شبكة ذي قار
عـاجـل










أربعينية الامام الحسين عليه السلام التي انتهت مراسيمها أمس كانت انتقالة جديدة في العمل السياسي الصفوي الفارسي المكرس للجهل والعواطف الجياشة المنطلقة في فراغ تام مجرد من العقل والمنطق . كانت المناسبة الأخيرة بمثابة انتقالة خطيرة في تجيير الاندفاعات العفوية للناس وهي الاندفاعات المحبة المحبة لاهل البيت عليهم السلام باتجاه تجذير الموروث من الممارسات العقيمة المعبأة بالجهل والبلادة واستحداث ممارسات جديدة مهمتها اسقاط كرامة الانسان العراقي وتجويف مضامينه الحضارية والدينية على حد سواء والسيطرة على الناس عبر استخدام مقنن لمعطيات و حراك اللاوعي الناتج عن غسل الأدمغة وغلق الخيارات والسبل والمسالك أمامهم التي هي أحدى نتاجات اليأس وافرازاته .

ان ممارسات دخيلة طارئة مستحدثة كتلميع احذية الفرس الوافدين تحت غطاء الزيارة وتقبيل هذه الأحذية و ممارسة كمثل غسل أرجلهم وشرب ماء الغسيل هي أحط وأرذل ما انتجته ماكنات طحن المذهب وتبشيعه وتحويله الى شجرة جرداء لا ظل ولا ثمر لها والى مجرد بطن بائسة تلد البيئة السلبية العاجزة عن أي رد فعل تجاه المد الاحتلالي الايراني للعراق الذي يسحق الانسان معنويا واعتباريا بعد أن سحقه بالتصفيات الجسدية .

ممارسات زيارة الاربعين هذا العام غادرت تماما مركز كربلاء ومراقدها بعد ان ضمنت القبول بها تحت ستار حب الحسين عليه السلام لتحط الرحال في دهاليز مخططات عمار الحكيم وأئتلافه اللاوطني في دراما محبوكة مضمونها العام الايغال في جسد وعقل الأنسان المستهدف ( اهالي الفرات والجنوب ) لايصاله لمرحلة انعدام المناعة وأنهيار الارادة وبالتالي الخنوع لواقع الاحتلال ومن جاء بهم الاحتلال كعمار الحكيم ونوري المالكي وسواهم من شلة الاجرام والفساد .

زيارة الاربعين الاخيرة أخذت الناس بعيدا عن الامام الحسين خلقا وثورية وعقيدة ومبادئ وأستقرت بهم على عتبات انهاء الوطن ومغادرة الوعي واستلاب الروح والكرامة . وقد جربت ايران تنصيب أجهزة الواي فاي بدون موافقة سلطة الخضراء على مشهد ومرأى كل العالم وأدخلت قوات أمنية أيرانية بسيارات تحمل لوحات ايرانية تحت ستار حماية الزائرين . وقد أضيفت هذه الممارسات المستهجنة المسيئة لال البيت عموما وللمذهب عموما وللامام الحسين ومعاني ثورته ودلاللاتها بشكل خاص كمثل المشي على الجمر والغطس في الأوحال وغيرها .

هكذا ضاعت اثار وتاريخ وبقايا معركة الطف وسيدها وقائدها سبط الرسول سلام الله عليهم تحت سنابك خيول كسرى التي سحقت الحقيقة الخالدة للامام الحسين الثائر تماما كما اراد الغزو الامريكي وتماما كما رسم للعملية السياسية التي ستعيد انتاج نفسها بعد ان اعاد نوري المالكي وحزب الدعوة وعمار الحكيم وشركاه انتاج انفسهم تحت قنادر الفرس وباستغلال بشع للجهل والعفوية وبفرشاة تلميع للحذاء الفارسي بالكرامة العراقية المباعة في سوق الذل .

اربعينية الحسين هذا العام لم تبع الذكرى وقيمها فقط في منتديات السياسة ومساراتها القبيحة فقط بل وضعت قضية الامام الحسين برمتها ماضيا وحاضرا في جعبة السياسة التي انجبت الغزو والاحتلال المجرمين .

ان ثقتنا عالية بأبناء الفرات والجنوب على تمييز الغث من السمين وعلى قدرتهم بحماية مدنهم وعروبتهم من هذا التحقير والتسفيه المقصود وثقتنا بهم عالية أيضا على العودة الى قيم ومبادئ ثورة الأمام الحسين المغمسة بالطهر والعفة والبطولة والمنتمية الى مبادئ وعقيدة راقية لا الى ترهات وسفتهات تهبط بالمذهب وأهله الى حضيض التيه في سراديب وحفر الاحزاب الفارسية الخبيثة المجرمة.





الثلاثاء ٢٢ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة