شبكة ذي قار
عـاجـل










تنشر شبكتنا هذا المقال المهم جدا والذي يرسخ حقيقة ان ايران تحركها الان مصالح قومية توسعية على حساب العرب لكنها تستخدم التشيع الصفوي لاخفاء المطامع القومية ، ورغم ان المقال فيه تعابير لانستخدمها فان ما يسلط عليه الضوء يجعلنا ننشره للفت الانظار الى تلك الحقيقة .

شبكة ذي قار

 

الدولة الإيرانية ليست ( حسينية ) أو ( جامع ) أو ( فاتيكان ) ، إنما هي كيان مؤسسي يدار بآليات تشريعية وقانونية تعمل على أساس الدولة القومية المطلقة .. ولهذا الكيان قيادة سياسية وعسكرية تابعه لها وتدار من قبلها .. وسياستها في الداخل والخارج تعتمد على منهج التعامل على المستوى الثنائي ( علاقات ثنائية ) وعلى مستوى متعدد الأطراف ( علاقات دولية ) مع مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة التابعة لها .. وهذه السياسات يتم تصريفها من خلال مؤسسات سيادية هي ( رئاسة الدولة وملحقاتها والسفارات والقنصليات والملحقيات الثقافية والتجارية والعسكرية ) ، وكل هذه المؤسسات تشكل كيان الدولة الأيرانية، فهي ليست مؤسسات دينية ولا مذهبية ولا هي حسينيات ، إنما هي مؤسسات سياسية تقع على عاتقها مسؤولية شؤون الدولة وإدارتها لهذه الشؤون وتصريف سياسات الدولة الخارجية .

وكما أن الدولة الأيرانية هي كيان مؤسسي يتولى مسؤولية إدارة الشؤون الداخلية والخارجية، فأن لهذه الدولة، بداهة ، أهداف تسعى للوصول إلى تحقيقها ، فهي بهذا المعنى، لها أهداف ولها وسائل وتخطيط يجمع بين الوسائل والأهداف .. وهذه الخاصية تجمع عليها كل الدول بدون إستثناء .. فأمريكا لا تديرها الكنائس وكذا بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا .إلخ ، إنما تدار من قبل حكومات دولها في ضوء معطيات الحاجات المادية والمعنوية والأعتبارية، وفي ضوء مدخلات السياسة ومخرجاتها، وليس للدين أو المذهب من دخل في صياغة أهداف تلك الدول .. فحين تدخل الدولة الأيرانية في حرب، فأن ذلك تعبير عن سياسة الدولة حيال دولة أو دول أخرى ، تتولاها نخب سياسية تدير شؤونها - حتى لو تبرقعت بلباس الدين أو المذهب - ، فالدين لا يرسم أهدافأ ستراتيجية للتمدد ، ولا يخطط لتدمير الدول وتمزيق الشعوب ولا يستهدف نهب وسلب ثروات شعوب أخرى ولا يرسل السلاح والعتاد إلى شعوب أخرى من أجل الأرهاب والعنف وإرتكاب المجازر والفوضى .. الدين والمذهب لا يفعل ذلك أبداً ، السياسة تفعل هذا وأكثر .!!

إذن .. الدولة الأيرانية، هي دولة قومية بسلوكها القومي العنصري المنحرف تعمل، شأنها شأن الأستعمار القديم والحديث من أجل إستعمار الشعوب وإغتصاب حريتها وكرامتها ونهب ثرواتها وقضم أراضيها، ولا علاقة ذلك بالدين ولا بالمذهب .. إنما المذهب لدى الدولة القومية الأيرانية هو ( أداة ) أو وسيلة لتنفيذ غاية أو ( هدف ) توسع الدولة القومية الأيرانية لا غير.. وكما هو حال دول العالم التي تحدد لها ( أهدافها ) فأنها تحدد لها ( وسائلها ) لغرض الوصول إليها على وفق ما يرسمه التخطيط الأستراتيجي للدولة .. فحين نقول أن الدولة القومية الإيرانية تسعى نحو شق طريق يمتد من غرب إيران عبر شمال العراق صوب شمال سوريا ( جنوب تركيا ) للوصول إلى منفذ على المتوسط ، هذا الكلام هو تخطيط ( سياسي- ستراتيجي ) لا يرسمه رجل مذهب في حسينية أو جامع، إنما يتحدث عنه رجل سياسي أو عسكري من رجال السلطة الحاكمة في مؤسسات النظام الأيراني .

ومعنى هذا أن حالة الصراع الدائرة في الظرف الراهن قد رسمتها مؤسسات الدولة القومية من قبل كأهداف في خارج الحدود الأقليمية للدولة القومية الأيرانية .. أما أداة أو وسيلة تنفيذ هذه الأهداف فقد اختارت الطغمة الحاكمة في طهران ( التشيع الفارسي ) كجرافة ميدانية تمهد وتعبد الطريق وتخلق الأجواء في الدول العربية لصراع مذهبي- مذهبي ، في الوقت الذي يتضح فيه الأمر جليا على الأرض أن لا صراع مذهبي ( سني- شيعي ) على الأطلاق .. والدليل المؤكد هو أن واقع الحال الذي سبق مجيئ خميني إلى السلطة عام 1979 كان يمثل جوهر التعايش السلمي الأجتماعي العربي .. ولكن ، ما أن جاء هذا الطائفي الدجال على رأس النظام الصفوي في إيران، حتى بدأ تنفيذ مخطط تمدد الدولة الفارسية وتدخلها العسكري- المليشي، فضلاً عن دعم حملة التشيع الفارسي مصحوبة بدعاوى الوصاية الفارسية على ( الشيعة العرب ) وتفعيل تحرك ( الشيعة الفرس ) في الأوساط العربية لفرض هذه الوصاية .!!

فالتخطيط الإيراني لسياسة التمدد نحو الشرق، هو تخطيط يجمع بين الهدف والوسيلة .. والوسيلة في عرف المؤسسة الطائفية في ( قم ) التي يديرها المرشد الأعلى ( علي خامنئي ) قد تحولت إلى هدف يتمثل بتشييع مواطني الدول الآخرى من المسلمين وغيرهم ، فيما يمثل هدف الدولة الفارسية ( التوسع ) الجيو- سياسي ، فضلاً عن تفريس القوميات الأخرى، كالقومية العربية والكردية والتركية وكذلك باقي القوميات في إيران حيثما أمكن ذلك.

إذن .. هدف الدولة الأيرانية ووسيلتها، هما محط إهتمام القيادة الفارسية .. تعملان معًا على تنفيذ الأستراتيجية الأيرانية .. ولكن يظل هدف الدولة القومية الأيرانية يتمثل بنزعة التوسع ، ليس في شكلها التقليدي الذي درج عليه الأستعمار البريطاني والفرنسي والأيطالي والأسباني والهولندي عن طريق الأحتلال العسكري المباشر، الذي فات زمانه وجربه الأمريكان في أفغانستان والعراق وأنسحبوا مهزومين يلعقون جراحهم ويعانون من إنهيارات مالية ضربت إقتصادهم وتصدعات أصابت بنياتهم العسكرية كلما استمروا محتلين لأراضي العراق ، لكن إحتلال الأيرانيين للعراق وتوغلهم في الأقطار العربية عن طريق التسلل المذهبي وفرض الوصاية على مواطني دول المنطقة كذبًا وإفتراءًا ، كان الهدف المركزي للنظام الفارسي ، ليس المذهب كهدف إنما الهيمنة على ثروات العراق والمنطقة العربية ( غاز ونفط ومياه وموقع ستراتيجي ) .!!

وعلى هذا الأساس، فأن التخطيط الفارسي الأيراني هو مشروع ( قومي ) وليس مشروعًا ( شيعيًا ) ، تريد إيران أن تخلق من خلاله تصادمًا ( سنيًا ) ومن ثم تعكس للعالم أن الصراع هو صراع ( سني - شيعي ) ، لتخفي أهداف سياستها القومية الأستراتيجية التوسعية في المنطقة .. وهذا الأمر قد أطلعت عليه أمريكا ووافقت على منهجيته لأكتساح المنطقة ، والدليل حين قال ( باراك أوباما ) ، (( إن أمريكا لن تتخلى عن أصدقائها في الخليج ، وهي كفيلة بحمايتهم من أي خطر ( خارجي ) ، أما الخطر ( الداخلي ) فليس من شأن السياسة الأمريكية، وإن معالجته تعود لدول الخليج نفسها )) .. بهذا المعنى ، قدم ( أوباما ) الضوء الأخضر لحكومة طهران لتفعيل نشاطاتها في الخليج العربي ( سفارات وقنصليات وملحقيات تجارية وثقافية وأي مؤسسات تنضوي تحت أسم التعاون الثنائي الخليجي الأيراني المشترك، لزيادة وتصعيد مخاطر ( الداخل ) الخليجي .. وهذا ما اتضح جليًا في البحرين والكويت على وجه الخصوص ، حيث تكشف التنسيق بين السفارة الأمريكية مع الـ ( وفاق ) في البحرين ، وما يماثله من تنسيق أمريكي إستخباراتية مع جهات إيرانية في الكويت وكذلك في صنعاء .!!

وما تعول عليه إيران في تفجيرات الداخل العربي أو بالأحرى الدفع بمخاطر ( الداخل ) العربي، هو مواطني الأقطار العربية من ( الشيعة ) حتى لو كانوا أقلية مذهبية كما يحصل :

- في سوريا أقلية ( شيعية ) يتقدمها النظام العلوي، سلحتها إيران لتحارب الأكثرية ( السنية ) من الشعب العربي السوري .

- في اليمن أقلية ( زيدية ) سحبتها إيران إلى ( قم ) وجندت قيادتها لتلتزم بمنهج طهران التشيعي وسلحتها لتحارب الأكثرية ( السنية ) من الشعب العربي اليمني.

- في لبنان أقلية ( شيعية ) تتمركز في الجنوب اللبناني سلحتها إيران لتحارب الأكثرية السنية والمسيحية من الشعب العربي اللبناني.

- وفي العراق سلحت إيران طابورها الخامس من أصول فارسية على أساس المذهب وضمت بصورة قسرية بعض ( الشيعة العرب ) وفرضت وصايتها عليهم .. فيما يمثل ( العرب السنه والكرد السنة والتركمان السنة ) الأكثرية ، حسب إحصاءات أنتهت إليها الأمم المتحدة خلافًا لمنهج الأحتلال الذي بنى العملية السياسية المتهرئة الفاسدة والفاشلة على أساس محاصصة الأكثرية والأقلية لتقسيم وتفتيت الشعب العراقي- هذه التوصيفات أسوقها من أجل تفسير السياسة الأستراتيجية الفارسية - .

- في الأقطار العربية التي لا يوجد فيها المذهب ( الشيعي ) ولا من ( أصول فارسية ) ، تحاول إيران إرسال دعاة وتسخير إمكاناتها الأستخباراتية تحت مظلات سفاراتها وقنصلياتها وملحقياتها التجارية والثقافية والدينية والعسكرية- والمثال ، ما حصل في السودان، والمغرب والجزائر ومصر- وتستعين إيران بجهود حزب الله في الجنوب اللبناني وبفضائية المنار وبعناصر منضوية تحت يافطة العمل الدبلوماسي في السفارات العراقية واللبنانية - حيث أفتضحت محاولات النظام الفارسي في السودان وفي مصر وفي المغرب والجزائر على وجه التحديد، ولكن محاولات طهران ما زالت مستمرة في عواصم المشرق والمغرب العربي لتأسيس بؤر حتى لو كانت تتشكل من بضعة أشخاص.!!

- ومن أجل أن يتكامل شكل الصراع ميدانيًا على أرض الواقع .. تعمل إيران على تنفيذ ما يسمى سياسة ( العزل ) أو ( الفصل ) المذهبي السني والشيعي، يبدأ بتسوير الأحياء السكنية والمدن بسياجات الكونكريت المسلح أو بسياجات السمنت والحِجْر على السكان والمواطنين بعدم الخروج والدخول إلا بالتعريف بهوياتهم السكنية .. فيما تعمل طواقم التربية والتعليم على فصل تلاميذ المدارس في الصف الواحد بين السنه والشيعة عن طريق مسائلاتهم وتشبيهاتهم في المناسبات المذهبية والدينية ، وينتهي بقطع الروابط الأجتماعية بمزيد من بدع الفواصل في المنطقة الواحدة والمحافظة الواحدة، ومن ثم عزل الدولة عن محيطها العربي .!!

- المليشيات التابعة لأيران والمرتبطة مباشرة بـ ( علي خامنئي ) المرشد الأعلى ، تقتل وتعتقل وتجرف كل من يعترض على السياسة الفارسية بغض النظر عن المذهب حتى لو كان ( شيعيًا ) يعترض ( ( الآن في العراق .. بدأت حملة تصفيات جسدية تقوم بها هذه المليشيات لقادة من الشيعة لآنهم يعترضون على السياسة الأيرانية في عدد من المحافظات ومنها على وجه التحديد العاصمة بغداد ، ومنهم قادة من الحشد الشعبي ) ) .!!

إذن .. العرب جميعاً أمام سياسة إستراتيجية تعمل عليها وتروجها إيران لتدمير ( الدولة ) العربية من خلال إشاعة العنف والأرهاب .. والهدف من تدمير الدولة العربية هو تحطيم مرتكزاتها السيادية والقيمية وسلب إرادتها ومحق سيادتها وتركها تابعًا لما يسمى إمبراطوريتها التي أعلنت عنها إيران بكل صفاقة دون أي خجل أو وجل .

لننظر جميعًا، أين كيان الدولة في العراق، وأين هو في ليبيا، وإين هو في اليمن، وأين هو في سوريا، نعم في سوريا، إن الأصرار على الحرب وإدامتها هو تدمير للدولة ببقاء نظام دموي لا مستقبل له وغير معترف به ولا يحظى بقبول الشعب العربي السوري والعربي والعالمي بوجه عام؟!

فما هي إذن الحركة الخفية للسياسة - الأستراتيجية الروسية ، وكذلك الأيرانية تجاه حوض البحر المتوسط ؟ :

أولاً- إيران تعمل على بناء خط أنابيب غاز يمر في شمال العراق، جنوب تركيا ، إلى سوريا ومنها للتصدير عبر المتوسط نحو أوربا .. وإيران في هذا التخطيط، الذي تمهد له على الأرض في العراق وسوريا، تزاحم :

ثانيًا- روسيا في عزمها على مد انبوب غاز من روسيا عبر البحر الأسود إلى تركيا ومنها إلى أوربا - وهذا ما تم الأتفاق عليه مؤخرًا بين ( بوتين وأردوغان ) في إجتماع أنقرة .. وهذا الأتفاق :

ثالثًا- يعزز مشروع ( سيل تركيا للغاز ) وبناء المحطة الكهرو- ذرية في تركيا، التي تعهدت روسيا بإنشائها .

رابعًا- أما منطقة حوض البحر المتوسط فهي تتضمن إحتياطات استراتيجية ضخمة من الغاز وصلت وفقًا لتقديرات المسوح الجيولوجية الأمريكية إلى ما يقارب ألـ ( 122 ) تريليون قدم مكعب، وهو الأمر الذي ينبأ بأزمات سياسية وصراعات عسكرية مستقبلية بين الدول الأقليمية المتشاطئة وكذلك التدخل الخارجي للقوى الكبرى بتحريض من شركاتها العملاقة نتيجة :

1- تدني الأهتمام بالنفط رغم أهميته .

2- إزدياد الأهتمام بالغاز .

3- تأمين الغاز المسال لمتطلبات المفاعلات النووية لأنتاج الكهرباء.

الخلاصة :

 إن إستعراض إيران لعضلاتها ومسرحيات جنرالها ( قاسم سليماني ) وسفنها الحربية التافهة، التي تعبث بممرات البحار وخلجان المنطقة العربية، وإطلاق رعاعها من الحوثيين صواريخ إيرانية الصنع على السفن التجارية والحربية المارة في المياه الدولية والمرابطة في أعالي البحار .. يعكس هذا السلوك ضعف الداخل الأيراني وهشاشته وغباء قيادته العنصرية الفارسية، التي تمارس الطائفية، إعتقادًا منها بأنها ستصل إلى أهدافها الأمبراطورية في زمن ما عادت فيه إمبراطوريات وإمبرياليات تذكر.. فمهما وضعت إيران ومن معها خطط وسيناريوهات الوصول إلى مياه المتوسط على أكتاف الروس، ومهما وضعت طهران من خطط للوصول إلى مضيق باب المندب والسيطرة على الخليج والبحر العربي على أيدي وسواعد الأمريكيين ، فلن تصل إلى نتيجة ، لأن الروس لهم مصالحهم ولا يكترثون بمصالح إيران الأمبراطورية.. كما أن الأمريكيين لهم مصالحهم ورؤيتهم الخاصة، وليس لهم أصدقاء حتى لو أستعملوهم كوكلاء سيلفظونهم كما لفظوا غيرهم ما دام لا صديق دائم ولا عدو دائم إنما المصالح في العلاقات الدولية هي الدائمة .. ومآل حكام طهران، كما أراها بوضوح ، الأنكفاء نحو الداخل أو الأنهيار في الزمن المنظور.!!





الخميس ١٩ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة