شبكة ذي قار
عـاجـل










في الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد المناضل تحسين الأطرش، عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي،
تحلق رفاق الشهيد وأحباؤه وعائلته حول ضريحه عصر يوم الجمعة 18 تشرين ثاني في وقفة عزاء وقراءة الفاتحة لروحه الطاهرة مستذكرين قائداً ومفكراً وأديباً وحقوقياً بارعاً دافع عن قضايا الأمة وفلسطين ولبنان بالقدر الذي تبنى فيه هموم أبناء مدينته طرابلس ورفع لواء رفاقه في العراق منافحاً عن ثورتهم، حتى الرمق الأخير.

وألقى الرفيق رضوان ياسين، عضو القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، أمين سر فرع الشمال، بهذه المناسبة الكلمة المعبِّرة التالية :

تمضي السنون وتبقى الذكرى قائمة، حضور يقاوم وطأة النسيان، تحط النسور عند ضريحك .. وتتأهب للِحَوْم مأخوذة بالحنين.
فالحزن ملء الفؤاد قد أضنى الخواطر، أي دم هذا الذي منك قد سال .. ؟؟؟

أي عبق هذا الذي منك قد فاح .. أبيت إلا الصعود فوق القمم ..

أبيت إلا مكاناً فوق النجوم .. وقفت والشمس في موضع تشرق فينا بأشراقها وتغرب عنا بغروبها .. شروقك فينا نور لا يفنى، وغروبك عنا ذكريات لا تنسى ..

دمك الأحمر في رقابنا قلادة من أمانة، فإن نسيناه فقد خنَّاها، فارفع جيينك فوق ضوء الشمس فما زلت حياً لم ترحل وإن وإريناك التراب، فصبحك ينبت ألف صبح .. ودمك ينبت في الميادين الزهور .. ليضيء مدارج الصاعدين خلفك، تغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس. وها نحن اليوم بعد رحيلك المفجع تراجع ذاكرتنا المتخمة بحزن سنين من الثكل واليتم والهجير والسجون، فلا نجد سوى ملامح وجهك مرسومة بخطوط الطهر، كيف ننساك وأنت تصور بالتجسيد كل شقائنا والتضحيات، يتسلق البريق تضاريس هيبتك وحضورك المتألق الشاهق على امتداد جسدك الغائب، لكن روحك الحاضرة على خاصرة الوطن اليتيم ستبقى شاهدة على كل موت تعيس يحتضر على أوراق صفصافنا الحزين .. ؟ والوطن المستباح من صهيون والفرس وكل زناة الشرق، وكيف نحيي كلماتك وذكراك، فما مرَّ يوم من الذكرى ولنا فيه فرح، نتلمس فيك خواطر محبة لا تفنى وقصص لا تُمحي،

سطرت بمداد الوفاء والنبل، ووضوح الطهر في عينيك مهد لروايات العشق الآتية على عزم البطولات.

كيف نحيي كلماتك وذكراك فأي حرف من شعاع الشمس وهيام القمر سنختار، فمن كثرة الغبار والرماد كيف نقرأ تلك السطور، فأحرفها في كل يوم تحفر شوقاً على خلايا الروح وإيقاع الذاكرة.

علمتنا أن الحياة لا تنتهي بمجرد قطعة قماش ودموع وبعض رثاء تزين السطور، وليست صورة فوق القبور، بل أن الدنيا طريق حياة ووقفة عز نحن من يعبِّدها؟
قد كنت في وهج الحياة فريداً، عرفناك صادقاً وعنيداً، شجاعتك أقدامك، إيثارك، صبرك، مناقبك كلها ترثيك في اليوم ألف مرة،
دمك الضالع فينا، والطالع من زهرة نيسان، نافورة عشق للميدان؟؟ يقتضي الوفاء منا أن نتماثل ونقتدي، وكل من يعرف تحسين يعرف وجهاً منيراً يرفل بالقيم والمبادئ، ينبض بالحلم، دمه الأحمر لون أماسينا بجمره الحنون، وإضاءة الوطن بأمل الانتظار،

يا قرة عين فلسطين .. وبغداد .. وبيروت .. يا شريان الفيحاء الأبهر .. كم أدركنا إن الموت غبي في اختيارك، ملعونة تلك الرصاصة لو عرفتك حتماً ستخجلً ..

آه أيها القريب البعيد .. لا زالت أجراس الموت تدق في أنحاء وطننا العربي المعذب في شوارعه التي تحولت لمقابر جماعية للأشلاء تقرع النواقيس ولا يرتوي المستأسد على دمائنا، هو نفسه من غاص في دمك الطاهر ورفاق لك،

اسميك ابا علي سيد الكبرياء في الزمن المأسور بالصمت، وسيبقى هذا اليوم محفوراً في قلوبنا نستقي منه الدروس ونتذكرك حياً بيننا،

فبوركت يا بطلاً شهيداً بين الشهداء وبورك البيت الذي شع منه نورك لتكون أهدافك أملاً ونوراً لا تبددها الأيام، فأنت والله أقوى من زمانك، أعظم من جراحك، أحلى من حياتك، أسبق من مواتك.

سلامي لروحك التي لا زالت تدور حولنا وتفوح برائحة المسك والأقحوان ..
 





السبت ١٩ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طليعة لبنان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة