سنيا - شيعيا وذلك أن حقائق التاريخ تؤكد عدم وجود سبب ديني لهذا الصراع، باستثناء الفتح الإسلامي لإيران.

في 2003 احتل العراق ولكن الاحتلال لا يكفي وحده لتفتيت الشعب، فما كان منه إلا خلط الأوراق مخترعا الاختلاف، فأسس بما يسمى القوميات والطوائف للشعب سنة شيعة اكراد تركمان اقليات ، هذه السياسة هي التي جعلت من كل فئة تتأنق وتتجمل وتتدثر بهذه العباءة، ولا ترى آخر غير نفسها، وتؤسس لنفسها جبهة أو تنظيم، فكانت النتيجة، أن يتفتت المجتمع العراقي .. رغم هذا التقسيم والتفتيت للشعب العراقي بدأت تتسع رقعت المقاومة العراقية , الولايات المتحدة الاميركية باتت تخسر بشكل مضطرد في العراق بفعل ضربات المقاومة العراقية وذلك وفق كل الموازين العسكرية المعتمدة. وظهر تحليل عسكري نشر على الموقع وهو مستقى من احصائيات اميركية رسمية ان كافة نقاط التحول الرئيسية التي انعشت آمالا بإمكان تحقيق الاهداف الامريكية في العراق بما في ذلك اسر الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله جعلت من المقاومة العراقية اكثر فتكا وفاعلية ..

بداء المحتل بتطبيق سياسة فرق تسد والتي تعتمد على تفتيت قوة الشيء إلى أجزاء صغيرة، فتصبح أقل قوة. تعود فكرة هذه السياسة إلى أيام الإسكندر المقدوني والملقب بالأكبر في عام 334 قبل الميلاد، عندما اجتاح العالم القديم، بلاد الرافدين العراق، ثم بلاد الفارس فوجد مقاومة شرسة، فصعب عليه الأمر فأستشار معلمه أرسطو، فأشار إليه بهذه السياسة ..

هنا بدأ عمل القوات الأمريكية المتخصصة في الاغتيالات , تلك التي شكلھا جون نجروبونتي رئيس أجهزة الاستخبارات الأمريكي , والسفير لفترة قصيرة في بغداد, مستفيدا من خبرته في تشكيل فرق الموت في أمريكا اللاتينية , وتصفية الثوار اليساريين في السان سلفادور في الثمانينيات والاستعانة بقوات فيلق بدر التابع لإيران ومرتزقة وعصابات مقتدى الصدر إضافة إلي رجال الموساد الإسرائيلي , وعناصر من الاطلاعات جهاز الاستخبارات الإيراني . , وبدأ الاحتلال ومرتزقته تشكيل فرق موت تقوم بالتصفيات علي الھويه وبدأت حرب الجثث مجهولة الهوية والاعتداءات علي جوامع السنية والحسينيات شيعية وتصاعدت ھذه العمليات القذرة بعد الاعتداء الآثم علي ضريحي الإمامين الھادي والعسكري في مدينة سامراء وهناك شهادات لسياسيين ان من قام بتفجير الامامين هم امريكيا وفرق الموت , وتزامن معھا تھجير آلاف العائلات العراقية من سكانھا إلي مناطق أخري علي خلفيات مذهبية , ثم مجازر في أسواق شعبية بسيارات مفخخة , وباعتراف أحد الشرطة المقربين على الهالكي قال ( إنا رئيت بأم عيني احمد أبن المالكي يشرف على تفخيخ السيارات ويرسلها إلى المحافظات ) الاحتلال كان يريد أن يكون صراعا طائفيا بين السنة والشيعة وكان يتوقع أن تنشب الحرب الأھلية من خلال هذه العمليات لكن تماسك اللحمة العراقية افشل المخطط الامريكي واضطر الى سحب قواته من العراق بعد الخسائر الكبيرة في القوات الامريكية .. لم يكن هناك صراعاً طائفياً، ولن يكون، وإلا ما أوهى هذا الصراع الذي يتلاشا عند فوز فريق العراق الكروي، حيث تغص شوارع العراق كله بسنته وشيعته واكراده وتركمانه وكل العراقيين وهم يحتفلون بنصر العراق .. الصراع بالعراق هو صراع بين العراق العربي وايران الصفوية وهناك دلائل كثيرة عندما خرج اهل كربلاء وهم يهتفون باسم الشهيد الرئيس صدام حسين رحمه الله ما الذي جعل ابناء كربلاء يهتفون بأسم الشهيد صدام حسين (رحمه الله) اليس هم من محافظة تابعة كما يعتقد البعض انها موالية لسلطة بغداد .. وعندما خرج اهل الناصرية والبصرة وهم يهتفون ايران برة برة وبغداد تبقى حرة وعندما وقف البطل ابن ميسان ( العمارة ) ليقول للمحافظ وامام حمايته البعثيين اشرف منكم ..

الحرب في العراق وسوريا ليست حرباً بين التشيع والتسنن ولا من أجل العقيدة بل هي معركة بين مصالح دول ضحيتها العوام من السنة والشيعة ومن الخطاء ان نجعل من هذه المعارك معارك طائفية بل هي معركة بين العرب والصفويين الفرس فهل هادي العامري عراقي وهو قاتل الجيش العراقي في معركة القادسية الثانية مع اسياده المجوس وهل سليم الجبوري عراقي وهو يستلم اوامره من اسياده في ايران .. أذا المعركة بين العرب والصفويين ومن ولاهم ..الرفيق المناضل صلاح المختار في مقال بعنوان ثـــوابــت مــا يجـــري ( واخيرا وليس اخرا فان اعتبار الصراع الحالي صراعا سنيا شيعيا يخدم اهم الاهداف المرحلية للمخطط الغربي خصوصا الامريكي وهو اقناع الرأي العام في الغرب بان الاسلام هو مصدر الشرور والحروب ومن ثم فمن واجب الانسانية القضاء على المسلمين بلا رحمة بالحروب بكافة اشكالها لانقاذ البشرية من شرورهم ! وترويج هذه الفكرة يسمح للبرلمانات الغربية باتخاذ قرارات دعم الحروب ضد المسلمين وشيطنتهم ومنع اي تعاطف معهم ولهذا نرى الصمت العالمي الان على مجازر سوريا والعراق وليبيا واليمن وكأن من يقتل ليس بشرا . عندما نقف عند هذه النقطة سنلاحظ بلا غموض الثوابت التي تحرك مهندس كوارثنا ومن يعاونه ومن ينفذ خطوات نقل الكوارث من سيء الى اسوأ . ) ويمكن الرجوع للمقال وهي منشورة على شبكة ذي قار والبصرة وفي مواقع التواصل الاجتماعي وفيها معلومات وتوضيحات قيمة ...

 لقد أراد أعداؤنا الصفويين أن يكون الدم بيننا برزخاً لا يمكن عبوره، لكن بإرادة العراقيين افشلت مخططاتهم فلا تجعلوا دماءكم وتضحياتكم تذهب هدراً. ما من طريق أمامنا سوى الطريق الذي حاربنا فيها الطائفية ..





الاثنين ١٩ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة