شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً - الأبتزاز الأيراني .. والرضوخ الأمريكي المذل :

1 - بات واضحًا، كلما أرادت إيران المزيد من الأموال تعمل على إعتقال مواطنين أمريكيين، فتستجيب لها إدارة ( أوباما ) بطريقة فاضحة ومزرية ، تحقق ما يريده النظام الأرهابي في طهران تحت مسميات مضحكة ( أموال إيرانية مجمدة ) .!!

2 - أقدمت إيران مؤخرًا على سجن مواطن أمريكي من أصل إيراني متهمة إياه بـ ( التعاون مع حكومة معادية - الولايات المتحدة - وبالكفر ) ، وكأن إيران لم تتعاون مع أمريكا على جميع الصعد السياسية والأستخباراتية والعملياتية العسكرية، من أفعانستان حتى العراق وسوريا ودول الخليج العربي بصورة عامة والبحرين والكويت بشكل خاص ، قبل الأحتلال الأمبريالي الغاشم للعراق وبعده وحتى الوقت الحاضر.

فقد حكمت إيران على المواطن الأمريكي من أصل إيراني ( روبن رضا شاهيني ) بالسجن 18 عامًا الذي يزور إيران للمرة الأولي .

3 - والغريب في الأمر قول المتحدث بأسم الخارجية الأمريكية جون كيربي ( إننا نؤكد نداءاتنا لأيران لأحترام وحماية حقوق الأنسان والحريات الأساسية ووقف الأعتقالات السياسية، وضمان إجراءات قضائية نزيهة وشفافة في رفع الدعاوى الجنائية بما يتفق مع قوانينها وإلتزاماتها الدولية ) .!!

4 - والواقع، هو من يخرق حقوق الأنسان لا يحق له أن يطالب غيره بتطبيق هذه الحقوق، كما لا يحق لأيران الأرهابية أن تتحدث عن حرية وحقوق الأنسان والعدالة وهي تعدم عشرات المواطنين يوميًا على الرافعات في ساحات المدن الأيرانية المختلفة وفي مقدمتها الأحواز.!!

هل ترون كذب الأدارة الأمريكية ومعاييرها المزدوجة القبيحة، وكذا نفاق وكذب النظام الصفوي في طهران وهو يشن حملات الأعتقالات ويملأ السجون بالأبرياء ويقتل ويبتز وينتهك الحرمات حتى الأطفال لم يسلموا من إنتهاك كرامتهم في حضرة الولي الفقيه الذي يمارس الدناءة في لملمة فضائح إغتصاب الأطفال المعيبة ويدعي القيمومة على الدين والمذهب.

أين هو الموقف الأنساني الأمريكي حيال أكثر من مليون إنسان عراقي نازح نتيجة أعمال القتل الدامي الداعشي وتصفيات الحشد الطائفي الوحشية في الموصل وضواحيها ونواحيها وقصباتها، وقبلها في جرف الصخر وصلاح الدين والحويجة وديالى والفلوجة وغيرها ؟ هل أن هؤلاء النازحون الذين يعيشون الآن في العراء هم ليسوا بشرًا ؟ ألا تنطبق عليهم معايير ثبتتها لوائح وصكوك حقوق الأنسان ؟ لماذا لا يتحدث الناطق بأسم الخارجية الأمريكي عن الألاف من المواطنين العراقيين نتيجة التهجير القسري من مدنهم وقراهم، ومنها ما يحدث في الوقت الراهن في محافظة كركوك على يد المحافظ العنصري مزدوج المعايير ومنحط الأخلاق والقيم ، دون أن يجابه بموقف حازم يفضح هذا العميل القذر الأمريكي - الفارسي المزدوج الولاء. ؟

5 - إن حادث الأعتقال والحكم بالسجن على المواطن الأمريكي ( روبن شاهيني ) هو للضغط على أمريكا لكي تدفع مبالغ تحتاجها إيران بصورة مستعجلة، كما حصل سابقًا، لتمويل عملياتها العسكرية التدخلية في شؤون دول المنطقة.!!

6 - والملاحظ ، أن الحكومة الأيرانية أخذت خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة من عمليات أسر جنود البحرية الأمريكية وإعتقالات مواطنين أمريكان, وأحكام السجن لمواطنين أمريكيين من أصول إيرانية، لغرض الحصول على المزيد من الأموال ومن ثم إطلاق سراحهم في مسرحية هزيلة .. فقد طالبت إيران أمريكا لأطلاق سراح ( نزار زكا ) بأربعة ملايين دولار، وكذلك المواطن ( سيامك نمازي ) ، والمواطن الأمريكي ( جيسون رضاييان ) مراسل صحيفة واشنطن بوست .. حيث تلقت طهران نتيجة صفقة متفق عليها مبلغ ( 1.7 ) مليار دولار بعثت الأدارة الأمريكية هذا المبلغ الضخم بطائرة أمريكية خاصة حطت في إحدى مطارات إيران .!! وبررت أمريكا تصرفها الفاضح والمريب هذا هو تسوية مالية بعد رفع قرار تجميد أموال إيران .. ولكن لماذا بطائرة خاصة وليس التحويل عن طريق البنوك الأوربية مثلاً أو المؤسسات المالية المعنية بالتسويات والأعتمادات المالية بين الدول.؟!، والحقيقة هي أن هذا المبلغ جاء تحت تسمية ( فدية ) ، والهدف هو حاجة طهران الملحة لتميل وتمكين قواتها التوسعية في خارج حدودها الأقليمية.!!

ثانيًا - ماذا قال السيناتور " جون مكين " رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي؟ :

- ( إن إيران تدعم الحوثيين في اليمن، الذين يطلقون الصواريخ إيرانية الصنع على السفن الحربية الأمريكية بالأموال التي تفرج عنها الأدارة الأمريكية وفق الأتفاق النووي ) .!!

- وأضاف مكين، ( منذ دخول الأتفاق النووي حيز التنفيذ أظهر أن الأدارة الأمريكية دفعت ( فدية ) بقيمة ( 1.7 ) مليار دولار للدولة الأولى الراعية للأرهاب في العالم إيران، وذلك من أجل إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين الذين أسرهم الحرس الأيراني بداية السنة، وكذلك رجل الأعمال الأمريكي ( سبانك نمازي ) الذي اعتقل في طهران بتهمة جاهزة هي التجسس، لغرض الأبتزاز المالي والسياسي .. وإيران تنفق هذه الأموال ( الفدية ) على دعم الأسد الذي يقتل شعبه، ودعم الحوثيين في اليمن الذين يقصفون بصواريخ إيرانية الصنع السفن الحربية الأمريكية في الخليج ) .!!

- وهذا إعتراف صريح وواضح ( من فمك أدينك ) بواقع العلاقة الفاضحة بين طهران وواشنطن، والكذب الأمريكي المغلف بتبريرات غير منطقية ولا عقلية .. فما هي هذه السياسة التي تبديها أمريكا ؟ وكيف يسكت الكونغرس الأمريكي و ( جون مكين ) يتحدث بهذه اللغة الصريحة والواضحة دون أن يكون للقضاء الأمريكي وللمجتمع الأمريكي صوت يضع الأزدواجية الأمريكية التي تستهين بالأنسان وبحقوقه بمعايير سافلة ومنحطة أخلاقيًا ؟!

- لقد صدعت أمريكا رؤوس العالم بمسألة حقوق الأنسان حتى باتت تتدخل بشؤون دول العالم بإصدارها سنويًا قائمة تعدها وزارة الخارجية الأمريكية تحدد فيها الدول التي تتربع قمة إنتهاكات حقوق الأنسان ويشن إعلامها الموجه حملآته المريبة ويُشَرِع الكونغرس مشاريع قرارات يحاكم فيها الدول على أساس خرق حكوماتها لحقوق الأنسان .. كما أن أمريكا قد صدعت عقول البشر بمسألة الديمقراطية وضرورة إنتشارها حتى لو يتم إسقاط نظم سياسية وإبقاء أخرى من أجلها ولسواد عيون الذين يرفلون في أقبيتها .. والنتيجة التي يراها الجميع .. سحق الأنسان وحقوقه وتدمير الدول بعد إسقاط نظمها الوطنية وترك شعوب برمتها ساحات للقتل والنهب والتهجير والفوضى .. وكل ذلك يحصل من أجل إستمرار التدمير والتقسيم والتفتيت وتربع الكيان الصهيوني على أنقاض ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير، ولأهداف الهيمنة على العالم .. لا قيم أخلاقية في سياسة أمريكا ، ولا قيم أخلاقية في سياسة إيران ، ولا قيم أخلافية في سياسة ( إسرائيل ) .. هنالك سياسة دعارة تشترك فيها هذه العواصم ، وليس من بينها شيء أسمه حقوق إنسان وكرامة إنسان .!!





الجمعة ٢٧ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة