شبكة ذي قار
عـاجـل










يكثر الحديث عن الرئيس الجديد ترامب وكأنها ظاهرة استثنائية ظهرت بصورة فجائية على الساحة السياسية الأمريكية ، فخطابه الصريح إلى حد الوقاحة والفجاجة يبدو غير مألوفا على ساسة وصلوا إلى هذا المستوى من الأهمية والحساسية بسبب عنصرية وخطابه الاستفزازي الواضح وانقلابه الدراماتيكي على ثوابت السياسة الأمريكية منذ عقود .. إجبار الحلفاء لدفع المزيد من الأموال مقابل الحماية الأمريكية , الترحيب بالتدخل العسكري الروسي في سوريا, والتصريحات العنصرية البغيضة ضد المسلمين والسود وغيرهم من الأقليات. وكثير من طروحاته التي ذكرها في خطبه الرنانة ..

ولكن ليعلم الجميع على الرغم من التهويل الإعلامي والتضخيم فإن الرئيس والكونغرس لا يستطيعان إن يفعلان شيء رغما صلاحيتهما الدستورية لأسباب عدة ..

1- امريكيا ليست من دول العالم الثالث تتخذ قرارات وتغيرها نتيجة مزاجيات الحكام ..

2- من يضع الخطط الامريكية لا يضعها لسنين وانما توضع الخطط الامريكية لعقود ومن يضعها هم اللوبي الصهيوني ..

3- هيمنة اللوبي الصهيوني على صانعي السياسة الأمريكية لدرجة تجعلهم يفضلون مصالح إسرائيل على مصالحهم , فضلاً عن هيمنتهم على قطاعات واسعة من الاعلام والاقتصاد الأمريكي , صحيفة همشبحا" الإسرائيلية الخاصة بالمتطرفين اليهود، دعت اليهود في الولايات المتحدة لتأييد ترامب دون أي مرشح آخر ..

4- من يقود امريكيا والتخطيط لسياستها هم الدولة الخفية التي تقود امريكيا من خلف الستائر والرئيس والكونغرس واجهات , صنع السياسة الخارجية الأمريكية عملية معقدة ومتداخلة الأبعاد، يضطلع بها جهاز ضخم يتكون من عدة دوائر ضيقة ملحقة بوزارتي الدفاع والخارجية، إضافة إلى دوائر أوسع تتضمن مراكز البحوث الاستراتيجية والجامعات وبعض المنتديات التي تضم مديري شركات ومسؤولين كبار سابقين ومسؤولين حاليين وأكاديميين، ويعمل ذلك الجهاز الضخم بتناسق وفعالية كاملين ويستخدم أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات والعلوم العسكرية والاجتماعية والإنسانية..

بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على النظام الدولي أيلول 2001، أعلنت الإدارة الأمريكية الحرب ضد الإرهاب” وبدأت أولى خطواتها بالحرب على أفغانستان، وأغراها نجاحها الجزئي في هذه الحرب، واعتمادها لاستراتيجية الضربات الوقائية أو الاستباقية بدلاً من “استراتيجية الردع . أعادت الولايات المتحدة، صياغة استراتيجيتها العسكرية فيما عُرف باسم “الهيمنة الأمريكية” والتي تتحدد في خلق مستوى عال من التوتر يصل إلى مستوى الأزمة، والتي تؤدِّي بدورها إلى الصراع العسكري إن لم يستجب الطرف الآخر لمطالبها. كما حدث في احتلال بغداد حاولت ان يكون هناك غطاء دولي , وعندما فشلت في إصدار قرار جديد يتيح لها ضرب العراق، تجاوزت الشرعية الدولية، وقامت بالتعاون مع بريطانيا خارج الأمم المتحدة بغزو العراق في 2003 بهدف فرض هيمنتها على دول المنطقة . واحتلال العراق كان مخطط له منذ زمن بعيد ان السياسة الخارجية الامريكية المؤيدة للايران كانت تعني أن نتائج الحرب الايرانية العراقية لم تكن بصالح الصفوة الامريكية. بعد ثلاث سنوات فقط في 1991 شنت الولايات المتحدة حربا ضد العراق , يوم 9 نيسان 2003 بدأ مشروع التشطيب العربي الامريكي في العراق باحتلاله وتدمير كافة البنى التحتية وكان الهدف الامريكي السماح بالتمدد الايراني في المنطقة لأضعاف الدول العربية لهدفين هما :

1- خلق عدو جديد في المنطقة يخفف النظرة العدائية العربية لإسرائيل . ولإيجاد طريقة مقارنه جديده للعرب أو اختيار بين العدو الجديد الذي كان يسمي امريكا الشيطان الاكبر والاستكبار العالمي وأمريكا كانت تسمي ايران محور الشر .. الان خفتت الاصوات بينهم واصبح النعيق العالي بينهم تشاور ومشاريع جديده . وبذلك دارت امريكا ظهرها لدول الخليج . وبين العدو الازلي اسرائيل .

2- ابتزاز دول الخليج بتزويدهم بأسلحة غير استراتيجية مقابل اخضاع النفط الخليجي للإرادة الأمريكية .

أيها العرب هل استوعبنا الدرس ؟ أم لانزال نكابر ونتأمل بالمخطط الامريكي الخير ..





الثلاثاء ٢٢ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة