شبكة ذي قار
عـاجـل










كتب الصحفي العراقي الكبير محسن حسين هذا التقرير المهم عن عدد خاص أصدرته مجلة (نيويورك تايمس) في 10 آب الماضي عن تفكك الأمة العربية، وعدّ ذلك العدد ملحمة في عالم الصحافة، إذ كرس بأكلمه لموضوع واحد استغرق جميع صفحات العدد ، الأمر الذي يحدث لأول مرة في تاريخ هذه الصحيفة العريقة.
 
 هذا الموضوع ينبغي أن يقرأه ويتداوله كل عربي ليعرف إلى أين نحن سائرون إذ لم تصح أمتنا وتستيقظ من نومها المغناطيسي، وتنتفض على واقعها لكي لا تنقرض، وتبقى أمة حية حملت رسالات السماء إلى البشرية جمعاء، والأحرى أن تحمل رسالة التحرير إلى العالم في عصرنا هذا.
 
 يقول الصحفي الكبير محسن حسين :
 
 ( العدد الخاص الذي اصدرته مجلة نيويورك تايمس في 10 آب الماضي عن تفكك الامة العربية يعد ملحمة في عالم الصحافة فقد كرس العدد بأكلمه لموضوع واحد استغرق جميع صفحات العدد، الأمر الذي يحدث لأول مرة في تاريخ هذه الصحيفة العريقة.
 
 مع أن اشهراً عدة مرت على صدور العدد لكنه من الناحية الصحفية عمل يستحق أن يطلع عليه الصحفيون والمهتمون بالعمل الصحفي وقد نبهني إليه الأخ المذيع العراقي المعروف غازي فيصل المقيم، حالياً، في القاهرة.
 
 العدد كان لمناسبة مرور 5 أعوام على الربيع العربي، وبدأ كفكرة وإذا به يكبر شيئاً فشيئاً، حتى وصل إلى أكثر من 40 ألف كلمة، أخذت في قراءة أسباب الواقع المتدهور للعالم العربي اليوم، وكيف تفكك وأصبح بؤرة للفوضى واللاجئين وظهور "داعش".
 
 هذا العدد وصفه المتابعون بالملحمي، وأحدث ضجة كبيرة في وسائل الإعلام الأمريكية والغربية؛ لما تضمنه من حقائق كبيرة حيال ما جرى في العالم العربي، والذي ركز على أن غزو العراق عام 2003 كان هو الحدث المفصلي الذي جر وراءه قاطرة الأحداث الجسام التي أدت إلى تفكك العالم العربي بالحالة التي نراها اليوم.
 
 يقول رئيس تحرير المجلة الأمريكية إنها المرة الأولى التي تصدر المجلة هذا النوع من التقارير والتحقيقات الاستقصائية، التي وصل عدد كلماتها إلى 40 ألف كلمة، مبيناً في مقدمة العدد الاستثنائي من المجلة أن هذه القراءة تسعى إلى تقديم قراءة واضحة وقوية عن الأسباب التي أدت بالمنطقة إلى ما هي عليه اليوم.
 
 موضوع العدد هو الكارثة التي حلت بالعالم العربي خلال 13 عاماً، ابتداءً من عدوان أميركا وبريطانيا على العراق واحتلاله في عام 2003.
 
 ذلك العدوان والاحتلال الأميركي لم يدمر نظام البعث العراقي فقط، بل دمر الدولة العراقية، وخلق الظروف الملائمة لولادة داعش وأمثالها من المنظمات الإرهابية، وقضى على العالم العربي وحوّله إلى منطقة ملتهبة، ومصدر لأزمة لاجئين عالمية، كما أعطى إشارة الانطلاق لعصر الإرهاب الذي يضرب العالم اليوم ويقض مضاجع البشرية.
 
 تقدم نيو يورك تايمس حصيلة بالأرقام الموثقة للخسائر البشرية والمالية التي سببها العدوان الأميركي على العراق بحجة كاذبة، فقد قتل من العراقيين مليون و455 ألفاً و590 شخصاً، ومن العسكريين الأميركيين 4801 جندياً وضابطاً، ومن حلفاء العدوان الآخرين 3487 عسكرياً، ويضيف الموقع إن الكلفة المالية للحرب على الغالب والمغلوب بلغت تريليون و705 مليارات و856 مليون دولار.
 
 وتقول نيو يورك تايمس إن الربيع العربي واحد من النتائج الثانوية والهزات الارتدادية للكارثة، وتقدر مصادر دولية أن خسائر الوطن العربي بلغت 830 مليار دولار، هذا فضلاً عن الدمار الحاصل في تونس وليبيا ومصر واليمن والعراق وسوريا.
 
 هناك مرحلة من التاريخ العربي وصفت بعصر الانحطاط، ولكن الانحطاط الذي يشهده الوطن العربي، اليوم، غير مسبوق في التاريخ، خاصة وأنه يحدث في عصر تحرز فيه الشعوب مزيداً من التقدم والارتقاء.
 
 نيو يورك تايمس لم تؤجل الإصدار بحجة أن عملية تدمير الوطن العربي ما زالت مستمرة، وربما تصدر عدداً آخر بعد 13 عاماً آخر من نكبة الوطن العربي.
 
 العرب يحاربون العرب في اليمن ويدمرون البلاد، والعرب يحاربون العرب في سوريا ويدمرون سوريا، والعرب يحاربون العرب في ليبيا ويدمرون ليبيا، والعرب يحاربون العرب في العراق ويدمرون العراق. ومع أن الإرهابيين يشنون حربهم على الإنسانية باسم الإسلام فإن 70% من ضحاياهم مسلمون.
 
 لا توجد أية مؤشرات على أن هناك مستقبلاً عربياً أفضل، فمعظم الجروح العربية نازفة وملتهبة وتستعصي على الشفاء، وأي مستقبل لمجتمعات لم تعد تعتبر نفسها مجتمعات وطنية، بل مكونات اجتماعية، تنقسم على أساس الدين أو المذهب أو الطائفة أو العرق.
 
 إسرائيل ليست مسؤولة عما يفعله العرب بأنفسهم وهي تشعر بالراحة والأمان طالما أن العرب تكفلوا بتدمير بلادهم .
 
 وهذا هو الموقع لمن يرغب بالاطلاع على التفاصيل
 
 http://www.nytimes.com/interactive/2016/08/11/magazine/isis-middle-east-arab-spring-fractured-lands.html?_r=0




الخميس ٨ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة