شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ الحوار حوار مع الذات ولا جديد في وثيقته.
۞ انقلاب 57 ليس مبادرة من الجيش ، وإنما حزب الأمة هو الذي سلمه السلطة.
۞ خروج الأحزاب الخمسة عن قوى الإجماع زاد تماسكها وإنسجامها.
۞ المعارضة مرت بمنعرجات متعددة والعيب في تحالفاتها السابقة انها لم تكن قائمة على وحدة الهدف والوسيلة .
۞ الخطيب هو الاقرب في خطه واطروحاته ومواقفه للاستاذ عبد الخالق محجوب في التقارب مع البعثيين.
۞ لاعلاقة للبعث مع النظام وهذه إتهامات ( النرجسيين ) .

مقدمة
تعج الساحة السياسة السودانية هذه الأيام بحراك واسع ، وفيما وقعت قوى سياسية على وثيقة الحوار الوطني وإعتبرتها محصلة نهائية تلخص حلول أزمات البلاد المتشعبة ، رأت المعارضة أنه لا جديد فيها وأن الأزمات ستظل ماثلة مالم تتم إزاحة نظام الإنقاذ من المشهد جملة ، في وقت تفاقمت فيه الخلافات حول التسوية بين الأحزاب المعارضة فإنسلخت ( 5 ) أحزاب رئيسة من تحالف قوى الإجماع وإنضمت إلى نداء السودان ذلك التحالف الذي يضم حركات مسلحة وأحزاب مدنية إرتضت خارطة الطريق للتفاوض مع الخرطوم، كل هذا الحراك جعلنا نلقي بعديد من الأسئلة على منضدة أمين سر البعث الأصل فإلى إفاداته.

حاورته : سعاد الخضر

* إن الشعب السوداني يستذكر ويحتفي هذه الايام بثورة إكتوبر فما هي الظروف التي أطاحت بنظام الانقلاب العسكري في 1958م ، والتطورات التي أدت الى الثورة الشعبية التي هزت المنطقة في 21 اكتوبر64 19؟

- هذا سؤال كبير ويحتاج الى اجابة موسعة ولكن اقول باختصار ، ان الانقلاب لم يكن بمبادرة من القوات المسلحة ، وانما بتسليم قيادة حزب الامة وتسلم من القوات المسلحة، وقد حظي الانقلاب منذ يومه الاول بتأييد السيدين المهدي والميرغني في بيانهما الشهير .

لقد جاء الانقلاب في ظروف تصاعد المد الوطني الاتحادي بقيادة السيد اسماعيل الازهري ، هذا الرجل الفريد ، الذي استشهد في المعتقل بعد انقلاب مايو ، قاد معركة مقتدرة وصلبة ضد الاستعمار البريطاني وواجه الطائفية وهي في اقوى حالاتها ، والذي تمكن بشعارات قليلة في كلماتها عميقة في معانيها مثل شعار ( ارفع راسك حرر نفسك ) من ان يهز الوجدان الوطن ويحرض الجماهير على النضال ويستقطب القوى المستنيرة على امتداد القطر بحيث لم يترك لقوى الطائفية الا الأرياف، حيث يخيم ظلام الجهل والفقر فكان حزبه هو الاكبر منفردا في الانتخابات .. ولكن قوى الطائفية اتحدت في مواجهته وتمكنت من اقصائه من الحكم .- عند تغير المعادلات في نوفمبر 1957م قبيل الانقلاب قامت الطائفية بتسليم السلطة للقوات المسلحة لقطع الطريق امامه . ولذا فقد اعتبر الاتحاديون ان الانقلاب موجه ضدهم وهم كما اسلفت يشكلون قوى الاستنارة من سكان المدن من مثقفين وموظفين وصغار ومتوسطي التجار ، اي فئات الطبقة الوسطى التي تشكل الرآي العام وزاد الامر تعقيدا إعتقال قائدهم والرمز الوطني السيد اسماعيل الأزهري وإرساله الى سجن الرجاف. وكذلك تمرير مشروع المعونة الامريكية ليعود الاستعمار من النافذة بعد ان اخرجه الاتحاديون والشعب من الباب . فضلا عن قضيتي الحرية والديمقراطية اللتين تشكلان جوهر برنامج الأزهري وحزبه الوطني الاتحادي وهي الفيصل في برنامجه ، وبالرغم من ان الحزب الاتحادي يشكل تياراً عريضاً ويعتمد على المخاطبات الفوقية والعلاقات الاجتماعية ولكن دوره كان حاسما في التعبئة لثورة اكتوبر وفي الإنتصار على إنقلاب 17 نوفمبر .- العامل الآخر تمثل في القوى التقدمية فقد ناهض الحزب الشيوعي الانقلاب منذ ايامه الاولى وبالرغم من مشاركته في المجلس المركزي وهو برلمان الانقلاب الزائف ، بعد زيارة برجنيف للسودان ، ولكنه بحكم برنامجه وتنظيمه الثوريين قام بدور مشهود في تنظيم وتعبئة الحركة الجماهيرية الديمقراطية ... وجاءت الحركة القومية بشقيها البعثي والناصري التي نشأت في عام 1960م رديفا للقوى الثورية واعطت الصراع ضد الانقلاب ابعاده الاجتماعية والتحررية وربطته بحركة الثورة العربية ولعبت دورا طليعيا في جامعتي الخرطوم والقاهرة فرع الخرطوم والمدارس الثانوية في الابيض ومروي وبورتسودان وكسلا الخرطوم .. واذا كانت قوى الاتحاديين المستنيرة تشكل قاعدة الثورة فقد كان الشيوعيون والبعثيون والناصرين هم طليعتها . على صعيد الجماهير فإن الظلم الذي أحاط بأهلنا في حلفا مع بناء السد العالي قد القى بظلاله على مجمل الحركة السياسية والشعبية ، وتصاعد نضالات المهنين والموظفين والعمال والمزارعين وكان للطلاب والمعلمين والمحامين دورا بارزا في التعبئة والمقاومة ، وبأختصار يمكن ان نقول انها كانت ملحمة الدفاع عن الحرية والديمقراطية عند عموم الشعب أضافت لها الحركة الثورية أهداف انجاز مهام ما بعد الاستقلال والرفض للحل العسكري لمشكلة الجنوب والدعوة لحل ديمقراطي سلمي يقر بالتمايز الثقافي والجغرافي ، وهي المشكلة التي إستأثرت باهتمام الشعب وكان تعتري النظام للثورات التي عقبت بصورها بجامعة الخرطوم ومقتل الشهيد القرشي الشرارة التي فجرت الثورة .

ومما ساعد القوى السياسية والاجتماعية في الانتصار التناقضات والصراعات داخل القوات المسلحة واعدام اثنين من اعضاء المجلس العسكري الاعلى وعدد من الضباط وسجن آخرين مما أدى الى نشوء تنظيم الضباط الاحرار الذي انحاز للشعب وكذلك ميل الفريق ابراهيم عبود رئيس النظام للسلم وبسط الأمن وإحترام إرادة الشعب.

إنني بهذا الكلام لا أقدم عرضاً تاريخياً لمثل هذا الحدث الهام ولكن لا يفوتني ان أذكر الدور الحاسم لقطار كسلا بقيادة القطب الاتحادي ابراهيم العوض الذي توجه للخرطوم لاقالة الفريق ابراهيم عبود الذي توافقت الاحزاب على بقائه راساً للدولة.

* حسنا لنعود للحاضر انتم متهمون بموالاة النظام ؟
- هذا إتهام لا يصدقه حتى من يطلقه من بعض النرجسين الذين يقلقهم نقد البعث لبعض ممارساتهم المسيئة للشعب وسياساتهم الضارة بمن يدعوا انهم جاءوا لتحريرهم ، بينما تعود افكارهم وتعبئتهم الى عزل هذه المكونات عن اوسع جماهير الشعب، وخلق تناقضات بينهم وبين المكونات الاخرى عوضاً عن تعميق روابط الاخاء الوطني.

أما موقف حزب البعث من النظام فهو ليس بحاجة إلى شهادة ممن كانوا شركاء في السلطة مع هذا النظام ومن يستنفرون القوى الاقليمية والدولية للضغط على النظام للتوافق معهم على تسوية تحافظ على ركائزه وسياساته وتطيل امد بقائه في السلطة وهذا هو لب الصراع والخلاف.

* البعض يتهمكم في حزب البعث باستدراج الحزب الشيوعي لتغيير حلفائه ومواقفه ؟

- هذه إتهامات سخيفة والهدف منها النيل من الحزب الشيوعي وممارسة الضغوط عليه ، في البدء ينبغي ان اؤكد بأننا ضمن تحالف قوى الاجماع الوطني الذي يضم الحزب الشيوعي وآخرين ، واننا من اكثر القوى حرصا على إحترام تقاليد العمل الجبهوي وبالتالي احترام مكونات قوى الاجماع الوطني التي تلتزم ببرنامج حد ادنى ، ومن الطبيعي انه يهمنا قوة وتماسك وانسجام مكونات هذا التحالف ففي قوة كل فصيل قوة لبقية الفصائل وان ساحة السودان اوسع من ان يغطيها فصيل واحد .. ولذا فنحن لا نعتبر باننا في حالة منافسة مع اي فصيل وبالتالي لا نتدخل في الشأن الداخلي لأي حزب ولكننا نسعى لتعزيز فصائل التحالف كافة رغم الاختلاف في الايدولوجيا وذلك انطلاقا واحتراما للاستقلالية الفكرية والسياسية والتنظيمية لاعضاء التحالف، وفي تقديري ان الحزب الشيوعي لم يغير من موقفه تجاه اسقاط النظام فهذا موقفه المبدئي وان ابدى مرونة في العامين الماضيين من اعلان ما سمي بنداء السودان فقد كان موقفه المعلن في اجتماع قوى الاجماع انه يريد تصليب موقف الاطراف خارج قوى الاجماع وبعض مكونات قوى الاجماع ذات الميل للتسوية والمصالحة مع النظام للحفاظ على وحدة وقوة التحالف ومن هم خارجه ، والاتفاق معهم على كيفية ادارة البلاد وبرنامج ما بعد التغيير وقطع الطريق امام جهود بعض القوى الدولية والدوائر الاقليمية المرتبطه بها من الدفع في اتجاه التسوية والمصالحة خدمة لأجندتها ومصالحها التي تتعارض مع المصالح الوطنية ولكن انت لا تهدي من تحب.

* ولكن يتهمونكم بان هناك علاقة وثيقة بين حزب البعث والحزب الشيوعي في التحالف ؟

- هذا ليس اتهام وليس عيباً ولكنه ليس حقيقياً .. علما بانه كانت هناك علاقة مميزة بعد ثورة 1964م تربط بين الحزبين وكانت تربط الاستاذ عبدالخالق محجوب علاقة وثيقة بالاستاذين بدر الدين مدثر وشوقي ملاسي ، ولم تكن تعقد ندوة جماهيرة بالعاصمة إلى عام 1970م إلا ويشارك فيها الاستاذين عبدالخالق وبدرالدين مع بعض الاستثناءات وقد قام الحزبان مع قوى جماهيرية وشخصيات وطنية بتشكيل هيئة الدفاع عن الوطن العربي وتذويب الخلافات بين الطرفين في العراق وتشكيل الجبهة الوطنية والقومية التقدمية في العراق بل ان الاستاذ عبدالخالق عند زيارته للأبيض في 1970م كان حريصا على اللقاء بي في منزل دكتور شيخ ادريس عبدالرحيم بحضوره وحضور الاستاذ ساتي بكري والإشادة بوعي ودور حزبنا في حركة النضال الوطني والقومي .

وقد خاض الحزبان المعركة قبل وابان نظام نميري بانسجام تام توج بوقوفنا في خندق واحد ضد الانقسامين التصفوين الذين انشقوا عن الحزب الشيوعي بقيادة معاوية سورج. لذا اقول ان التضامن بين الاحزاب الوطنية والتقدمية امر ضروري لتقوية نضال شعبنا وتحقيق اهدافه في الحرية والديقراطية والتقدم .

* هناك من كتب إن الحزب الشيوعي استعار الايدولوجية العروبية ؟

- أولا ان انفتاح الحركة الماركسية على الايديولوجية العربية الثورية ليس جديداً فقد نشأ تيار وكتاب يسمون بالماركسين العرب ، وهم الذين سعوا لتطبيق الماركسية على الواقع العربي وتوطينها ، والتيارات الفكرية الاصيلة لا يزعجها الانفتاح والحوار والنقد لاثراء النظرية واغنائها . أما الحزب الشيوعي السوداني فقد تميز في عهد الاستاذ عبدالخالق محجوب بالانفتاح على حركة الثورة العربية والتفاعل الايجابي مع فصائلها ويبدو ان البعض تنقصه المعرفة بمواقف الحزب الشيوعي في ستينات القرن الماضي وشعاراته المركزية في المسيرات ( للحرية ... عبدالناصر ، للاشتراكية .. عبد الناصر ، للوحدة العربية .. عبدالناصر ، ونحن نناصر عبدالناصر ) واعتماد استراتيجية التحالف مع نظام البعث في العراق ، والالتزام الفكري والسياسي بتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني ، ومقولة دكتور حسن الترابي في ما بعد بأن الشيوعين قد سبقونا في إدراك أهمية التوافق مع قوى الثورة العربية التي يؤدي العداء لها إلى العزلة عن الشعب

* هل يعني ذلك أن هنالك تحولا طرأ على رؤية الحزب الشيوعي التي تؤكد أن السودان متعدد الثقافات وان الثقافة العربية والاسلامية فرضت عليه ؟

- ان هذا يدل على عجز الذين يريدون إدارة صراعهم مع الحزب الشيوعي ، وبأطروحاتهم هذه يؤكدون في تقديري المتواضع الى ان الاستاذ مختار الخطيب سكرتير الحزب الشيوعي هو الاقرب في خطه واطروحاته ومواقفه للاستاذ عبد الخالق محجوب ذلك الخط الذي جعل من الحزب الشيوعي اقرب الى نبض الجماهير وبوأه مركز قيادة الحركة الجماهيرية في منتصف ستينيات القرن الماضي ... وإنني اعجب من اطروحاتهم هذه فمن المألوف ان تستمر دوائر الاستعمار الغربي والحركة الصهيونية العالمية والطامعين في ملء الفراغ الذي احدثه احتلال العراق في الساحة العربية ، وبشكل خاص ملالي طهران ، الذين تسلمو العراق من المحتلين الامريكين وتمدد نفوذهم الظلامي في لبنان وسوريا واليمن باستنفار الطائفية واستغلالها كغطاء لمطامعهم ... أقول من غير المستغرب ان تشن هذه القوى المعادية للأمة حملة تزييف للحقائق وتشويه الرابطة القومية والثقافة العربية الاسلامية لإضعاف وتمزيق النسيج الوطني والقومي في الاقطار العربية تحقيقا لاهدافها ، هذا تحدي قديم وجديد واجهه ويواجهه شعبنا وامتنا سيما عندما تتقدم الجماهير خطوات صوب اهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية ولكن الغريب ان تشارك في هذه الحملة قوى من بلادنا تدعي انها تناضل من اجل الحرية والديمقراطية والتعدد الثقافي في ذات الوقت الذي تشهر فيه العداء للثقافة العربية والاسلامية وهي الثقافة التي شكلت بتفاعلها الحر مع الثقافات السودانية هوية موحدة لاثنيات متعددة ، تدامجت وتصاهرت ، وأضحت هذه الثقافة المكون الاساسي للشخصية السودانية دون ان تنفي العوامل الثقافية الأخرى ، لأن هذا التطور الذي إستغرق مئات السنين لم يتحقق قسراً ولا تسلطاً ولم يكن لحاملي هذه الهوية وهذه الثقافة دولة قبل السلطنة الزرقاء وسلطنات دارفور وتقلي والمسبعات ، وقد جرت هذه العملية في الشمال الافريقي ولحد ما في شرق وغرب واواسط قارتنا ، وحتى لغة عربي جوبا قد تكونت قبل ان يكون جنوب السودان جزء من الكيان السوداني ، وقد عمل المستعمر البريطاني على قطع الطريق امام التطور الطبيعي لحركة التفاعل الحضاري والثقافي والتدامج الوطني باصدار قانون المناطق المقفولة ومنع استخدام اللغة والاسماء العربية ومحاولة فرض لغته الاستعمارية وتشجيع التبشير المسيحي ودعم الكنيسة لاستقطاب ابناء الجنوب من خلال التعليم والتدريب المهني والدعاية السوداء ضد العرب والمسلمين ، وتقدم تجربة مصر خير مثال للتفاعل الحر ، إذ مع قدم الدولة الاسلامية في مصر منذ صدر الاسلام فإن الاقباط قد استعربوا ولكنهم لم يتأسلموا ، بينما تأسلم كل النوبين في السودان واستعرب معظمهم من جنوب دنقلا الى جنوب سنار في ظل الدولة النوبية المسيحية الحاكمة ، واذا تجاوز بعض الناس هذه الحقائق واستخدموا عن جهل او برد الفعل لممارسات الانقاذ لغة عنصرية بغيضة ، فما هو عذر المتعلمين والمثقفين ، الذين يدركون هذه الحقائق كما يدركون بطلان نظرية النقاء العنصري، والجذر الاجتماعي القبلي والطبقي للاستعلاء، وما لهم ينسبون للبعث ما لا يعبر عن حقيقته وهو اول من اقر بالتعدد الثقافي وبالتمايز الجغرافي واكد في فكره وبرامجه على التنوع في إطار الوحدة ، مالهم يستعيرون لغة متخلفة ويتماهون مع أطروحات أعداء السودان والأمة لاضعافها وتفتيتها ويمهدون الطريق امام النظام لتشطير جديد تنفيذاً للأجندات الخارجية في مقابل إطالة امد بقائه في السلطة.

هل اطلعت على وثيقة الحوار ؟

- نعم اطلعت عليها وليس فيها من جديد ، يمتلك هذا النظام الدستور الانتقالي ويتضمن قبل تعديلاته التي اعطت كل السلطات لرئيس الجمهورية ولجهاز الأمن مبادئ جيدة ويقر بحقوق الشعب في الحريات العامة والسياسية والنقابية وعلى التزام الدولة بالخدمات التعليمية والصحية الى اخره والقضاء العادل والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ومع ذلك لم يحترم النظام هذه الوثيقة الاساسية بل جاءت ممارساته على النقيض منها وهو حاله في عدم احترام المواثيق والعهود التي وقعها مع مختلف القوى السياسية والحركات المسلحة فما هي قيمة مخرجات حواره الراهن سيما وأنه حوار مع الذات وليس مع قوى سياسية متمايزة عنه نوعيا أو مسلحة .

* لماذا تتمترسون في موقفكم من اسقاط النظام على الرغم من التغيرات التي حدثت حتى في صفوف المعارضة وماهي وسائلكم ؟

- موقفنا واضح منذ اليوم الأول لهذا الانقلاب الذي تبنى برنامج الجبهة الاسلامية القومية وهو برنامج يتناقض مع مصالح أوسع جماهير شعبنا ومع مصالح السودان قد كان رأينا إن هذا الانقلاب الذي طرح نفسه كبديل لحكومة عاجزة أنه حل زائف لأزمة حقيقية وأنه لن يزيدها الا تفاقما وتعقيدا وقد أثبت تطور النظام الذي فرط في وحدة البلاد وسيادتها واستقلالها وسرق قوت الشعب بتمكين الرأسمالية الطفيلية الاسلامية من ثروة البلاد عبر الفساد المحمي من السلطة هذه الحقيقة وليس في الأفق امكانية لاصلاح هذا النظام ولذلك نحن متمسكون بخط الإسقاط عن طريق الانتفاضة الشعبية والعصيان المدني والإضراب السياسي.

* هناك اتهامات للمعارضة ان انقساماتها المتكررة ساهمت في استمرار النظام في السلطة ؟

- الحقيقة ان المعارضة مرت بمنعرجات متعددة والعيب في تحالفاتها السابقة انها لم تكن قائمة على وحدة الهدف والوسيلة مما أدى الى ارباك الحركة الجماهيرية وتغبيش وعي الشعب واهدار تضحياته والمعارضة اليوم ممثلة في قوى الاجماع الوطني بعد أن خرجت منها على مراحل قوى التناقض الثانوي والمرحلي مع النظام أضحت اكثر تماسكا وإنسجاما واقتدارا لقيادة حركة النضال الوطني ... أما الحديث عن استمرار النظام ليس من الدقة أن ينسب ذلك للمعارضة وحدها فثمة العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي أدت الى اطالة أمد هذا النظام ولكنه وصل الآن الى نهايته المحتومة .

* الا ترى ان اعلان خمسة من احزاب قوى الاجماع تجميد نشاطها نهاية لتحالف المعارضة ؟

- بالعكس ويمكن أن تنطوي اجابتي على السؤال السابق ردا على هذا السؤال فهذه الأحزاب التي خرجت سياسيا وتنظيميا على قوى الاجماع قد أدت الى تماسكه وانسجامه .

* لماذا فشل مشروع التسوية ؟

*مشروع التسوية لم يفشل لكنه تعسر وهذا امر طبيعي ومتوقع لان كل طرف يرفع في سقف مطالبه لتحقيق اكبر مكاسب ممكنة والمؤكد ان نظام الانقاذ سوف يخرج بالحصة الأكبر في المفاوضات الجارية أما نحن فيهمنا كما يهم شعب السودان ان تؤدي هذه المفاوضات لايقاف الحرب ليعيش شعبنا في مناطقها حياته الطبيعية وليعزز نضالنا الديمقراطي السلمي لاقتلاع النظام .

* هل نجا السودان من مخطط التقسيم ؟

- لا يزال يساورنا القلق تجاه هذا الاحتمال وذلك لعدة أسباب فقد وقع السودان مع وزير الخارجية الامريكي خارطة طريق لاتزال مفرداتها سرية والاصرار على هذه السرية يعني أنها تتضمن بنودا ضارة وخطيرة وأن حماسة قوى الإمبريالية العالمية وتوابعها الإقليمية باسناد نظام الإنقاذ بالتسوية والمصالحة باطالة أمده لابد أن من ورائها أهدافا مشبوهة تتجاوز ماهو معلن من التعاون في مكافحة الإرهاب والعجرة غير الشرعية .





الثلاثاء ٢٤ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة